أصبحت بقايا أجهزة الاتصال المحروقة التي فجرتها إسرائيل في عدد كبير من عناصر حزب الله "أدلة مجزأة" على كيفية تدبير إسرائيل ما قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون وغربيون إنه جزء من جهد متقن استمر عقداً كاملاً لاختراق الحزب.

وبحسب تقرير لـ "واشنطن بوست" تركت العلامات على المكونات الإلكترونية أثراً يؤدي إلى شركة في تايوان، وهي واجهة لشركة على الورق في المجر يشتبه أن المخابرات الإسرائيلية أقامتها لإخفاء دورها في تسليم الأجهزة المفخخة إلى حزب الله.

Exploding pagers leave clues to Israeli “red button” plot, officials say - The Washington Post https://t.co/6dph5twLeE

— Suzanne Marcus Fletcher (@Politicbody) September 22, 2024 عقد من التنسيق!

وذكرت الصحيفة، أن بعض المصادر قالت إن العملية جاءت جزءً من جهد متعدد الجوانب من الاستخبارات الإسرائيلية على مدى العقد الماضي، لتطوير ما أشار إليه المسؤولون الإسرائيليون بقدرات "الزر الأحمر" اليعني تنشيط اختراق العدو بشكل كامل ومدمر بعد شهور أو سنوات من إخفاء  مواد الاختراق، رغم أنه لم يعرف بعد لم   فعلت هذا الاختراق الآن.

ونقلت الصحيفة، عن مصادر إسرائيلية أبدت قلقها من اكتشاف تحويل آلاف أجهزة النداء إلى عبوات ناسفة صغيرة الحجم، قبل الهجوم الذي يعد مقدمة لآخر أوسع نطاقاً.

وقال مسؤول إسرائيلي مطلع على عملية أجهزة الاتصال إن "الزر الأحمر" هو "مفهوم شيء يمكن استخدامه عندما تريد أو تحتاجه. وتفجير الأجهزة هذا الأسبوع لم يكن جزءاً من الخطة الشاملة" رغم أنه أكد أن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أنه كان له تأثير كبير على حزب الله.

وأشار المسؤول إلى الانفجارات التي أصابت أو قتلت قادة في حزب الله، وملأت المستشفيات وجعلت مستخدمي هذه الأجهزة يهجرونها، ولايثقون في معدات الاتصالات الأساسية خوفاً من الاختراق أو التفجير.

وذكر مسؤول استخباراتي إسرائيلي إن الانفجارات توجت استثماراً استمر سنوات لاختراق هياكل الاتصالات واللوجستيات ومشتريات حزب الله، بالإشارة إلى أن الموساد طور منذ وقت طويل من تعبئة أجهزة النداء بالمتفجرات بعد معرفته المفصلة بما يحتاجه حزب الله، وثغراته، والشركات الوهمية التي يعمل معها، ومقراتها، وجهات الاتصال بين الحزب وتلك الشركات.

اختراق إسرائيلي

وأوضحت الصحيفة، أنه بعد رسم خريطة الشبكات وتحقيق الاختراق بدأت تل أبيب إنشاء بنية تحتية من الشركات، لتدورير هذه المبيعات لتحقيق المناورة بشكل أقرب إلى وكلاء الشراء الذين يعتمدون على شركات وهمية، ويخفون عن الحزب أي صلة لهم بإسرائيل.

وتشير السجلات المؤسسية الضئيلة للشركات الأوروبية المرتبطة بأجهزة النداء إلى مؤسسين دون خلفية واضحة موردين لمعدات الاتصالات، و دون ارتباط واضح بإسرائيل، ما يترك مجالاً للشك في علمهم بالأدوار التي ربما لعبتها شركاتهم في الهجوم على حزب الله.

ومع دخول العديد من عملاء حزب الله إلى المستشفى، هرع آخرون لتقييم الأضرار التي لحقت بالمنظمة، وصف المرتبطون بالمجموعة الهجوم بأجهزة النداء بـ "فشل أمني" مذهل وأكبر اختراق منذ سنوات لبنية الجماعة المسلحة.

وقالت الصحيفة، إن "السيناريوهات الرئيسية" للعملية  لا تزال مجهولة، منها هل اعتراضت إسرائيل وخربت شحنة أجهزة اتصال موجودة أو نفذت مخططاً عبر كيانات استخباراتية إسرائيلية بالفعل صنعت أو جمعت أجهزة محملة بالمتفجرات. 

وفي مقابلات، أبدى مسؤولون استخباراتيون دهشتهم من "تعقيد المؤامرة" رغم أن البعض شكك في أهميتها الاستراتيجية.
وقال مسؤول استخباراتي أمريكي سابق إن قرار إسرائيل بتجهيز الأجهزة بالمتفجرات بدل معدات التجسس المتطورة يعكس " تقديس العقلية الهجومية" في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، التي تعطي الأولوية لعروض القوة العسكرية التي قد لا تحقق أهداف إسرائيل الأوسع في صراع إقليمي متصاعد.

ودافع آخرون عن العملية وقال القائد البحري الإسرائيلي السابق وضابط الاستخبارات إيال بينكو إنها "ضربة شديدة لهيكل القيادة والسيطرة في حزب الله، وهو من شأنه أن يفقد الحزب  توازنه، لأن زعيم الجماعة حسن نصر الله سيتسغرق وقتاً طويلاً لإعادة التوازن لقواته".

???????? The woman whose company has been linked to thousands of pagers that exploded in Lebanon and Syria this week is under the protection of the Hungarian secret services and received unspecified threats, her mother said.https://t.co/vxLCO7jjEp

— euronews (@euronews) September 20, 2024 جريئة ومعقدة

أثار تعقيد وجرأة المؤامرة مقارنات مع عمليات أخرى بارزة في سجلات التجسس حيث شبه المدير المؤسس لمعهد ألبيروفيتش لدراسات الأمن السيبراني في جامعة جونز هوبكنز، توماس ريد، اختراق إسرائيل لسلسلة توريد أجهزة النداء بعملية ما بعد الحرب العالمية الثانية، تمكنت فيها وكالات الاستخبارات الأمريكية والألمانية سراً من السيطرة على شركة في سويسرا، وهي شركة "كريبتو.إيه.جي" باعت معدات اتصالات مخترقة لعشرات الحكومات الأجنبية.

وتضمنت العمليتان هدفاً استخباراتياً دائماً تمثل في اختراق سلسلة توريد معدات لوجستية للعدو كما استشهد الخبراء بهجوم "ستوكسنت" الذي تعاونت فيه إسرائيل والولايات المتحدة لإصابة معدات التخصيب النووي في إيران ببرامج ضارة.

وترى الصحيفة، أنه إذا تأكدت الخطوط العريضة للمؤامرة الإسرائيلية، على تل أبيب أن ترد على أسئلة عن قراراتها تأسيس عناصر العملية في الدول الغربية، وربما استغلالهم وهم الذين لم يفهموا ربما عواقب أدوارهم في بيع وتدوير أجهزة الاتصال.

وقال المسؤول السابق في البيت الأبيض وخبير في الأمن السيبراني في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي غافين وايلد: "هناك الكثير من الشركات  والشخصيات الوهمية..إذا كان هناك من كان حقاً ضحية، فسيضطر إلى العيش في خوف بقية حياته لأن حزب الله لن يصدق أنه لم يكن يعلم بالمؤامرة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية السجلات حزب الله مسؤولون تفجيرات البيجر في لبنان لبنان أجهزة النداء حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعلن استهداف عنصر من حزب الله جنوب لبنان

إسرائيل تعلن استهداف عنصر من حزب الله جنوب لبنان

مقالات مشابهة

  • ساعات تفصلنا لانتهاء المهلة التي حددها زعيم الحوثيين باستئناف الهجمات على إسرائيل والبحر الأحمر
  • المملكة.. جهود قيادة حكيمة لحل الأزمة الأوكرانية وتحقيق السلام
  • الشيخ ولد الددو: النبي أسس 3 أجهزة أمنية واختياره لصحابته لم يكن عشوائيا
  • تركي آل الشيخ يكشف كواليس The Seven Dogs ويعلق: كفاية تفجيرات يا عز أنت وكريم
  • ترامب: قد نعيد تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا
  • ترامب يقول إن واشنطن “أنهت تقريبا” تعليقها لتقديم المعلومات الاستخباراتية لأوكرانيا
  • بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس
  • هل ابتلاع بقايا الطعام التي بين الأسنان يفسد الصيام؟.. الإفتاء تجيب
  • إسرائيل تعلن استهداف عنصر من حزب الله جنوب لبنان