إصرار اليمنيين وصمودهم تكسر محاولات الإماميين للانقلاب على ثورة 26 سبتمبر
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
خطت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بأحرف من نور عهدا من الحرية والانعتاق من الحكم الكهنوتي الإمامي البائد، والذي جثم على صدور اليمنيين رتحا من الزمن.
ورغم محاولات الإماميين إعادة عجلة الزمن إلى الوراء إلا أن اليمنيين قالوا كلمتهم وثاروا ضد الخرافات والجهل والتخلف، ووقفوا حائط صد أمام هذه المساعي البائسة، حيث تجلى صمود اليمنيين في ملحمة السبعين يوما من الحصار الإمامي على العاصمة صنعاء.
سبعون يوماً من الحصار الإمامي على العاصمة صنعاء منذ الـ 28 من نوفمبر 1967 حتى الثامن من فبراير 1968 لوأد ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962 ورموزها، كتب بعدها القدر ميلاداً جديداً للجمهورية الوليدة.
تهيأت الظروف والأسباب من كنف الإصرار والصبر لكسر هذا الحصار الجائر في ملحمة نضالية ثورية شارك فيها أبطال القوات المسلحة والمقاومة الشعبية رافعين شعار الجمهورية لتندحر القوات الإمامية وجر أذيال الهزيمة وتتحطم آمالهم أمام الالتفاف الشعبي والزخم الجماهيري الذي أحاط بالثورة الشعبي ضد سلطة الكهنوت الرجعية.
بعد فشل حصار السبعين يوما أدركت القوى الإمامية استحالة المواجهة العسكرية لإسقاط الثورة والجمهورية ووجدت في المصالحة الوطنية هروباً من الهزيمة والانهيار فأعلنت الاستسلام والولاء للثورة والجمهورية.
وكانت فلول الإمامة تمكنت من لملمة صفوفها والتقدم نحو صنعاء في السنين التي أعقبت ثورة 26 سبتمبر وخصوصاً الأعوام 66 و 67 و 68 لتخمد ملحمة السبعين يوماً منذ الأول من ديسمبر 1967 وحتى الثامن من فبراير 1968 تلك النار التي كانت مختبئة تحت الرماد.
فكان الانتصار في ملحمة السبعين انتصاراً للثورة والجمهورية وسطر الأبطال أروع البطولات في دفاع مستميت وثبات لا يلين في صنعاء ووصول الدعم الشعبي والقبلي لفتح طريق صنعاء الحديدة لتبدأ بشائر النصر تلوح في الأفق وكانت بداية لانتهاء حصار صنعاء وتثبيت الثورة والجمهورية ودحر فلول الإماميين.
تعد ملحمة السبعين واحدة من أكبر الملاحم الأسطورية التي خاضها الثوار الأحرار لإرساء مداميك النظام الجمهورية، وطمر حقبة الكهنوت الإمامي الغاشم الذي أراد بمعركة حصار صنعاء وأد حلم اليمنيين في صناعة جمهوريتهم الفتية، بعد حرب دامت 8 سنوات، لينقلب السحر على الساحر وكانت معركة السبعين يوماً الحاسمة في انتصار الجمهورية وهزيمة ذلك المشروع المتخلف إلى غير رجعة.
كان للمقاومة الشعبية دورا كبيرا بمشاركة أحرار جبهة التحرير من جنوب الوطن الذين ساهموا في الدفاع عن صنعاء وبعض القوى القبلية للدفاع عن صنعاء وأمنها وأهلها.
وها هو التاريخ يعيد نفسه ليفرض اليوم على أحرار وشرفاء اليمن في صنعاء وباقي المحافظات التحرك الجاد لتخليص الوطن من النسخة الأسوأ للإمامة المتمثلة بميليشيا الحوثي التي انقلبت على الدولة ودمرت مؤسساتها وأدخلت الوطن في أتون حرب يدفع فاتورتها الشعب اليمني منذ نحو 10 سنوات وهو ما يفرض توحيد الصف الوطني لاستعادة الدولة وعاصمتها التاريخية صنعاء وإنهاء عبث الميليشيا ووأد أحلامها إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء إصرار السلطة على استكمال حملتها الأمنية بمخيم جنين؟
تواصل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية حملتها ضد المقاومين في محيط مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في ظل رفض السلطة مبادرات الحل المطروحة وتمسكها بخروج المقاتلين من المخيم أو تسليم سلاحهم.
ويرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن جزءا من المشكلة التي تعيشها الحالة الفلسطينية يعود إلى "استمرار البعض في التعلق بأوهام الحل الوسط مع الحركة الصهيونية، وإمكانية أن تكون واشنطن وسيطا بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وشدد على ضرورة الانشغال بالملفات الوطنية الفلسطينية والحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، محذرا من حالة الاستقطاب الداخلي وتحول الانقسام السياسي إلى انقسام شعبي، خاصة في ظل أخطر وضع تعيشه القضية الفلسطينية منذ النكبة.
وأسفرت حملة السلطة الفلسطينية في مخيم جنين عن مقتل 11 شخصا على الأقل واعتقال العشرات حتى الآن، في ظل تمسكها بـ"إنهاء الحالة المسلحة" في المخيم.
وشدد البرغوثي -في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- على ضرورة حل الأزمة ونزع فتيلها في مخيم جنين في إطار داخلي دون تدخل خارجي، مؤكدا أن لا سبيل سوى بالحوار البنّاء والشراكة الوطنية وليس المواجهات "فالحلول العسكرية والأمنية لن تنجح".
إعلانووفق البرغوثي، فإن إسرائيل تواصل اقتحاماتها لمدن الضفة وقراها خلال أحداث جنين، كما أنه لا توجد منطقة غير مستباحة من جيش الاحتلال، مستهجنا "لوم الضحية وليس المجرم الذي يمارس القتل والتهجير والتدمير".
وفوجئت إسرائيل بالإصرار الذي أظهرته قوات الأمن الفلسطينية في جنين، إذ نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن "عملية جنين قد تكون نقطة تحول إذا نجحت، مما سيسمح باقتلاع المسلحين في أجزاء أخرى من الضفة الغربية".
قرار سياسي
بدوره، يعتقد نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة أن الحملة في مخيم جنين نابعة من قرار سياسي، معربا عن أمله في أن يخرج الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ويتحدث بوضوح عما يريده من جراء الحملة الحالية ضد سلاح المقاومة.
ووفق خريشة، فإن من يراهن على الوعود الأميركية التي بيعت للفلسطينيين منذ عقود فهو واهم، مشيرا إلى أن الرهان على التسوية والمفاوضات "لم يعد مقبولا"، ونبّه إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب هو عرّاب "صفقة القرن" في ولايته الرئاسية الأولى.
ورأى أن الاحتلال هو المستفيد الوحيد مما يجري في مخيم جنين، مشددا على ضرورة الوحدة لمواجهة الاحتلال ومخططاته لإفشالها مع وجود قيادة فلسطينية تعرف ما تريد وتخطط للمرحلة المقبلة.
ورفض خريشة الأوصاف التي تطلق على المسلحين بمخيم جنين، وقال إنهم مقاومون وليسوا خارجين عن القانون، مشددا على أن سلاح المقاومة هو سلاح شرعي، وأي سلاح يوجه للشعب الفلسطيني "لا يمكن أن يكون فلسطينيا".
واتهمت فصائل فلسطينية -بينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين– أجهزة الأمن الفلسطينية بملاحقة المقاومين في جنين.
ولفت خريشة إلى أن كل الوساطات قوبلت بالقبول لدى مقاومي مخيم جنين، لكن لم يأتِ أي رد من الرئيس عباس "لذلك لم يكتب لها النجاح"، محذرا من خطورة خطاب الكراهية، الذي يتجذر مع استعادة روح الانقسام الداخلي الفلسطيني.
إعلانوخلص إلى أن إسرائيل تنظر بفرح وارتياح وإعجاب لما يجري في جنين، معتبرا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش هو الحاكم الفعلي للضفة الغربية.