هل يقوم الاحتلال باغتيال المطلوبين لدى واشنطن في الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
قال مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك: إن "إدارة الرئيس جو بايدن لن تذرف دمعة واحدة على مقتل عقيل"، مشيرًا إلى أنه كان مسؤولًا عن تفجير السفارة الأمريكية في بيروت قبل 40 عامًا.
وأعاد تصريح ماكغورك، حول استشهاد القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل الجمعة الماضية، إلى الأذهان تصريح مسؤول أميركي آخر عقب اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية في دمشق عام 2008.
ففي عام 2008، اكتفى المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأمريكية بالقول بعد اغتيال عماد مغنية في دمشق في سيارة مفخخة: "العالم أفضل بدون عماد مغنية".
وكل من مغنية وعقيل متهمان من قبل الولايات المتحدة بالضلوع في تفجيرات استهدفت القوات متعددة الجنسيات في لبنان والسفارة الأمريكية في بيروت عام 1983، حين لم يكن حزب الله قد أعلن عن تأسيسه بعد، وكانت تلك الجماعات تعمل تحت اسم "منظمة الجهاد الإسلامي".
وصنفت الولايات المتحدة أربعة مطلوبين في تلك التفجيرات، اغتيل ثلاثة منهم، هم مغنية وعقيل، بالإضافة إلى القيادي البارز فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت في تموز/يوليو الماضي. بينما تم تصنيف المطلوب الرابع، طلال حمية، من قبل وزارة الخزانة الأميركية كإرهابي عالمي عام 2012.
"إسرائيل" لم تتبنى الاغتيال
بينما لم تُحدد الجهة المسؤولة عن اغتيال عماد مغنية، تركت وسائل إعلام قريبة من حزب الله تقديرات متباينة حول التقاطعات الاستخبارية الأمريكية والإسرائيلية. إلا أن "إسرائيل" تبنّت عمليات اغتيال أخرى بفارق أقل من شهرين، حيث نُفذت هذه العمليات في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقامت الولايات المتحدة بوضع عدد من قياديي حزب الله على قوائم العقوبات ولوائح المطلوبين دولياً، بناءً على أحداث أمنية وقعت في لبنان خلال فترة الحرب اللبنانية، تحديداً بين 1983 و1987.
وهذه الأحداث تشمل تفجير مقر القوات متعددة الجنسيات في عام 1983، وتفجير السفارة الأمريكية في بيروت في نفس العام، وتفجير ملحق السفارة في عام 1984، بالإضافة إلى اختطاف طائرة تابعة لخطوط "تي دبليو إيه" في عام 1985، واختطاف واحتجاز ما يقرب من 100 فرد من الرعايا الأجانب، معظمهم غربيون، بينهم ثلاثة مواطنين أمريكيين بين عامي 1983 و1988، وفقًا لـ"برنامج مكافآت من أجل العدالة".
ووفقا لواشنطن فإن حركة الجهاد الإسلامي، التي تبنت الهجوم على مقر "المارينز" عام 1983، هي وحدة العمليات التابعة لحزب الله، وقد استهدفت عناصرها قوات حفظ السلام الأمريكية والفرنسية ضمن "القوة متعددة الجنسيات في لبنان".
وأسفر التفجيران عن مقتل 241 من مشاة البحرية الأميركيين و58 جندياً فرنسياً و6 مدنيين. منذ ذلك الحين، انتقل عدد من عناصر حركة الجهاد الإسلامي الذين أشرفوا على الهجوم إلى قيادة حزب الله، مثل طلال حمية وفؤاد شكر.
وشنت فرنسا غارات جوية في وادي البقاع شرق لبنان ضد مواقع يُزعم أنها تعود للحرس الثوري الإيراني، الذي يُعتقد أنه درب مقاتلي حزب الله. وفقاً لتقارير إعلامية دولية، كان عماد مغنية هو العقل المدبر وراء التفجير.
وبإضافة إلى مغنية وعقيل، وُضع فؤاد شكر على لائحة العقوبات الأميركية منذ عام 2017 لدوره المزعوم في تفجير "المارينز" في بيروت. وقد أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية شكر ضمن قائمة "مكافآت من أجل العدالة" في عام 2012، وصنفتهم كـ"إرهابيين عالميين". عُرف تورط حمية في عدة هجمات وعمليات اختطاف طائرات تستهدف مواطنين أمريكيين.
خلال الفترة من 1982 إلى 1992، تم قتل عدد من المواطنين الأمريكيين في لبنان. وتقول واشنطن إن حزب الله والإرهابيين المرتبطين به اختطفوا واحتجزوا نحو 100 فرد من الرعايا الأجانب، معظمهم غربيون.
ومن بين ضحايا الاختطاف، تعرض الأميركيون ويليام باكلي وبيتر كيلبورن وويليام هيغينز للتعذيب ثم القتل.
وتتضمن قوائم العقوبات الأمريكية والمكافآت للإدلاء بمعلومات عنهم أسماء أشخاص من الحزب يُزعم أنهم تورطوا في اختطاف طائرة الرحلة رقم 847 التابعة لخطوط "تي دبليو إيه" الجوية أثناء تحليقها من أثينا إلى روما عام 1985.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية حزب الله مغنية لبنان إسرائيل لبنان إسرائيل امريكا حزب الله مغنية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عماد مغنیة فی بیروت حزب الله فی لبنان فی عام
إقرأ أيضاً:
هل تقرب "سياسة ترامب الانعزالية" الصين من دول العالم؟
اعتبرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانعزالية هي بمثابة "اللعب بالنار" لأنها قد تقرب العالم من العدو الأعظم للولايات المتحدة الأمريكية الذي يأتي من الشرق، في إشارة إلى الصين.
وقالت "معاريف" إن دخول ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية يعد حدثاً دراماتيكياً من شأنه أن يهز الساحة الدولية ويختبر العلاقات مع الصين. وبالنظر إلى حقيقة أن العالم اليوم منقسم ومضطرب ومليء بالتهديدات والأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية الهائلة، فلا شك أن رئاسة شخص توج نفسه باعتباره السياسي الأكثر قوة وأهمية في القرن الحادي والعشرين، أمر بالغ الأهمية.
وتقول الصحيفة إنه بعيداً عن الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي خطط لتنفيذها وينفذها بالفعل هذه الأيام (مثل انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، وإعلان حالة الطوارئ على الحدود مع المكسيك، وغيرها)، فإنه من المتوقع أن يكون لوجهة نظره الانفصالية وسياساته المتقلبة والعدوانية تأثير جذري على الاقتصاد والسياسة الأمريكية والعالمية، وكذلك على ديناميكيات توازن القوى العالمي، وقد يأتي على شكل تراجع مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في مقابل تعزيز القوة والنفوذ العالميين للصين.
وعلاوة على ذلك، فإن تمسكه بمبدأ "أمريكا أولاً"، الذي يؤدي بالفعل إلى تغييرات جذرية في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، يحمل في طياته تداعيات جيوسياسية بعيدة المدى.
كيف تفكر النسخة الجديدة من ترامب؟https://t.co/wCH9M5HUjO pic.twitter.com/1zjlpSQb6E
— 24.ae (@20fourMedia) January 24, 2025 إعادة تشكيل خريطة العلاقات الدوليةأوضحت معاريف، أن هذا قد يؤدي إلى إعادة تشكيل خريطة العلاقات الدولية والاتفاقيات والتحالفات، وقد يؤثر على التجارة العالمية والنمو العالمي، وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تتسارع الأحداث والتطورات التي تهدف إلى تعزيز المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن يعلن ترامب عشية تنصيبه في تجمع النصر الذي أقيم في واشنطن أن "الستار قد أسدل على أربع سنوات طويلة من التراجع الأمريكي، وسنفتتح يوماً جديداً بالكامل من القوة الأمريكية، الرخاء والشرف والفخر"، وكجزء من التحول السياسي وضعف صورة الرئيس المنتهية ولايته جون بايدن، سيقدم ترامب نفسه كزعيم قوي يسعى إلى السلام، وإنهاء الحروب في أوكرانيا وقطاع غزة، والصراع مع إيران.
وبحسب الصحيفة، إن وقف إطلاق النار، من وجهة نظره، ليس سوى "طلقة افتتاحية" وخطوة حيوية على طريق تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي، لذلك حتى قبل دخول البيت الأبيض، أثبت الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة، الذي يسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، أنه الرئيس الحقيقي.
وبينما يسعى إلى تعزيز مكانة الولايات المتحدة كقوة اقتصادية عظمى في العالم، أعلن ترامب أن إدارته تعتزم إعادة ترسيخ نفوذها في الشرق الأوسط و"استقرار ديناميكيات الأمن وتوازن القوى الإقليمي لصالح حلفائها الرئيسيين"، وفي الوقت نفسه، وعد بدعم إسرائيل ومصالحها بشكل كبير، وزعم أنه سيعمل على توسيع اتفاقيات إبراهيم، ومن ناحية أخرى، وفي إطار التعامل مع القضية النووية الإيرانية، من المتوقع أن يواصل ممارسة "أقصى قدر من الضغط" على إيران ووكلائها العديدين، بما في ذلك تشديد العقوبات الاقتصادية ضدها، وزيادة عزلتها السياسية والدبلوماسية، وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران لتقليص دخلها من التجارة مع روسيا وصادرات النفط، وخاصة إلى الصين.
وقالت إن تعزيز العلاقة الثلاثية بين إيران وروسيا والصين، وتوسيع علاقات الصين مع العديد من دول الشرق الأوسط ومنتجي النفط، كان ولا يزال قضية استراتيجية حادة في نظر البيت الأبيض، مضيفة أن التدخل الاقتصادي المتزايد من جانب بكين وتحركاتها الدبلوماسية في المنطقة، والتي ترمز إلى أهمية الشرق الأوسط في مشروع "الحزام والطريق"، وخصوصاً في طريق تشكيل نظام عالمي جديد مناهض للغرب، يتعارض مع المصالح الحيوية لواشنطن، كما أن "هذه التهديدات تشكل تحدياً كبيراً للأمن القومي الأمريكي"، وفقاً لما قاله وزير الخارجية الأمريكي الجديد مارك روبيو.
وعلى هذه الخلفية، وبهدف إضعاف النفوذ الإقليمي لبكين وموسكو، من المتوقع أن تعمل إدارة ترامب على الترويج لمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وهذه هي التحركات من شأنها أن تؤثر على سوق الطاقة العالمية، وأسعار النفط والغاز الطبيعي.
خطوة عسكريةوتشير الصحيفة إلى أن ترامب قد يتخذ أيضاً خطوة عسكرية كبيرة من شأنها الحد من هجمات الحوثيين في منطقة البحر الأحمر وإزالة التهديد لمصادر الطاقة في المنطقة، وكذلك طرق الشحن والتجارة الدولية، ومن الممكن أن يؤثر كل ذلك بدوره على المجال الجيوسياسي والجيوستراتيجي في الشرق الأوسط.
زيادة التعريفات الجمركيةوعلاوة على ذلك، إذا نفذ ترامب تهديداته بالفعل وزاد التعريفات الجمركية الوقائية على الواردات من الصين إلى 60% وفرض تعريفات بنسبة 20% على بقية العالم، فإن هذه التعريفات، التي تهدف إلى تقليص الفائض التجاري الصيني في الولايات المتحدة، سوف تصبح أكثر خطورة. وأضافت الصحيفة أن الإطار التجاري بين الصين والولايات المتحدة، والذي بلغ ذروته عند 992.16 مليار دولار في عام 2024، من شأنه أن يحدث هزة في هيكل التجارة العالمية.
#عاجل| الكرملين: بوتين جاهز لاتصال ترامب pic.twitter.com/h8OzRFS2Um
— 24.ae | عاجل (@20fourLive) January 24, 2025 حالة ركود عالميةوأوضحت الصحيفة أن هذه السياسات من شأنها أن تدخل العالم في حالة ركود بحلول عام 2028، فضلاً عن حرب تجارية عالمية ستؤثر على الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد وتضر باقتصادات أوروبا وآسيا، وعدد من الدول الأخرى، وهي كلها أمور من شأنها أن تؤدي إلى تدابير متبادلة تسرع الانعزالية الاقتصادية وارتفاع الأسعار والتضخم في الولايات المتحدة وحوال العالم.