سودانايل:
2025-02-08@21:01:49 GMT

إعفاء القبيلة من تفويج مساكينها للموت

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

صلاح شعيب

القبيلة في السودان لا تقوم قائمتها إلا لدى مساحة حيازتها للأرض التاريخية. ولا تتشرعن إلا في نطاق حيزها الوجودي المحصور بالحواكير، والدوامر، والديار. أما خارج هذه الحوزات المتوارثة فلا يوجد لها سلطان شرعي نافذ على أعضائها الموزعين في تخوم البلاد. وما يثبت هذا الزعم كثير. ومن هنا تُطرح الأسئلة المشروعة حول حدود تأثير قبائلنا على أعضائها المستقرين في كل أراضي السودان، وتوجيههم سياسياً، وما هي حدود التزاماتهم القانونية، والعرفية، تجاهها؟.


وعلى النقيض: إلى أي مدى تستطيع قبيلتي، أو قبيلتك، أن تخضع نظرنا دائماً لرؤاها العامة، وخصوصاً السياسية، وذلك حين يتخذ العمد، والنُظار، والشراتي، والمكوك، قراراً بتأييد فكرة سياسية، أو نظام حكم ما؟، وهل بالضرورة يكون قرار زعامات هذه القواعد القبلية المتعلق بتأييدها الجيش أو الدعم السريع - مثلاً - ملزماً على مجموع الكيان العشائري الذي تتفرق انتماءاته على عموم تياراتنا الحزبية، أو الجماعات المستقلة سياسياً؟
الأسئلة من هذا النوع تترى حتى في حال وجود تكوينات، أو دوائر مستترة داخل الدولة، أو المجتمع، إذ هي تملك هنا تحيزات قبلية لأهلها، أو هم أنفسهم يكونون أجساماً في مجالات السياسة، والاقتصاد، والرياضة، والفن، لتخدم سرياً فرد القبيلة. وبالتالي يكون العرف على مدار قرون، أو سنوات، هو أن هذا الأجسام فاعلة، وتورث تعاونها القبلي هذا لأجيال، وأجيال.
تاريخياً، لاحظنا أن دور القبيلة يتصاعد ويخفت أثناء وجود التوتر الأمني لمركز للبلاد في فترات الحرب، وكذلك حين تحين أوان الانتخابات. ما عدا ذلك فإن القبيلة بوجودها الجغرافي في أزمان الاستقرار السياسي، والأمني الضئيلة يتراجع، خصوصاً في فترة ما بعد الاستقلال. بل ينصرف أعضاء القبيلة في الجغرافية المحددة، وخارجها، إلى المزيد من الانشغال بالعمل القومي المدني، او العسكري، او التجاري، إلخ. وعندئذ تذوب هذه الذرية السودانية في فضاء الانتماء السياسي، والأيديولوجي، والثقافي، والفني، ويعبرون عن روح قومية بدوافع شتى. فأبناء وبنات القبائل المتحدرين من الريف تجدهم يحاولون إثبات وجودهم القومي بالعطاء المهني، والإبداعي. وبعضهم يعضدون الانحياز القبلي، وبعضهم الآخر ينخرط في التحيزات القبلية بمفرده، أو بدعم الجماعات المستترة الضيقة لخدمة كل ما هو قبلي يليهم.
اعتقد أن مشكلتنا ليست في القبيلة أصلاً، أو في عطاء فردها جِذراً. إن المشكلة تكمن في قدرة الأوليغارشية السودانية على توظيفها لحظات السلم والحرب. فمتى ما كفت النخب الفاعلة في الدولة عن توريطها في صراعاتها بقيت القبيلة آمنة، وضرورية، للحفاظ على وجودها، وثقافاتها، وفنونها. بل هي مصدر التنوع الإثني المفروض في الوجود.
من هنا نطالب بعدم الزج بالقبائل السودانية بلا استثناء في هذا الصراع الذي يبتدر عناصره الأوليغارشيون العمل لصالحهم وحدهم، وقليل من أقرباء الدم، وليس كامل أفراد القبيلة الذين ينتمون للكتلة الحرجة التاريخية.
في هذه الحرب..مهما تمت سرقة لسان حال القبيلة، أو ترميزاتها الثقافية، والاجتماعية، أو قرارها، أو الجمع بينها والقبائل المتجاورة، لتكوين تحالفات جهوية لإنتاج الموت والدمار، فإن الحقيقة البائنة أنه لا يوجد أحد يملك شرعية في القبيلة إلا النظار، والعمد، والشراتي، والمكوك، فقط في حدود سلطاتهم العرفية في الأرض الجغرافية المحددة التي توارثوها أباً عن جد. أوليس لأبناء القبيلة الواحدة مناظير سياسية متعددة، ويناضلون من أجلها حتى التفدية بالروح؟ أوليس داخل الأسرة الواحدة - ناهيك عن القبيلة - البعثي، والشيوعي، والمنتمي للمؤتمر السوداني، والأحزاب الاتحادية، وأحزاب الأمة، والحركة الشعبية، والمستقلين، وهل يملك هؤلاء جميعاً اتفاقاً حول الموقف من الحرب الدائرة؟
يا أيها الذين يسترزقون بدم الإنسان السوداني المغيب عقله: كفوا عن تجييش القبائل لصالح أبنائكم، وأحفادكم. فالله يراقب إثمكم المستتر.

suanajok@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تحديد آخر مواعيد للتسجيل لإمتحانات الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2024

 

نفت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم ما تم تداولته بعض المواقع الإلكترونية في بشأن انتهاء فترة التسجيل لامتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة لعام 2024، وفي ذات السياق أعلنت سفارة السودان في أوغندا  عن بدء تسجيل الطلاب لامتحانات الشهادة الثانوية لعام 2024.

الخرطوم ـــ التغيير

وأكد الوزير المكلف بالخرطوم الدكتور قريب الله محمد أحمد، أن التسجيل لا يزال قائماً لامتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة لعام 2024، و حدد الخامس عشر من شهر فبراير الجاري كآخر فرصة للطلاب لإتمام إجراءات التسجيل.

و أكدت مصادر مطلعة أن استمارات التسجيل وصلت من رئاسة الوزارة في عطبرة إلى الخرطوم ما يتيح للطلاب البدء في عملية التسجيل.

فيما  تواجه الوزارة تحديات تتعلق بالطلاب الوافدين، خاصة أن العديد منهم لا يمتلكون المستندات اللازمة التي تثبت قيدهم الدراسي، وتعتبر هذه المستندات شرطاً أساسياً للتسجيل، ما يثير قلق الطلاب وأولياء الأمور حول إمكانية مشاركتهم في الامتحانات.

و أوضحت السفارة السودانية في يوغندا،  أن مراكز التسجيل لامتحانات الشهادة هي “مدرسة الصداقة السودانية اليوغندية كمبالا، مدرسة التفوق العالمية كمبالا”، ونوهت إلى أن عملية  التسجيل تستمر حتى يوم 15 فبراير 2025، و أنه يتعين على الطلاب الراغبين في التسجيل تقديم المستندات التالية:

شهادة الأساس أو إفادة معتمدة
صورة من الرقم الوطني
دفع رسوم الامتحان
و دعت السفارة أولياء الأمور إلى الإسراع في إتمام الإجراءات اللازمة قبل انتهاء المهلة المحددة.

 

 

الوسومالتسجيل الدفعة المؤجلة الشهادة السودانية يوغندا

مقالات مشابهة

  • بكري: الأيام المقبلة ستكون صعبة.. وهناك 110 مليون مصري مستعدون للموت دفاعا عن وطنهم (فيديو)
  • الحكومة: إعفاء 50% من رسوم تراخيص النقل العام
  • تحديد آخر مواعيد للتسجيل لإمتحانات الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2024
  • الوجه الاخر للجالية السودانية بلندن
  • القوى المدنية السودانية – أي رؤية للتعامل مع الإدارة الأمريكية؟
  • ???????? يوميات ضابط بـ القوات المسلحة السودانية في القيادة العامة 22 شهراً .. بلا كلل ولا ملل
  • «اتحادي المعلومات الجغرافية» يشارك في اجتماع بجدة
  • «مصطفى بكري»: أمريكا قد تفرض عقوبات على مصر لرفضها التهجير.. ونحن مستعدون للموت حفاظا على أمننا القومي
  • الإعجاز العلمي في السياسة السودانية
  • "أطباء بلا حدود" تحذر من تدهور النظام الصحي في الضفة الغربية جراء الهجمات الإسرائيلية