تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم /الأحد/ أن التحول الاستراتيجي في سياسات إسرائيل؛ الذي شمل مؤخرا تصعيد الهجمات على لبنان، يبعث برسالة إلى "حزب الله" مفادها الانسحاب من الحدود أو حرب واسعة النطاق.
وأوضحت الصحيفة - في مقال تحليلي اليوم - أنه مع تصعيد الهجمات على لبنان وصفوف حزب الله وقادته وبنيته الأساسية، تضغط إسرائيل بقدراتها العسكرية والاستخباراتية لترسل إنذارا ضمنيا: /إما إبرام صفقة للانسحاب من الحدود الشمالية لإسرائيل أو الذهاب إلى الحرب/.


وذكرت أن إسرائيل حولت انتباهها إلى حدودها مع لبنان في الوقت الذي تصبح فيه ساحة المعركة في قطاع غزة ساكنة؛ لتشن سلسلة عدوانية من الهجمات التي تدمر حزب الله، كما كشفت هجمات الأسبوع الماضي على أجهزة النداء واللاسلكي أن إسرائيل نجحت في اختراق أنظمة الاتصالات التابعة لحزب الله بشكل عميق، في حين أظهرت الغارة الجوية على بيروت التي قتلت معظم قادة قوة رضوان النخبوية التابعة لحزب الله، قدرات الاستخبارات الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة كانت تدفع باتجاه حل دبلوماسي؛ من شأنه أن يجعل حزب الله يوافق على تحريك قوته طواعية على بعد عدة أميال من الحدود الإسرائيلية والعودة نحو خط متفق عليه بعد حرب عام 2006 حيث يتم تنفيذ هذا الاتفاق من قبل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وفي المقابل، قال مسؤولون إسرائيليون إن هذه المحادثات وصلت إلى طريق مسدود، وأن الوقت ينفد لإيجاد حل آخر غير الحرب لوقف هجمات حزب الله، عبر الحدود.
وتابعت إن دقات طبول الضربات المتصاعدة هي جزء مما يقول المسؤولون الإسرائيليون إنه نهج جديد للصراع الذي دام قرابة عام مع حزب الله، والذي بدأ نتيجة حرب إسرائيل ضد حماس في غزة، وقد نزح عشرات الآلاف من المدنيين على جانبي الحدود بسببه.
وأشارت إلى أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا حذرين بشأن إعلان حرب مفتوحة على حزب الله، لكن مسؤولا إسرائيليا قال أمس إن ضرب كبار قادة حزب الله في قلب معقلهم في حي الضاحية ببيروت، كان يهدف إلى إرسال رسالة مفادها بأن إسرائيل لا ترى مثل هذا العمل التصعيدي خطا أحمر.
وحتى الآن، خاضت إسرائيل وحزب الله معاركهما وفقًا لقواعد غير رسمية تحدد الأماكن التي يمكن للعدوين الهجوم عليها، وأنواع الأسلحة التي يمكنهما استخدامها، وما إذا كان سيتم قتل المدنيين أو المقاتلين إلا أن الضربات على الضاحية الجنوبية تتجاوز ما يسمى بقواعد اللعبة، وفقا للصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل كانت تسعى إلى تجنب الحرب بينما كان القتال في غزة على قدم وساق لأن قواتها كانت منهكة بسبب القتال. لكن مع تراجع النشاط على تلك الجبهة، تحولت إسرائيل إلى الحدود في الشمال، كما قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون ومحللون إقليميون.
وفي الأيام الأخيرة، زار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، القوات في قاعدة جوية شمال إسرائيل وطلب منهم الاستعداد لمعركة صعبة. 
ولفتت الصحيفة إلى أن التحول الاستراتيجي الإسرائيلي يهدف إلى تحريك صراع عبر الحدود، كان مكلفًا لكلا الجانبين، لكن ليس له مخرج دبلوماسي واضح، موضحة إنه لأشهر، كانت إسرائيل تقصف الجماعة اللبنانية بعمليات سرية متزايدة التعقيد، إلا أن ضربات جوية في عمق أراضيها، وعمليات قتل مستهدفة لكبار المسؤولين في ضربات على بيروت كانت في السابق محظورة بموجب قواعد الصراع المفهومة منذ فترة طويلة بين الطرفين.
وفي أواخر يوليو، قتلت إسرائيل القائد الكبير في حزب الله فؤاد شكر في غارة جوية على مبنى. وفي الشهر الماضي، أرسلت أكثر من 100 طائرة حربية لتنفيذ ضربة ثقيلة على مواقع صواريخ حزب الله في لبنان.
كما ضربت أهدافا في الخارج مرتبطة بدعم إيران للجماعة؛ حيث قتلت إسرائيل مجموعة من كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين في ضربة على مبنى دبلوماسي في دمشق في أبريل الماضي فيما خلقت الهجمات زحفا تصاعديا في العنف عبر الحدود، حيث صعد حزب الله أيضا من ردود أفعاله. 
وبحسب الجيش الإسرائيلي، تم إطلاق نحو 8500 قذيفة على إسرائيل من لبنان منذ بداية الصراع. وفي نفس الفترة، هاجمت إسرائيل أكثر من 7600 موقع في لبنان، وفقًا لمشروع بيانات الأحداث والصراعات المسلحة، وهي خدمة مراقبة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة، ومعهد دراسات الأمن القومي.
وفي إشارة إلى الجدية، قالت إسرائيل - الأسبوع الماضي - إنها تنقل الفرقة 98 من المظليين والقوات الخاصة من غزة إلى حدودها الشمالية، وذلك بعد وقت قصير من إكمال القوات المنتشرة بالفعل في الشمال تدريبات تحاكي القتال في لبنان. وتلقى العديد من جنود الاحتياط مكالمات في الأيام الأخيرة بأوامر بالتوجه إلى الشمال، وفقا للصحيفة.
وفي انعكاس لارتفاع التوترات، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أول أمس /الجمعة/ أن حاملة الطائرات (يو إس إس هاري إس ترومان)، ستتجه إلى شرق البحر المتوسط ​​غدا /الإثنين/، بينما توجد - بالفعل - مجموعة حاملة الطائرات (يو إس إس أبراهام لينكولن) في المنطقة؛ حيث يخشى كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين من أن تشن إسرائيل قريبا حربا برية في لبنان.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة حزب الله إسرائيل لبنان أن إسرائیل حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

ركام الحرب معضلة تربك لبنان

خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، كان أحمد مهدي يعيش في نصف منزل، فقد أدت غارة جوية إسرائيلية على المبنى المجاور لمنزله في أحد أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، إلى تدمير المطبخ وغرفة المعيشة في شقته الواقعة بالطابق الخامس.

الحل الوحيد هو التخلص من الأنقاض من منطقة بيروت المجاورة لكوستا برافا

وعندما ينظر مهدي إلى ما تبقى من المبنى المجاور، يذهله حجم الدمار. ويقول لأرين بيكر من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه : "لقد انهار 11 طابقاً، كل ما ترينه هو الصخور والأوساخ والفولاذ وقطع الحديد".
ومثل الكثير من اللبنانيين، الذين تعرضت منازلهم وأعمالهم لأضرار خلال أكثر من عام من الحرب بين إسرائيل وحزب الله، فإن مهدي (20 عاماً)، وعائلته حريصون على بدء الإصلاحات، لكنهم لا يستطيعون فعل الكثير قبل إزالة الأنقاض. وقال: "هذه هي مشكلتنا الكبرى: أين نضع الأنقاض؟"

وقف النار

وبينما يبدأ لبنان عملية إعادة البناء البطيئة بعد وقف هش للنار بين حزب الله وإسرائيل، فإنه يكافح من أجل معرفة كيفية تنظيف الكميات الهائلة من الأنقاض المنتشرة حول العاصمة بيروت.

وقال تقرير للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، إن التقدير الأولي للأضرار، أظهر أن نحو 3000 مبنى في منطقة الضاحية جنوب المدينة، قد دمرت أو لحقت بها أضرار جسيمة أو تضررت بشكل كبير. 

Israel eliminated Hassan Khalil Yassin, who replaced Hassan Nasrallah hours ago.

This breaks the shortest tenure as 'caliph' in the tenure in the 1400 history of Islam.

The whole Hezbollah chain of command are now a bunch of people that a week ago were not important enough to… pic.twitter.com/blOMExc71Q

— Imtiaz Mahmood (@ImtiazMadmood) September 28, 2024

وقُتل أكثر من 3700 شخص في لبنان خلال الحرب، التي اندلعت عندما بدأ حزب الله إطلاق النار على المواقع الإسرائيلية بعد الهجمات التي قادتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأدى الصراع إلى نزوح نحو 1.3 مليون شخص. وفي لبنان، ألحق أضراراً بمليارات الدولارات من الاقتصاد، ودمر أجزاءً كبيرة من جنوب لبنان قرب الحدود مع إسرائيل، فضلاً عن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في جنوب بيروت حيث يسيطر حزب الله.

وقالت تمارا الزين، التي أعدت التقرير، إن التقارير الأولية أظهرت أن الهجمات الإسرائيلية على المباني والمنازل والمصانع والطرق وغيرها من البنية التحتية في أنحاء البلاد، قد أسفرت عن نحو 350 مليون قدم مكعب من الركام. ولا يمكن أن تبدأ عملية إعادة الإعمار بشكل كبير إلا بعد تنظيف كل ذلك.

وفي غزة، حيث تخوض إسرائيل حرباً للقضاء على نشطاء حماس، تعرض ما يقرب من 60% من المباني لأضرار أو دمرت في القطاع المحاصر. كما أدت هجمات حزب الله الصاروخية على إسرائيل، إلى تدمير أو إتلاف المنازل في المجتمعات الحدودية، وتسببت بحرائق في الأراضي الزراعية.

مكبات النفايات

وأفاد أستاذ الهندسة المدنية والبيئية في الجامعة الأمريكية في بيروت عصام سرور، إن مكبات النفايات في لبنان تكافح فعلاً للتعامل مع نفايات البناء الخطرة في كثير من الأحيان. وقال إن الكثير منها يتم التخلص منه في الطبيعة.

وفي عام 2006، بعد الحرب بين حزب الله وإسرائيل، تم إلقاء الحطام من المناطق التي تعرضت لقصف شديد جنوب بيروت، والتي تضمنت ذخائر غير منفجرة، والأسبستوس، والمفروشات الاصطناعية، والأجهزة الإلكترونية المحطمة والنفايات العضوية، على طول الشاطئ بالقرب من المطار، كما يقول خبراء البيئة. 

Lebanon Faces a Colossal Disposal Task: Clearing War Debris https://t.co/YnrbqrQf9w

— Rachel Gemayel (@RachelGraciano) January 28, 2025

ويضيفون إن ذلك تطور إلى مكب دائم للنفايات، من دون حواجز كافية لحماية البيئة البحرية من المواد الكيميائية السامة المتسربة من الحطام. وباتت المنطقة المعروفة باسم كوستا برافا، مرادفاً للكارثة البيئية في لبنان.
وقال سرور إن تأثير الصراع الأخير، يمكن أن يكون أكبر بكثير وأكثر ضرراً.
وعلى مدى العقد الماضي، شهد لبنان ارتفاعاً هائلاً في استخدام الألواح الشمسية وتخزين البطاريات، للتعويض عن الشبكة الكهربائية المتعثرة في البلاد. ويمكن أن يؤدي التخلص غير السليم من الألواح والبطاريات إلى تحلل الرصاص والزئبق والعناصر الخطرة الأخرى في البيئة.
وقال وزير البيئة ناصر ياسين، إن التعامل مع الأنقاض من المناطق المحيطة ببيروت، كان أكثر صعوبة بسبب حجمها الكبير، واحتمال وجود مواد خطرة، وعدم وجود مساحة على مسافة معقولة لنقلها بالشاحنات.
ورأى وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية، إن الحل الوحيد هو التخلص من الأنقاض من منطقة بيروت المجاورة لكوستا برافا.
لكن رئيس إحدى نقابات صيد الأسماك إدريس عتريس، حذر من تهديد الحياة البرية المهددة أصلاً بالإنقراض قائلاً :"هنا تضع السلاحف بيوضها. ولن نقبل بذلك".
وقالت النائبة اللبنانية نجاة عون صليبا، العضو في لجنة البيئة البرلمانية: "نحن في حاجة إلى التفكير بشكل مختلف في شأن الأنقاض...إنها ليست نفايات. إنها مورد".


مقالات مشابهة

  • مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار
  • مُسيّرة لحزب الله تجتاز الحدود اللبنانية للمرّة الأولى منذ وقف النار
  • وول ستريت جورنال تكشف عن التقارير الأخيرة لجهاز استخبارات الأسد
  • هل يصمد وقف النار بين إسرائيل وحزب الله؟
  • “وول ستريت جورنال”: “ميتا” ستدفع لترامب 25 مليون دولار تعويضا عن حظر حساباته في “فيسبوك” و”إنستغرام”
  • ركام الحرب معضلة تربك لبنان
  • وول ستريت جورنال: مخاوف الخطر في البحر الأحمر لا تنتهي
  • «كاتس» يكشف موعد الانسحاب الإسرائيلي من سوريا خلال زيارة لجبل الشيخ
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • حزب الله يستعيد مشهدية الانتصار