أكدت الدكتور أمل شمس، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، على أهمية تأهيل الآباء والأمهات لأبنائهم قبل الدخول إلى المدارس، مشيرة إلى أن مصر تضم 40 مليون طفل من السُكان تتراوح أعمارهم من عمر عام حتى 18 عاما، أي مرحلة التعليم قبل الجامعي.

وأضافت «شمس»، خلال حوراها ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، تقديم الإعلاميين جومانا ماهر ومحمد عبده عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، أن الأطفال في هذه الأعمار تعد ثروة بشرية قوية للغاية لأي مجتمع، مشيرة إلى أن الدراسة تعد بداية جديدة للطفل خاصة الذي يلتحق في بالصف الأول الابتدائي أو الحضانة، إذ يحتاج إلى ما يسمى بـ«الفطام النفسي» نظرا أنه يعتاد نظاما معينا في حياته، فهو يستيقظ في ساعات متأخرة ولا يوجد أي ضوابط لسلوكياته.

وتابعت: «يجب على الآباء والأمهات تأهيل أبنائهم قبل الدراسة بحوالي أسبوع أو 10 أيام حتى لا يصاب الابن بصدمة بأول يوم دراسة، نظرا إلى أنه ابتعد عن الأجواء المألوفة بالنسبة له في المكان الذي يحبه «المنزل».

اقرأ أيضاًحصول برنامجي اللغة الإنجليزية وعلم الاجتماع بكلية الآداب بكفر الشيخ على اعتماد الهيئة القومية لضمان الجودة

مع بدء الدراسة.. التعليم تحذر من استخدام العقاب البدني والنفسي للطلاب

نقيب المعلمين: اهتمام الدولة بالتعليم يعكس الإيمان بدوره في تحقيق التنمية الشاملة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: العام الدراسي الجديد بداية العام الدراسي الجديد جامعة عين شمس علم الاجتماع

إقرأ أيضاً:

تدابير وإجراءات تأهيل البيت المهجور

بقلم الصادق عبدالله أبوعيّاشة

ابريل 2025

1. مقدمة
الحمد لله الذي كتب الحياة أعاد الأمل. وسخر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلوب. وليظل الدعاء اللهم أجرنا فيما أصابنا وابدلنا خيراً مما فقدناه، إنك سميع مجيب. ومن يؤمن بربه، فلا يخاف بخساً ولا رهقاً.

لفت اهتمامي الفيديو الخاص المنتشر الذي يوجه بكيفية التصرف عند دخول البيت المهجور، وكيف يتم التحسب لنظافته، حيث يوصي المتحدث بعدم مباشرة كنس التراب والغبار ومخلفات الزواحف والحشرات وهي جافة والنباتات والفطريات (العفن). ذلك أن الغبار المثار بواسطة الكنس ربما يحمل الفيروسات الممرضة للجهاز التنفسي.والممرضة للجلد وللصحة ككل. إذ يوصي المقطع بضرورة رش البيت بالماء إلى درجة أن لا تكون هناك فرصة لذرة غبار واحدة متطايرة.

فهل يا ترى يحتاج الداخل للبيت المهجور، لإرشادات؟ أم أنّه يتكامل (يدخل) دون ترتيب وتريث، ثم يكتشف أن يحتاج إلى خطة وإلى معينات لإعادة تاهيل البيت أو المبنى للاستخدام؟ ولعدم توقعه الكافي يصيبة الملل والضجر بالمفاجأة، لدرجة أنه قد يسب قدره وظروفه. فهذا الموضوع المرشد غرضه توفير معلومات وأفكار متجانسة لتأهيل البيت حين العودة. وليستفيد منه الشباب، معاول التغيير، قبل غيرهم. وأرجو نشره لأوسع مدى ممكن. المطلوب من القطاع الحكومي أن يعزز من نوع الإرشادات، والقطاع الهندسي يدعم العودة ببرامج تدريب للشباب، والقطاع التجاري أن يوفر كافة المعينات بمواصفات وأسعار حقيقية، فالغش والمغالات مما تسبب في فساد الحياة.

2. البيت المهجور لعام أو عامين:

مهما كانت حجم البيت أو المبنى المهجور، انتبهت إلى أن حالة ارشادية شاملة لابد أن تنشأ. ولا بد أن تنتشر المعرفة، بما في ذلك نشرات حكومية وطوعية وتجارية تشمل دعايات مقدمي الخدمة ومعها ارشادات كافية مبذولة لكافة المستفيدين. فالمسؤولية المجتمعية تستوجب ذلك. وأقول أكثر من ذلك، أن خطب الجمعة يمكنها تناول توعية القادمين إلى ديارهم، ولا يفوت عليّ تنبيه اللايفاتية، نساءاً ورجالاً، الذين مردوا يكيلون السباب على رؤوس الأشهاد، فعليهم كذلك مسؤولية.

إذ لا بد أن البيت المهجور لعامين، مثلاً، بسبب الحرب، بما في ذلك احتمال تعرضه لإنتهاكات ولقذاف متنوعة، بعضها مدمّر وبعضها خارق. بعضها متفجر أو حتى غير متفجّر في لحظة السقوط. فذاك وحده يتطلب الحذر. كذلك قد يكون قد تعرض المكان لإمتهان من قبل آدميين، أثناء الفترة السابقة. فالأمر يتجاوز تدابير كنس التراب والغبار والمخلفات الممرضة. بالطبع هذا مهم للغاية. هناك تدابير عديدة يتطلبها التحضير لدخول البيت أو المبنى المهجور، مهما كان تركيبه. وأرجو أن توفر الجهات المختصة من سلطات حكومية أو طوعية، أن توفر إرشادات كاملة. وأن تستفيد من مثل هذا المنشور.

3. الدخول للمبنى وتنظيم العمل:

خاصة فيما يخص المباني السكنية (البيوت)، قد يتقدم شخص مقتدر لمباشرة الدخول للمنزل. وفي كثير من الأحيان، توكل المهام للنساء هنّ من يحملن العبء، حفظهن الله. أو الرجل أو الشباب من من الذكور و الإناث. في أفضل الاحوال أن يبقى الأطفال وكبار السن بعيداَ، قبل تهيئة المكان. بعدها يمكن تأتي بقية الأسرة.

ومن دواعي تنظيم العمل، لابد من التقيد بمدى زمني للعمل. ولا يترك مفتوحا. فلا يحسبنّ أحد أنه خلال ساعتين أو ثلاثة سينقضي. ولدي تجارب شخصية مرهقة.

هذا إلى جانب أهمية التحسّب (اعمل حسابك) لعدم التعمد لرفع أحمال أو تحريك أجسام ثقيلة. فذلك من دواعي الإصابة البدنية، التي قد تسبب في إعاقة مزمنة. حمانا الله وإياكم.

4. بداية وتنظيم ساعات العمل

والعمل في جو حار، بدءاً لتكون بداية العمل في الصباح الباكر قبل اشتداد الحر. ولا بد أن يبدأ الشخص أو فريق العمل بتناول فكة ريق، وشاي أو قهوة. هذا مع التزود بالماء اللازم أثناء المهمةالعمل يحتاج للطاقة مهما كانت قوة الجسم. ولا بد من التوقف في منتصف النهار للراحة وللصلاة والتزود بوجبة. أربعة ساعات عمل كفيلة أن تستهلك المخزون من الطاقة، فلا بد من تناول وجبة. مع التزود الراتب بالماء.

5. التعاون لخدمة تأهيل البيت

وفي هذا الصدد لابد من التعاون بتشكيل فرق عمل من الاسرة و الاقارب والجيران، لأداء مهام قد تصعب لشخص أو لأسرة واحدة. ونعلم أن مبدأ التعاون متاح، أقلها توفير بعض أدوات العمل لتأهيل البيت. أو تقديم الماء والطعام. بل وتقديم المأوى قبل أن يتأهل البيت. فقد يستضيف الجيران الأسرة المجاورة قبل أن يتم تأهيل بيتهم للسكنى. ما أحلاكم. ما أحلى الجوار وما أحلى المساعدة الحميمة في النظافة والبناء والدعم والمساندة التي يندر مثيلها في العالم. نعم التعاون الطوعي مهم، لكن هناك أهمية توظيف وإيجار عامل أو أكثر أصحاب مهارات وقدرات بدنية.

6. الطمأنينة والدعاء والشكر

الحاجة للطمأنينة. مهما تنتاب القادم لبيته، وإلى مواقعه الحبيبة، بعد غربة وشوق، لا بد أن يكون رابط الجأش. يتمالك نفسه، ويهتف من دواخله حمداً لله وشكرا. فالقادم للمكان قبل الدخول، لمن يؤمن بالغيب، يحتاج أن يطمئن قلبه. بأن ثمة عوالم آخرى من الجن وغيره، قد يرتادون المكان لتأمين حالهم. وأن إقامة الآذان من دواعي تحييدهم (طمأنتهم) أو طردهم.

رفع الآذان، والدعاء والسجود والصلاة من دواعي الطمأنينة، ومن دواعي تعظيم شعائر الله. ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب. ولا بد أن أشير بأن من لا يؤمن بالله وبالغيب، فإجراء الآذان والدعاء والصلاة لا يعنيه، فليدخل وليصرخ كيف شاء ليطرد الوحشة. الآذان بالصيغة المعلومة.. الله أكبر الله أكبر.. إلى آخره. فمن لم يسبق له أداء الآذان فهذه فرصة لممارسة الآذان، ويكفي منه ما يسمع الإنسان داخل المبنى، حيث لا يحتاج إلى مكبر صوت أو إلى رفع الصوت فوق المستوى المعقول.

وكذلك لمن دواعي الحمد والشكر أن يؤدي القادم صلاة شكر أمام بيته، أدناه سجدة شكر أو ركعتين، حمدا لله على الإيّاب بعد غيبة، داعياً العزيز الرحيم بالأمان والطمأنينة: اللهمّ أدخلنا مدخل صدق وأخرجنا مخرج صدق واجعل لنا من لدنك سلطاناً نصيراً. آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون. ولا بد من دواعي الإيمان والحمد وفعل الخيرات قراءة القرآن داخل البيت بشكل مستدام. ومن يستطيع أن يدعوا مجموعة لعمل ختمة للقرآن في بيته فليفعل. كل ذلك من دواعي الطمأنينة والمحبة. البعض قد يكون مستطيعاً ليقيم وليمة. فالأمر يستوجب الوليمة والتصدق للأحوج إطعاماً تقرباً إلى الله.

7. المعينات اللازمة:

بحسب حجم البيت، والحاجة للتأهيل، هناك حاجة لمعينات عديدة، أحاول أعدد أنواعها داخل نص هذا المرشد. فنحن لم نعتاد أن نحشد الأدوات التي تعين على أداء أعمالنا، إلا أن نتذكرها أحياناً فنطلبها من الجيران، أو أن نبحث عنها بعد بدء أعمالنا وتكلفنا الكثير من التعطيل. أدوات مثل السلم، والعربة الدرداقة والحبل والدلو لرفع أو إنزال مواد أو أنقاض. خرطوش بحالة ممتازة لنقل الماء. أدوات يدوية من مفاتيح ومفكات ومنشار خشب ومنشار حديد. مجرفة (كوريق)، مكنسة، نفّاضة غبار طويلة، مسطرينة، غربال، رمل أسمنت. مبيدات حشرية، معقمات وصابون. وغير ذلك مما أورده للتذكير.

قد يحتاج المباشر لتأهيل البيت إلى خدمات آخرين، من الورش والفنيين في الجوار. مثل الحاجة إلى ماكينة لحام، إلى حجر نار للقطع. وغير ذلك.

هذا ويستوجب أن توضع المعينات في الاهتمام كأولوية هامة للعمل. وأكثر من ذلك أهمية الاحتفاظ بصندوق للإسعافات الأولية من لصقات جروح، ومطهرات ومسكنات، ومضادات الحساسية.

8. ملابس وأغطية السلامة

يحتاج الداخل للمبنى المهجور أن يهيئ نفسه بملابس واقية لكل الجسم. للرأس والعيون والكمامة أو الطرحة أو الشال للأنف وقفازات لليدين، وأكمام طويلة، وأحذية، وقناع (لحماية من الغبار والعفن والسموم)، وحماية للعيون. وحذاء ضام للرجلين، بما في ذلك الجوارب اللازمة. فلا بد من أخذ تدابير في هذا الشأن، كاملة. كذلك هناك حاجة إلى طقم إسعافات أولية، تحسباً لمعالجة أي جروح أو لدغات قد تصيب المباشر للدخول أثناء التعامل مع الحطام أو الآفات.

9. وسائل الإضاءة الثابتة والمتحركة.

كذلك ضرورة اصطحاب مصباح يدوي، أو من النوع الذي يستخدمه عمال الورش والمخازن المربوط على الرأس لغرض تحرير اليدين لمهام آخرى. هناك لا شك أماكن مظلمة، داخل المبنى، خاصة لا وجود للطاقة الكهربائية، كما هي الحال في عامة المباني التي تأثرت بالحرب وسرقة الكوابل. فالإضاءة تكون ضعيفة، بل معدومة داخل الغرف والمطابخ والحمامات.

10. توقعات الحال داخل البيت المهجور

كذلك ليتوقع الداخل وجود أوعية أو أحواض بها ماء راكد، مما يتسبب في وجود بيئة رطبة داعمة لتوالد الحشرات و الفطريات والعناكب وغيرها. أيضاً الكثير من الكائنات تفضل الأماكن المظلمة وغير المزعجة، لنومها بسلام أو توالدها. كما تفضل الطيور بناء أعشاشها في الأمكان العالية. كل الأماكن تحت وخلف الأثاث والأنقاض، وخلف الزوايا المظلمة، تحتاج إلى مراجعة، لتنظيفها وإعادة ترتيبها بعناية. فهناك حاجة لاستخدام مبيدات الحشرات أو الطاردات الطبيعية المواد الطبيعية الطاردة للحشرات، مثل زيت النعناع والخل. كذلك استخدام أدوات يدوية مثل المكانس والعصي أو أدوات مثل (الكوريق والكرك) لكشف الأماكن وتحريك الأنقاض والمخلفات. كذلك الحاجة لفأس أو منشار لقطع أو قص النباتات. وليكن المراجع للمكان حذراً في التعامل مع الثعابين والعقارب والعناكب. أنشر مصائد لصيد القوارض، راجع الشقوق والأجحار للتأكد من خلوها من وجود كائنات، ثم أحكم إغلاقها. نظف الفضلات بعناية باستخدام مادة مطهرة. كذلك الحاجة لأكياس النفايا لجمع النفايا للتخلص منها.

11. معاينة المكان من الخارج ومن أعلى.

طول مفارقة البيوت والأعيان الحبيبة للنفس، يجب أن يكون الدخول إليها بحذر شديد. لابد بأن يبدأ بفحص المبنى خارجياً أولاً، ثم من الداخل. قبل الدخول، ليقم القادم بتقييم ما إذا كان المنزل آمنًا، من إمكانية السقوط تحقق من الأسطح أو الاسوار والجدران المنهارة أو الشقوق في الجدران أو الأسقف غير المستقرة.

ولابد من التأكد من حال الأسقف وسلامتها من الإصابة الإختراق، أو التشقق، بسبب قذائف أو غيرها. ومراجعة حالها من حيث تسرب مياه الأمطار أو الصهاريج أو تمديدات المياه. من الحكمة استشارة مهندس هيكلي متى ما كان القادم غير متأكد، ومتى ما كان ذلك ممكناً.

12. في حالة وجود جثة آدمية

في حالة وجود جثث آدمية يستوجب الاتصال بالسلطات المحلية على الفور. وإشراك آخرين من السكان والجيران للإشهاد على ذلك. كذلك التعامل مع الجثث الحيوانية تحتاج إلى عناية دربة ومهارة للتعامل معها.

تبدأ المعاينة الخارجية، للتأكد من عدم وجود أجسام، أو كائنات حية أو جامدة غربية. في حالة وجود أي نوع من إجسام غريبة، خاصة من نوع المقذوفات أو المتفجرات أو أي جسم يشتبه فيه بأنه من مستلزمات الحرب، يتم التبليغ لأقرب سلطة نظامية أو إدارية في المنطقة. والمعاينة الخارجية تشمل فيما تشمل عدم وجود حوائط أو متعلقات ثقيلة آيلة للسقوط. ليكن الداخل للمبنى حذرًا من المسامير المكشوفة أو الزجاج المكسور أو المعدن الصدئ الذي قد يسبب إصابات. ومن المهم معاينة الأجحار والحفر والمنهولات المفتوحة أو المغلقة.. فالتعامل مع المبنى يبدأ بالفحص من الخارج إلى الداخل، والنظافة من الأعلى إلى الأسفل.

13. معاينة ومعالجة الأبواب والنوافذ

في أغلب الأحوال أن تكون أبواب البنى ونوافذه قد تعرضت للتلف لغرض السرقة والشفشفة . من المهم فحصها واختبارها بعناية. وليباشر الدخول إلى المنزل أو المبنى بجانب الإضاءة، بفتح النوافذ والأبواب (إذا كان ذلك آمناً). ولا بد من أخذ الحذر. فتح الأبواب والنوافذ للتهوية، لطرد الهواء الراكد وأي مظنة لغاز سام. سيساعد ذلك على تنقية الهواء من الغبار والغازات السامة التي قد تنبعث من المواد المتعفنة.

14. الفحص والتحقق من وجود الكائنات الحية والمخلفات

الأمكان المهجورة عرضة لدخول وتوالد كائنات حية مثل الكلاب، القطط، الطيور، الخفافيش، السحالي، الثعابين، القنافذ، العناكب وكافة أنواع الحشرات. كذلك عرضة لنمو النباتات الراقية (نباتات مكتملة) أو النباتات الأوّلية (من طحالب، وفطريات)، منها الزاحف أو المتسلق، نباتات شوكية أو سامة أو مثيرة لحساسية الجلد أو العيون أو التنفس. أكثر من ذلك المخلفات الآدمية أو الحيوانية أو النباتية، التي قد تكون ملوثة. فالمكان قد يكون أمتهن كمكان لقضاء الحاجة، أو مخلفات الحيوانات المذكورة، الملوثة بالجراثيم والميكروبات (الأحياء الدقيقة). من الكائنات الحية ما يكفي الطرد من المكان،.

15. معالجة وتنظيم وإعادة استخدام الأنقاض

في أحوال كثيرة قد يتعرض المبنى للتهدم الخفيف أو الكبير، مما ينتج عنه أنقاض كبرت أو صغرت. ولا بد من إزالتها، خاصة من مداخل ومخارج المبنى. ووضعها في مكان محدد في باحة البيت أو في الخارج. ولا بد من التعامل معها بمسؤولية. فالكثير يحرك الانقاض ويتركها إلى آماد طويلة دون الإحساس بالمسؤولية للتخلص منها كما يقتضي السلوك الحسن للمواطن. والأفضل في كل الأحوال أن تنظم الأنقاض ويعاد استخدامها عبر تصنيعها في قوالب أو كسرها وتجهيزها للصيانة، أو غير ذلك.

16. التعامل مع النباتات النامية والجافة:

قد يحتوى المبنى، داخله أو أمامه على أشجار ظل، زينة أو ثمار سابقة. فلا بد من امتلاك أدوات يدوية للتعامل مع الاشجار، والتي قد تمثل الظل الوحيد المتاح في هذه الحالة. وليبدأ المباشر لتأهيل البيت بإزالة النباتات الزائدة، ومنها الأخضر أو الجاف. قص أي نباتات نمت بشكل مفرط باستخدام القفازات والمقصات. وليكن حذرًا من الأشواك أو النباتات السامة. التحقق من النباتات السامة. بعض النباتات قد تكون سامة أو مهيجة. ارتدِ أكمامًا طويلة وملابس واقية عند إزالتها. وقد يكون ظل الاشجار في مثل هذا اليوم هو أهم مكان للاستراحة وتناول الطعام والشراب.

ولابد هنا من التذكير بأنه من جمال الحياة زراعة نباتات للزينة أو الظل أو الثمر. فلا بد من استصحاب النبات في المنزل.

17. التعقيم والنظافة:

لا شك تأهيل المبنى للاستخدام يحتاج لعملية نظافة. وتكون البداية من الانقاض والمهملات الكبيرة. ولابد من تحديد مكان في الحوش أو في الشارع الملاصق لجمع الأنقاض والنفايا. يلي ذلك تحريك قطع الأثاث لغرض نظافتها أو تأهيلها أو التخلص من التالف منها.

يحتاج ذلك إلى إرتداء الملابس والاقنعة الكافية، ليبدأ بتنظيف الغبار والحطام: من أعلى إلى أسفل.

ليبدأ المباشر للمنزل بتنظيف الغبار وكنس المناطق الكبيرة. استخدم ممسحة رطبة لتنظيف الأسطح والأرضيات، مما يساعد على تقليل استنشاق الغبار. وللتعامل مع الفضلات، يحتاج إرتداء قفازات لإزالة الفضلات الحيوانية أو البشرية الملوثة للمكان. ولإزالة الفطريات والعفن، هناك حاجة لاستخدام محاليل التنظيف والصابون المختلفة.

وتشمل النظافة نفض الغبار والغسيل، بدءا من السقف من الداخل، والحوائط والأرضيات، فتكون البداية من أعلى إلى أسفل. ومن أبعد غرفة داخل المنزل إلى الخارج. وفي ذلك تستخدم فرش نظافة ومقاشيش (مكانس) ومماسح. واستخدام مطهرات مثل محلول الديتول أو محلول الكلور.

ويستعان بالأداة المناسبة والممكنة مثل رشاشات الرزاز اليدوية. مع التركيز على الأماكن التي قد توالدت فيها الحشرات ، مثل الطوابق السفلية، العلية، وتحت الأثاث.

إزالة الفطريات (العفن)، وبعضها قد يكون خطرًا، بسبب سميته، خاصة في المناطق الرطبة. ويزال العفن استخدم مواد قاتلة للعفن أو خليط من التبييض والماء لتنظيف المناطق المتأثرة.

والمحلول الأشهر هو محلول الكلوركس تخفيفاً وتركيزاً. قد تحتاج بعض المباني إلى توظيف شركة متخصصة للنظافة.

18. مراجعة وتشغيل المرافق

لا شك أن وجود الماء ضروري للشرب والطبخ وللنظافة. وجود حاوية على الأقل ضرورة، قبل مراجعة التوصيلات وإصلاحها لإعادة الماء للمبنى. وذلك لا شك داخل المبنى يحتاج لخدمة سبّاك ماهر، وخارج المبنى يحتاج للتعاون مع السلطات المحلية المختصة ويشمل ذلك مراجعة مرفق دورة المياه الصحية، مهما كان نوعها المكشوف أو دورة المياه الحديثة، تحتاج إلى نظافة وإصلاح وتجفيف المياه الراكدة لمنع نمو البكتيريا أو تكاثر البعوض.

19. مراجعة نظام الكهرباء

قد تتعرض الخطوط الناقلة للكهرباء، عبر الأعمدة الهوائية والمحولات أو عبر الكوابل الار للتلف. مجمل نظام الإمداد بالكهرباء يحتاج للتعاون مع السكان في الجوار، ومع سلطات الإمداد الكهربائي لإعادة تشغيله. على مستوى المبنى الداخلي تتطلب عمليات فحص التوصيلات والمفاتيح ولوحة توزيع الكهرباء تحتاج الاستعانة بفني كهربائي، لحفصها للتحقق من وجود أي مشاكل في الأسلاك أو المخاطر قبل إعادة تشغيل الكهرباء، لاستبدل أي تجهيزات كهربائية تالفة أو قديمة. ربما يحتاج التشغيل الجزئي أو المؤقت الاستعانة بخلايا للطاقة الشمسية إلى حين استكمال نظام الإمداد الكهربائي. مجمل الأمر قد يحتاج المبنى لتغيير مفاتيح وتوصيلات ولمبات وغيرها.

20. الإصلاحات الصيانة والترميم:

بعد معالجة قضايا السلامة والنظافة، يتحول صاحب المبنى إلى مشروع إصلاح الأضرار الهيكلية (الأسطح، النوافذ، الأبواب). مهما كان حال المبنى، لابد من مباشرة بعض الصيانة، خاصة التي تعيد خصوصية البيت، التي تتمثل في الجدران الخارجية والأبواب في حالة وجود تلف. وهنا قد يستعان بخدمات أدوات الورش والفنيين.

ثم يلي ذلك أعمال الترميم والطلاء حسب الحاجة. ولا شك أن باستخدام المبنى قد تكتشف جوانب مختلفة تحتاج إلى معالجة.

21. التخلص من واستبدال الاثاث والأجهزة التالفة

وهذه مرحلة لاحقة، حيث الحاجة إلى الجلوس والنوم، بجانب تجهيزات المطبخ والغسيل واستدامة البيت عموماً. وهذا جانب مكلف مادياً، لا بد من التريث حسب القدرة. وللأسف أن ينصرف كثير من الناس إلى المبالغات فوق طاقتهم. فبعد هذه التجربة من إخلاء المنازل و المباني وفقدان وتلف ما فيها لا بد أن تكون إعادة التأهيل بجدول إحلال وإبدال مريح، فلتفهم ربة البيت وليفهم الأطفال أن ذلك يصعب شراءه واستخدامه في الحال.

من المهم التخلص من الاثاث القديم والمخلفات (الكرور) التي يحتفظ بها لآماد طويلة دون استخدام حقيقي. وليكن التفكير في أثاث يسهل تعقيمه أواستبداله في المستقبل. ولا بد من الانتقال التدريجي، بعد تنظيف المنزل وتأهيله وصلاحيته للسكن، تكون البداية ببطء، من الضروريات الهامة إلى الأقل.

22. صيانة الطريق والتخلص السليم من النفايا المنزلية

وهذا شأن هام. كثيراً، في الغالب الأعم أننا نهتم بإصلاح نظافة وتجميل منازلنا. وعلى بعد متر واحد تبدأ المهانة. بل أن كثيراً ما تجد النفايات المنزلية، الصلبة والسائلة والغازية طريقها لشارع البيت دون أدنى إحساس بالمسؤولية. ونظافة الطريق تشمل إدارة النفايات بكفاءة، وإصلاح الطريق وعدم وضع حواجز (أسوار وعرائش) وتعديات في الطريق، وما أكثرها.

المساعدة في إصلاح كسور المياه، في تسوية الطريق. من التجارب النادرة شهدتها كان يمارسها المرحوم علي إبراهيم اللحو رحمه الله. كان يوظف عاملاً لنظافة الطريق أمام بيته، يفرشه بالرمل ويرشه بالماء. وقد اقتدى به الكثير ممن حوله وصارت ثقافة.

وقد مارستُ بنفسي عملية النظافة أمام البيت وتوظيف من يقوم بالأمر في مرات كثيرة. أكثر من مجرد النظافة، نظمت عملية رش الحشرات.. وقد تعاونت فيها مع السلطات المحلية. ولا شك تنظيمها والمساهمة فيها يرفع كثيرا من الأذى.

وذلك يشمل إستئجار شركات (وأفراد) الرش والتعقيم. انتظار الحكومة قد يكلفك وجيرانك الكثير.

23. خاتمة الموجهات

لم أكن أتصور أن موضوع العودة وتأهيل المنزل أو المبنى يأخذ كل هذه التفاصيل. بل عملياً قد يأخذ أكثر من هذا التسلسل.

لابد ان عملية استعادة وتأهيل منزل أو مبنى مهجور تحتاج الكثير من الصبر والتخطيط الواعي.

فالاولويات هي السلامة والنظافة والصحة، والاستعانة بالمساعدة المهنية عندما يكون ذلك ضروريًا.

والتعامل مع كل مرحلة بعناية، وتذكر أهمية الحفاظ على النظافة والصحة أثناء العيش في مكان تم استعادته. وأدعو أن يتم تطوير هذه الموجهات بأفضل من نسختها الأولى.

الصادق عبدالله أبوعياشة

التاسع من ابريل 2025

sadigabdala@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • حملات تطوعية مع سلاح الهندسة لإعادة تأهيل شوارع الخرطوم
  • تدابير وإجراءات تأهيل البيت المهجور
  • قرار عاجل من التعليم لضمان استقرار الدراسة بالمدارس حتى نهاية الامتحانات
  • مصر تعلن استعدادها لإعادة تأهيل الجسور ومحطات الكهرباء في السودان
  • وكيل وزارة التعليم بأسيوط يتابع انتظام الدراسة بإدارة أبنوب التعليمية
  • جولة مفاجئة لوزير التعليم بمدارس المنوفية لمتابعة انتظام الدراسة
  • مسؤولو مراكز صيفية بأمانة العاصمة يتحدثون لـ«الثورة »: الدورات الصيفية فرصة الآباء الذهبية للحفاظ على أبنائهم وبنائهم البناء الصحيح
  • بِرُّ الوالدين أمْرٌ إلهي
  • مطالبات بإصدار تشريعات تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم
  • «التعليم»: انتظام الدراسة بجميع المدارس اليوم بعد انتهاء إجازة عيد الفطر