تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 وضع أمين عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"،روشتة إصلاح من أجل تحديث النظام الدولي ليصبح صالحا لليوم والغد، وأكد أهمية الحاجة إلى تعددية أكثر شمولا وفعالية، بعلاقات أقوى بين المؤسسات الدولية، وهو ما يعني تمثيلا وصوتا أكبر للدول النامية، جاء ذلك في كلمته من أجل التحضير لقمة المستقبل.

 
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة،شمل التحضير لقمة المستقبل، المقررة اليوم/الأحد/، أكبر عملية تشاورية قامت بها الأمم المتحدة خلال 4 سنوات شارك فيها 1.5 مليون شخص من جميع الدول الأعضاء بالمنظمة. وقد ساهمت مئات جماعات المجتمع المدني في صياغة الاتفاقات الثلاثة التي ستصدرها القمة وهي: ميثاق المستقبل، والميثاق الرقمي العالمي، وإعلان الأجيال المقبلة.
وشدد أمين عام الأمم المتحدة على ضرورة أن يضع ميثاق قمة المستقبل أساس: الإصلاح لمجلس الأمن الذي "عفا عليه الزمن" ليكون أكثر فعالية وتمثيلا لعالم اليوم، إصلاح المؤسسات المالية الدولية لتعزز استخدام الموارد من أجل التنمية المستدامة والعمل المناخي، إصلاح القواعد التي تحكم الفضاء الخارجي، الذي تعمه الفوضى في الوقت الراهن، إصلاح كيفية الاستجابة للصدمات العالمية، والعمل معا من أجل السلام والأمن.
كما أكد "جوتيريش" ضرورة أن يكون الميثاق الرقمي العالمي خطة لسد الفجوات الرقمية، وأول اتفاق عالمي حول الذكاء الاصطناعي يضع أساس إنشاء منصة دولية يكون مركزها الأمم المتحدة، تجمع كل الأطراف معا.
وقال أمين عام الأمم المتحدة، إن أهـداف التنمية المستدامة، التي اتفق قادة العالم على تحقيقها بحلول عام 2030، في خطر إذ إن الكثير من الدول ترزح تحت أعباء الديون وأزمة تكاليف المعيشة. وأضاف أن المؤسسات متعددة الأطراف غير قادرة على الاستجابة للتحديات المعاصرة، "ناهيك عن تحديات الغد".
وبشأن إعلان الأجيال المقبلة، قال "جوتيريش" إنه يجب أن يُلزم القادة بوضع المستقبل بعين الاعتبار عندما يتخذون قراراتهم اليوم. وشدد أمين عام الأمم المتحدة على ضرورة تضمين المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان في كل جوانب تلك الاتفاقات بما يعكس حقيقة أن هذه الحقوق تشكل عنصرا أساسيا في كل مجالات الحياة.
وقال الأمين العام إن اعتماد تلك الاتفاقات في قمة المستقبل لن يكون نهاية الرحلة، ولكنه سيكون نهاية البداية. وأضاف أن المهمة التالية تتمثل في تحويل الكلمات إلى عمل واستخدام تلك الاتفاقات لوضع العالم على مسار أفضل.
بدورها، ذكرت المتحدثة باسم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة "شارون بيرش" أنه وبعد التشاور والاجتماع مع الدول الأعضاء خلال الأيام الماضية، قدم "ميثاق المستقبل" إلى الجمعية العامة. وحث رئيس الجمعية العامة "فيليمون يانج" جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة على اعتماد الميثاق وملحقاته، بالإجماع خلال قمة المستقبل وقالت المتحدثة، إنها ستكون لحظة تاريخية لإعادة الالتزام بإيجاد مستقبل أفضل للجميع في كل مكان.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جوتيريش الامم المتحده أمین عام الأمم المتحدة من أجل

إقرأ أيضاً:

على أعتاب نظام عالمي جديد !

ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بظلال كثيفة من الشك حول مستقبل النظام الدولي في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. في خطابات وعمليات تصويت حديثة في الأمم المتحدة، انحازت إدارته إلى جانب روسيا، المعتدية التي شنت حرب غزو ضد جارتها المسالمة، أوكرانيا. وأثارت تهديداته بشأن الرسوم الجمركية تساؤلات حول تحالفات قائمة منذ أمد بعيد ومستقبل النظام التجاري العالمي، وتسبب انسحابه من اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية في تقويض التعاون في مواجهة التهديدات العابرة للحدود.

إن احتمال تحول الولايات المتحدة إلى دولة منعزلة كليا ومنشغلة بذاتها له تداعيات مقلقة على النظام العالمي. من السهل أن نتخيل استغلال روسيا هذا الوضع لمحاولة الهيمنة على أوروبا من خلال ممارسة القوة أو التهديد بممارستها. سوف يكون لزاما على أوروبا أن تُـظـهِـر قدرا أكبر من الوحدة وأن تنهض بأعباء الدفاع عن نفسها، حتى وإن كان الدعم الأمريكي سيظل مهما. على نحو مماثل، من السهل أن نتخيل الصين وقد فرضت نفسها بدرجة أكبر على آسيا، حيث تسعى علنا إلى الهيمنة على جيرانها. ومن المؤكد أن هؤلاء الجيران أحاطوا علما بذلك. في الواقع، سوف تتأثر جميع الدول، لأن العلاقات مترابطة بين الدول وغيرها من القوى الفاعلة الرئيسية العابرة للحدود الوطنية. يقوم النظام الدولي على توزيع مستقر للقوة بين الدول؛ وعلى معايير تؤثر على السلوك وتضفي الشرعية عليه؛ وعلى المؤسسات المشتركة.

قد يتطور نظام دولي بعينه بشكل تدريجي دون أن يؤدي إلى تحول نمطي واضح. ولكن إذا تغيرت السياسة الداخلية لقوة مهيمنة بدرجة شديدة التطرف، فلا أحد يستطيع أن يتكهن بالنتائج. وبما أن العلاقات بين الدول تختلف بشكل طبيعي بمرور الوقت، فإن النظام مسألة مقدار. فقبل نظام الدولة الحديثة، كان النظام يُفرض غالبا بالقوة والإخضاع، فيتخذ هيئة إمبراطوريات إقليمية مثل الصين وروما (بين إمبراطوريات عديدة أخرى). وكانت التباينات في الحرب والسلام بين الإمبراطوريات القوية مسألة جغرافية أكثر من كونها مسألة أعراف ومؤسسات. فبسبب تجاور روما وبارثيا (المنطقة المحيطة بإيران الحالية) كانت الحروب تنشب بينهما أحيانا، بينما لم تنشب حروب بين الإمبراطوريات الرومانية والصينية وإمبراطوريات أمريكا الوسطى.

ثم جاءت الحرب العالمية الأولى، التي أعقبتها معاهدة فرساي وعصبة الأمم، التي مهد فشلها الطريق للحرب العالمية الثانية. وقد شكل إنشاء الأمم المتحدة ومؤسسات بريتون وودز (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وسلف منظمة التجارة العالمية) في وقت لاحق أكثر الحلقات أهمية في بناء المؤسسات في القرن العشرين. وبما أن الولايات المتحدة كانت اللاعب المهيمن، أصبحت حقبة ما بعد عام 1945 تُعرف بمسمى «القرن الأمريكي». ثم أنتجت نهاية الحرب الباردة في عام 1991 توزيعا أحادي القطب للقوة، الأمر الذي سمح بإنشاء أو تعزيز مؤسسات مثل منظمة التجارة العالمية، والمحكمة الجنائية الدولية، واتفاقية باريس للمناخ.

وحتى قبل ترامب، كان بعض المحللين يعتقدون أن هذا النظام الأمريكي كان على وشك الانتهاء. فقد جلب القرن الحادي والعشرون تحولا آخر في توزيع القوة، والذي يوصف عادة بأنه صعود (أو بعبارة أكثر دقة، تعافي) آسيا. ففي حين كانت آسيا تستحوذ على الحصة الأكبر من الاقتصاد العالمي في عام 1800، فإنها تراجعت بعد الثورة الصناعية في الغرب. وكغيرها من المناطق الأخرى، عانت آسيا من الإمبريالية الجديدة التي عملت على تمكينها التكنولوجيات العسكرية وتكنولوجيات الاتصالات الغربية. الآن، تعود آسيا إلى مكانتها كمصدر رئيسي للناتج الاقتصادي العالمي. لكن مكاسبها الأخيرة جاءت على حساب أوروبا أكثر من الولايات المتحدة. فبدلا من أن تتراجع، لا تزال الولايات المتحدة تمثل ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، كما كانت في سبعينيات القرن العشرين. وفي حين عمل صعود الصين على تقليص الصدارة الأمريكية إلى حد كبير، فإنها لم تتفوق على الولايات المتحدة اقتصاديا، أو عسكريا، أو فيما يتصل بتحالفاتها. إذا كان النظام الدولي آخذا في التآكل، فإن السياسة الداخلية الأمريكية هي السبب وراء ذلك بقدر صعود الصين. السؤال هو ما إذا كنا ندخل فترة جديدة تماما من التراجع الأمريكي، أو ما إذا كانت هجمات إدارة ترامب الثانية على مؤسسات القرن الأمريكي وتحالفاته ستثبت كونها انحدارا دوريا آخر. قد لا نعرف قبل عام 2029.

جوزيف س. ني أستاذ فخري في جامعة هارفارد، ومساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق

المصدر : خدمة «بروجيكت سندكيت»

مقالات مشابهة

  • مسؤولان كبار في مجال الإغاثة لمجلس الأمن الدولي: المتحاربون في السودان يذكون أزمة المساعدات “الأشد تدميرا” في العالم
  • المغرب يدعو في الدورة الـ 68 للجنة الأمم المتحدةإلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الاتجار بالمخدرات
  • انطلاق فعاليات اجتماعات اللجنة الدولية للرقابة على المخدرات بفيينا لليوم الرابع
  • انطلاق فعاليات اجتماعات اللجنة الدولية للرقابة على المخدرات بفيينا لليوم الثالث
  • خطة القرن.. الأمم المتحدة تشرع بعملية لمواجهة قرار ترامب
  • أبو الغيط يبحث مع تيتيه تطورات الأزمة الليبية وتعزيز التعاون الدولي
  • على أعتاب نظام عالمي جديد !
  • شيءٌ من المجاملة على الأقل!
  • «تيته» تلتقي رؤساء بعثات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي
  • جوتيريش يؤكد أهمية عمليات العدالة الانتقالية والمصالحة الشاملة في سوريا