حزب النهضة والفضيلة ينعي مؤسسه الراحل محمد خليدي
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
ينتظر أن يوارى جثمان الراحل محمد خليدي، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، بمقبرة الشهداء بالرباط اليوم الأحد، مباشرة بعد إقامة صلاة الجنازة.
ونعى حزب النهضة والفضيلة، مؤسسه محمد خليدي، مباشرة بعد وفاته ظهر أمس السبت 21 شتنبر عن سن 86 سنة، إثر مرض لم ينفع معه علاج.
وعدد الحزب في بلاغ توصل « اليوم24″، بنسخة منه مناقب خليدي، ليشير أن الراحل » انضم منذ وقت مبكر من حياته، شابا يافعا إلى الحركة الوطنية بمدينة وجدة، وانخرط في صفوفها مدافعا عن استقلال المغرب وسيادته وشرعية ملكه الراحل محمد الخامس »
وأضاف البلاغ كاشفا تفاصيل من حياة خليدي أنه « مع بزوغ فجر الاستقلال عمل خليدي إطارا بقطاع الشبيبة والرياضة الذي قضى فيه سنوات طويلة مسؤولا عن التكوين والتأطير جهويا ومركزيا، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في علوم التربية والشباب، وأسس عدة جمعيات ثقافية وتربوية وفنية على المستوى الوطني، وعدة مبادرات شبابية وجمعوية عربية ودولية، إذ يعتبر عضوا مؤسسا للمهرجان العربي الدولي للشباب، وعضوا في المنظمة الدولية للتكنولوجيا، إلى جانب حضوره الدائم في مختلف الملتقيات والفعاليات ذات الصلة ».
بالموازاة مع ذلك، أوضح بيان النعي، أن الراحل « ساهم في النضال السياسي إلى جانب المجاهد الدكتور عبد الكريم الخطيب في حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية الذي ظل جزءا من قيادته إلى حدود سنة 1996 حيث تم تأسيس حزب العدالة والتنمية الذي كان أحد مؤسسيه وعضوا في أمانته العامة إلى حدود سنة 2005 حيث سيغادره من أجل تأسيس مشروع حزبي جديد هو حزب النهضة والفضيلة، وهو الحزب الوطني ذو المرجعية الإسلامية الذي سيقدم على رأسه إسهامات في النقاش السياسي العمومي وفي حل العديد من الإشكالات والقضايا المرتبطة باستقرار البلاد وترسيخ الأجواء الإيجابية بين أبنائها، حيث قاد الراحل خليدي مسلسل المصالحة بين الدولة ومعتقلي ما سمي بالسلفية الجهادية، وأسفرت جهوده عن إطلاق سراح عدد من رموز هذا التيار وإدماجهم في الحقل السياسي والنسيج الاجتماعي الوطني ».
وخاض خليدي تجربة العمل البرلماني بعد حصوله على مقعد برلماني باسم حزب العدالة والتنمية عن دائرة وجدة في الولاية البرلمانية لسنة 2002-2007 .
وإلى جانب العمل السياسي، يضيف البلاغ « ساهم خليدي في العمل النقابي، حيث أسس الاتحاد الوطني للشغل، وكان أول كاتب عام له، كما اشتغل في مجال الصحافة مدير نشر وتحرير للعديد من التجارب الصحفية أهمها صحيفتا المغرب العربي وجريدة العصر ». كلمات دلالية العدالة والتنمية حزب النهضة والفضيلة خليدي عبد الكريم الخطيب وفاة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: العدالة والتنمية عبد الكريم الخطيب وفاة
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. زكي طليمات رائد النهضة المسرحية في العالم العربي
لم يكن زكي طليمات، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، فنانًا تقليديًا، بل كان مشروعًا ثقافيًا متكاملًا، سعى إلى تأسيس نهضة مسرحية حقيقية، لا في مصر فقط، بل في العديد من الدول العربية، ويعتبر أحد أبرز رواد المسرح العربي في القرن العشرين، والذي وُلد عام 1894 في مدينة المنصورة بمصر.
ينتمي زكي طليمات إلى الجيل الذي آمن بأن المسرح ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو أداة تربوية وتعليمية وثقافية، التحق بمدرسة الحقوق أولًا، ثم شدّه حب الفن، فالتحق بمدرسة التمثيل وتخرج منها عام 1913، ثم ابتُعث إلى فرنسا لدراسة فنون المسرح في "الكوميدي فرانسيز"، وهناك نهل من منابع الفن الغربي، وتعلّم أسس الإخراج، وأساليب التمثيل، وطرق إعداد النصوص المسرحية، ليعود بعد ذلك إلى وطنه محمّلًا برؤية جديدة.
كان طليمات مؤمنًا بضرورة تأسيس بنية تحتية للمسرح في العالم العربي، فأسّس عام 1944 "المعهد العالي لفن التمثيل" الذي أصبح لاحقًا "المعهد العالي للفنون المسرحية"، وكان أول من دعا إلى احتراف المهنة بشكل علمي، كما أسّس "الفرقة القومية للمسرح" التي قدّمت أعمالًا ذات طابع ثقافي وتنويري، وبقيت ركيزة للمسرح الجاد في مصر.
لم يكن طليمات مجرد إداري أو أكاديمي، بل مارس الإخراج والتمثيل، وكتب العديد من النصوص المسرحية، كما ترجم وأعدّ نصوصًا عالمية بما يتناسب مع الذوق العربي، وكان يرى أن المسرح الجيد يجب أن يكون مرآة للمجتمع، يعكس همومه ويطرح أسئلته، دون أن يسقط في الابتذال أو الوعظ المباشر.
ولأن طموحه تجاوز حدود مصر، فقد ساهم في تأسيس حركة المسرح في تونس بعد الاستقلال، وعمل هناك مستشارًا ثقافيًا وساهم في إنشاء أول فرقة مسرحية وطنية، كما لعب دورًا مهمًا في دعم النشاط المسرحي في الكويت في خمسينيات القرن العشرين، وساهم في تخريج عدد من أبرز روّاد المسرح الخليجي.
تميز أسلوب زكي طليمات بالصرامة والانضباط، وكان يطالب ممثليه بالتفرغ التام والالتزام، كما أولى اهتمامًا كبيرًا بالإعداد النفسي للممثل، والإخراج المتكامل الذي يوازن بين الكلمة، والحركة، والإضاءة، والديكور.
نال طليمات تكريمات عديدة خلال حياته، منها وسام الفنون والآداب من مصر وفرنسا، وظل حتى وفاته عام 1982 مثالًا للفنان الذي جمع بين الفكر والممارسة، بين التنظير والتطبيق.
في ذكرى ميلاده، لا نتذكر زكي طليمات كأحد رموز المسرح فحسب، بل كأحد بناة الوعي الحديث في العالم العربي، وأحد المؤمنين بأن الفن الحقيقي هو الذي يُضيء العقول ويزرع الأسئلة في قلب الحياة.