سوليفان:خطر التصعيد في الشرق الأوسط حقيقي وكبير
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
آخر تحديث: 22 شتنبر 2024 - 2:17 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- نفذ الجيش الإسرائيلي، أمس، أكثر من 100 غارة على لبنان، في إطار تصعيد عسكري تفاقم في الأيام الماضية، حيث استهدف منصات صواريخ تابعة لـ«حزب الله». كما أعلنت تل أبيب إغلاق مجالها الجوي، وجميع المنشآت الخاصة بالطيران من مدينة الخضيرة إلى الشمال، أمام جميع أنواع الطائرات، لمدة 24 ساعة.
فيما حذر البيت الأبيض من أن خطر التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان «كبير».وأكد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان أن «خطر التصعيد في الشرق الأوسط حقيقي وكبير وهناك لحظات يكون التصعيد فيها أكثر حدة من غيرها».واعتبر أن «الطريقة التي قدم بها الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله خطابه هذا الأسبوع فتحت جبهة الشمال».وقال سوليفان: «سنبذل قصارى جهدنا لإعادة الهدوء بين لبنان وإسرائيل»، وأردف: «لم نصل بعد إلى مرحلة حرب أوسع نطاقاً بين إسرائيل ولبنان وآمل ألا يحدث ذلك».وردّ سوليفان على سؤال حول الضربة الإسرائيلية على مسؤول بـ«حزب الله»، قائلاً: إنها «نتيجة جيدة أن يتم تقديم الناس للعدالة». في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي عن شن ضربات جوية جديدة ضد مواقع لـ«حزب الله» في لبنان، أمس، بعد يوم من الغارة التي استهدفت قادة للحزب قرب العاصمة بيروت.وجاء في بيان أن «الجيش الإسرائيلي قصف مواقع تابعة لحزب الله في لبنان»، مضيفاً أن 16 مقاتلاً على الأقل من «حزب الله» قتلوا في غارة، الجمعة، في الضاحية الجنوبية لبيروت. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن الجيش الإسرائيلي أنه قصف أكثر من 100 هدف في جنوب لبنان منها منصات صواريخ تابعة لـ«حزب الله».ونجح في تدمير الآلاف من قاذفات الصواريخ كانت جاهزة لإطلاق نيرانها في اتجاه الأراضي الإسرائيلية»، وقالت إن مقاتلات إسرائيلية شنت عشرات الغارات مستهدفة مناطق من أعالي البقاع الغربي وصولاً إلى مناطق في مجرى الليطاني ومنطقة العيشية والنبطية وصولاً إلى ميس الجبل ومحيطها ومناطق أخرى من جنوب لبنان.وذكر شهود عيان أن الغارات الإسرائيلية أمس، هي الأعنف التي يشهدها جنوب لبنان منذ بدء المواجهات بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي في أكتوبر الماضي. وسُمع دوي الانفجارات لمناطق بعيدة في الجنوب. من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً في بيان لسلطة الطيران المدني أنه: «نظراً للأوضاع الأمنية المتوترة، تقرر إغلاق الأجواء من خط الخضيرة شمالاً، بما في ذلك المناطق المفتوحة أمام رحلات الهواة، وذلك اعتباراً من صباح السبت، ولمدة 24 ساعة».وقالت إن الإجراء يهدف إلى ضمان سلامة التحليق ومنع انقطاع التشويش على الطلعات الجوية الطارئة، موضحة أن هناك استثناءات مثل خدمات الطوارئ والشرطة والإطفاء وبعض الرحلات التجارية التي سيسمح لها بالتحليق، وفقاً للاستثناءات والموافقات المسبقة. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أمس، أن 31 شخصاً على الأقل قُتلوا في الضربة الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، لأول من أمس، بينهم 3 أطفال و7 نساء، في أعنف ضربة خلال هذا الصراع الممتد منذ عام بين «حزب الله» وإسرائيل.وفي مقابل الغارات المكثفة على جنوب لبنان والبقاع الغربي، أطلق «حزب الله» عشرات صواريخ الكاتيوشا على مواقع عسكرية في الجليل والجولان المحتل.وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد 65 قذيفة أطلقت من لبنان، بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق 90 صاروخاً من لبنان.وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الصواريخ التي أطلقت من لبنان تسببت في إصابة مبنيين في شمال صفد وفي مستوطنة راموت نفتالي، بالإضافة لاندلاع حرائق في عدة مناطق بالجليل.وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية إنه تم الدفع بـ10 فرق إطفاء لإخماد حرائق اندلعت في أحراش بيريا في صفد بسبب صواريخ «حزب الله». وكان مجلس الأمن الدولي، قد عقد ليل اول من أمس جلسة بشأن التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة، والتي شهدت انتقادات لإسرائيل، في أعقاب تفجيرات أجهزة الاتصالات اللاسكي و«البيجر» في لبنان، فيما دعت الأمم المتحدة إلى محاسبة منفذي هذه الهجمات.وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، خلال الجلسة، إن «القانون الدولي الإنساني يحظر استخدام أجهزة مفخخة في شكل أشياء محمولة تبدو غير ضارة ولكنها مصممة لحمل مواد متفجرة»، مشدداً على «ضرورة محاسبة من أمروا بهذه الهجمات ونفذوها».وأعرب فولكر تورك عن الأسف «إزاء اتساع وتأثير الهجمات التي وقعت يومي 17 و18 سبتمبر في لبنان على المدنيين، عندما انفجرت أجهزة نداء (البيجر) وأجهزة اتصالات لاسلكية، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية».ونبه إلى أن «الاستهداف المتزامن لآلاف الأفراد، سواء كانوا مدنيين أو أعضاء في جماعات مسلحة، دون معرفة من كان بحوزته الأجهزة المستهدفة وموقعها ومحيطها وقت الهجوم، ينتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني في حدود قابليته للتطبيق».كما قالت روز ماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام: «إن الخطر الذي يهدد الأمن والاستقرار، ليس فقط في لبنان، بل وأيضاً في المنطقة، لا يمكن أن يكون أكثر وضوحاً أو خطورة».
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی لـ حزب الله جنوب لبنان فی لبنان
إقرأ أيضاً:
حرب الشرق الأوسط تُلغي معرضاً استثنائياً حول المدينة الخالدة في باريس
للمرّة الأولى تُعطّل الحرب الدائرة في الشرق الأوسط، البرنامج الثقافي لمعهد العالم العربي في باريس، حيث كان من المُقرّر أن يُقام معرض ضخم يمتد على مدى نحو 5 أشهر حول موقع جبيل التاريخي، بدءاً من 26 نوفمبر (تشرين الأول) 2024، قبل أن يتم تأجيله نحو عامين إلى تاريخ لم يتم تأكيده بعد في عام 2026، وذلك كونه بات من المُستحيل حالياً نقل مئات الأعمال الأثرية من لبنان إلى فرنسا.
وجبيل إحدى أقدم المُدن في لبنان والعالم، ومُصنّفة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وتقع على ساحل المتوسط على بُعد عشرات الكيلومترات شمال بيروت، وقد اقترب التفجيرات من مناطقها الأثرية قبل أيام.
???? [1/4] L'#exposition sur « #Byblos, Merveille de Méditerranée » reportée en raison du contexte géopolitique #Thread ⬇️ pic.twitter.com/tW4l0xtM1S
— Institut du monde arabe (@imarabe) October 22, 2024 9000 عاموكان من المُقرّر تنظيم معرض استثنائي يجمع قطعاً أثرية وأعمالاً فنية ومنحوتات لا تُقدّر بثمن، ويُقدّم اكتشافات أثرية فريدة وحديثة لم تُعرض من قبل لعامة الناس، في رحلة استكشافية لأوّل ميناء بحري في العالم منذ ما يقرب من 9 آلاف عام.
وتوضح القطع والأعمال الفنية المُتنوّعة، تأثير الحضارات المختلفة على مدينة جبيل، وخاصة حضارات الإغريق والمصريين والفينيقيين، ويُمكن رؤية تمازج الثقافات في المواد المستخدمة أو التقنيات الحرفية أو الأشكال المحددة.
La culture, autre victime collatérale de la guerre…
L'Institut du monde arabe reporte l'exposition consacrée à la cité antique de Byblos, au Liban, en raison du contexte géopolitique https://t.co/uXHkquArqw
وذكر مدير الاتصالات في المعهد مارتن جارانيون "لقد كان رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ في لبنان يوم 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، لمُناقشة الترتيبات النهائية للمعرض، وهو اليوم الذي شهد بداية الهجوم الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف التفجيرات، ويبدو اليوم تنظيم هذا الحدث المُهم أكثر تعقيداً".
وأوضح أنّ المعهد كان يعمل منذ عدّة أشهر، مع السلطات اللبنانية ومؤسسات ثقافية مرموقة لتنظيم المعرض، مؤكداً "لم نرغب نحن ولا شركاؤنا في التخلّي عن المشروع. اللبنانيون فخورون، ويرفضون أن تمنعهم الحرب من إلغاء المعرض".
منطقة حربومن جهتها، تقول ناتالي بونديل، مديرة المتاحف والمعارض في معهد العالم العربي بباريس: "في الواقع فإنّ الفرق المسؤولة عن المشروع تُواجه عدّة صعوبات. فمن ناحية، ترفض شركات التأمين تغطية الأعمال التي أصبحت الآن في خطر كبير لأنها تقع في منطقة حرب، كما أنّ نقلها أمر خطير للغاية". وتُوضح "لكي نتمكن من وضع الأعمال في صناديق، نحتاج إلى فرق تقوم بذلك بأمان.. لكنّ الطرق مغلقة بسبب القصف ووجود آلاف اللاجئين عليها، مؤكدة وجود خطر وشيك يتزايد".
وتقرّر تأجيل افتتاح المعرض بشكل مبدئي حتى عام 2026. لكن وعلى الرغم من كل شيء، يعتزم معهد العالم العربي وضع لبنان في دائرة الضوء أمام الجمهور الفرنسي مع نهاية العام الجاري، حيث من المقرر تنظيم سلسلة من المعارض المخصصة للتراث المُعرّض للخطر لتسليط الضوء على لبنان، بالإضافة إلى المواقع التاريخية الأخرى.
L'Institut du monde arabe reporte l'exposition consacrée à la cité antique de Byblos, au Liban, en raison du contexte géopolitique https://t.co/LfwaGT5YD5
— franceinfo culture (@franceinfo_cult) October 26, 2024 بيبلوس، المدينة الخالدةولمدينة جبيل، التي تُسمّى أيضاً "بيبلوس- المدينة الخالدة"، تاريخ مميز، فقد تأسست في لبنان منذ أكثر من 8900 عام. وكانت أوّل ميناء بحري دولي، حيث ربطت بين مصر الفراعنة وبلاد ما بين النهرين وبحر إيجة والحضارات الرومانية والفينيقية. وقد لعبت هذه المدينة المطلة على البحر الأبيض المتوسط دوراً رئيساً في تعزيز حركة التجارة والثقافة والمعرفة بين مختلف الشعوب.
وتركت آلاف السنين من الحياة والتغيّرات واختلاط الثقافات بصماتها بشكل واضح على جبيل. وكان من المخطط له أن يُسلّط المعرض الذي تمّ تأجيله، الضوء على كنوز المدينة العديدة في مشهدية مُذهلة، تُظهر ثراء تاريخها من خلال 300 قطعة استثنائية تمّ اكتشاف بعضها خلال الحفريات الأثرية الحديثة جداً.
ومنها مسلة أبيشيمو، وفسيفساء رومانية، وكنوز من المقبرة الملكية، وقطع معابد من الألفية الثانية قبل الميلاد، وأدوات مائدة ذهبية وفضية، ومجوهرات وحلي من الأحجار الكريمة، وأسلحة قديمة، وتماثيل برونزية وخزفية. وكذلك مقبرة تبدو سليمة بأعجوبة تعود إلى العصر البرونزي (حوالي 1800 قبل الميلاد)، والتي تضم مقابر ملوك جبيل.