قال عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان، أسامة أبو مراد، إن "الاجتياح البري الإسرائيلي للبنان في حال حدوثه لن يكون نزهة على الإطلاق كما يعتقد العدو أو أي أحد آخر"، مشيرا إلى أن "المقاومة اللبنانية جاهزة لكل السيناريوهات المختلفة، وسنستمر في الدفاع عن أهلنا وقرانا بما نملك من إمكانيات وقدرات".



وأكد أبو مراد، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "العدو الإسرائيلي لا يخفي نيته في اجتياح لبنان بريا، وتصاريح قادته تؤكد على ذلك، ونشاط قواته العسكرية أيضا يؤكد على ذلك، وكذلك المناورات والتدريبات العسكرية السابقة التي قام بها تؤكد أن النية موجودة والقرار موجود حتى من قبل بدء عملية طوفان الأقصى".

وأضاف: "رغم أن قواته تعيش أزمة كبيرة وهزيمة كبرى جراء العدوان الذي مارسته على غزة، ورغم أن جيشه قد فقد الكثير من قدراته وإمكانياته في هذه الحرب، مما يُصعّب إمكانية القيام باجتياح بري نتيجة فقدان بعض القوات والقدرات والموارد، إلا أن العدو اعترف بأنه يعيش أزمة وجودية، وبالتالي قد يلجأ إلى أي عمل بما في ذلك الاجتياح البرّي على قاعدة توريط حلفائه في حمايته وضمان بقائه واستقراره".


وأشار القيادي بالجماعة الإسلامية، إلى أن "العدو الإسرائيلي، في عدوانه على لبنان، سواء على الجنوب أو على بيروت، تجاوز كل القواعد المرسومة وكل القوانين الدولية المعمول بها، وذهب بعيدا في محاولات القتل الجماعي دون تمييز وفي الاستهدافات العشوائية، والتي أدت الى سقوط عدد كبير من الضحايا جزء كبير منهم من المدنيين ومن الأطفال والنساء".

وأضاف أبو مراد: "هذا السلوك ليس مستغربا من دولة إرهابية وبعيدة كل البُعد عن الإنسانية؛ فقد مارست كل التجاوزات والجرائم خلال الأشهر الماضية في غزة، وهي بسلوكها الحالي تحاول تكريس نفس الممارسات في لبنان وبنفس التدرج".

وتابع: "العدو الإسرائيلي باعتداءاته الأخيرة سواء في تفجير أجهزة (البيجر) و(التوكي واكي) أو في استهداف الضاحية، أضاف مجموعة جرائم إلى جرائمه ترقى لمستوى جريمة حرب، وأضاف مجازر إلى المجازر التي مارسها في لبنان سابقا، وبالتالي فإننا نستنكر بشدة العدوان التي قام به العدو الإسرائيلي".

وحمّل القيادي بالجماعة الإسلامية، المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي "مسؤولية إيقاف هذه الاعتداءات، ونؤكد على أن موقفنا، بالإضافة إلى موقف لبنان ومقاومته، هو مواجهة هذا العدو دفاعا عن أرضنا وأهلنا وإسنادا لأهلنا في غزة والضفة الغربية".


وعن مدى تأثر المقاومة اللبنانية بالضربات الإسرائيلية الأخيرة، قال أبو مراد: "مما لا شكّ فيه أن الضربات الأخيرة كانت موجعة، ولكن المقاومة أكدت ثباتها على موقفها في استمرار جبهة إسناد غزة لأنها تدرك أن التوقف ربما تكون كلفته أكبر، وأظن أن المقاومة استوعبت الضربات الأخيرة".

وحذر أبو مراد، من "توسّع رقعة المواجهات الجارية الأمر الذي ينذر بتوسّع الحرب وتحوّلها إلى حرب إقليمية أو كبرى؛ لأن مصالح دول كثيرة وتشابكها سيخلط الأوراق ويجعل الأمور صعبة ومعقدة على الجميع، وما من أحد يمكن أن يتكهن أو يفكر كيف يمكن أن تكون المنطقة آنذاك".

وبسؤاله عن فرص نجاح المساعي الدبلوماسية في تهدئة الوضع على الحدود بين إسرائيل ولبنان، أجاب: "إذا ضغطت الدول التي تقود مساعي دبلوماسية لتهدئة الوضع على الحدود على كيان الاحتلال الإسرائيلي وأوقفت عدوانه على غزة أو أرغمته على ذلك، فإن الحلول الدبلوماسية يمكن أن تفلح في تهدئة الوضع والعودة إلى طبيعة ما كان سائدا".

وأشاد بموقف الحكومة اللبنانية من الأحداث الأخيرة، قائلا: "موقف وزير الخارجية في مجلس الأمن كان جيدا من ناحية عدم الخضوع للابتزاز والشروط الإسرائيلية، والحكومة بشكل عام حمّلت الاحتلال مسؤولية الجريمة بحق المدنيين اللبنانيين فيما خصّ تفجير أجهزة البيجر، وهي تطالب دائما بإلزام الاحتلال تطبيق وتنفيذ القرار 1701 وتؤكد على الالتزام به".

واختتم القيادي بالجماعة الإسلامية، بقوله إن "العدو الإسرائيلي يسعى لإرهاب الشعب اللبناني من خلال ممارساته الإجرامية، لكن الشعب اللبناني صامد وأكبر من أن يتم إرهابه بهذه الممارسات الفاشية، والاحتلال جرّب الشعب اللبناني سابقا وخاض معه معارك عديدة، ويدرك جيدا بسالة شعبنا ومدى صمود المقاومة".

وخلال الأسبوع الماضي، تصاعدت الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل عقب تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 شهيدا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنّها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ما خلّف أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية لبنان الإسرائيلي المقاومة اللبنانية لبنان إسرائيل الجماعة الإسلامية المقاومة اللبنانية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالجماعة الإسلامیة العدو الإسرائیلی فی لبنان أبو مراد

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة: الطبيبة التي تم ترحيلها إلى لبنان لديها صور للتعاطف مع حزب الله

أعلنت السلطات الأمريكية، الاثنين، عن أنها رحلت طبيبة من رود آيلاند إلى لبنان الأسبوع الماضي بعد اكتشاف "صور ومقاطع فيديو متعاطفة" مع الزعيم السابق لحزب الله، حسن نصر الله، ومسلحين تابعين للحزب على ملف العناصر المحذوفة في هاتفها الخلوي.

وقالت الدكتورة رشا علاوية أثناء التحقيق أنها حضرت في لبنان جنازة زعيم حزب الله المغتال حسن نصر الله، والذي تدعمه من "منظور ديني" كمسلمة شيعية.

وكانت وزارة العدل الأمريكية قدمت هذه التفاصيل لأنها سعت إلى طمأنة قاضٍ فيدرالي في بوسطن بأن الجمارك وحماية الحدود الأمريكية لم تخالف عمدًا أمرًا أصدرته يوم الجمعة كان ينبغي أن يوقف علاوية على الفور.

وتم اعتقال المواطنة اللبنانية البالغة من العمر 34 عامًا، يوم الخميس في مطار لوجان الدولي في بوسطن بعد عودتها من رحلة إلى لبنان لرؤية أسرتها. فيما رفع ابن عمها دعوى قضائية لوقف ترحيلها.

وفي أول تفسير علني لإبعادها، قالت وزارة العدل إن علاوية، أخصائية الكلى والأستاذة المساعدة في جامعة براون، مُنعت من العودة إلى الولايات المتحدة بناءًا على ما وجده مكتب الجمارك وحماية الحدود على هاتفها والتصريحات التي أدلت بها خلال مقابلة بالمطار.

وقالت علاوية عن حضورها الجنازة، بحسب نص المقابلة وفقًا رويترز: "إنه أمر ديني بحت"، وأضافت "إنه شخصية كبيرة جدًا في مجتمعنا. بالنسبة لي هذا ليس سياسيًا."

وتصنف الحكومات الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة، حزب الله كجماعة إرهابية. 

واستنادًا إلى تلك التصريحات واكتشاف صور على هاتفها لنصر الله وآية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، قالت وزارة العدل إن مكتب الجمارك وحماية الحدود خلص إلى أن "نواياها الحقيقية في الولايات المتحدة لا يمكن تحديدها".

وفي ملف قدمته يوم الاثنين، دافعت وزارة العدل أيضًا عن مسؤولي الجمارك وحماية الحدود ضد مزاعم الفريق القانوني لعلاوية بأنها قد نُقتل جواً خارج البلاد مساء الجمعة في انتهاك لأمر صادر عن قاضي المقاطعة الأمريكية ليو سوروكين في ذلك اليوم. وكان القاضي قد أصدر أمرا يمنع من إبعاد علاوية عن ماساتشوستس دون إشعار قبل 48 ساعة. إلا أنه تم وضعها في رحلة إلى ترانزيت نحو فرنسا في تلك الليلة وعادت منها مباشرة إلى لبنان.

وكان القاضي قد وجه الحكومة يوم الأحد بمعالجة "مزاعم خطيرة" بأن أمر المحكمة قد انتهك عمدًا قبل جلسة استماع كان من المقرر عقدها يوم الاثنين. فيما تم إلغاء تلك الجلسة يوم الاثنين بناءً على طلب المحامي الوحيد المتبقي لعلاوية، بعد انسحاب محاميو شركة المحاماة "أرنولد أند بورتار"، والذين كانوا يمثلونها مجانًا، مشيرين إلى مزيد من التروي بشأن القضية سريعة التحريك.

وقالت محامية في الشركة إنها ذهبت إلى المطار يوم الجمعة وأظهرت لضابط الجمارك وحماية الحدود نسخة من أمر القاضي سوروكين على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها قبل مغادرة رحلة الخطوط الجوية الفرنسية لعلاوية، فيما أكد مسؤول آخر في مكتب الجمارك وحماية الحدود في تصريح يوم الاثنين إنه تم إبلاغه بذلك قبل اصطحاب علاوية إلى منطقة الصعود.

إلا أن وزارة العدل الامريكية، قالت إن الإخطار يجب أن يتم تلقيه من خلال القنوات الرسمية بشكل مباشر وأن يتلقاه المستشار القانوني للوكالة لمراجعته وتوجيهه، وهو ما لم يحدث.

وكتب محامو وزارة العدل: "يأخذ مكتب الجمارك وحماية الحدود أوامر المحكمة على محمل الجد ويسعى جاهدًا للالتزام دائمًا بأمر المحكمة".

وكان قد تم إغلاق ملف وزارة العدل لاحقًا من قبل سوروكين بناءًا على طلب محامي علاوية وابن عمها.

مقالات مشابهة

  • قيادي بفتح: مصر تدعم حق الشعب الفلسطيني في التمسك بأرضه وتسعى لإحلال السلام
  • الحلّ لا يكون إلا بإغلاق المعابر غير الشرعية شرقًا وشمالًا
  • نص كلمة قائد الثورة حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة
  • قيادي في حماس : العدوان على غزة حكم بالإعدام على المحتجزين “الاسرائيليين “
  • الكشف عن اسم قيادي حوثي قُتل في الغارات الأمريكية الأخيرة
  • الجماعة الإسلامية نعت الشيخ أبا إسحاق الحويني
  • الجماعة الإسلامية: العدوان على غزة يستدعي تحركا عاجلا من الأمم المتحدة لوقف المجازر
  • هل تستأنف إسرائيل الهجوم بريا في قطاع غزة؟
  • الجماعة الإسلامية تستعد
  • الولايات المتحدة: الطبيبة التي تم ترحيلها إلى لبنان لديها صور للتعاطف مع حزب الله