كيف يمكن أن تؤدي عدوى “كوفيد-19” إلى الإصابة بمرض السكري أو تفاقمه؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
الولايات المتحدة – استخدم باحثون من كلية طب وايل كورنيل نظاما نموذجيا متطورا للكشف عن الآلية التي يحفز بها فيروس كورونا حالات جديدة من مرض السكري، ويزيد من المضاعفات لدى المصابين به بالفعل.
ووجد الفريق أن التعرض لفيروس SARS-CoV-2 ينشط الخلايا المناعية التي تدمر بدورها خلايا بيتا، وهي خلايا البنكرياس التي تنتج الإنسولين.
وقال المؤلف المشارك شويبينغ تشين، مدير مركز الصحة الجينومية وأستاذ الجراحة وعضو معهد هارتمان لتجديد الأعضاء العلاجية في كلية طب وايل كورنيل: “كانت هناك فرضية منذ فترة طويلة في هذا المجال مفادها أن بعض الالتهابات الفيروسية قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الأول. لكننا تمكنا من إظهار كيف يحدث هذا في سياق عدوى كوفيد-19”.
وأشار المؤلف المشارك الدكتور روبرت شوارتز، أستاذ الطب بكلية طب وايل كورنيل وطبيب أمراض الجهاز الهضمي والكبد في مركز نيويورك-بريسبتيريان/ويل كورنيل الطبي، “عندما يعاني شخص ما من حالة شديدة من كوفيد-19، فإن الأولوية الأولى بالطبع هي علاج الأعراض المهددة للحياة. ولكن في المستقبل، قد تكون هناك طريقة لتطوير علاجات سريرية تساعد في تجنب الإصابات اللاحقة لأعضاء مثل البنكرياس”.
ومنذ الأيام الأولى لجائحة “كوفيد-19″، لاحظ الأطباء الذين يعتنون بالمرضى أن الفيروس أثر على عدد من أجهزة الأعضاء، بما في ذلك، ليس فقط الرئتين، ولكن أيضا القلب والكبد والقولون والبنكرياس.
وفي الدراسة الجديدة، بدأ الباحثون بعينات من أنسجة البنكرياس من تشريح جثث الأشخاص الذين ماتوا بسبب “كوفيد-19”. ولاحظوا أن جزيرات البنكرياس، وهي أجزاء البنكرياس التي تولد الإنسولين لتنظيم نسبة السكر في الدم، قد تضررت.
ثم استخدموا تقنية تحليل تسمى GeoMx لدراسة العينات بمزيد من التفصيل. وكشف هذا عن وجود خلايا مناعية تسمى الخلايا البلعمية المسببة للالتهابات في الأنسجة. وتتمثل مهمة هذه الخلايا البلعمية في قتل مسببات الأمراض، لكنها تسبب أحيانا أضرارا جانبية للأنسجة السليمة.
ولمعرفة المزيد عن هذا النشاط، استخدم الفريق نظاما نموذجيا تم تطويره في مختبر تشين لم يتم استخدامه من قبل، يتمثل في عضيات جزيرات البنكرياس (الأعضاء الصغيرة) التي تضمنت كلا من الجهاز الوعائي والخلايا المناعية.
وأضاف تشين: “إذا أردنا استخدام العضيات لدراسة كيفية تقدم المرض، فمن المهم أن نكون قادرين على تضمين مكونات الجهاز المناعي في هذه النماذج”.
وفي هذه الحالة، بعد إصابة الأعضاء بفيروس SARS-CoV-2، وجدوا أن الخلايا البلعمية بدت وكأنها تقتل خلايا بيتا من خلال نوع من موت الخلايا يسمى موت الخلايا المبرمج.
وكما استخدم الفريق الأعضاء لدراسة كيفية استجابة البنكرياس للإصابة بفيروس معدي آخر: فيروس كوكساكي بي 4 (B4 Coxsackie)، والذي تورط في ظهور مرض السكري من النوع الأول. ووجدوا استجابة مماثلة للخلايا البلعمية.
وقال شوارتز: “في المستقبل، سيكون نظام الأعضاء هذا مفيدا للنظر في الفيروسات الأخرى أيضا”.
كما اقترحت الأبحاث الإضافية حول جزيئات الإشارة التي تنشط الخلايا البلعمية تدخلات محتملة لحماية خلايا بيتا من التلف لدى المرضى المصابين بعدوى شديدة. وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه البدء في اختبار أي علاجات، إلا أن هذا شيء قد يكون ممكنا في المستقبل.
ويمكن أن يساعد هذا العمل أيضا في تسليط الضوء على الأسباب الكامنة وراء مرض “كوفيد طويل الأمد”.
نشرت الدراسة في مجلة Cell Stem Cell.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: کوفید 19
إقرأ أيضاً:
تطوير نموذج جديد للكشف المبكر عن تلف البنكرياس.. أظهر نتائج واعدة
يقدم نموذج تنبؤ جديد لنخر البنكرياس المصاب (IPN) لدى مرضى التهاب البنكرياس الحاد (AP) نهجا رائدا لتحسين نتائج المرضى، وتم تطوير النموذج من قبل فريق من الباحثين في ثمانية مستشفيات صينية، ويستخدم نموذجنا خمسة مؤشرات سريرية مبكرة - معدل التنفس ودرجة الحرارة والغلوكوز في المصل والكالسيوم ونيتروجين اليوريا في الدم (BUN) - لتحديد المرضى المعرضين للخطر في غضون 24 ساعة من دخول المستشفى.
وقامت الدراسة، التي نُشرت مؤخرا في "eGastroenterology"، بتحليل بيانات من أكثر من 3000 مريض تم تشخيصهم بالتهاب البنكرياس الحاد بين عامي 2017 و 2023، واستخدم الباحثون أساليب إحصائية متقدمة، بما في ذلك انحدار LASSO والتحليل المتعدد المتغيرات، لتطوير النموذج والتحقق من صحته.
وفي مرحلة التطوير، حقق هذا الأسلوب مساحة تحت منحنى تشغيل المستقبِل (AUC) تبلغ 0.85، متفوقا بشكل كبير على أنظمة التسجيل المستخدمة على نطاق واسع مثل أسلوب الإحصاء BISAP الذي حقق AUC 0.76 و أسلوب الإحصاء SOFA الذي حقق AUC 0.57.
وقال الدكتور دونغ وو، الباحث الأول من مستشفى كلية الطب بجامعة بكين: "نخر البنكرياس المصاب هو أحد المضاعفات الخطيرة لالتهاب البنكرياس الحاد الذي يزيد من خطر الوفاة والإقامة في المستشفى، والنموذج يمثل أداة عملية ودقيقة للغاية لتصنيف المخاطر في وقت مبكر، ما يضمن التدخل في الوقت المناسب وتخصيص الموارد بشكل أفضل في أنظمة الرعاية الصحية".
ما هو سبب أهمية الاكتشاف المبكر
يحدث نخر البنكرياس في حوالي 6 بالمئة من حالات التهاب البنكرياس الحاد، مع انتشار أعلى بشكل ملحوظ لدى المرضى الذين يعانون من التهاب البنكرياس الحاد الشديد (SAP).. إذا تُركت الحالة دون علاج، فقد تؤدي إلى عدوى جهازية وفشل أعضاء متعددة وزيادة الوفيات.
ويعد التنبؤ في الوقت المناسب والدقيق أمرا بالغ الأهمية لبدء العلاجات المناسبة، بما في ذلك المضادات الحيوية والإجراءات الجراحية الأقل توغلا.
ويركز النموذج على المتغيرات المتاحة بسهولة في الإعدادات السريرية الروتينية، مثل العلامات الحيوية والاختبارات المعملية الأساسية. يضمن هذا النهج سهولة التنفيذ ويقلل من الاعتماد على أدوات التشخيص باهظة الثمن أو المتخصصة.
وأشار الدكتور يين تشو من المستشفى الأول التابع لجامعة نانتشانغ إلى أنه "من خلال التركيز على البيانات السريرية المتاحة عالميا، فإنه يمكن تبني نموذجنا عبر مرافق الرعاية الصحية المتنوعة، بما في ذلك تلك ذات الموارد المحدودة".
الآثار المترتبة على الممارسة السريرية
وتؤكد الدراسة على فائدة النموذج في توجيه استراتيجيات الرعاية الشخصية لمرضى AP، وبالنسبة للأفراد المعرضين للخطر الذين تم تحديدهم بواسطة النموذج، فإنه يمكن للأطباء إعطاء الأولوية للمراقبة الدقيقة والبدء المبكر في العلاجات المستهدفة. هذا النهج الاستباقي لديه القدرة على تقليل المضاعفات وتكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بشكل كبير.
وأوضح الدكتور هونغدا تشين من مستشفى كلية الطب بجامعة بكين، أنه "أظهر تحليل منحنى القرار أن النموذج يوفر فائدة صافية إيجابية عبر مجموعة واسعة من العتبات السريرية. هذا يعني أن الأطباء يمكنهم استخدامه بثقة لموازنة مخاطر الإفراط في العلاج ضد مخاطر التشخيصات الخاطئة".
النطاق العالمي والاتجاهات المستقبلية
وعلى الرغم من التحقق من صحة النموذج في السكان الصينيين، يهدف الباحثون إلى توسيع نطاق تطبيق النموذج عالميا. ومن المقرر إجراء المزيد من الدراسات لتكييفه مع السكان الغربيين، حيث يسود التهاب البنكرياس المرتبط بالكحول وقد تؤثر عوامل ديموغرافية أخرى على النتائج. يفتح النموذج أيضا آفاقا لمزيد من البحث في التدابير الوقائية والتدخلات المبكرة لالتهاب البنكرياس الحاد.
وأضاف الدكتور دونغ وو: "يعد هذا الابتكار خطوة إلى الأمام في الطب الشخصي. نأمل أن يعمل كمحفز للتقدم المستقبلي في رعاية التهاب البنكرياس الحاد، وخاصة في المناطق ذات العبء المرضي المرتفع".