متروبوليت الروم الأرثوذكس: ما يحدث بلبنان يتخطى كل الأعراف الإنسانية
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعرب متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، عن إدانته "الجرائم المروّعة الّتي تحصل في لبنان، وهي تفوق كلّ تصوّر وتتخطّى كلّ الأعراف الإنسانيّة والمواثيق الدّوليّة"، مشيرًا إلى أنّ "أملنا في هذا الوقت العصيب أن يتغلّب المنطق والعقل على الغرائز، وأن تتضافر الجهود من أجل وقف الحرب والنّار والتّنكيل بخليقة الله الّتي خلقها للحياة.
ورأى، خلال ترؤّسه خدمة القدّاس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، أنّ "مأساة زماننا أنّنا نرفض الإقرار بمحدوديّة المنطق، كخطوة أولى إلزاميّة للاستسلام إلى الحكمة الإلهيّة. من صمّم على تعهّد حياته بفهمه الشّخصي فقط، يكف يد العناية الإلهية عنه. لا مكان في حياتنا لإلهَين، والله أعطانا أن نختار، وأراد أن يكون خيارنا حاسمًا".
ولفت المطران عودة إلى أنّ "حياتنا الأرضيّة تأتي علينا بالهموم، وقد تدفعنا أحيانًا إلى القلق إزاء ما ليس "منطقيًّا" بحسب فهمنا. هذا من ضعفنا البشري، والله لا يحسبه علينا إثمًا. لكن الإثم يكمن في أن يبقى الإنسان مشيحًا بوجهه عن المخلّص الحاضر دائمًا لمؤازرته ومساعدته في الضّيقات".
وركّز على أنّ "في عالمنا الحاضر المتخبّط بالحروب والمشاكل، حيث يكثر الحقد والغشّ والكذب والرّياء، وتنعدم الإنسانيّة والمحبّة، يحتار الإنسان في مَن يضع ثقته، ومن يصدّق في مواجهته لمسؤوليّات الحياة ومتاعبها"، وذكر أنّ "كتاب المزامير يقول: "لا تتّكلوا على الرّؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده" (146: 3). كم هو صحيح هذا القول في أيّامنا، إذ لا ملجأ ولا ملاذ للضّعيف والفقير والمظلوم، لأنّ من يتوجّب عليهم حماية هؤلاء يتلهّون بأمورهم، ما يسبّب الحزن والإحباط للمحتاجين".
كما أوضح أنّ "إرمياء النبي يقول: "ملعون الرّجل الّذي يتّكل على الإنسان... مبارك الرّجل الّذي يتّكل على الرب" (17: 5 و7). كثيرون يتّكلون على أنفسهم أو على من يرون عندهم القوّة أو القدرة أو السّلطة، متناسين الله الحاضر دومًا لاحتضانهم ومساعدتهم". ودعا إلى أن "نعيش على الرّجاء بالرّبّ، وأن نسعى دومًا إلى اختيار حكمة الله، لأنّها وإن كانت بعد مستورة أمامنا، إلّا أنّه علينا أن ندرك أنّها هي وحدها ملء الخير".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تقصف ضاحية بيروت لتثبيت الردع لا ترميمه
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إسرائيل تريد منع حزب الله من استعادة توازنه والتأثير أيضا على بيئته الحاضنة، معتبرا قصف ضاحية بيروت الجنوبية قد يكون لأهداف استخباراتية بعيدة المدى.
جاء ذلك في تعليق حنا على القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى بمنطقة الحدث في الضاحية الجنوبية اليوم الأحد، في حين نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن "حزب الله خزن أسلحة كبيرة ومهمة في الموقع المستهدف".
ولاحقا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية "دمرت بنية تحتية استخدمت لتخزين صواريخ دقيقة لحزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت".
تصاعد أعمدة الدخان إثر غارة إسرائيلية على مستودع بمنطقة الحدث عند الضاحية الجنوبية لبيروت#الأخبار pic.twitter.com/Y2tldVk0pq
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 27, 2025
وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن استهداف الضاحية يعني استهداف معقل حزب الله، ومنع إعادة إعمارها، لافتا إلى أن الهدف قد يكون ثانويا من أجل تتبع أهداف استخباراتية إسرائيلية بعيدة المدى.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل ترسل رسالة عبر هذا القصف "لتؤكد ما تملكه من معلومات استخباراتية أو تنفي ذلك مثل وجود شخصيات معينة"، مشيرا إلى أنها "ستراقب كيف ستتصرف هذه الشخصيات في هذه الحالة".
إعلانولخص حنا هذه العملية بـ"اختبار المنظومة"، واصفا إياها بـ"الرابحة لإسرائيل"، إضافة إلى كونها حربا إعلامية ونفسية إسرائيلية.
وتواصل إسرائيل -رغم سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024- استهدافها جنوب لبنان بذريعة مهاجمة أهداف لحزب الله، إذ ارتكبت أكثر من 1342 خرقا، مما خلّف 117 قتيلا و362 جريحا على الأقل.
ووفق حنا، فإن إسرائيل تحاول التحكم بسماء لبنان وفرض سيطرتها عليه عبر قواعد اشتباك جديدة ترتكز على "البقاء في مواقع معينة في الجنوب، والتحليق والخروج متى تشاء من دون محاسبة".
وتؤكد تل أبيب بقصفها الضاحية الجنوبية أنها أمام "مرحلة جديدة عنوانها انتهاء عهد حزب الله وقياداته الوازنة" -حسب حنا- الذي قال إن جيش الاحتلال يحاول تثبيت الردع لا ترميمه.
التبرير الإسرائيليووصف الخبير العسكري التبرير الإسرائيلي بوجود أسلحة في الموقع المستهدف بـ"السخيف"، مرجعا ذلك إلى عدم وجود انفجارات متتابعة وغياب أضرار في المناطق المحيطة.
وأعرب عن قناعته بأن إمكانية عودة حزب الله إلى الحرب "صعبة" بسبب رغبته في الاهتمام بالبيئة الحاضنة وإعادة تأهيل نفسه، لافتا إلى أن القصف الإسرائيلي قد يحمل أهدافا غير عسكرية.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل تستهدف دوائر حزب الله، وهي: القيادة والسيطرة، والبنية التحتية التي تشغل البعد العسكري، والوحدات العسكرية. ونجحت في ذلك إلى حد ما.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وقد تنصل الجيش الإسرائيلي من استكمال انسحابه من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي -خلافا للاتفاق- إذ نفذ انسحابا جزئيا ويواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلها في الحرب الأخيرة.
إعلانكما شرعت إسرائيل أخيرا في إقامة شريط حدودي يمتد إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين داخل أراضي لبنان.