مطالب حقوقية بتحرك دولي ضد استمرار العبودية في مخيمات تندوف بالجزائر
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
أفاد الناشط الحقوقي الصحراوي شيباتة مربيه ربه، رئيس مركز الصحراء للدراسات والبحوث حول التنمية وحقوق الإنسان، بأن العبودية لا تزال تمارس في مخيمات تندوف بالجزائر، حيث أبلغ المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بأشكال الرق المعاصر، تومويا أوبوكاتا، عن هذه الممارسات المستمرة تحت رعاية الجزائر، مما يثير تساؤلات جدية حول مدى تواطئها في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تحدث داخل أراضيها.
وأكد شيباتة أن الضحايا الرئيسيون لهذه الممارسات اللاإنسانية هم النازحون، وخاصة من ذوي البشرة السوداء، الذين يعيشون في ظروف قاسية تحت سيطرة جبهة البوليساريو، ويعانون من التمييز والاضطهاد المتواصل، ما يشير إلى وجود استغلال منهجي ومتواصل داخل المخيمات التي تديرها هذه الجبهة بدعم واضح من الجزائر.
ومن أبرز الأدلة على هذه الانتهاكات قضية سالم عابدين، التي تم التحقيق فيها من قبل فريق أسترالي مستقل، كشف عن تفاصيل مروعة حول كيفية استغلال الأفراد وقمعهم، مما يضع الجزائر في موقع المساءلة كونها تسمح بهذه الانتهاكات فوق أراضيها، ما يظهر زيف ادعائها بالوقوف إلى جانب حقوق الشعوب، ويجعلهغ في وضع حرج أمام المجتمع الدولي، حيث تُتهم بالتغاضي عن هذه الجرائم البشعة بل وربما تسهيلها.
وتتحمل الجزائر، كدولة مضيفة، مسؤولية دولية واضحة بموجب الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، ومع ذلك، فإن الصمت المطبق والتجاهل المتعمد لهذه الانتهاكات يثير الشكوك حول مدى تورطها في هذا الوضع غير الإنساني، حيث أنه وعلى الرغم من ذلك، تستمر الجزائر في دعم البوليساريو سياسياً وعسكرياً، مما يساهم في استمرار حالة الاستغلال والعبودية التي يعيشها آلاف المحتجزين في المخيمات.
وأعربت منظمات غير حكومية عديدة عن استنكارها الشديد لموقف الجزائر وطالبت المجتمع الدولي بالضغط عليها لتحمل مسؤولياتها، كما نددت أيضاً بحالات الاختفاء القسري والترهيب الممنهج الذي يستخدم لإسكات أي معارضة داخل المخيمات، حيث يُنظر إلى هذه الانتهاكات كأدوات تستخدمها السلطات الجزائرية والبوليساريو لتعزيز سيطرتهما السياسية، على حساب حقوق وكرامة الأفراد المحتجزين.
وقد ناقشت الدورة السابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هذه القضايا، وسط انتقادات لاذعة للجزائر، حيث أثار السفير المغربي عمر زنيبر، الذي ترأس الجلسة، النقاش حول الانتهاكات التي تحدث في مخيمات تندوف، مسلطاً الضوء على دور الجزائر كدولة مسؤولة عن الأراضي التي تقع فيها هذه المخيمات.
في النهاية، لا يمكن تجاهل أن الجزائر، بتواطئها الصريح أو الضمني، أصبحت جزءًا من منظومة القمع والاستغلال في تندوف، حيث يمثل استمرار العبودية في هذه المخيمات وصمة عار على سجلها الحقوقي الملطخ ويدعوا إلى تحرك دولي عاجل لمساءلة هذه الدولة وتحميلها المسؤولية الكاملة عن هذه الممارسات اللاإنسانية، كما بات المجتمع الدولي مطالباً بتكثيف الضغوط على الجزائر لضمان إنهاء هذه الانتهاكات ووضع حد للمعاناة التي يعيشها الآلاف في تندوف.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: هذه الانتهاکات
إقرأ أيضاً:
إعلام الأسرى: استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال نتيجة الانتهاكات الممنهجة
رام الله - صفا
أعلن مكتب إعلام الأسرى عن استشهاد الأسيرين محمد شريف العسلي (35 عامًا) وإبراهيم عدنان عاشور (25 عامًا) من قطاع غزة، بعد اعتقالهما في ظروف قاسية وتعرضهما لانتهاكات ممنهجة أدت إلى استشهادهما.
وقال المكتب في بيان له وصل وكالة "صفا"، إن هذه الجريمة الجديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بالوحشية، حيث يمارس القتل الممنهج خلف القضبان وسط صمت دولي يشجعه على مواصلة انتهاكاته بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
وكان الشهيد محمد العسلي اعتُقل خلال العدوان على غزة في مارس 2024، من داخل مستشفى الشفاء، بينما اعتُقل الشهيد إبراهيم عاشور في فبراير 2024 من مستشفى ناصر في خان يونس. وطوال فترة احتجازهما، مارس الاحتلال أسلوب التلاعب بالمعلومات وإخفاء الحقائق عن عائلتيهما، قبل الإعلان عن استشهادهما لاحقًا.
وباستشهاد العسلي وعاشور، يرتفع عدد الشهداء الأسرى المعلومة هوياتهم منذ بدء العدوان إلى (58) شهيدًا، بينهم (37) من غزة، وهو العدد الأكبر في تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967، ما يجعل هذه المرحلة الأكثر دموية على الإطلاق.
وأشار إلى أن الاحتلال يواصل تنفيذ جرائم ممنهجة بحق الأسرى، تشمل التعذيب، الإهمال الطبي، والتجويع، وسط ظروف احتجاز قاسية تهدد حياتهم، في ظل صمت دولي مريب يشجع الاحتلال على التمادي في انتهاكاته.
وحمّل المكتب الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسرى، ونؤكد أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم.
ودعا المؤسسات الحقوقية الدولية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمحاسبة الاحتلال، وفرض عقوبات صارمة تضع حدًا لجرائمه المتواصلة بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.