حل الجيش.. الواجب الوطني الذي تأخر كثيرا
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
حل الجيش.. الواجب الوطني الذي تأخر كثيرا
رشا عوض
ما نراه بأم أعيننا هو أن المؤسسة العسكرية معول هدم الدولة السودانية واداة تفكيكها وتعذيب شعبها واكبر ثغرة للتدخلات الخارجية الخبيثة، فهي اهم وكر للعمالة والخيانة الوطنية وسرقة الموارد الاقتصادية.
هذه هي الحقيقة التي سنرددها إلى ان نهلك دونها، وحتما سوف يأتي رجالها ونساؤها ذات يوم!
ولكن الآلة الاعلامية الفاجرة في البجاحة والمتخصصة في الكذب، والمثابرة على التضليل وتزييف الوعي نجحت في صناعة ببغاوات يرددون عبارات لزجة ومقرفة لا تصمد امام اي نقاش عقلاني ومنطقي قوامه الادلة والبراهين، عبارات على شاكلة القوات المسلحة صمام امان البلد!!! وانهيار الجيش يعني انهيار الدولة!!! والحفاظ على مؤسسة الدولة يستوجب الوقوف خلف الجيش! في حين ان الجيش نفسه ليس واقفا حتى نقف خلفه! بل هو في حالة هروب متواتر من ساحات المعارك!! وفي حالة اعتماد على مليشيات الكيزان والحركات المسلحة، وفي صباح كل يوم تتكاثر المليشيات من رحم جديدة اسمها حرب الكرامة!
المدينة الوحيدة التي صمدت طويلا في وجه الدعم السريع هي الفاشر ولكنها صمدت لأن المعركة تصدت لها قوات مناوي وجبريل التي حشدت قواتها على اساس قبلي، وتفننت الاجهزة الامنية في التحريض الاثني على القتال وتحويله الى معركة وجود بين الزغاوة والعرب، الامر الذي ينذر بمجازر جماعية على اساس اثني، والمؤشرات تشير إلى ان الفاشر في طريقها للسقوط في يد الدعم السريع في خاتمة المطاف، خصوصا بعد خروج خلافات مناوي مع سلطة بورتسودان الى العلن بسبب الثلاثمائة مليون دولار التي كان يجب ان تصرف للحركات المسلحة المشاركة في حرب الكرامة ولم تصرف لها حتى الآن.
خلاصة حديثي، هذا الجيش السوداني ليس وطنيا وليس مهنيا، ولو كان لدولتنا هذه اباء مؤسسين حقيقيين لكان اول قرار تتخذه حكومة الاستقلال في الاول من يناير ١٩٥٦م هو حل هذا الجيش المصمم على حراسة سلطة المستعمر وقمع الشعب، والشروع في بناء جيش السودان المستقل بمواصفات منسجمة مع توجه دولة وطنية مستقلة، تماما كما فعل نيريري مع جيش تنزانيا غداة الاستقلال.
لكن للاسف نحن دولة يتيمة لذلك ظلت مقموعة تحت بوت هذا الجيش منذ استقلالها حتى الآن.
اقول قولي هذا وانا متأكدة من ان حل الجيش السوداني الآن ليس ممكنا، لأن هناك ارادة دولية واقليمية لن تسمح بذلك وهي راغبة مع سبق الاصرار والترصد في الاحتفاظ بخيال المآتة هذا لمآرب تخصها، ولكن مهما يكن من امر، لا اجد منطقا في استدامة سيطرة الاوهام حول هذا الجيش على ادمغة السودانيين، هذا الجيش يجب النظر اليه كمؤسسة مأزومة وكاهم جذر من جذور الازمة الوطنية منذ الاستقلال، وبالتالي فان شرط استمراره هو انفتاحه على مشروع لاعادة الهيكلة لاعادة تأهيله فنيا واخلاقيا، فهذه الحرب لا تصلح مطلقا كرافعة سياسية للجيش تكريسا لوصايته على الدولة السودانية وتبعا لذلك وصاية الحركة الاسلامية اسما الاجرامية فعلا التي اشعلت هذه الحرب تحت تخدير حلم استعادة السلطة المطلقة على السودان بواسطة هذا الجيش الذي تحول طيلة عهد الاسلامويين الى مجرد ” حصان طروادة” الذي يختبئ داخله الكيزان لاضفاء الطابع الوطني على مشروعهم الحزبي البغيض، وذلك استنادا الى الاساطير الوطنية المنسوجة حول الجيش دون وجه حق.
ملحوظة: غدا ساواصل ما بدأته من نشر سلسلة اقتباسات من مقالاتي طيلة فترة الحرب عن موقفي من قوات الدعم السريع، لن افعل ذلك ارضاء للمعاتيه والسفلة من الكيزان المحترفين في البلطجة الاسفيرية والمتواطئين معهم من المغفلين او المأجورين، بل في سياق استخلاص الوعي الصحيح من هذه التجربة القاسية التي فرضت علينا فرضا ممثلة في هذه الحرب القذرة، حرب صراع السلطة بين الجيش والكيزان من جهة والدعم السريع في الجهة المقابلة.
الوسومالجيش السوداني الدعم السريع حل الجيشالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش السوداني الدعم السريع حل الجيش
إقرأ أيضاً:
الحكومة السودانية ينتقد كينيا لتوفير منصة لقوات الدعم السريع لإعلان حكومة منها
الخرطوم - اتهمت الحكومة السودانية كينيا بانتهاك سيادة السودان من خلال استضافة حدث يُرتقب أن تعلن خلاله قوات الدعم السريع حكومة موازية الجمعة.
,أفادت مصادر في قوات الدعم السريع وكالة فرانس برس أن هذه القوات التي تخوض الحرب مع الجيش السوداني منذ نحو عامين، تستعد لإعلان حكومة في الأراضي الخاضعة لسيطرتها من نيروبي.
أدانت وزارة الخارجية في الحكومة السودانية المتحالفة مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان كينيا لسماحها باستضافة الحدث. وفي بيان صدر مساء الثلاثاء، قالت الوزارة إن "هذا يعني تشجيع تقسيم الدول الإفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها، في خرق لميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي والقواعد التي استقر عليها النظام الدولي المعاصر".
منذ نيسان/أبريل 2023، تسببت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بمقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، وبأكبر أزمة إنسانية في العالم.
وفيما يسيطر الجيش على شرق وشمال السودان، تسيطر قوات الدعم السريع على كل منطقة دارفور تقريبا ومساحات من الجنوب.
في الأسابيع الأخيرة، قاد الجيش هجوما في وسط السودان واستعاد المدن الرئيسية وكل العاصمة الخرطوم تقريبا.
ويأتي قرار قوات الدعم السريع بالتوقيع على ميثاق مع الفصائل السياسية الموالية لها وإعلان حكومة في الأراضي التي تسيطر عليها، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تعزيز قبضتها على دارفور مما يؤدي فعليا إلى تقسيم السودان.
ويُتهم الجيش وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب. ووُجهت لقوات الدعم السريع بشكل خاص اتهامات بتنفيذ إعدامات جماعية على أساس عرقي وبجرائم العنف الجنسي وانتهاك حقوق الإنسان في مناطق سيطرتها.
في كانون الثاني/يناير، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، ثم برهان لاحقا بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وقالت وزارة الخارجية السودانية متوجهة إلى كينيا إن "احتضان قيادات المليشيا والسماح لها بممارسة النشاط السياسي والدعائي العلني، في وقت لا تزال فيه المليشيا ترتكب جرائم الإبادة الجماعية والمجازر ضد المدنيين على أساس إثني ومهاجمة معسكرات النازحين من الحرب والاغتصاب، هو تشجيع لاستمرار كل هذه الفظائع ومشاركة فيها".
وأفاد صحافيون من وكالة فرانس برس أن الحدث الذي كان مقررا الثلاثاء في مركز كينياتا الدولي للمؤتمرات في نيروبي، تأجل إلى الجمعة.
وقال مصدران مشاركان في تنظيم الحدث لفرانس برس إن دقلو الذي ظل بعيدا عن الأنظار معظم فترة الحرب، وصل إلى كينيا ومن المتوقع أن يحضر الإعلان يوم الجمعة.
Your browser does not support the video tag.