تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا اليوم في عظته الصباحيه الأحد الخامس والعشرون من الزمن العادي للصوم إن المقطع الإنجيلي (مرقس 8: 27-35) يشكّل حدثاً مفصلياً في إنجيل مرقس: فقد اعترف بطرس بأن يسوع هو المسيح المنتظر، بعد تأنيبه (مرقس 8: 32)، خاصة وأنه لم ينتظر شيئاً مختلفاً عن باقي الشعب، فقد كان بانتظار المسيح القوي والمحرِّر والقادر على تحريرهم من الرومان.

في المقطع الثاني من الإنجيل، الذي يبدأ بهذا الحدث، يركز يسوع كل اهتمامه على شيء واحد فقط: تعليم تلاميذه عن هويته الحقيقية ومهمته. تقل المعجزات، ويقضي يسوع وقته مع تلاميذه، وهو في طريقه إلى القدس.

وهكذا يبدأ مقطع اليوم (مرقس 9: 30-37): يعبر يسوع والتلاميذ الجليل، لكن يسوع يتجنب أن يعرف أحد بوجوده "لأنه لم يكن يريد أن يعلم أحد" (مرقس 9: 30)، لأنه بحاجة لأن يكون مع تلاميذه ويكشف لهم ما لم يفهموه بعد، وهو أمر سيكون من الصعب جداً فهمه وقبوله: موته وقيامته.

محور تعليم يسوع يرتكز حول: الفصح. ستكون تلك هي الطريقة التي سيتحمل بها يسوع على عاتقه شرور البشر، وسيكون شفاءً وخلاصاً للجميع. هذه ستكون طريقته في أن يكون المسيح المنتظر، راعي شعب الله.

سيتناول يسوع هذا الموضوع علناً ثلاث مرات، وفي كل مرة ستكون ردة فعل التلاميذ كمن لا يريد أو لا يستطيع الفهم. اليوم نشهد المحاولة الثانية ليسوع، بعد أن رأينا الأولى الأحد الماضي، مع ردة فعل بطرس.

يكرر يسوع إعلان آلامه وقيامته "سيسلم ابن الإنسان إلى أيدي الناس، فيقتلونه، وبعد ثلاثة أيام يقوم" (مرقس 9: 31). لا يفصل أبداً بين هذين الحدثين، الموت والقيامة، وهذا هو التعليم العظيم والحقيقي: لا مجد بدون بذل ذات، ولا تقديم ذات دون مجد.

لكن بالنسبة للتلاميذ، هذه الكلمات غير مفهومة (مرقس 9: 32): ليس لأنها لغة معقدة أو صعبة، بل لأنها تتحدث عن حقيقة غير مقبولة، حقيقة بعيدة جداً عن أفكارهم وخيالهم.

التلاميذ لا يريدون الفهم، والدليل أنهم، رغم عدم فهمهم، لم يسألوا عن تفسير "لكنهم لم يفهموا هذه الكلمات وكانوا خائفين من أن يسألوه" (مرقس 9: 32).

بدلاً من طلب التفسير، يتحدث التلاميذ عن أمور أخرى. إنه أسلوب لإسكات كلمة الصليب، لإخفائها بكلمات أخرى، كيلا تأخذ مكاناً، لينسوها، فلا تدخل حياتهم. الكثير من كلماتنا قد تكون لها أحياناً هذا الغرض، ليس لمساعدتنا على الدخول في سر الفصح الذي يسكن حياتنا، بل للبقاء خارجه، للإلهاء، لتخدير أنفسنا قليلاً.

ما يتحدث عنه التلاميذ هو عكس تماماً كلمة الصليب. يتحدثون عن العظمة، عن القوة، عمن هو الأعظم  "تجادلوا فيما بينهم من هو الأعظم" (مرقس 9: 34): يعبرون عن الرغبات العميقة التي توجه حياتهم.

لكن يسوع، على عكس التلاميذ، لا يخاف من أن يسألهم، فهو يسألهم عما كانوا يتحدثون عنه، "سألهم: «عمَّ كنتم تتجادلون في الطريق؟»" (مرقس 9: 33).

وجواب التلاميذ على سؤال يسوع هو الصمت "فصمتوا" (مرقس 9: 34): لأنهم لم يستمعوا إلى كلمة الصليب، فلم يكن لديهم كلمات حقيقية وصحيحة، والتي نطق بها الرجل معقود اللسان بعد شفائه، كما ورد في إنجيل (مرقس 7: 35) والذي تلي على مسامعنا قبل أسبوعين.

قلوب التلاميذ لم تُشفَ بعد: فهي تسعى عبثاً وراء أحلام العظمة التي لا علاقة لها بالمجد الحقيقي.

الخبر السار اليوم هو أن يسوع لا يتوقف عند صمتنا، ولا حتى عند خوفنا.

للتلاميذ، الذين لا يعرفون بعد كيف يستمعون إلى كلمة الفصح، يقدم يسوع رمزاً معبراً عن العظمة الحقيقية. الرمز هو العناق الذي يستقبل به يسوع طفلاً (مرقس 9: 36)، ليقول إن العظمة الحقيقية تكمن في القدرة على استقبال

الآخرين كما هم، بأن نصير خبزاً للجياع من الصغار.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس

إقرأ أيضاً:

بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس افتتاح كنيسة يسوع الملك بـ«نيو چيرسي» 

ترأس البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، اليوم، قداس افتتاح كنيسة يسوع الملك، بنيوچيرسي، بالولايات المتحدة، لتكون أول كنيسة قبطية كاثوليكية بالمنطقة.

شارك في الصلاة الأنبا بولا شفيق، مطران إيبارشية الإسماعيلية ومدن القناة وتوابعها للأقباط الكاثوليك، والزائر الرسولي على أمريكا وكندا.

كما شارك المطران چيمس شيكو، مطران إيبارشية ميتشجان، والقمص ملاك سعدالله، راعي الكنيسة، والقمص فرنسيس فايز، راعي كنيسة القيامة، ببروكلين، بنيويورك، والأب مرقس خير، راعي كنيسة السيدة العذراء، بلوس أنجلوس، والأب سعيد لوقا، راعي كنيسة أم الرحمة، بناشفيل، بالولايات المتحدة الأمريكية، والقمص أغابيوس باخوم، راعي كنيسة السيدة العذراء سيدة مصر، بمونتريال، بكندا، 

وحضر الاحتفال بعض الآباء الكهنة، وممثلو مختلف الكنائس المسيحية بالمنطقة، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات المختلفة الأخرى.

كلمة البطريرك 

وفي كلمة العظة، أكد الأب البطريرك أن اليوم ليس مجرد افتتاحا عاديا، وإنما تكليل لمسيرة طويلة من الجهد المبذول، والتحديات، والصعوبات، حيث أصبح لنا بيتًا مفتوحًا.

وأشار البطريرك، إلى اختيار الكنيسة لاسم يسوع الملك، لكي يَملك يسوع الملك على قلوبنا، وقلوب شعبنا، قائلًا: ليكن يسوع الملك شفيع هذه الكنيسة هو الملك على قلوبنا أفرادًا، ورعاة.

وثَمّن بطريرك الأقباط الكاثوليك في كلمته بجميع المجهودات المبذولة، التي بذلها الأب ملاك سعدالله، لخدمة الكنيسة، وشعبها، مشيدًا بما يمتلكه من أبوة، وغيرة رسولية، وصبر، وتقوى، ومحبة.

تضمن القداس الإلهي الاحتفالي أيضًا عددًا من الترانيم المختلفة، كما اختتم غبطة أبينا البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق الصلاة، بمباركة جميع الحاضرين.

مقالات مشابهة

  • في أول يوم.. هروب التلاميذ من فوق سور مدرسة علي مبارك بالمرج
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس افتتاح كنيسة يسوع الملك بـ«نيو چيرسي» 
  • كلمة لقائد الثورة عصر اليوم بذكرى ثورة 21 سبتمبر ومستجدات معركة “طوفان الأقصى”
  • كنيسة يسوع الملك الأسقفية تحتفل بتخريج دفعة جديدة للحرف اليدوية
  • كلمة هامة للسيد القائد عصر اليوم
  • هل من كلمة لنصرالله اليوم؟
  • بالصور.. محافظ بورسعيد يوزع أقلام على التلاميذ داخل الفصول
  • بالصور.. احتفالات التلاميذ بأول أيام العام الدراسي الجديد في بورسعيد
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم حي السويح في بلدة سلوان بالقدس المحتلة