يوسف مانع العتيبة ومارتينا سترونغ: زيارة رئيس الدولة لواشنطن تسلط الضوء على مسيرة 50 عاماً من الشراكات
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
أكد معالي يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية ومارتينا سترونغ سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الدولة أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" للعاصمة الأميركية واشنطن غداً، الاثنين، ويلتقي خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض تسلط الضوء على مسيرة خمسين عاماً من الشراكات بين البلدين أسهمت في تحقيق الازدهار والأمن والتقدم العلمي.
وقال سفير الدولة في واشنطن وسفيرة الولايات المتحدة لدى الدولة في مقال مشترك تحت عنوان الشراكة الإماراتية – الأميركية.. التزام دائم بمسار التقدم والابتكار" بمناسبة الزيارة إن البلدين يواصلان العمل معاً على تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ويقفان جنباً إلى جنب لدعم الحلول الدبلوماسية متعددة الأطراف وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة في غزة والسودان .. وأوضحا أن التعاون المشترك في مجالي الدفاع ومكافحة الإرهاب يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في البلدين والعالم وأشارا في هذا الصدد إلى وقوف القوات المسلحة الإماراتية إلى جانب القوات الأميركية في ستة صراعات مختلفة على مدى الأعوام الثلاثين الماضية ما أسهم في تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين.
ونوه يوسف مانع العتيبة ومارتينا سترونغ إلى أنه مع استمرار هذه الشراكات، تتطلع دولة الإمارات والولايات المتحدة إلى تحقيق رؤية مشتركة لمستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً للمنطقة، وتعزيز التعاون بينهما خلال الأعوام الخمسين القادمة.
وأشارا إلى أنه في عام 1974، قام وفد من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) يضم عدداً من رواد الفضاء والعلماء بزيارة إلى العاصمة أبوظبي قدّم خلالها شرحاً وافياً حول مهمات برنامج "أبولو" للوصول إلى سطح القمر، أمام الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وفي تلك الفترة لم يكن أحد يتخيل أن دولة الإمارات ستصبح شريكاً رئيساً في برنامج " أرتميس" الذي تقوده "ناسا"، والذي يهدف إلى إعادة البشر إلى سطح القمر، حيث تسهم الإمارات بدور فاعل في هذا البرنامج من خلال دعم مشروع محطة الفضاء القمرية «Gateway»، الذي سيصبح أول محطة فضاء في مدار القمر.
وأوضح السفيران أنه في مجال التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، نرى أن المسار الإماراتي – الأميركي يتحرك بحيوية وسرعة قلّ نظيرها، حيث يشترك "وادي السيليكون" الأميركي و"واحة السيليكون" الإماراتية في مشاريع بحثية وابتكارية تهدف إلى تعزيز الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي، وتمتد من المختبرات إلى قاعات الاجتماعات ومنشآت الإنتاج المتقدمة فيما تعد الرحلة على طول شارع الشيخ زايد من أبوظبي إلى دبي روتيناً مألوفاً لدى أي مسؤول تنفيذي أميركي والذي لابد له أن يمر بجانب اللوحات الإعلانية لجوجل وميتا وآي بي إم ومايكروسوفت التي تضيء جانبي الطريق.
وأشارا إلى ما أعلنته شركة "MGX" للاستثمار التكنولوجي في أبوظبي الأسبوع الحالي عن شراكة جديدة مع مايكروسوفت وشركة "بلاك روك" الاستثمارية الأميركية وآخرين لإطلاق منصة استثمارية جديدة في مجال البنية التحتية التكنولوجية.. كما شهد العام الماضي تعاوناً بين شركة "Cerebras" من وادي السيليكون مع مجموعة "G42" الإماراتية لنشر عدد من أسرع الحواسيب الفائقة في العالم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في كاليفورنيا وتكساس.. فيما يسهم استثمار شركة "مبادلة" في شركة غلوبل فاوندريز "GlobalFoundries" التي تتخذ من نيويورك مقراً لها في توسيع صناعة أشباه الموصلات الأميركية وخلق آلاف الوظائف في اقتصاد المنطقة القائم على الابتكار والإبداع.. وبجانب ذلك، تتعاون "G42" مع مايكروسوفت آزور لإطلاق منصة حوسبة سحابية جديدة في دولة الإمارات إضافة إلى شراكات أخرى مع شركات تكنولوجية رائدة مثل "Nvidia" و"AMD" و"VAST" و"Qualcomm" لتطوير البنية التحتية للتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات.
أخبار ذات صلةوقال يوسف مانع العتيبة ومارتينا سترونغ إن بلدينا يدركان أهمية التعاون في مجال التكنولوجيا والعلوم والالتزام بتوسيع نطاق هذا التعاون عبر مبادرات جديدة تشمل تعزيز معايير حماية البيانات والتكنولوجيا الحساسة، وتعميق التعاون في مجال الأبحاث والتعليم، وإطلاق برامج تهدف إلى تقليص الفجوة الرقمية من خلال توفير تقنيات أساسية متاحة للجميع، مع الحفاظ على أعلى معايير الأمن والخصوصية.
وأكدا أنه كما هي الحال بالنسبة لاتفاقية التعاون النووي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، ربما تكلل هذه الجهود المشتركة "المعيار الذهبي" الجديد لتأمين وتسريع ولادة الجيل القادم من التكنولوجيا المتقدمة.. ففي عام 2009، أتاحت "اتفاقية 123" التاريخية لدولة الإمارات تطوير برنامجها لإنتاج الطاقة النووية السلمية الذي يزود حالياً مراكز البيانات في سائر أنحاء الدولة بطاقة نظيفة وكهرباء منخفضة الانبعاثات.
وشددا على أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" تأتي أيضاً استكمالاً لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي استضافته دولة الإمارات في ديسمبر من العام الماضي والذي شكّل مرحلة فارقة في مسار التعاون الإماراتي – الأمريكي في مواجهة أزمة المناخ وتسريع وتيرة الانتقال إلى الطاقة النظيفة.
وأكدا أن التكنولوجيا المتقدمة والعمل المناخي يسهمان في فتح آفاق جديدة للتجارة والأعمال بعدما جذبا العديد من الشركات الأميركية والمستثمرين ورواد الأعمال إلى دولة الإمارات، التي أصبحت بفضل موقعها الاستراتيجي مركزاً عالمياً للأعمال والإعلام والثقافة وبوابة رائدة إلى الأسواق سريعة النمو في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند وآسيا وأشارا إلى أن أكثر من 1500 شركة ومؤسسة أميركية تعمل في دولة الإمارات ما يعزز من نموها الاقتصادي وتنويع مصادرها وخلق فرص عمل جديدة فيما يقيم فيها أكثر من 50 ألف مواطن أميركي.
وأوضح معالي يوسف مانع العتيبة ومارتينا سترونغ أن التجارة الثنائية والتعاون على مدى العقود الخمسة الماضية أسهمت في تحقيق الكثير من المنافع للبلدين وأسفرت عن استثمارات إماراتية تجاوزت تريليون دولار في مختلف قطاعات الاقتصاد الأميركي، ما يجعل الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعدما تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 31 مليار دولار في عام 2023.
وقال معالي يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية وسعادة مارتينا سترونغ سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الدولة في ختام مقالهما إنه :"وكما ألهمت مهمة "أبولو" أجيالاً من العلماء والمهندسين، فإن دولة الإمارات والولايات المتحدة ستمضيان معاً نحو المستقبل من خلال برنامج «Gateway»، وغيره من المشاريع الطموحة، وليس أبلغ من مقولة المغفور له الشيخ زايد لدى هبوط أول مركبة على سطح القمر حيث قال، "إذا شاء الله، فإن الإنسان يستطيع أن يحقق أي شيء، ولا شيء مستحيل".
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة واشنطن رئيس الدولة الإمارات الولایات المتحدة الأمیرکیة دولة الإمارات رئیس الدولة فی مجال
إقرأ أيضاً:
غزة تعكر على بن غفير أول زيارة له لواشنطن والمنصات تتفاعل
ففي جامعة ييل الأميركية، تلقى بن غفير دعوة من مجموعة طلابية يهودية غير رسمية، وعندما اتجه لإلقاء خطاب لهم فوجئ بسلسلة بشرية من الطلاب أمام الجامعة، ورفع آخرون الأعلام الفلسطينية، وهتفوا بشعارات منددة بالزيارة، وأغلقوا الشارع وهم يهتفون: "الحرية لفلسطين".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بن غفير كان ينوي زيارة كُنُس في نيويورك، لكنها رفضت استضافته. وقالت صحيفة "هآرتس" بأن كنيسا كبيرا ألغى خطابه تحت ضغط من عائلات الأسرى.
ووسط كل هذه الاحتجاجات وعدم الترحيب، دعاه رجل أعمال أميركي مؤيد لإسرائيل لزيارة منزله في حي بروكلين، لكنه لم يهنأ بهذه العزيمة أيضا، واحتشد المتظاهرون في محيط المنزل وحضرت الشرطة وفرقتهم.
ولم يحظ بن غفير بلحظة هدوء خلال زيارته لمبنى الكونغرس الأميركي، وهو ما جعله يعلق قائلا "اختتمت زيارتي الدبلوماسية لواشنطن في مبنى الكونغرس بلقاءات مهمة مع عدد من كبار أعضائه، بين الاجتماعات بدأ عدد من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين يصرخون باتجاهي بهتافات مؤيدة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وغزة فأجبتهم بأنهم يدعمون القتلة".
بن غفير يروج للكراهيةوتفاعل مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي مع الاحتجاجات التي صاحبت زيارة بن غفير إلى الولايات المتحدة، وهو ما أظهرته تعليقات رصدتها حلقة (2025/4/30) من برنامج "شبكات".
إعلانوكتب أريش: "بن غفير وبتسلئيل سموتريتش (وزير المالية الإسرائيلي) ومن معهما يتلاعبون بالعالم. إنهم مجرد أشخاص يُحرّضون على الكراهية والعنصرية. يجب إنقاذ الأرواح، وتشجيع السلام، وتجاهل من يعارضه".
في حين قالت ماريا "إلغاء كُنس يهودية لخطابات بن غفير يوضح أن رفضه لم يعد محصورا بالمواقف السياسية، بل امتد ليشمل مؤسسات دينية ترى في خطابه خطرا على التعايش والسلم الأهلي، حتى داخل الجاليات اليهودية نفسها".
وجاء في تغريدة نايلز " فشل بن غفير في فرض روايته داخل المجتمع الأميركي يعكس تراجعا في قدرة الخطاب اليميني الإسرائيلي على كسب الدعم الدولي".
ومن جهته، غرّد سايمون يقول "أشعر بقلق شديد من سماح بلادنا لشخص مثل إيتمار بن غفير بدخولها. هو لا يمثل قيمنا القائمة على العدالة والمساواة، بل يروّج للكراهية والعنصرية. وجوده هنا إهانة لكل من يؤمن بالسلام".
وكانت هذه أول زيارة رسمية لبن غفير منذ توليه منصبه، خاصة أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن قاطعته وقالت تقارير إنها كانت تنوي وضعه على قوائم العقوبات، بسبب مواقفه المعارضة للسلام والداعية للحرب ولتهجير الفلسطينيين، وإقامة المستوطنات بقطاع غزة بعد احتلاله.
30/4/2025