سواليف:
2024-12-23@14:55:52 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. بتشبه عينيك..

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

#بتشبه_عينيك..
من أرشيف الكاتب #احمد_حسن_الزعبي

نشر .. الخميس 21-9-2023
كل هؤلاء هم ” #شعب_ذاكرتي” ، #الحمامُ الذي يهدلُ فوق خان الطين ، #الدجاجات السارحات ، النمل الذي ينهمك في التخزين..و #أيلول_الحزين…الشمس المدلاة من سماء الغروب تشبه حبّة البرتقال، العرق الذي ينبت على وجنتيّ أمي وعلى الجبين ، يشبه ذلك الندى الذي نراه على ورق التين.

. كيس القمحِ يتصرف كمطرب أنهى وصلته للتو يحني نصفه عند ركبة الحجة بكل امتنان ،تغرف من نصفه بملء كفيها وتوزّعها على الغربال ،تهزّ الطارة يميناً ويساراً الى أعلى وإلى أسفل يبقى الحَبُّ الصريح الصديق الصادق الصامد في الغربال ، ويسقط “الزيوان” والغريب والضعيف…موسيقى “الغربلة” ما زالت “تخشخش” في ذاكرتي ،كنت اعتقد انها مجرّد عملية روتينية لتنقية القمح من الشوائب وفرز الدخيل عن الصالح، لكني اكتشفت أن حوار القمح مع خيوط الغربال كان حوار مبادىء لا حوار مصالح..من يصمد يبقى ،ومن يسقط يسحبه النمل بعيداً..
كنت أعتقد أن #الغربال مجرد “طارة” بيد أمي، لأكتشف أن الغربال أوسع من ذلك بكثير..الغربال وطن أيضاَ ،يهزّنا، يمتحننا ، يأخذنا يميناً ويساراً الى أعلى والى اسفل من يصمد يصبح #رغيف_كرامة…ومن يسقط تجرّة المكنسة نحو القمامة..
كل عام أستذكر عبارة من أغنية “ورقه الأصفر” وأشكل من طين اللغة مقالاً، أنا خزّاف هاوٍ في معمل أيلول، أصنع من شدو فيروز “خابية”تروينا ، أو “قـُلة ماء” ترافقنا في سفرنا ، أو “كوارة فخار” نلجأ اليها عندما تجوع #الروح في ليالي الصمت الباردة..في أيلول أدعو “شعب ذاكرتي” الى اجتماع عاجل في غرفة أمي ، أدعو الرمان المناضل الذي يتدلّى رأسه من مشنقة الوقت “وينفلق ضاحكاً” ، أدعو “بروليتاريا” النمل ، الغرابيل المتقاعدة ، طبّاخ القهوة، الزيتون المتأهب ، أحفاد العصافير التي ورثت سكن البيت معنا ، الحمام الموالي …أدعوهم جميعاً الى عيدنا الخريفي السنوي المقام حول صورة أمي …لأقول لها: كل هذه الأشياء المسماة “شعب الذاكرة”..بتشبه عينيك..
أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحمام الدجاجات الغربال الروح

إقرأ أيضاً:

نقوش على قبر العندليب الأسمر

في بُعدك يا غالي (أضنانا) الألم

مضت الأيام يا سيدي، قلبنا لم يتبدل، وما هانت علينا الأيام، رغم عمايل الكيزان وجنرالاتهم، أعشاش المحبة التي بنيتموها في الوطن برحيق الأزاهير وعبق النوار، ففاضت في الصحاري والوديان وجمعت اهل بلادنا على قلب فنكم العظيم، دمّرها تجار الدين والجنرالات، داسوا بأقدامهم في فوضى تدافع التمكين على الاعشاش، واغلقوا الحدود في وجه العصافير!
بعد رحيلك بعامين انتفض الشباب، لم يعلن الجنرال استقالته مثلما فعل جنرال آخر قبل نصف قرن. حين سمع الجنرال عبود صوت المتظاهرين يطالبون برحيله، قال: ما داموا لا يريدوننا لماذا نبق اذن؟ ثم جمع أوراقه وذهب الى بيته!
بعد نصف قرن لم يجمع الجنرال أوراقه ولم يذهب الى كافوري، أرسل (الشبّيحة) يصطادون الشباب ببنادق الكلاشينكوف في الشوارع، وظهر بعد ايام في جهاز التلفزيون يتبجح بالنصر البائس على شعبه، أعلن: القوات الخاصة أعادت الأمور الى نصابها!
لا يلاحظ حتى انّ الأمور خرجت عن نصابها، يوم أن ارسله الشيخ الى القصر رئيسا وذهب هو الى السجن حبيسا! أنّ الأمور خرجت عن نصابها يوم أن تسلّم البلاد ومصائر العباد، سادة التمكين، وحين أصبحت الدولة ملكا للتنظيم.
يجلس في كرسيه الذي سئم من تحولات الجنرال، من حاشية اللصوص الورعين التي تستظل بظل سلطته، يجلس في كرسيه ليصدر قراراته الصباحية: يجرّدنا من كل شيء: من الدواء، من كتابي الأول وقلم الرصاص، من حبة السكر وحبة الفرح وحبة الكلوروكوين، يجرّدنا من حبة الدواء، يجرّدنا من الداء نفسه حين يعلن بقرار جمهوري أنه لا يوجد مرض أو موتى في الوطن! وأنّ الناس يموتون من فرط السعادة لا من حمى الضنك، وأنّ الماء نظيف والبعوض لطيف، وأنّ الكوليرا موجودة فقط في الواتساب وخيال الشعراء!
يترك النمل الورع الذي يتشبث في طرف ثوب السلطة، يترك النمل يدخل لجحر ثروات الوطن، ليأخذ حبة، ويخرج، لتدخل نملة أخرى من خلفها، تأخذ حبة وتخرج، وتستمر صفوف النمل الورع الطويلة، نمل لا يكل ولا يمل ولا يشبع، كل نملة تأخذ حبة من لحم وطننا الحي وتخرج. فيما الجنرال يرسل جنوده آخر الليل ليقتسم مع النمل مداخيل (التحلل)!
وبعد ستة أعوام جاء جنرال آخر، قفز من المجهول، ليتربع على عرش الثورة دون أية مؤهل سوى شرعية زائفة حاول احرازها من زيارة (تاريخية) الى ميدان الاعتصام، ورؤيا شيطانية رآه والده من خلالها ملكا على قصر غردون يحيط به الحشم والحرّاس وسادة التمكين.
وحين تربّع على الكرسي الذي حلم به والده، كان أول ما فعله هو ارسال (شبّيحة النظام القديم) لفض الاعتصام الذي اكتسب منه الشرعية.
موت مئات الشباب الذين قاموا بالثورة لم يثنه عن عزمه في الثبات على مبدأ التشبث بكرسي والده، فانحنى قليلا لعاصفة الثورة، حتى يلتقط أنفاس مكره، (سيدمن الانحناء كثيرا للعواصف، ثم يحاول الالتفاف عليها) حتى ينقصم ظهر الوطن.
وقّع على الوثيقة الدستورية ثم بدأ في تمزيقها قبل أن يجف حبر توقيعه، وحين اعيته حيل إفشال المدنيين من المضي قدما في الإصلاح وتفكيك النظام القديم، أمر بإيعاز من حلفائه سادة التمكين بإغلاق الميناء! فدخل موسوعة غينيس كأول رئيس يأمر بخنق بلاده! رأى المتظاهرين السلميين يغلقون شارعا بالحجارة، فأمر بإغلاق الميناء والطريق القومي! ثورية الجنرال المرتجلة تقوم على مبدأ: أحرام على بلابـله الدوح …. حلال للطير من كل جنس!
وحين شعر بعاصفة الثورة تحاصر انقلاب حلفائه، انحنى قليلا ووقّع (بأحرف الخيانة الاولى) على الاتفاق الاطاري وهو يضمر نقضه، ثم تفرغ للهجوم على المدنيين، ورغم انه وضعهم في السجون الا انه واصل القاء تبعات كل انهيار من حوله عليهم! ثم لجأ لآخر حيله: الحرب على نفس القوات التي فتح لها كل أبواب التسليح، وبإيعاز من كيزانه قام (بتسمينها) لتصبح عدوا عند الحاجة، وأفضل صديق وقت ضيق الثورات التي تهدم لذة السلطة.
أشعلوا الحرب يا سيدي! حرب على ثورتنا ووطننا، حرب تقضي على كل شيء، حتى الذكريات تتحول الى رماد، في صباحات البحث عن بقايا وطن غارق في بحور الدماء والخراب، حيث لا صوت يعلو فوق صوت معركة تدمير الوطن، وصوت عراك الكلاب التي تأكل جثث ضحايا الدانات والقصف الجوي! فلا يتبق لنا من لمسات حنان الزمن القديم سوى: أيام مُرة خالية من طعم السرور.
نم بسلام يا سيدي، سنظل أوفياء لفنّك العظيم وزمانك الجميل، الذي صغته من عجينة المحبة والوفاء. الذي صنعته من النور، من نوّار البرتقال، من عبير صباحات الأزمنة الجميلة وضياء الافلاك، يظل نورا يهدينا لطريق استعادة وطننا، كلما توغلت في عظامنا وأرواحنا أحزان ليل الجنرال وكيزانه وميليشياته، الطويل.
#لا_للحرب

احمد الملك

ortoot@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • نقوش على قبر العندليب الأسمر
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. ليلة واحدة فقط
  • كواليس حوار شامل لـ مفتي الجمهورية مع أحمد موسى غدًا
  • د. البراري .. ألم يحن اطلاق سراح الكاتب الوطني الكبير أحمد حسن الزعبي؟!!
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. بانتظار القافلة
  • يوسف غيشان يكتب : أحمد حسن الزعبي …والعدّ بالشقلوب
  • إياكم والمخاطرة..!
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … عيون “الرنّة”
  • حرية أحمد حسن الزعبي… صوت الوطن لا يُكمم
  • الطفل حمادة هاني فياض من سوهاج يفوز بجائزة الكاتب محمد أحمد فؤاد امين