بقلم: إسماعيل الحلوتي

     بغير قليل من الحكمة والتبصر وبكثير من الاستخفاف بالمسؤولية والضحك على ذقون المواطنين، وبدعوى مواصلة تنزيل خارطة الطريق 2022-2026 ولاسيما في شقها المتعلق بالارتقاء بالرياضة المدرسية، اختار مهندس النموذج التنموي الجديد ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أن يدشن الموسم الدراسي الجديد 2025/2024 بإصدار مذكرة تحت رقم 24/2428 مؤرخة في 4 شتنبر 2024 للسيدات والسادة مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، تحمل موضوع: "تشجيع التلميذات والتلاميذ على ممارسة رياضة الغولف"، مشددا على تعميم فحوى هذه المراسلة على مستوى المديريات الإقليمية والمؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية.

      وهي المراسلة التي استفزت عديد الأسر المغربية وأثارت حفيظتها، ولاسيما أن هذه الأسر كانت تنتظر أن تتخذ وزارة التربية الوطنية إجراءات وتدابير عملية تساهم في تيسير مرحلة الدخول المدرسي على مستوى أسعار المقررات واللوازم المدرسية ورسوم التسجيل وغيرها، والحرص على سد الخصاص الذي خلفه غياب عدد من الأساتذة المشاركين في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى برسم سنة 2024، بدل مواجهة تحديات مطلع السنة الدراسية ب"تشجيع التلاميذ على ممارسة رياضة الغولف"، وهو ما ينطبق عليه المثل القائل "ما قدو فيل زادوه فيلة"، الذي يعد من بين أكثر الأمثال الشعبية المتداولة للتعبير عن ضعف الحكامة الجيدة وسوء التدبير للشأن العام ببلادنا.

       لذلك استقبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه المذكرة المثيرة للاستغراب بسخرية واستهجان. إذ كيف يعقل في وقت مازال البحث جاريا عن الوسائل الكفيلة بوضع قطار التعليم على سكته الصحيحة، أن توجه مراسلة لمدراء الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين تدعوهم إلى تشجيع التلميذات والتلاميذ الراغبين في ممارسة رياضة "الغولف" على الالتحاق بالأندية التابعة للجامعة الملكية المغربية للغولف؟ ألم يكن حريا بواضعي هذه المذكرة التفكير في تجديد البرامج والمقررات المتجاوزة، والحد من غلاء أسعارها ومختلف اللوازم المدرسية التي من شأنها شحذ الهمم والعزائم، عوض الحديث عن لعبة رياضة غالبا ما لا يتجه لممارستها عدا كبار القوم وأبنائهم، لما تتطلبه من مصاريف ضخمة، فضلا عن أنها تلعب داخل مساحات كبيرة من العشب في الهواء الطلق، تتخللها مرتفعات وحفر ضيقة ومجاري مائية؟ ثم من أين للوزارة بمعدات هذه اللعبة "البورجوازية" وملاعبها، والأساتذة المكونين أو المدربين وغير ذلك كثير، إذا ما علمنا أن آلاف التلاميذ محرومين من حصص مادة التربية البدنية، جراء افتقار مدارسهم لفضاءات رياضية خاصة، وأن آخرين منهم يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للاستفادة منها في ملاعب خارجية؟

      ترى لماذا يصر الوزير شكيب بنموسى على اتخاذ مثل هذه القرارات التي لا تعمل سوى على الرفع من منسوب الاحتقان في أوساط الشغيلة التعليمية والأسر المغربية؟ إذ أنه في الوقت الذي مازال فيه آلاف الشباب من حاملي الشهادات يطالبون بالتراجع عن قرار تسقيف سن الترشح لاجتياز مباريات ولوج سلك التعليم الذي حدد في 30 سنة، وما خلفه تعنته من هدر للزمن المدرسي استمر أزيد من ثلاثة شهور حول النظام الأساسي الجديد قبل أن يضطر إلى مراجعته تحت الضغط، يعود اليوم لاستفزاز المغاربة بتشجيع المتعلمين على ممارسة رياضة "الغولف".

      فدعوة الوزير التلاميذ إلى الإقبال الكثيف على ممارسة رياضة "الغولف" عوض حثهم على المثابرة والتحصيل، التحلي بالقيم الأخلاقية الفاضلة ونبذ العنف في المدرسة وخارجها وغيره من النصائح القيمة، يجعلنا نستحضر مرة أخرى ذلك المثل الشعبي "أش خصك العريان، خصني خاتم أمولاي" والذي يعني القيام بأشياء لا تعكس احتياجاتنا الضرورية والحقيقية، كما أنها لا تستر عيوبنا. 

فهذا المثل على بساطته التعبيرية يشخص لنا بشكل دقيق مدى حاجة المسؤولين إلى ترتيب الأولويات، حيث يرمز "الخاتم" هنا إلى الزينة والكماليات، فيما يجدر ب"العريان" التفكير في ملابس تستر عورته وتحفظ إنسانيته، لذلك لا يجوز تقديم "الخاتم" على الملابس بالنسبة للشخص "العريان"، حيث كان على الوزير بنموسى احترام سلم الأولويات وترتيب الحاجيات، إذا كان يسعى فعلا إلى النهوض بالمنظومة التعليمية وإعادة الإشعاع للمدرسة العمومية بما يضمن الارتقاء بالمستوى التعليمي والمعرفي لتلامذتنا.

      إن الارتقاء بالرياضة المدرسية لا يعني البتة تشجيع تلاميذ مؤسساتنا التعليمية في القطاعين العام والخاص على ممارسة "رياضة الغولف"، بقدر ما يتطلب الاهتمام بمادة التربية والرياضة، التي تعتبر من ضمن المواد البيداغوجية المهمة، والانكباب على تطوير الرياضة المدرسية، من خلال تحسين بيئة ومحيط المادة من حيث الحد من اكتظاظ الأقسام وخلق أندية رياضية داخل المؤسسات التعليمية...

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: على ممارسة ریاضة ریاضة الغولف

إقرأ أيضاً:

محافظ بني سويف يتفقد المدارس لمتابعة انتظام العملية التعليمية (صور)

تابع الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف انتظام سير العملية التعليمية مع بداية العام الدراسي 2024/2025م، والذي انطلق، أمس، في 214 مدرسة والتي تعمل بنظام الفترتين، حيث انتظمت الدراسة، اليوم الأحد، بكامل طاقتها في أكثر من1340مدرسة، تستقبل أكثر من 825.7 ألف طالبا وطالبة في مختلف المراحل من رياض الأطفال والتعليم الأساسي والمرحلة الثانوية "عام وفني" على مستوى المحافظة.

 

جاء ذلك خلال  زيارته "صباح اليوم" لمدرسة الشهيد أحمد محمد عبده إسماعيل بمدينة بني سويف، لمتابعة انتظام الدراسة في الفصل الأول من العام الدراسي الجديد، وذلك في حضور: هاني عنتر وكيل وزارة التربية والتعليم، ومحمد ياسين رئيس فرع هيئة الأبنية التعليمية، علي يوسف رئيس المدينة، أحمد عزت مدير إدارة تعليم بني سويف وإدارة المدرسة.

 

تقدم  المحافظ بالتهنئة لأسرة العاملين بقطاع التعليم بمناسبة بدء العام الدراسي، وتفقد عددا من فصول بمرحلة رياض الأطفال والتعليم الأساسي، وتابع جانبا من الأنشطة التي ينفذها طلاب المدرسة تزامنا مع بدء الدراسة، مؤكدا أهمية وضرورة تفعيل دور الأنشطة التربوية والاهتمام بطابور الصباح والنشيد الوطني والإلتزام بالإذاعة المدرسية واختيار البرامج التي تعمل على غرس قيم المواطنة وتنمية روح الولاء والانتماء للوطن.

 

كما أشار المحافظ إلى وجود تنسيق كامل مع الوزارة والمديرية لتوفير التيسيرات اللازمة استعدادا لبدء الدراسة، ومتابعة الموقف أولًا بأول لتذليل أية معوقات في حينها، فضلا عن التنسيق بين الأجهزة التنفيذية والقطاعات الخدمية خاصة الطرق والمرور لتلافي أي ملاحظات أو سلبيات محتمل حدوثها مع بداية الدراسة وكثافة الحركة على الطرق والشوارع والميادين، وذلك بهدف تحقيق السيولة المرروية وتجنب أي تكدس أو زحام، في ظل أعمال التطوير ورفع الكفاءة الجاري تنفيذها ببعض المناطق والميادين الحيوية والرئيسية.

 

من جهته أشار وكيل الوزارة إلى متابعته تنفيذ خطة المتابعة الميدانية على المدارس، من خلال فرق المتابعة والموجهين بالإدارات التعليمية للاطمئنان على سير العملية التعليمية وإعداد التقارير بالملاحظات ونتائج الزيارة للعمل على تلافيها وتقديم الحلول المناسبة لها إلى جانب خطة المتابعة التي تنفذها المديرية من خلال تسيير الاوتوبيس الطائر الذي يجوب كافة إدارات التعليم للمرور على المدارس بمشاركة أعضاء المتابعة وموجهي عموم المواد والتوجيه المالي والإداري لمتابعة المدارس من كافة النواحي الفنية والإدارية وتقديم الدعم الفني وتذليل العقبات التي تواجه العملية التعليمية.

 

إضافة إلى تسجيل غياب الطلاب إلكترونيًا والسجلات المخصصة لذلك أولا بأول، وإخطار أولياء الأمور بصفة دورية بموقف غياب أبنائهم، وتطبيق لائحة الانضباط والتحفيز التربوي والبعد عن استخدام العقاب البدني والنفسي، وتفعيل دور لجنة الحماية المدرسية، مع التنبيه على حضور مديري المدارس قبل بداية اليوم الدراسي والمرور على مباني المدرسة للتأكد من سلامتها ونظافتها قبل الطابور وعدم مغادرة المدرسة إلا بعد التأكد من خروج جميع الطلاب والعاملين إلى جانب عدم مغادرة مسئول الأمن باب المدرسة وغلقه عقب انتهاء الطابور وإحكام الإشراف عليها والتأكد من هوية الزائرين قبل السماح لهم بدخول المدرسة وتسجيل بياناتهم فور دخولهم، فضلًا عن الحرص على حسن معاملة أولياء الأمور وتخصيص مواعيد لزيارتهم للمدارس لتمكينهم من متابعة أبنائهم، مع الإعلان عن هذه المواعيد بشكل واضح بمدخل المدرسة.

 

محافظ بني سويف يتابع انتظام المدارس 

 

 

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة يؤكد على ضرورة الالتزام بقواعد العملية التعليمية
  • محافظ مطروح يتابع انتظام الدراسة بجميع الإدارات التعليمية
  • محافظ بني سويف يتفقد المدارس لمتابعة انتظام العملية التعليمية (صور)
  • محافظ بني سويف يطمئن على انتظام العملية التعليمية
  • نصائح من «الصحة» للوقاية من الأمراض في أثناء ممارسة الأنشطة المدرسية
  • وزير التربية للملاكات التعليمية والتدريسية وللتلاميذ والطلبة:
  • تلاميذ العراق يفتحون موسمهم
  • أحمد الفيشاوي يتصدر التريند بسبب تصريحاته المثيرة للجدل.. ماذا قال؟
  • على خلفية سرقة طائرة.. فنزويلا تصدر مذكرة اعتقال بحق الرئيس الأرجنتيني وشقيقته