سودانايل:
2024-11-08@05:48:34 GMT

إعفاء القبيلة من تفويج مساكينها للموت

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

صلاح شعيب

القبيلة في السودان لا تقوم قائمتها إلا لدى مساحة حيازتها للأرض التاريخية. ولا تتشرعن إلا في نطاق حيزها الوجودي المحصور بالحواكير، والدوامر، والديار. أما خارج هذه الحوزات المتوارثة فلا يوجد لها سلطان شرعي نافذ على أعضائها الموزعين في تخوم البلاد. وما يثبت هذا الزعم كثير. ومن هنا تُطرح الأسئلة المشروعة حول حدود تأثير قبائلنا على أعضائها المستقرين في كل أراضي السودان، وتوجيههم سياسياً، وما هي حدود التزاماتهم القانونية، والعرفية، تجاهها؟.


وعلى النقيض: إلى أي مدى تستطيع قبيلتي، أو قبيلتك، أن تخضع نظرنا دائماً لرؤاها العامة، وخصوصاً السياسية، وذلك حين يتخذ العمد، والنُظار، والشراتي، والمكوك، قراراً بتأييد فكرة سياسية، أو نظام حكم ما؟، وهل بالضرورة يكون قرار زعامات هذه القواعد القبلية المتعلق بتأييدها الجيش أو الدعم السريع - مثلاً - ملزماً على مجموع الكيان العشائري الذي تتفرق انتماءاته على عموم تياراتنا الحزبية، أو الجماعات المستقلة سياسياً؟
الأسئلة من هذا النوع تترى حتى في حال وجود تكوينات، أو دوائر مستترة داخل الدولة، أو المجتمع، إذ هي تملك هنا تحيزات قبلية لأهلها، أو هم أنفسهم يكونون أجساماً في مجالات السياسة، والاقتصاد، والرياضة، والفن، لتخدم سرياً فرد القبيلة. وبالتالي يكون العرف على مدار قرون، أو سنوات، هو أن هذا الأجسام فاعلة، وتورث تعاونها القبلي هذا لأجيال، وأجيال.
تاريخياً، لاحظنا أن دور القبيلة يتصاعد ويخفت أثناء وجود التوتر الأمني لمركز للبلاد في فترات الحرب، وكذلك حين تحين أوان الانتخابات. ما عدا ذلك فإن القبيلة بوجودها الجغرافي في أزمان الاستقرار السياسي، والأمني الضئيلة يتراجع، خصوصاً في فترة ما بعد الاستقلال. بل ينصرف أعضاء القبيلة في الجغرافية المحددة، وخارجها، إلى المزيد من الانشغال بالعمل القومي المدني، او العسكري، او التجاري، إلخ. وعندئذ تذوب هذه الذرية السودانية في فضاء الانتماء السياسي، والأيديولوجي، والثقافي، والفني، ويعبرون عن روح قومية بدوافع شتى. فأبناء وبنات القبائل المتحدرين من الريف تجدهم يحاولون إثبات وجودهم القومي بالعطاء المهني، والإبداعي. وبعضهم يعضدون الانحياز القبلي، وبعضهم الآخر ينخرط في التحيزات القبلية بمفرده، أو بدعم الجماعات المستترة الضيقة لخدمة كل ما هو قبلي يليهم.
اعتقد أن مشكلتنا ليست في القبيلة أصلاً، أو في عطاء فردها جِذراً. إن المشكلة تكمن في قدرة الأوليغارشية السودانية على توظيفها لحظات السلم والحرب. فمتى ما كفت النخب الفاعلة في الدولة عن توريطها في صراعاتها بقيت القبيلة آمنة، وضرورية، للحفاظ على وجودها، وثقافاتها، وفنونها. بل هي مصدر التنوع الإثني المفروض في الوجود.
من هنا نطالب بعدم الزج بالقبائل السودانية بلا استثناء في هذا الصراع الذي يبتدر عناصره الأوليغارشيون العمل لصالحهم وحدهم، وقليل من أقرباء الدم، وليس كامل أفراد القبيلة الذين ينتمون للكتلة الحرجة التاريخية.
في هذه الحرب..مهما تمت سرقة لسان حال القبيلة، أو ترميزاتها الثقافية، والاجتماعية، أو قرارها، أو الجمع بينها والقبائل المتجاورة، لتكوين تحالفات جهوية لإنتاج الموت والدمار، فإن الحقيقة البائنة أنه لا يوجد أحد يملك شرعية في القبيلة إلا النظار، والعمد، والشراتي، والمكوك، فقط في حدود سلطاتهم العرفية في الأرض الجغرافية المحددة التي توارثوها أباً عن جد. أوليس لأبناء القبيلة الواحدة مناظير سياسية متعددة، ويناضلون من أجلها حتى التفدية بالروح؟ أوليس داخل الأسرة الواحدة - ناهيك عن القبيلة - البعثي، والشيوعي، والمنتمي للمؤتمر السوداني، والأحزاب الاتحادية، وأحزاب الأمة، والحركة الشعبية، والمستقلين، وهل يملك هؤلاء جميعاً اتفاقاً حول الموقف من الحرب الدائرة؟
يا أيها الذين يسترزقون بدم الإنسان السوداني المغيب عقله: كفوا عن تجييش القبائل لصالح أبنائكم، وأحفادكم. فالله يراقب إثمكم المستتر.

suanajok@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

السودان: إعفاء وحدات الطاقة الشمسية من الجمارك لأغراض الزراعة

 

أعلن عضو مجلس السيادة الانقلابي في السودان مساعد القائد العام للجيش، ابراهيم جابر ،إعفاء وحدات الطاقة الشمسية من الجمارك لاغراض الزراعة، و أوضح أن الخطوة تأتي في إطار جهود الدولة للتوسع في المساحات الزراعية.

الخرطوم ـ التغيير

و أكد جابر  خلال  مخاطبته لقاء قيادات شعبية بالولاية الشمالية، بمطار دنقلا، مؤكدا كل مطلوبات إنجاح الموسم الزراعي الشتوي بالولاية.
وأشار إلى الميزات النسبية التي تتمتع بها الولاية في مجال الاستثمار لاسيما في القطاع الزراعي والصناعي ،وكشف عن ترتيبات لإنشاء مركز للبحوث الزراعية فرع الولاية.

و أبان جابر أن الولاية الشمالية قادرة على تلبية إحتياجات البلاد من سلعة القمح إذا تم توفير المطلوبات، وأكد على خطوة الولاية الشمالية في قيام ملتقى الاستثمار والصناعة بالعاصمة الإدارية بورتسودان، مؤكدا تبني مخرجاته .

ووجه بالبدء في إجراءات إنشاء مسلخ بالولاية يواكب الصادر العالمي،كما وجه بتحديد احتياجات قيام المحطة التحويلية بشرق النيل.
وحيا المقاومة الشعبية واسهاماتها في معركة الكرامة، وقال انها تحت إمرة القوات المسلحة في الحرب والسلم.

من جانبه أكد والي الولاية الشمالية عابدين عوض الله  أن حل مشكلة الطاقة سيجعل الولاية الشمالية مهيأة لسد الفجوة الغذائية في السودان في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.

الوسومالجمارك الزراعة الشمالية الطاقة الشمسية

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني بغزة يحذر: كل المصابين في شمال القطاع معرضون للموت
  • "خناقة أدت للموت"| القصة الكاملة لحادث وفاة معلم على يد زميله بالحلمية
  • الملك : من غير المعقول أن تظل مساهمة مغاربة الخارج في الإستثمارات الوطنية في حدود 10%
  • السودان: إعفاء وحدات الطاقة الشمسية من الجمارك لأغراض الزراعة
  • أطراف الحرب السودانية ترحّب بفوز «ترامب» بالانتخابات الأمريكية
  • العمل: إعفاء الطلبة من ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة من الأجور الدراسية
  • بيان مشترك من حركة العدل والمساواة السودانية والحزب الإتحادي الموحد
  • مراسلون بلا حدود: صحفيين في السودان تعرضوا لأعمال انتقامية مقصودة
  • «العدل والمساواة» و«الاتحادي الموحد» يرفضان الحرب ويدعوان لحل شامل للأزمة السودانية
  • الإنصرافية: متلازمة السياسة السودانية