النهار أونلاين:
2024-09-22@14:23:44 GMT

مترفعة عن الزواج خوفا من ألسنة الناس

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

مترفعة عن الزواج خوفا من ألسنة الناس

سيدتي، ممتنة لك لأنني وجدت وعبر منبر قلوب حائرة حيزا استنير فيه بنصحك، ولن أخفيك أنني من أشد المعجبات بهذا الفضاء الطيب الذي لم أتردد للتواصل معه حتى افرغ ما في قلبي من حيرة.

سيدتي، أنا إنسانة متأملة حساسة ذات قلب طيب،لطالما تجدينني أقلّب دفتر ذكرياتي لأسترجع عديد المواقف التي نلت من خلالها النجاحات فتوّجت أحلامي على أرض الواقع، ولعلّ أكثر شيء يهزّني أنّ فضل الله وواسع كرمه هو من وضعني في أعلى المراتب.

درست إلى أن نلت شهادة عليا مكنّتني من طرق أبواب العمل،وقد إرتقيت في منصبي وصرت مسؤولة وهلّل والداي بما بلغته، حققت الإكتفاء المادي من خلال بيت وسيارة مكناني من الإستقلالية في العيش. كل هذا والحمد لله وأنا لوحدي من دون أن يكون لي بعد الله ودعاء الوالدين من سند.

يحسدني العديد من معارفي على البحبوحة التي أحياها، ويقر الأغلبية من المحيطين بي بضرورة أن يكون لي رجل حتى تكتمل جمالية الصورة الإجتماعية التي أحياها فلا كمال للمرأة من دون رجل يسندها ويكون إلى جانبها، إلا أنني ولما أقف وقفة المتأملة أجد نفسي على مشارف الستين غير أهلة للزواج أو الإرتباط، فقد ألفت حياة الوحدة، ولن يكون بمقدوري أن أجتمع تحت سقف واحد مع رجل قد يكون لديه من الغيرة أو عدم الإعتراف بما حققته من نجاحات فيكسر بذلك جميع ما في قلبي من هيبة ونشوة كفاح إنتهى بتجسيد كل ما كنت أتمناه وأربوه. لن يمكنني تحقيق حلم الأمومة وأنا في سني هذا، ولن يكون بوسع قلبي أن يسكن فيه أحدا يأتيه كمن أتى يحصد نجاحا لم يتعب عليه قط. كلماتي هاته نابعة من قناعة وصميم فؤاد قد يلين بكلام منك  ومن خلال منبرك الجميل.

أختكم س.جميلة من الشرق الجزائري.

الرد:

لا تمنحنا الحياة أكثر مما نستحق، وفي عديد الأحيان تكون بعض النجاحات والتألقات للمرء على حساب أمور أخرى لا تقل أهمية عن تلك المتعلقة بالعمل والدراسة، أمور حسية من شأنها أن ترفع من شأن وقوة صاحبها . وهذا أختاه تحديدا ما تحيينه، فقد مضيت في طريق حصد النجاحات ولم تعيري إهتماما لأبسط حلم يعانق قلب أي فتاة وهو الزواج وتكوين أسرة وهذا ليس بالعيب، فقد ترفعت بذلك عن علاقات عابرة وأخرى كانت ستهلك قلبك وتدمي فؤادك وأنت في مرحلة تكوين نفسك وبناء شخصيتك. ولتسمحي لي هنا أن ألومك أنك وبعد أخذ قسط من النجاحات لم تلتفتي إلى مسألة الظفر بزوج يمنحك الأمان ويزيدك تألقا على تألق، وإن كان الأمر مسألة مكاتيب ، فالقدر أيضا -وحسب ما جاء في رسالتك-لم يسق إليك من طرق أبواب بيتك وقلبك خاطبا ، وإلا لكنت اليوم أما تفرحين بنجاحات أبنائك وحتى بتألق زوجك في عمله وحياته إلى جانبك.

وأنت في سنك هذا لازالت لديك قابلية للنهل أكثر من أمور تتمنين تحصيلها، ومن حقك أيضا أن ترتبطي بمن سيكون رفيق عمرك إلى أخر يوم في حياتك. حاولي أن تفتحي أسوار قلبك التي بنيتها ليس غرورا ولا تعاليا وإنما وأنت في غفلة منك، وتأكدي من أن الله سيرسل لك من بوسعه تقدير والإعتراف بما بلغته من كيان و سيجعله فخورا بك مشيدا بكفاءتك ومعترفا بك.لا تربطي الزواج بمسألة الإنجاب أو بعض التفاصيل الحميمية، لأن الزواج أولا وقبل كل شيء تناغم وتكافؤ نفسي وكيمياء بين روحين. أعيدي التفكير في أفكار لا أعتبرها قناعات بقدر ما أرى أنها إرهاصات أنثى لم تجد من يدلها على أصوب طريق، فبات عليها أن تحسم الأمر بقرار وإختيار.

ردت:”ب.س”

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

هو رب القلوب..ورب الأعمال أيضًا

هو #رب_القلوب..ورب الأعمال أيضًا
#احسان_الفقيه

«ربُّنا ربُّ قلوب»، عبارةٌ حُرِّفت عن معناها الصحيح وغدت تمثل مهربًا من النقد وتأنيب الضمير، وشماعة تُعلَّق عليها الأخطاء، ومنطقًا لتبرير العجز والكسل والغفلة عن اتباع أوامر الله تعالى والتخلف عن العمل بأحكام الشريعة.

لا خلاف على كوْن القلب هو سيد الجوارح ومليكها، وهو محل الهداية والضلالة، والبصيرة والعمى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].

ولا خلاف كذلك في أن القلب هو كلمة سر النجاة يوم القيامة {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [الشعراء: 88-89].

مقالات ذات صلة متى ستتوقف هذه الحرب؟ 2024/09/20

ونقرّ كذلك بأن القلب وما وقر فيه من إيمان وتقوى هو معيار التفاضل في الأعمال بين الناس، فربما أتى الرجلان بنفس العمل، وبينهما في الأجر كما بين السماء والأرض، بذلك الشيء الذي يستقر في القلوب من الإيمان بالله والإخلاص له، كتلك البغي التي حدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم، دخلت الجنة بسقيا كلب كما جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ، قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ، فَنَزَعَتْ لَهُ بِمُوقِهَا فَغُفِرَ لَهَا).

وحول ذلك المفهوم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية «فَهَذِهِ سَقَتِ الْكَلْبَ بِإِيمَانٍ خَالِصٍ كَانَ فِي قَلْبِهَا فَغُفِرَ لَهَا، وَإِلَّا فَلَيْسَ كُلُّ بَغِيٍّ سَقَتْ كَلْبًا يُغْفَرْ لَهَا».

نقر بذلك ونعترف، ولكن هذا القلب لابد لصلاحه من برهان، وبرهانه الأعمال الصالحة التي تترجم صلاح القلب، فكما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم (أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُله أَلا وَهِي الْقلب) متفق عليه.

وعلى هذا فلا يعد القلب صالحا إلا إذا كانت الأعمال تشهد له، فليس الإيمان والتقوى مجرد دعوى، قال الحسن البصري «ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن بما وقر في القلب وصدقه العمل».

لقد لبّس الشيطان على الناس أمر دينهم، وسوّل لهم أنه لا يضر مع الإيمان ذنب كما ذهب المرجئة الذين حادوا عن المنهج الحق الذي كان عليه الناس في عهد النبوة والقرون المفضلة، فعزلوا أعمال الجوارح عن القلوب، وصار العامة يرددون بغير بصيرة ولا هدى: «ربنا رب قلوب»، ونسبوا إلى قلوبهم العمار بينما أعمالهم خراب.

وتراهم يقولون إن الله تعالى لا ينظر إلى صورهم ولا أموالهم ولكن ينظر إلى قلوبهم، ويغضون الطرف عما جاء في تتمة المعنى الوارد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ).

ذلك لأن الجوارح تصدق القلب أو تكذبه، فلا يمكن لقلب أن يكون سليما صحيحا إلا كانت الجوارح تصدق ذلك، ومن يدعي أن قلبه عامرٌ بمحبة الله والإيمان به وهو مُصرّ على معصيته بعيد عن طاعته، فليعلم أنه مغرور قد غرّه بالله الغرور، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يعلن إلغاء الدراسة بـ4 مدن خوفا من صواريخ حزب الله
  • “إسرائيل” تفرض حالة تأهب قصوى وتغلق المدارس والشواطئ شمالاً خوفاً من رد حزب الله
  • بيرسي تاو: الأهلي يسعى لتحقيق المزيد من النجاحات بعد انتصار عريض على جورماهيا
  • صحيفة إسرائيليّة: ردّ حزب الله قد يكون غير عادي وهذا ما قالته عن الحرب
  • أكثر الناس حقارة!!
  • الموسوي: المآل لن يكون إلا العزة والشموخ والإنتصار
  • هو رب القلوب..ورب الأعمال أيضًا
  • بعد تفجير أجهزة الإتّصالات... هل يكون ردّ حزب الله إعلان حربٍ؟
  • وكيل الأزهر: البناء الحقيقي للإنسان يكون باتباع سنة الرسول