حظي اليهود المتدينون منذ فترة طويلة بمكانة مميزة داخل المجتمع الإسرائيلي، وتلتزم حكومة تل أبيب بتوفير إعانات سخية لهم، ورغم هذا فإن الشباب من «الحريديم» _كما يطلق عليهم في العبرية_ معفون عملياً من الخدمة العسكرية الإلزامية.

في عام 1948، اتفق رئيس الوزراء ديفيد بن جوريون مع حاخامات الحريديم على إعفاء 400 رجل يدرسون في المدارس الدينية أو المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية.

وكان عدد الحريديم في إسرائيل في عام 1948 قليلاً، ولايزال الكثيرون منهم يعارضون الدولة لأسباب دينية منذ عقود، ولم يكن للإعفاء تأثير عملي يذكر.

وفي عام 1998، ألغت المحكمة العليا في إسرائيل الإعفاء الذي كان قائماً منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أن السماح للحريديم بالإعفاء من التجنيد الإجباري ينتهك مبادئ المساواة في الحماية. وعلى مدى العقود التي تلت ذلك، حاولت الحكومات والكنيست المتعاقبة حل هذه القضية، لكن المحكمة أخبرتها مراراً وتكراراً بأن جهودها غير قانونية.

وفي الوقت نفسه، نما مجتمع الحريديم بشكل كبير. فهم يشكلون الآن 24% من الإسرائيليين في سن التجنيد، وفقًا لمعهد إسرائيل للديمقراطية.

ما هو رأي الرأي العام الإسرائيلي؟

ويتفق معظم الإسرائيليين على أن الوضع غير قابل للاستمرار.

في استطلاع للرأي أجراه معهد إسرائيل للديمقراطية في فبراير، قال 64% من المستجيبين الإسرائيليين و70% من المستجيبين اليهود الإسرائيليين إن الإعفاء الحريدي يجب أن يتغير.

سبب رئيسي للإقالة

أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى أن القرار المتوقع لنتنياهو يأتي في ظل خلافات مع جالانت، وفي غمرة ضغوط داخلية يواجهها نتنياهو، وأهمها تهديد «الأرثوذكس المتطرفين» بتفكيك الائتلاف الحكومي في حالة «عدم إقرار إعفاء» أبنائهم من الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي.

نتنياهو وجالانت

وإن الأسباب التي دفعت نتنياهو لتعيين جدعون ساعر بعد تأكده أن فوائد انضمامه إلى الحكومة ستفوق الضرر الكامن في هذه الخطوة وهي إقالة جالانت.

لا أريد المنصب

أعلن النائب في الكنيست الإسرائيلي، جدعون ساعر، تخليه عن قبول تولي حقيبة وزارة الدفاع وذلك بعد تداول وسائل الإعلام أنباء عن إمكانية إقالة يوآف جالانت وتعيين ساعر عوضا عنه.

وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت، إن ساعر أبلغ نتنياهو تخليه عن ملف وزارة الدفاع، وأنه ليس معنيا بخلافة يوآف جالانت في حال إقالته من منصبه.

جالانت وساعر

وتداولت وسائل إعلام عبرية رسمية وخاصة، من بينها هيئة البث وقناة 12، أنباء تفيد بنية نتنياهو إقالة جالانت بسبب الخلافات بين الطرفين وخاصة فيما يتعلق بملف الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وتعيين ساعر عوضا له.

وأخيرا، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تقدم في المفاوضات بين نتنياهو وساعر لضمه إلى الحكومة وتولي حقيبة الدفاع مكان الوزير الحالي يوآف جالانت.

وكان ساعر الذي ينتمي لحزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، جزءا من حكومة الطوارئ التي شكلت بداية الحرب على غزة، لكنه انسحب منها في مارس الماضي بسبب عدم ضمه لمجلس الحرب حينها.

لا عودة

قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين، إنه في حال تعيين زعيم حزب اليمين الوطني، جدعون ساعر، وزيراً للدفاع، فسيكون ذلك بمنزلة توقيع حكم الإعدام بحق المختطفين في قطاع غزة، لمعارضته الاتفاق المقترح لتبادل أسرى.

واستذكرت قوله: يجب ألا نوافق على الصفقة التي اقترحها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ودعوته إلى مزيد من الضغط العسكري على حركة حماس، وتابعت: ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الضغط العسكري يقتل المختطفين، فقد قُتل عشرات المختطفين بسببه.

واستطردت العائلات: يا رئيس الوزراء نتنياهو، هذا ليس الوقت المناسب للعب الكراسي والانخراط في لعبة البقاء السياسي، ومن المناسب أن تكرسوا كل وقتكم وجهودكم لتحقيق أهداف الحرب وإعادة جميع المختطفين إلى بيوتهم".

اقرأ أيضاًإعلام عبري: احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت

الجنائية الدولية: إصدار مذكرة اعتقال «نتنياهو» و«جالانت» من واجب المحكمة

حكومة نتنياهو: جالانت يتبنى رواية معادية لإسرائيل ويضر باحتمالية التوصل لصفقة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جالانت حزب الليكود اليهود الحريديم الكنيست الاسرائيلي يوأف جالانت جدعون ساعر

إقرأ أيضاً:

استطلاع: 52% من الإسرائيليين يعارضون إقالة غالانت

أظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي نُشر في صحيفة "معاريف"، اليوم الجمعة، أن 52% من الجمهور الإسرائيلي عبروا عن معارضتهم لإقالة وزير الجيش يوآف غالانت، واستبداله بعضو الكنيست ورئيس حزب "اليمين الرسمي"، غدعون ساعر، في حين أيّد 24% هذه الخطوة، وقال 24% إنه ليس لديهم رأي محدد في هذه القضية.

وبحسب الاستطلاع فإن 60% من الإسرائيليين يعتقدون أن على إسرائيل شن هجوم استباقي ضد حزب الله حتى لو كان ثمن ذلك توسيع الحرب؛ في المقابل، يرى 20% أن هذه الخطوة خاطئة، في ظل المخاوف من حدوث تصعيد خطير يجر المنطقة إلى حرب إقليمية.

كما أظهر الاستطلاع عدم وجود تغييرات كبيرة في خريطة المقاعد البرلمانية، حيث يستمر الليكود في تصدر المشهد بحصوله على 24 مقعدًا، مقابل 21 مقعدًا لحزب "المعسكر الوطني" برئاسة بيني غانتس ، في ما يتطابق مع نتائج الاستطلاع الذي أجرته الصحيفة الأسبوع الماضي.

وفي ما يخص المعسكرات، حصلت كتلة نتنياهو على 52 مقعدًا، مقابل 59 للمعارضة من دون القوائم العربية. وبحسب الاستطلاع، فإن حزبًا بقيادة نفتالي بينيت سيحصل على 21 مقعدًا، وهو عدد المقاعد ذاته الذي أظهره الاستطلاع السابق للصحيفة، وذلك على حساب حزبي "الليكود" و"المعسكر الوطني".

خريطة توزيع المقاعد في انتخابات تجرى اليوم بحسب الاستطلاع: الليكود - 24 مقعدا؛ "المعسكر الوطني" - 21؛ "ييش عتيد" - 15؛ "يسرائيل بيتينو" - 14؛ "شاس" - 9؛ "الديمقراطيون" - 9؛ "عوتسما يهوديت" - 8؛ "يهدوت هتوراه" - 7؛ الجبهة والعربية للتغيير - 5؛ القائمة الموحدة - 4؛ "الصهيونية الدينية" - 4.

المصدر : وكالة سوا - عرب 48

مقالات مشابهة

  • ساعر يبلغ نتنياهو برفضه عرض منصب وزير الأمن الإسرائيلي
  • بعد تكهنات بخطط نتنياهو للإطاحة بغالانت.. جدعون ساعر يستبعد توليه منصب وزير الدفاع
  • ساعر يتخلى عن حقيبة الدفاع
  • ساعر يبلغ نتنياهو تخليه عن خلافة غالانت في وزارة الدفاع
  • ساعر يعلن تخليه عن قبول حقيبة الدفاع خلفاً لغالانت
  • نتنياهو يهدف لإرضاء الحريديم بتعيين ساعر بدلا من غالانت
  • الاحتلال يغلق نافذة الدبلوماسية مع حزب الله.. ونتنياهو يهدد
  • استطلاع: 52% من الإسرائيليين يعارضون إقالة غالانت
  • %52 من الإسرائيليين يعارضون إقالة غالانت