الملكة رانيا: الممارسات الإسرائيلية بفلسطين تجر العالم نحو حالة من الفوضى
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
أكدت الملكة رانيا العبد الله، قرينة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن الممارسات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة وحربها على غزة لها تداعيات تطال المستقبل الذي ستتوارثه الأجيال، محذرة من أن ذلك يجر العالم نحو حالة من الفوضى.
وقالت الملكة رانيا العبد الله، في كلمتها خلال مشاركتها في القمة السنوية لعالم شاب واحد التي عُقدت في مدينة مونتريال بكندا، وأمام حشد من الحضور ضم شبابا من 190 دولة وأكثر من 250 منظمة، نحن جميعاً نستحق عالماً يرتكز على العدالة والمساواة، حيث يطغى حكم القانون على حكم القوة، نستحق نظاماً عالمياً يُقابل جرائم الحرب والانتهاكات بالعواقب، لا بالاستثناءات، نستحق أن ندرك أن قيمتنا لا يحددها جواز السفر الذي نحمله أو لون بشرتنا، بل إنسانيتنا بحد ذاتها.
وحثت ملكة الأردن، الشباب على قراءة التاريخ، وخاطبتهم بالقول حاولوا أن تتخيلوا واقع الحياة تحت وطأة الاحتلال الساحق، تعرفوا على روابط الفلسطينيين العميقة بالأرض وأشجار الزيتون التي ورثوها عن أجدادهم.
ووضعت الملكة رانيا العبد الله، الشباب أمام مسؤولياتهم الإنسانية وطرحت أمامهم عدداً من التساؤلات وقالت هل ستقفون مع القانون أم الفوضى؟ مع المساءلة أم الإفلات من العقاب؟ مع الحياة أم الموت؟.
وأضافت قائلة: أشعر اليوم بضرورة تسليط الضوء على هذا الصراع تحديداً، لأنه في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتم فرض واقع غير مسبوق، الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والحصار على قطاع غزة، وهجمات المستوطنين في الضفة الغربية، والقمع والظلم، كلها أصبحت جزءاً من نظامنا العالمي، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات جمة على المستقبل الذي سترثوه.
وتابعت، اليوم يصادف اليوم العالمي للسلام، وها نحن مرة أخرى، نلتقي في يوم خُصص للسلام، مُجبرين على مناقشة واقع حرب، مستعرضة ما يحصل في غزة.
وأضافت لطالما وُصفت غزة بأنها سجن مفتوح، واليوم أصبحت زنزانة خانقة، مبينة أن هذه الحرب لم تُعد قطاع غزة عقوداً إلى الوراء فحسب، بل تجر بقية العالم نحو حالة من الفوضى.
وقالت الملكة رانيا العبد الله، عبر الاستمرار في تقديم الغطاء العسكري والاقتصادي والدبلوماسي لإسرائيل - تُرسل العديد من القوى العالمية رسالة مُرعبة عن مستقبلنا: أن هذا هو شكل الحروب القادمة.
وأضافت، في قطاع غزة، نشأ جيل بأكمله لا يعرف سوى القيود، بعد 17 عاماً من الحصار العسكري، و12 شهراً من الحصار شبه الكامل.. نفذت مواردهم وقدرتهم على التحمل.. ونفذت خياراتهم، كل ما تبقى هو خيارات مستحيلة ومشينة.
وأردف قرينة العاهل الأردني عندما أنظر إلى غزة اليوم، لا أرى إلا خيارات زائفة، إما موت سريع بقنابل ورصاص، أو موت بطيء من الجوع والمرض، لا احتمالات - حتميات فقط، تلك ليست خيارات على الإطلاق.
واستذكرت مشاركتها السابقة في القمة العام الماضي في بلفاست وقالت حينها قلت إن الأمل خيار وتجرأت على الاعتقاد بأن خيارات أفضل تلوح في الأفق.
وأضافت شاركتكم مخاوفي من أن العالم بعد سبعة وخمسين عاماً من الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، فقد الاهتمام بمصير الشعب الفلسطيني، وأن العالم لم يتحرك لوقف الهجمات المتصاعدة على الأرض والحقوق والهوية الفلسطينية.
ونوهت، بعد عام من الأحزان وخيبة الأمل ووجهات نظر متباينة اسمحوا لي أن أعدل ما قلته سابقاً، الأمل هو خيار، والأمل ضروري، لكنه ليس ولم يكن كافياً أبداً".
وقالت قرينة العاهل الأردني لا يحتاج المُضطَهدون والمظلومون إلى تغيير في العقلية، بل يحتاجون إلى تغيير في الظروف - وهم يحتاجونه الآن"، "ومع ذلك، في الوقت الذي نحتاج فيه لتحرك سريع، نرى المجتمع العالمي يُرواح مكانه.
وشددت الملكة رانيا، على أنه لا مجال للصبر، علينا المطالبة بشيء مختلف، ليس وقفاً مؤقتاً للعدوان.. وليس عودة إلى وضع راهن مرفوض.. بل سلام حقيقي وعادل، مبني على الاحترام العالمي للكرامة والإنسانية وحق تقرير المصير، ولتحقيق ذلك علينا العودة لجذور هذا الصراع: الاحتلال غير الشرعي لفلسطين.
وقالت مؤخراً، أكدت محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة الحقيقة التي لطالما عرفها الكثيرون منا: وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني ويجب أن ينتهي.
وأضافت السلام لا يحدث صدفة، السلام مثل الأمل هو خيار - خيار فشل عالمنا في اتخاذه لفترة أطول بكثير مما ينبغي، حان الوقت لاختيار طريق آخر، ويمكن لجيلكم أن يساعد في تمهيد الطريق.
وشهدت القمة التي عقدت على مدار 3 أيام حضور عدد من الشخصيات العالمية البارزة، من بينهم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة مايكل مولر ورئيس حكومة بنجلاديش المؤقتة محمد يونس.
اقرأ أيضاًرئيس فلسطين من نيويورك: حان الوقت لينال شعبنا حريته واستقلاله
الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي في غزة لـ41431 وإصابة 95818 آخرين
محمود الهباش: لن يكون هناك سلام في العالم ما دامت فلسطين ترزح تحت نير الاحتلال
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين غزة الملكة رانيا العبدالله غزة اليوم غزة عاجل الملکة رانیا العبد الله
إقرأ أيضاً:
مبتورو الأطراف في غزة.. معاناة تتفاقم مع الحصار والإبادة الإسرائيلية
الثورة / متابعات
يشهد قطاع غزة تصاعدًا كبيرًا في أعداد المصابين بحالات البتر نتيجة استمرار جريمة الإبادة الإسرائيلية المدمرة منذ 7 أكتوبر 2023، وسط نقص حاد في المعدات الطبية والأدوات اللازمة لتصنيع الأطراف الصناعية، بسبب الإغلاق المستمر للمعابر ومنع دخول المستلزمات الأساسية.
وسُجلت 4700 حالة بتر بسبب العدوان الإسرائيلي، ضمن قوائم برنامج «صحتي»، الذي تنفذه وزارة الصحة الفلسطينية بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومركز الأطراف الصناعية والشلل التابع لبلدية غزة، في كافة محافظات القطاع، وفق مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المركز حسني مهنا.
وشدد مهنا، على أن تضاعف أعداد حالات البتر المسجلة منذ بداية الحرب الإسرائيلية ناتج عن الاستخدام المكثف للأسلحة المتفجرة والاستهداف المباشر للمدنيين.
وقال: «إنّ مركز الأطراف الصناعية استقبل نحو 600 حالة من مبتوري الأطراف منذ بدء العدوان الإسرائيلي، ويتم متابعتهم دوريًا عبر الأخصائيين والطواقم الفنية».
وأضاف أن مركز الأطراف تمكن منذ بداية العدوان من تركيب أطراف صناعية لنحو 100 مصاب، كما قام بتسليم عشرات الأجهزة التعويضية والكراسي المتحركة للمحتاجين، فيما تخضع 320 حالة حاليا للعلاج والتأهيل داخل المركز.
وحذر من أن استمرار جريمة الإبادة الجماعية من قبل إسرائيل سيؤدي إلى ارتفاع أعداد مبتوري الأطراف بشكل كارثي، مشيرا إلى أن 48 بالمئة من حالات البتر الجديدة هي لسيدات، و20 بالمئة لأطفال، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير.
وأشار مسؤول الإعلام والعلاقات العامة إلى أن مركز الأطراف الصناعية في غزة يعاني من نقص في المواد الخام الأساسية لتصنيع الأطراف الصناعية، بالإضافة إلى حاجة ماسة للأجهزة والمعدات الطبية وقطع الغيار اللازمة للمعدات الموجودة، ما يعيق تقديم الخدمات بشكل فعال للمصابين.
وبين مهنا في حديث لوكالة «الأناضول» أن الطواقم العاملة في المركز – والتي تعمل تحت ضغط شديد وبإمكانيات محدودة – تكافح يوميًا لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من المصابين، مع الحاجة إلى مضاعفة الكوادر البشرية لمواكبة هذه الزيادة الكبيرة.