تصعيد إماراتي على حدود ليبيا الجنوبية.. “نيويورك تايمز” تتهم أبوظبي باستخدام الهلال الأحمر لنقل أسلحة وطيران مسيّر إلى السودان
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الطائرات بدون طيار تحلق فوق الصحاري الشاسعة على طول الحدود السودانية، لتوجيه قوافل الأسلحة التي تُهرب إلى المقاتلين المتهمين بارتكاب فظائع واسعة النطاق والتطهير العرقي.
معايير مزدوجةوأضافت الصحيفة في تقرير لها، إن الإمارات تقدم نفسها باعتبارها بطلة للسلام والدبلوماسية والمساعدات الدولية، وتستخدم أحد أشهر رموز الإغاثة في العالم (الهلال الأحمر) كغطاء لعمليتها السرية لإرسال طائرات بدون طيار إلى السودان وتهريب الأسلحة إلى المقاتلين، كما تُظهر صور الأقمار الصناعية.
ولفتت نيويورك تايمز إلى بناء حظائر للطائرات وتركيب محطة للتحكم في الطائرات بدون طيار، من مطار عبر الحدود في تشاد قامت الإمارات بتوسيعه إلى مطار عسكري مجهز بشكل جيد، مشيرة إلى هبوط العديد من طائرات الشحن في المطار أثناء الحرب ونقلت أسلحة إلى مناطق صراع أخرى، مثل ليبيا، حيث اتُهم الإماراتيون أيضًا بانتهاك حظر الأسلحة، وفقًا للصحيفة.
وأكدت تايمز أن الإماراتيين يعملون على تضخيم حملتهم السرية من خلال طائرات بدون طيار صينية الصنع قوية، وهي الأكبر من نوعها على الإطلاق في حرب السودان، محددة من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية.
وأفادت الصحيفة الأمريكية أن نوع الطائرة بدون طيار المستخدمة هي “وينج لونج 2″، وهي نموذج صيني غالبًا ما يُقارن بطائرة “إم كيو-9 ريبر” التابعة للقوات الجوية الأمريكية.
وأشارت صحيفة تايمز إلى أن الإمارات تلعب الدور الأكبر والأهم على الإطلاق؛ حيث تتعهد علنًا بتخفيف معاناة السودان في حين تعمل سرًّا على إشعال فتيلها، وفق ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين لم تسمهم.
ونقلت الصحيفة الأمريكية نيويورك تايمز عن مسؤولين، أن الطائرات بدون طيار لا تقوم حاليًا بغارات جوية خاصة بها في السودان، لكنها توفر المراقبة وتحديد الأهداف في ساحات المعارك الفوضوية.
وقالت الصحيفة إن خمسة مسؤولين أميركيين مطلعين على المحادثات أكدوا أن كبار المسؤولين الأميركيين حاولوا إقناع الإمارات بالتخلي عن عملياتها السرية في محادثات خاصة، وقد واجهوا بصراحة المسؤولين الإماراتيين بالمعلومات الاستخبارية الأميركية بشأن ما تفعله الدولة الخليجية داخل السودان، وفق التقرير.
وأضافت الصحيفة أن منظمات الإغاثة تشعر بالغضب من الإمارات بشكل خاص، وتتهمها بإدارة “عملية مساعدة وهمية” لإخفاء دعمها لقوات الدعم السريع، وفقًا لرئيس منظمة اللاجئين الدولية ومسؤول سابق في إدارة أوباما وبايدن، جيريمي كونينديك.
ويقول مسؤولون أمريكيون وشهود عيان في تشاد إن الإمارات ضاعفت دعمها لقوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة فقط، لافتين إلى أن الإماراتيين ركبوا نظام الطائرات بدون طيار في نفس الوقت الذي كانوا يروجون فيه لعمليتهم الإنسانية، وفق ما أظهره تحليل لصور الأقمار الصناعية وسجلات الرحلات الجوية، بحسب الصحيفة.
ونقلت نيويورك تايمز عن رئيس منظمة اللاجئين الدولية “كونينديك”، أن منع منظمة إغاثة مسؤوليها من زيارة مستشفى يُفترض أنه يعالج اللاجئين “أمر غير مسبوق”، مرجحةً أن الإمارات تستغل الهلال الأحمر كغطاء لشحنات الأسلحة إلى مليشيا ترتكب فظائع في دارفور باستمرار.
وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر توماسو ديلا لونجا، إنه علم من التقارير الإخبارية فقط أن الهلال الأحمر الإماراتي أنشأ مستشفى في أمجراس، مضيفًا أن الهلال الأحمر الإماراتي، الذي تموله حكومة أبوظبي، لم يبلغ الاتحاد الدولي، كما كان ينبغي له.
وأضاف لونجا أن الدعاية الحكومية الإماراتية أظهرت عمالاً يفرغون منصات الشحن ويعالجون المرضى تحت شعار الهلال الأحمر.
يذكر أن الهلال الأحمر شعار يعود تاريخه إلى سبعينيات القرن التاسع عشر والذي يتمتع بالحماية القانونية بموجب اتفاقيات جنيف، وإساءة استخدام هذا الرمز يعد جريمة حرب محتملة، وفق ما نقلته عنه الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إماراتيين في يونيو، أنهم عالجوا ما يقرب من 30 ألف مريض، وكانوا يتطلعون إلى توسيع المستشفى، لكنها عقبت على كلامهم بأن الناس في أمجراس يشتكون بإن المستشفى يفتح لمدة أربع ساعات فقط في اليوم.
وفي يونيو الماضي، كشفت صحفية “ميدل إيست آي” عبر مصادر لم تسمها، عن وجود شبكة خطوط إمداد عسكرية لقوات الدعم السريع، تنطلق من الإمارات العربية المتحدة وتنتقل عبر الجماعات والحكومات المتحالفة في ليبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وذكرت “ميدل إيست آي” البريطانية أن هناك “أدلة واضحة ومقنعة” على أن الإمارات العربية المتحدة وليبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وروسيا متواطئة في الإبادة الجماعية بالسودان.
وفي يونيو الماضي أيضا، اتهم مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس قوات حفتر بالضلوع في تقديم الدعم لأحد طرفي النزاع في الخرطوم.
وأوضح إدريس في إحاطة أمام مجلس الأمن أمس أن كتيبة سبل السلام التي تتمركز في مدينة الكفرة جنوبي البلاد قدمت دعما لوجستيا من الذخائر وقذائف الهاون لقوات الدعم السريع التابعة لحميدتي عبر مخازن ذخيرة اللواء 106 الذي يقوده خالد حفتر، كاشفا استخدام “مرتزقة” من تشاد جنوب شرقي ليبيا للتحرك من بلاده نحو السودان.
وفي نوفمبر من العام الماضي، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان إن قوات الدعم السريع استعانت بمرتزقة للقتال ضد الجيش في السودان جاءوا من أكثر من 9 دول من بينها ليبيا.
وفي مايو من العام الماضي، قال موقع “أفريكا إنتيليجنس” إن مليشيا “سبل السلام” المسلحة التي تستقر في الكفرة وتنشط في مناطق جنوب شرق ليبيا، مضيفا أنه شوهدت قوافل من البنزين والأسلحة تتحرك باتجاه الحدود الليبية مع السودان في المنطقة التي يسيطر عليها أفراد “سبل السلام”، وتشير هذه التحركات إلى وجود اتصال بين المليشيا وقوات الدعم السريع التابعة لـ”حميدتي”.
وفي مايو من العام الماضي حذر وفد أمني مصري رفيع المستوى حفتر من انخراطه في دعم قوات الدعم السريع “الجنجويد” بقيادة “حميدتي” خلال زيارة أجراها إلى المنطقة الشرقية، وفق ما نشرته صحيفة العربي الجديد.
وفي أبريل من العام الماضي، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن قائد المليشيات خليفة حفتر والجيش المصري أرسلا دعمًا عسكريًّا للأطراف المتحاربة في السودان المجاور لهما، موضحة أن حفتر أرسل طائرة واحدة على الأقل لنقل إمدادات عسكرية لـ”قوات الدعم السريع” بقيادة حميدتي، في حين أرسلت مصر طائرات حربية وطيارين لدعم الجيش السوداني بقيادة برهاني.
وفي أبريل من العام الماضي أيضا، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن حفتر والذي وصفته بأمير الحرب الليبي، ساعد في إعداد قوات الدعم السريع للسيطرة على السودان، مضيفة أن حفتر نقل معلومات استخباراتية مهمة إلى حميدتي واحتجز أعداءه وزاد شحنات الوقود وربما درب فصيلا من مئات المقاتلين من قوات الدعم السريع في حرب المدن بين فبراير ومنتصف أبريل.
كما كشف تحقيق لـ “سي إن إن” الأمريكية في أبريل 3023، عن تورط “حفتر” في دعم قوات الدعم السريع بقيادة “حميدتي” ضد الجيش السوداني.
توسط الدبيبةيشار إلى أن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة استقبل في فبراير من العام الماضي، رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، لمناقشة ملفات إقليمية ودولية مشتركة.
وجاءت زيارة البرهان بناء على دعوة الدبيبة له ولقائد قوات الدعم السريع بالسودان محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” لزيارة ليبيا، في إطار تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية.
واندلعت الحرب في السودان عام 2023، عندما احتدم صراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع – وهي القوة القتالية التي ساعد الجيش في إنشائها – بدأ بإطلاق نار في شوارع العاصمة الخرطوم وسرعان ما اجتاح البلاد.
وقصفت الطائرات العسكرية السودانية المدنيين، بينما تتهم جماعات حقوق الإنسان قوات الدعم السريع بالتطهير العرقي والقصف العشوائي الذي دمر المستشفيات والمنازل ومستودعات المساعدات.
واتُهم كلا الجانبين في الحرب الأهلية في السودان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك الاعتداءات الوحشية التي صورها المقاتلون أنفسهم.
المصدر: صحيفة نيويورك تايمز + قناة ليبيا الأحرار
الإماراتالسودانحفتر Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0المصدر: ليبيا الأحرار
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف الإمارات السودان حفتر
إقرأ أيضاً:
بايدن يقدم تقريرا للكونغرس بشأن تأكيدات الإمارات بأنها لا ترسل أسلحة للسودان
وصف مراقبو عقوبات تابعون للأمم المتحدة الاتهامات الموجهة للإمارات بتقديم الدعم العسكري لقوات الدعم السريع بأنها “ذات مصداقية”..
التغيير: وكالات
كشفت “رويترز” عن خطاب ستتقدم به إدارة بايدن لتقدم للمشرعين تقييما بحلول 17 يناير، بشأن مصداقية تأكيدات الإمارات بأنها “لا تزود قوات الدعم السريع في السودان بأسلحة، ولن تفعل ذلك أيضا في المستقبل”.
وحسب “رويترز”، جاء الخطاب من بريت ماكغورك، منسق بايدن للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تعرض البيت الأبيض لضغوط من زملاء بايدن في الحزب الديمقراطي لوقف مبيعات الأسلحة للإمارات حتى تتأكد الولايات من المتحدة من أنها لا تسلح قوات الدعم السريع، وهي طرف في حرب أهلية أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف.
وأوضحت “رويترز”، أن كريس فان هولن، العضو في مجلس الشيوخ، وسارة جاكوبس، عضو مجلس النواب، تقدما الشهر الماضي بمشروع قانون في مجلسي الشيوخ والنواب من شأنه وقف مبيعات الأسلحة.
ونقلت “رويترز” عما كتبه ماكغورك: “التقارير التي تلقيناها تشير إلى حدوث العكس حتى الآن، لكن الإمارات أبلغت الإدارة أنها لا تنقل أي أسلحة الآن إلى قوات الدعم السريع ولن تفعل ذلك في المستقبل”.
وأضاف أن الإدارة “ستراقب دلائل مصداقية هذه التأكيدات التي قدمتها الإمارات”، مردفا: “بحلول 17 يناير، ألتزم بتزويدكم بأحدث تقييم من السلطة التنفيذية لهذا الأمر”.
ويقتضي القانون الأمريكي مراجعة الكونغرس للصفقات الكبيرة للأسلحة، ويستطيع أعضاء مجلس الشيوخ فرض عمليات تصويت على مشروعات قرارات بالرفض قد تمنع مثل هذه المبيعات. وبالرغم من أن القانون لا يسمح لأعضاء مجلس النواب ببدء عمليات تصويت كتلك، لكن يتعين إجازة القرارات في مجلسي الكونغرس، وقد تنجو من حق النقض (الفيتو) الرئاسي، لتدخل حيز التنفيذ.
اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول عملية انتقال في البلاد إلى انتخابات حرة، وقالت الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات، وإن المجاعة تلوح في الأفق كما فر نحو ثمانية ملايين شخص من منازلهم.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الأمم المتحدة الخميس، عن تمويل إضافي للمساعدات الإنسانية للسودان وجهود دعم المجتمع المدني في البلاد.
واتهم الجيش السوداني الإمارات بتقديم الأسلحة والدعم لقوات الدعم السريع في الحرب الدائرة منذ 18 شهرا في السودان، في حين تنفي الإمارات هذه الاتهامات.
ووصف مراقبو عقوبات تابعون للأمم المتحدة الاتهامات الموجهة للإمارات بتقديم الدعم العسكري لقوات الدعم السريع بأنها “ذات مصداقية”.
وتعد الإمارات أحد المشترين الرئيسيين للأسلحة الأمريكية، إذ إنه في أكتوبر، أعلنت إدارة بايدن، على سبيل المثال، أنها وافقت على بيع محتمل لذخائر جي.إم.إل.آر.إس (نظام الصواريخ الموجهة المتعددة الإطلاقات) ونظام أتاكمز والدعم المرتبط بهما، مقابل 1.2 مليار دولار.
وتنتج شركة “لوكهيد مارتن” نظام الصواريخ الموجهة المتعددة الإطلاقات وتنتج شركة “إلـ3هاريس تكنولوجيز” محركا صاروخيا يعمل بالوقود الصلب للنظام. وتنتج “لوكهيد مارتن” أيضا أنظمة صواريخ “أتاكمز” الطويلة المدى.
وحسب “رويترز”، سعى فان هولين وجاكوبس من خلال مشروع قرارهما إلى وقف هذا البيع.
وجاء في بيان صدر عن جاكوبس: “بغير دعم الإمارات، لن تتمتع قوات الدعم السريع بالقدرات إياها لخوض هذه الحرب، مما يجعل التفاوض ووقف إطلاق النار البديل الأكثر ترجيحا”، على حد قولها.
وأشار فان هولن إلى أنه “سيتابع عن كثب تقييم امتثال الإمارات”، متابعا: “إذا لم تفِ الإمارات بهذه التأكيدات، فإننا سنحتفظ بالحق في إعادة تقديم مشروع قرار بعدم الموافقة… لمنع البيع في دورة الكونغرس القادمة”، حسب قوله.
المصدر: رويترز
الوسومالإمارات الرئيس الأمريكي جو بايدن الشرق الوسط وأفريقيا الولايات المتحدة الأمريكية حرب الجيش والدعم السريع