نتنياهو: وجهنا لحزب الله ضربات لم يكن يتخيلها وعليه أن يفهم الرسالة
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، اليوم الأحد 22 سبتمبر 2024، توجيه ضربات لتنظيم حزب الله اللبناني خلال الأيام الأخيرة لم يكن يتخيلها.
وأضاف نتنياهو في تصريح صحفي له، "إذا لم يفهم حزب الله الرسالة فأعدكم بأنه سيفهم ذلك".
إقرأ أيضاً: مسؤولون إسرائيليون: هذا هدفنا من التصعيد مع لبنان وعلاقته بالوضع في غزة
وأشار إلى أنه "لا تقبل دولة في العالم تعرض مدنها وسكانها للنيران ونحن لن نقبله أيضا".
وقال "نحن عازمون على إعادة سكاننا في الشمال إلى منازلهم، وسنفعل كل ما هو ضروري لاستعادة الأمن".
بدوره أكد وزير الجيش الإسرائيلي يؤاف غالانت، أن "حزب الله بدأ يشعر ببعض قدراتنا، وسنواصل حتى إعادة سكان الشمال".
إقرأ أيضاً: شاهد: رشقات صاروخية من لبنان على الجليل والجولان وحيفا
وقال غالانت، إن إسرائيل ستواصل هجماتها المكثفة على لبنان إلى حين تحقيق الهدف المعلن للحكومة الإسرائيلية بـ"إعادة سكان الشمال إلى منازلهم".
وجاء في بيان صدر عن وزارة الجيش الإسرائيلية أن غالانت "قام صباح اليوم بجولة في مراكز القيادة والهجوم التابعة لسلاح الجو، واستمع إلى إحاطة من قائد السلاح، تومر بار ورئيس المقر، عومر تيشلر، "حول استعدادات القوات للدفاع والهجوم"، وذلك على وقع تصعيد الهجمات الإسرائيلية في بينان، وتوسيع نطاق استهدافات حزب الله لمواقع إسرائيلية.
ونقل البيان عن غالانت قوله: "جئت لأرى عن كثب نشاط سلاح الجو، النتائج مثيرة للإعجاب للغاية، سواء في الدفاع أو الهجوم، على جميع المستويات. بدأ حزب الله يشعر ببعض قدرات الجيش الإسرائيلي، وهناك شعور قوي جدًا لدى الحزب بأنه مطارد، ونحن نرى النتائج".
وتابع "ستستمر هذه التحركات حتى نصل إلى وضع يمكننا فيه إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان - هذا هو الهدف، وهذه هي المهمة، وسنستخدم كل ما يلزم لتحقيقها".
وجاءت تصريحان نتنياهو وغالانت بعد غارة إسرائيلية طالت مبنى سكنيا في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان يعقد تحت الأرض اجتماع لعدة قادة من حزب الله، ما أدى إلى مقتل 16 منهم بينهم قائد وحدة الرضوان ابراهيم عقيل، فضلا عن 21 مدنياً بينهم نساء وأطفال.
وكانت عدة مناطق لبنانية شهدت يومي الثلاثاء والأربعاء خرقاً أمنيا إسرائيليا غير مسبوق، حيث تفجرت آلاف أجهزة البيجر و "ووكي توكي" التي يستخدمها عناصر الحزب، فضلا عن الأطقم الطبية في لبنان، مخلفة عشرات القتلى وأكثر من 2800 مصاب.
وتصاعدت المواجهات بين حزب الله وإسرائيل حيث أعلن الحزب في سلسلة بيانات، اليوم، قصف مناطق واسعة في شمالي إسرائيل ومنطقة حيفا، بما في ذلك قاعدة رامات دافيد ومجمع رفائيل للصناعات العسكرية، قرب حيفا، بعشرات الصواريخ من نوع الكاتيوشا و"فادي 1" و"فادي 2" التي يستخدمها لأول مرة.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
اندماج حزب الله في الجيش.. هل هو وارد؟
مُقابلة نوعية تنتظرها المنطقة يوم 15 شباط الجاري ستكون مخصصة لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان الذي سيعلن من سجن أمرالي التركي دعوته حزبه ومناصريه لإلقاء السلاح وبالتالي الإنخراط ضمن قوى فاعلة معترف بها مثل "البيشمركة" الكردية.عملية "التذويب" لـ"حزب العمال" عسكرياً تعتبرُ نوعية وهي تأتي في إطار تقليص نفوذه المسلح الذي كان يُعتبر عنواناً مقلقاً لتركيا، كما أن هذا الأمر انسحب على الأطراف التي ترتبط بالحزب في العراق وسوريا.
الخطوة التي قد يُقدم عليها أوجلان ليست عادية لاسيما أنها تأتي بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد من جهة وخسارة إيران نفوذها في المنطقة من جهة أخرى عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة والخسائر التي مُني بها "حزب الله" في لبنان عسكرياً وقيادياً ناهيك عن الضربات التي تلقتها "حماس" على صعيد خسارتها مسؤوليها الكبار.
فعلياً، تعتبر مسألة إنهاء "التسليح الكردستاني" لاسيما على صعيد "حزب العمال" مقدمة لأمرٍ بارز ويرتبط بذهاب كافة القوى المسلحة داخل المنطقة إلى "الإندماج" مع الجيوش المعترف بها. بمعنى آخر، يتبين أن مستقبل المنطقة سيشهد إنهاء لما يُسمى بـ"فصائل مسلحة" ورديفة للجيوش، والإنتقال إلى عمليات "دمجٍ" تُنهي حالة "العسكرة" التي تعززت طوال عقود عديدة.
ماذا عن حالة لبنان؟
إذا أردنا الإنتقال إلى حالة لبنان، كان "حزب الله" يُعتبر رديفا للدولة، بمعنى أنه يمثل قوة موازية للجيش من حيث التجهيز والعديد والعتاد، وقد تم الإقرار بذلك وفق التصنيفات السابقة للقوى المسلحة غير الشرعية حول العالم.
وعليه، فإن الحزب، من حيث التصنيف لا القوة، يوازي حزب العمال الكردستاني وغيره من الجماعات الموجودة في المنطقة، فيما هناك توصيف آخر رائج يطلق على هذه الجماعات توصيف الميليشيات المسلحة.
الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والضربات التي تلقاها "حزب الله"، جعلته في مكانٍ آخر، فالقوة العسكرية تضاءلت بنسبة كبيرة حتى وإن كانت هناك قدرات قد تم الاحتفاظ بها للمستقبل.
ضمنياً، قد تكون تجربة حزب "العمال الكردستاني" بنزع السلاح والخطاب المخصص لذلك يوم 15 شباط الجاري، مقدمة لطريق مماثل قد يخوضه "حزب الله" داخل لبنان، لكن المسألة قد تطولُ قليلاً وبالتالي فإن قابليتها للتحقق قد تكون صعبة الحصول في المرحلة القريبة المقبلة.
في الأساس، فإنّ مسألة اتخاذ الحزب قرار "تذويب سلاحه" قد لا تكون إلا من خلال حصول "الإندماج" مع الدولة، وبالتالي ذهاب قواته وعناصره لتُصبح جزءاً من الجيش. في الواقع، المسألة باتت تحصلُ في سوريا الجديدة، فالفصائل المسلحة أبرزها هيئة "تحرير الشام" اتجهت نحو الحل لتصبح جزءاً من السلطة والجيش الموحد، ما يعني تكريس عملية إنهاء كل جيش رديف.
أمام كل هذا الأمر، يتبين في الوقت الراهن أن "حزب الله" قد لا يكونُ مُستعداً لتسليم سلاحه باعتبار أنه "الورقة" التي يحافظ فيها على بيئته، لكن الأمر وفي حال تم فرضه داخل لبنان، فإنه لا يحصل إلا من خلال حوارٍ داخلي يفتح الباب أمام البحث باستراتيجية دفاعية وطنية.
قد يكون الدور الذي سيلعبه أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم خلال الفترة المقبلة محورياً في هذا المجال، وتقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنّ "قاسم يتعاطى مع المرحلة الجديدة بواقعية مع سعيه للحفاظ على تماسك البيئة الخاصة بحزب الله قدر الإمكان وسط كل الخسائر"، وتابعت: "إن انتقال حزب الله للانخراط بالدولة وبالتالي حل فصيله العسكري كان فكرة مطروحة وهي تتجدد بين الحين والآخر، ومسألة تطبيقها يجب أن تكون فعلية ولا تحصل إلا إذا قررت إيران حقاً رفع يدها عن حزب الله نهائياً".
في خلاصة القول، يبدو أن المنطقة باتت مُقبلة على مرحلة تكريس قوة الجيوش الموحدة والنظامية، والبوابة في لبنان تبدأ من تعزيز الجيش، والأمر هذا بات يتجلى من خلال سعي الدول الكبرى لتقوية المؤسسة العسكرية، وما الضغط باتجاه انتخاب جوزاف عون رئيساً للبلاد إلا خطوة أساسية في إطار الخطة المرسومة لتكريس واقعٍ جديد قائم على معادلة واحدة أساسية في المنطقة ككل وليس في لبنان وهي "الجيش والدولة". المصدر: خاص "لبنان 24"