كندا – أكدت ملكة الأردن رانيا العبدالله أن الممارسات الاسرائيلية في فلسطين وحربها على غزة لها تداعيات تطال المستقبل الذي ستتوارثه الأجيال.

وقالت رانيا العبدالله خلال مشاركتها في القمة السنوية لعالم شاب واحد في مدينة مونتريال بكندا: “نحن جميعا نستحق عالما يرتكز على العدالة والمساواة، حيث يطغى حكم القانون على حكم القوة، نستحق نظاما عالميا يقابل جرائم الحرب والانتهاكات بالعواقب، لا بالاستثناءات.

نستحق أن ندرك أن قيمتنا لا يحددها جواز السفر الذي نحمله أو لون بشرتنا، بل إنسانيتنا بحد ذاتها”.

وتابعت: “حاولوا أن تتخيلوا واقع الحياة تحت وطأة الاحتلال الساحق. تعرفوا على روابط الفلسطينيين العميقة بالأرض وأشجار الزيتون التي ورثوها عن أجدادهم”.

وأضافت: “أشعر اليوم بضرورة تسليط الضوء على هذا الصراع تحديدا، لأنه في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتم فرض واقع غير مسبوق. الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والحصار على قطاع غزة، وهجمات المستوطنين في الضفة الغربية، والقمع والظلم، كلها أصبحت جزءا من نظامنا العالمي، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات جمة على المستقبل الذي سترثوه”.

وتابعت: “اليوم يصادف اليوم العالمي للسلام. وها نحن مرة أخرى، نلتقي في يوم خصص للسلام، مُجبرين على مناقشة واقع حرب. لطالما وصفت غزة بأنها سجن مفتوح، واليوم أصبحت زنزانة خانقة”. مبينة أن هذه الحرب لم تعيد قطاع غزة عقودا إلى الوراء فحسب، بل تجر بقية العالم نحو حالة من الفوضى.

وأكدت على أنه “الاستمرار في تقديم الغطاء العسكري والاقتصادي والدبلوماسي لإسرائيل ترسل العديد من القوى العالمية رسالة مرعبة عن مستقبلنا: أن هذا هو شكل الحروب القادمة”.

وأضافت “في قطاع غزة، نشأ جيل بأكمله لا يعرف سوى القيود. بعد 17 عاما من الحصار العسكري، و12 شهرا من الحصار شبه الكامل نفدت مواردهم وقدرتهم على التحمل ونفدت خياراتهم. كل ما تبقى هو خيارات مستحيلة ومشينة”.

وتابعت: “عندما أنظر إلى غزة اليوم، لا أرى إلا خيارات زائفة. إما موت سريع بقنابل ورصاص، أو موت بطيء من الجوع والمرض. لا احتمالات، حتميات فقط. تلك ليست خيارات على الإطلاق”.

وأضافت: “لا مجال للصبر، علينا المطالبة بشيء مختلف. ليس وقفا مؤقتا للعدوان وليس عودة إلى وضع راهن مرفوض بل سلام حقيقي وعادل، مبني على الاحترام العالمي للكرامة والإنسانية وحق تقرير المصير. ولتحقيق ذلك علينا العودة لجذور هذا الصراع: الاحتلال غير الشرعي لفلسطين”.

وأكدت أن: “السلام لا يحدث صدفة. السلام مثل الأمل هو خيار، خيار فشل عالمنا في اتخاذه لفترة أطول بكثير مما ينبغي. حان الوقت لاختيار طريق آخر. ويمكن لجيلكم أن يساعد في تمهيد الطريق”.

 

المصدر: عمون

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

جرائم الاحتلال تتوالى.. عدوان إسرائيلي جديد على نازحين عزل بمدرسة في غزة

فلسطين " وكالات": أكد الدفاع المدني في قطاع غزة اليوم الخميس استشهاد 12 شخصا في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.

وقال الدفاع المدني في بيان مقتضب "12 شهيدا وعدد كبير من الإصابات جرّاء قصف طائرات الاحتلال مدرسة ذكور الشاطئ الابتدائية (ج) والتي تؤوي نازحين في مخيّم الشاطئ غرب مدينة غزة".

وفي وقت سابق اليوم الخميس، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل بـ"استشهاد 27 شخصا على الأقل في الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة اليوم ".

وأشار إلى أن "الطواقم الطبية ما زالت تقوم بإجلاء شهداء وجرحى".

وفي السياق ذاته، استشهد ثمانية فلسطينيين وأصيب آخرون، صباح اليوم الخميس، في قصف جوي إسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وشرق مدينة رفح، وسط وجنوب قطاع غزة.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا ) عن مصادر طبية قولها إن "ثلاثة مواطنين استشهدوا وآخرين أصيبوا في قصف الاحتلال منطقة النويري غرب مخيم النصيرات".

وأضافت المصادر أن "خمسة شهداء ارتقوا في قصف طائرة مسيرة تابعة للاحتلال منطقة تبة زارع شرق مدينة رفح".

ووفق الوكالة، "يواصل الاحتلال عمليات النسف والتفجير والقصف المدفعي المكثف في المناطق الشمالية من قطاع غزة".

الأسبوع الماضي، أكد الدفاع المدني استشهاد تسعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية طالت مدرسة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة في شمالي القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي حينها إنه يتحقق من الحادثة.

وذكرت السلطات الصحية في قطاع غزة بإن ما يربو على 43469 فلسطينيا لاقوا حتفهم منذ اندلاع حرب غزة.

وشهدت الأشهر الأخيرة استهداف القوات الإسرائيلية للعديد من المدارس في قطاع غزة بعدما تحولت إلى مراكز نزوح، لكن الجيش يؤكد دائما أنه يستهدف مقاتلي حماس وهو ما تنفيه الحركة.

في الشأن الدولي، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو اليوم الخميس إنه يرى "أفقا" لوقف الحربَين في قطاع غزة ولبنان بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئيسية الأميركية.

وقال بارو بعد اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس في القدس "أعتقد أن هناك آفاقا مفتوحة لوضع حد للمأساة التي غرق فيها الإسرائيليون والفلسطينيون والمنطقة بأكملها منذ السابع من أكتوبر".

وأشار الوزير إلى "النجاحات التكتيكية التي حققتها إسرائيل" بما في ذلك اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار، متحدثا عن انتخاب "رئيس أمريكي جديد" لديه "الإرادة" لوضع حد للحروب التي لا نهاية لها في الشرق الأوسط.

وعبّر بارو عن أمله بوجود "حل دبلوماسي... في الأسابيع المقبلة".

وأضاف "القوة وحدها لن تكون كافية لضمان أمن إسرائيل" مشيرا إلى ان "النجاح العسكري لا يمكن أن يكون بديلا عن الرؤية السياسية".

وبحسب الوزير الفرنسي "حان الوقت للمضي قدما نحو التوصل إلى اتفاق يسمح بتحرير جميع الرهائن، ووقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة والاستعداد لليوم التالي" لانتهاء الحرب.

وفي الوقت الذي تكثفت فيه القوات الإسرائيلية عمليات القصف في غزة وأصدرت اليوم مزيدا من أوامر الإخلاء مما أدى إلى موجة نزوح جديدة من شمال القطاع حيث يخشى الفلسطينيون من ألا يُسمح لهم بالعودة مجددا.

ومع تقدم الدبابات الإسرائيلية في بيت لاهيا بعد شهر من بدء هجوم جديد على شمال القطاع، تدفقت عشرات الأسر إلى مدارس وغيرها من ملاجئ إيواء النازحين في مدينة غزة وبحوزتهم ما استطاعوا حمله من متاع وطعام.

وذكر أحد النازحين أن طائرات مسيرة حلقت لإذاعة أوامر الإخلاء التي تنشرها إسرائيل أيضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل صوتية ونصية على هواتف السكان.

وقال أحمد، الذي لم يذكر سوى اسمه الأول فقط خوفا من العواقب، لرويترز عبر تطبيق للتراسل "بعدما هجّروا كل أو معظم الناس من مخيم جباليا، هلقيت (حاليا) بيقصفوا في كل مكان وبيقتلوا الناس في الشوارع وفي بيوتهم حتى يجبروهم يطلعوا من هناك بالقوة".

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن إسرائيل تنفذ خطة "تطهير عرقي". وذكر هؤلاء المسؤولون وسكان أن جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون لم تدخلها أي مساعدات منذ بدء الغارة في الخامس من أكتوبر.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اضطر إلى إخلاء جباليا والبدء في إخلاء بيت لاهيا المجاورة أمس حتى يتمكن من مواجهة مسلحي حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) الذين قال إنهم أعادوا تنظيم صفوفهم هناك.

ونفى الجيش تقارير صحفية أفادت بأنه لن يُسمح لمن تم إجلاؤهم بالعودة إلى شمال غزة، قائلا إنه ما زال يسمح بدخول المساعدات إلى شمال غزة ومنطقة جباليا حيث ذكر أنه يخوض "قتالا عنيفا".

وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان "البيان المنسوب إلى جيش الدفاع الإسرائيلي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، والذي زعم أنه لن يُسمح لسكان شمال غزة بالعودة إلى منازلهم، غير صحيح ".

وقال مسعفون فلسطينيون إن نيرانا إسرائيلية أودت بحياة ستة أشخاص في مخيم جباليا، وأربعة في بيت لاهيا، وسبعة في رفح جنوبي غزة بالقرب من الحدود مع مصر.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته في جباليا قتلت نحو 50 مسلحا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وسهّلت خروج الفلسطينيين من مناطق القتال عبر طرق منظمة.

ويقول مسؤولون فلسطينيون والأمم المتحدة إنه لا توجد مناطق آمنة في القطاع حيث نزح داخليا معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

قال أحمد "مع رجعة ترامب، هلقيت (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو راح يصير متوحش أكتر من الأول"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الفائز بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة والذي يعتبر نفسه حليفا موثوقا لإسرائيل.

وذكر مسعفون أن القوات الإسرائيلية قتلت رجلا في طولكرم بالضفة الغربية المحتلة بإطلاق النار عليه خلال مداهمة، وأضافوا أن طائرة مسيرة إسرائيلية أصابت خمسة أشخاص آخرين بينهم أم وابنها الذي يعاني من متلازمة داون.

وتتصاعد أعمال العنف في أنحاء الضفة الغربية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.

إذ استشهد مئات الفلسطينيين من بينهم مسلحون وشباب يرشقون الجنود الإسرائيليين بالحجارة بالإضافة إلى مارة عابرين خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية. كما قُتل عشرات الإسرائيليين في هجمات فلسطينية بالشوارع على مدار العام الماضي.

وقدرت وزارة الصحة الفلسطينية، التي لا تفرق بين المدنيين والمسلحين في إحصاءاتها، عدد الشهداء بنحو 775 شخصا،بينهم 167 طفلا.

مقالات مشابهة

  • جرائم الاحتلال تتوالى.. عدوان إسرائيلي جديد على نازحين عزل بمدرسة في غزة
  • "أديبك 2024" يشهد اتفاقاً عالمياً لتسريع وتيرة مستقبل الطاقة الشامل
  • ما لا يعرفه العرب عن صهر ترامب العربي الذي تزوج نجله بإبنة ترامب تيفاني ؟
  • الهلال الأحمر: نقل 5 مصابين منذ بدء اقتحام قوات الاحتلال مدينة طولكرم ومخيمها
  • صحة غزة تناشد المنظمات الدولية إرسال وفود طبية لمستشفيات شمالي القطاع
  • جيل زد السوري الذي دفع الثمن مبكرا
  • الملكة رانيا بإطلالة أنيقة وفاخرة من زيمرمان
  • الملكة رانيا تزور مركز تمكين المجتمعات التابع لمؤسسة نهر الأردن وتلتقي شباب وأفراد من المجتمع المحلي في العقبة
  • بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟
  • «الصحة الفلسطينية»: إسرائيل ارتكبت 3 جرائم إنسانية في قطاع غزة خلال 24 ساعة