النهار أونلاين:
2025-05-01@09:00:58 GMT

مترفعة عن الزواج خوفا من ألسنة الناس

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

مترفعة عن الزواج خوفا من ألسنة الناس

سيدتي، ممتنة لك لأنني وجدت وعبر منبر قلوب حائرة حيزا استنير فيه بنصحك، ولن أخفيك أنني من أشد المعجبات بهذا الفضاء الطيب الذي لم أتردد للتواصل معه حتى افرغ ما في قلبي من حيرة.

سيدتي، أنا إنسانة متأملة حساسة ذات قلب طيب،لطالما تجدينني أقلّب دفتر ذكرياتي لأسترجع عديد المواقف التي نلت من خلالها النجاحات فتوّجت أحلامي على أرض الواقع، ولعلّ أكثر شيء يهزّني أنّ فضل الله وواسع كرمه هو من وضعني في أعلى المراتب.

درست إلى أن نلت شهادة عليا مكنّتني من طرق أبواب العمل،وقد إرتقيت في منصبي وصرت مسؤولة وهلّل والداي بما بلغته، حققت الإكتفاء المادي من خلال بيت وسيارة مكناني من الإستقلالية في العيش. كل هذا والحمد لله وأنا لوحدي من دون أن يكون لي بعد الله ودعاء الوالدين من سند.

يحسدني العديد من معارفي على البحبوحة التي أحياها، ويقر الأغلبية من المحيطين بي بضرورة أن يكون لي رجل حتى تكتمل جمالية الصورة الإجتماعية التي أحياها فلا كمال للمرأة من دون رجل يسندها ويكون إلى جانبها، إلا أنني ولما أقف وقفة المتأملة أجد نفسي على مشارف الستين غير أهلة للزواج أو الإرتباط، فقد ألفت حياة الوحدة، ولن يكون بمقدوري أن أجتمع تحت سقف واحد مع رجل قد يكون لديه من الغيرة أو عدم الإعتراف بما حققته من نجاحات فيكسر بذلك جميع ما في قلبي من هيبة ونشوة كفاح إنتهى بتجسيد كل ما كنت أتمناه وأربوه. لن يمكنني تحقيق حلم الأمومة وأنا في سني هذا، ولن يكون بوسع قلبي أن يسكن فيه أحدا يأتيه كمن أتى يحصد نجاحا لم يتعب عليه قط. كلماتي هاته نابعة من قناعة وصميم فؤاد قد يلين بكلام منك  ومن خلال منبرك الجميل.

أختكم س.جميلة من الشرق الجزائري.

الرد:

لا تمنحنا الحياة أكثر مما نستحق، وفي عديد الأحيان تكون بعض النجاحات والتألقات للمرء على حساب أمور أخرى لا تقل أهمية عن تلك المتعلقة بالعمل والدراسة، أمور حسية من شأنها أن ترفع من شأن وقوة صاحبها . وهذا أختاه تحديدا ما تحيينه، فقد مضيت في طريق حصد النجاحات ولم تعيري إهتماما لأبسط حلم يعانق قلب أي فتاة وهو الزواج وتكوين أسرة وهذا ليس بالعيب، فقد ترفعت بذلك عن علاقات عابرة وأخرى كانت ستهلك قلبك وتدمي فؤادك وأنت في مرحلة تكوين نفسك وبناء شخصيتك. ولتسمحي لي هنا أن ألومك أنك وبعد أخذ قسط من النجاحات لم تلتفتي إلى مسألة الظفر بزوج يمنحك الأمان ويزيدك تألقا على تألق، وإن كان الأمر مسألة مكاتيب ، فالقدر أيضا -وحسب ما جاء في رسالتك-لم يسق إليك من طرق أبواب بيتك وقلبك خاطبا ، وإلا لكنت اليوم أما تفرحين بنجاحات أبنائك وحتى بتألق زوجك في عمله وحياته إلى جانبك.

وأنت في سنك هذا لازالت لديك قابلية للنهل أكثر من أمور تتمنين تحصيلها، ومن حقك أيضا أن ترتبطي بمن سيكون رفيق عمرك إلى أخر يوم في حياتك. حاولي أن تفتحي أسوار قلبك التي بنيتها ليس غرورا ولا تعاليا وإنما وأنت في غفلة منك، وتأكدي من أن الله سيرسل لك من بوسعه تقدير والإعتراف بما بلغته من كيان و سيجعله فخورا بك مشيدا بكفاءتك ومعترفا بك.لا تربطي الزواج بمسألة الإنجاب أو بعض التفاصيل الحميمية، لأن الزواج أولا وقبل كل شيء تناغم وتكافؤ نفسي وكيمياء بين روحين. أعيدي التفكير في أفكار لا أعتبرها قناعات بقدر ما أرى أنها إرهاصات أنثى لم تجد من يدلها على أصوب طريق، فبات عليها أن تحسم الأمر بقرار وإختيار.

ردت:”ب.س”

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

مخالفة صريحة لكتاب الله !؟!

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

من تمسك بالقرآن فقد عرف الله، ومن عرف الله صار قلبه مسكناً لجميع المخلوقات. فالقرآن كالشمس ينير الطريق للجميع دون تمييز. وكالمطر يسقي كل أرض بلا استثناء. .
بداية نقدم اعتذارنا المسبق للفرق الإسلامية كافة (اكثر من 73 فرقة)، ونبحث معهم عن اسباب ومسببات ظاهرة مشوشة انتشرت منذ سنوات على شكل تلميحات خطيرة مخالفة للقرآن الكريم وتتعارض معه. .
فما ان تقرأ آية من الذكر الحكيم، أو تقول لهم: قال جل شأنه، حتى يأتيك الرد بقوة: كلا بل قال فلان عن فلان، فيلغون منطوق الآية، وينسفون تفسيرها، ويعطلون تأويلها، ويضعون الأحاديث المروية في مرتبة اعلى من مرتبة القرآن. بمعنى انهم يرفضون الاقتناع بكلام الله ويستبدلونه بحديث منقول أو مشكوك في صحته. .
ما لهم كيف يحكمون ؟، أم لهم كتاب فيه يدرسون ؟. الجواب: نعم. لديهم الآن البخاري والترمذي ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم والبيهقي. حتى اصبح لدى معظمهم عشرات الكتب التي تتضمن مفاهيم غير المفاهيم الواردة في كتاب الله. .
انظروا كيف يستخف الله بعقولهم، فيقول لهم: ((مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ)). .
ويقول في موضع آخر: ((تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون)). حيث يطلب منا الله أن لا نرفع أي نص تاريخي موروث إلى مستوى النص القرآني المحفوظ، وبالتالي فكل ما جاء على لسان الشراح والفقهاء ينبغي ان يتوافق تماما مع النص القرآني. وينبغي ان لا نجعل الموروث التاريخي حجة على القرآن. .
الطامة الكبرى اننا اصبحنا نجد صعوبة في مواجهة المشككين إذا كان بعض المشايخ يرجحون قول فلان وفلان على القرآن. .
احيانا يأتونك بحجج الناسخ والمنسوخ، أو يحتجون بقول تعالى: ((يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكتاب))، ويتجاهلون قوله تعالى في سورة النساء: ((أَفَلَا يَتَدبرون القرآن وَلَوْ كان مِنْ عِند غَيْر اللَّهِ لَوَجَدوا فِيه اختلَافا كثيرا)). .
اللافت للنظر ان المفسرين وبعض رجال الحديث وضعوا مجموعة من المقدمات، ثم اختلفوا في توصيف تلك المقدمات، فاختلفوا في تعريف الصحابي، واختلفوا في تقييم الرواة، فظهر ان فلان صادق عند هذا الفريق، وكاذب عند ذلك الفريق. اختلفوا في كل شيء تقريبا. .
قلنا في البداية: نحن لا نتكلم عن تراث فرقة واحدة، بل نتكلم عن تراث 73 فرقة. وبالتالي فان المطروح أمامنا هو أقرب إلى العصبية المذهبية والطائفية منها إلى الدين، ومعظمهم يدافعون عن عصبياتهم المتعمقة في نفوسهم. .
ليست المشكلة في صراع الحق والباطل. ولكن المشكلة أن يبقى الإنسان متفرجاً على صراع الحق والباطل، ولا يستطيع التمييز بينهما. .
هنالك اسئلة كثيرة ينبغي ان نوجّهها إلى انفسنا ونبحث عنها بصدق وأمانة. هل هجر المسلمون كتاب الله وراء ظهورهم منذ قرون ؟. هل انحرفوا عن الدين الحق ؟. وهل التعاليم الشائعة مجالسهم مطابقة للقرآن ؟. ام ان التعاليم المستمدة منه لا تزيد على 15 % على رأي معظم مشايخ الفرق السبعينية ؟. ألا يعلم هؤلاء المشايخ ان أول كلمة وآخر كلمة كانت (الناس) في سورة الناس ؟. وبعد ذلك يأتي من يقول لك ان الإسلام للمسلمين وحدهم، وانه مخصص لفرقة من تلك الفرق السبعينية. ترى ما الذي يمنعهم ان يدعوا بهذه الدعاء: اللهم ارزق الناس. اللهم ارحم الناس. بدلا من: اللهم ارزق المسلمين. اللهم ارحم المسلمين ؟. ألا يفترض ان نرتقي بالدعاء إلى الخطاب القرآني الأممي ؟. خطاب رب الناس، ملك الناس، إله الناس. خطاب الناس اجمعين ؟. ألا يفترض ان لا ننزلق في متاهات الخطاب الطائفي ؟. ولا نقول اللهم ارحم الطائفة الفلانية وحدها. .
كلمة أخيرة: هؤلاء لم يكتشفوا العمق الإنساني في القرآن الكريم. . .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • هل رفض عريس لمجرد أنه ليس وسيما حرام وتكبر على نعمة الله؟
  • سجناء المُطالبات المالية
  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية
  • الآية اليمانية…
  • مختص تقني: أكثر فئة معرضة للاحتيال هم كبار السن ..فيديو
  • التصالح مع الذات (السعادة الأبدية)
  • وهج الزهد.. حين تضيء القناعة طريق الحياة الزوجية
  • مخالفة صريحة لكتاب الله !؟!
  • الإسلام.. يجرّد الدين من الكهنوت
  • وزير البلديات: أكثر من 500 ألف فرصة وظيفية في الأنشطة التي تشرف عليها الوزارة