نشر موقع "ميديل إيست آي" تقريرا، أكد فيه تآمر معارضي الاتفاق النووي الإيراني للإطاحة بالمبعوث الأمريكي الخاص روبرت مالي، من خلال التعاون مع أفراد في الولايات المتحدة لنشر معلومات كاذبة حول مبعوث إيران "المهمش الآن".

وأشار الموقع إلى أن مالي كان يقود جهود إدارة بايدن لإحياء الصفقة المتعثرة قبل وضعه في إجازة إدارية في أواخر حزيران/ يونيو الماضي، رغم أنه ساعد في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، في صياغة اتفاق عام 2015، لكن مع ذلك تم وضعه في إجازة غير مدفوعة الأجر.



كان قد أخبر زملائه أنه كان يأخذ إجازة شخصية ممتدة لأسباب عائلية غير محددة ، ولكن تم تعليق تصريحه الأمني في وقت ما في وقت سابق من هذا العام.


ونقل الموقع عن مصادر (لم يسمها)، قولها إن إقالة مالي قد سرَّت كل المعارضين للاتفاق النووي في طهران والأفراد في الولايات المتحدة الذين عارضوا العودة إلى الاتفاقية.

وأشار المصدر إلى أن "بعض العناصر المتشددة والمؤثرة داخل طهران وخارج الحكومة، دون موافقة الرئيس إبراهيم رئيسي ووعيته، تعاونت مع الدوائر المناهضة للصفقة في واشنطن لتلفيق معلومات عن مالي".

ولم يوضح المصدر المعلومات الملفقة، لكنه أشار إلى تقرير في صحيفة طهران تايمز الموالية للحكومة زعم  أن مالي أساء التعامل مع وثائق سرية، قائلا إنها جزء من خطة أكبر أو لغز.

وأوضح المصدر أن الوضع المحيط بمالي غير مسبوق، حيث يتعاون معارضو الاتفاق النووي مع الدوائر المناهضة للصفقة في الولايات المتحدة، مضيفا: "يبدو أن نيتهم تمنع تحقيق أي اتفاق محتمل بين طهران وواشنطن".

وتابع المصدر: "هذه ليست المرة الأولى التي سعى فيها معارضو الاتفاق النووي في إيران خلال فترة رئاسة رئيسي إلى تخريب الصفقة، حيث كانت هناك حالات سابقة قام فيها المتشددون المناهضون للصفقة في طهران بإعاقة التقدم والصفقة".

وأكد المصدر لموقع "ميديل إيست آي"، أن الحكومة الإيرانية تدرك الآن وجود عناصر في طهران تسعى لعرقلة الصفقة، بينما قال  مصدر إيراني كبير آخر إن المتشددين الإيرانيين بدأوا الاتصال مع الأمريكيين المعارضين للصفقة.



وورد في تقرير صحيفة "طهران تايمز" الصادر في 10 تموز/ يوليو، أن مالي كانت على اتصال "غير لائق" مع دوائر وأفراد مختلفين، بمن فيهم إيرانيون منخرطون في دبلوماسية واشنطن تجاه إيران.

ووفقًا للصحيفة الإيرانية، فإن المبعوث الأمريكي كجزء من مهمته كان على اتصال منتظم مع السماسرة والمحللين الدبلوماسيين الإيرانيين الذين ظهروا غالبا في وسائل الإعلام الإيرانية.

وزعمت الصحيفة أنه بينما سعى مالي لدفع سياساته في إيران، كان لهؤلاء الأفراد أجندتهم الخاصة، مشيرة إلى أن "بصمتهم في السنوات الأخيرة يمكن رؤيتها بوضوح في دبلوماسية واشنطن تجاه طهران".

واتهمت الصحيفة الإيرانية روبرت مالي بعدم الالتزام بمبادئ الحماية في تعاملاته مع هؤلاء الأفراد، إضافة إلى إثارة بعض النقاط التي لم يكن مخولا لمناقشتها.

وفي تقرير آخر بتاريخ 16 تموز/ يوليو، زعمت صحيفة "طهران تايمز" مرة أخرى أن "المشكلة الرئيسية لمالي تنبع من محادثاته السرية مع السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة سعيد إرافاني ولقاءاته مع بعض الشخصيات الإيرانية الأمريكية في الولايات المتحدة".

إلى ذلك قال مصدر مطلع رفيع في طهران، مطلع على المحادثات الإيرانية الأمريكية، إن مالي "صرح بأن تعليقه جاء نتيجة جهود بعض الجمهوريين.

واضاف المصدر: "مالي أبلغ السفير الايراني سعيد أرافاني أن إيقافه ليس أمرا خطيرا وأنه سيعود قريبا".

واستهدف أعضاء الكونجرس الجمهوريون مرارًا جهود مالي لإحياء الصفقة، واتهم البعض المبعوث الأمريكي بالتعاطف "المتطرف" مع الحكومة الإيرانية والعداء لإسرائيل.

وفي الشهر الماضي، ألمح رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي والجمهوري الناطق مايك ماكول إلى احتمال أن مالي ربما يكون قد ارتكب خيانة إذا قدم أسرار الدولة لخصم للولايات المتحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الاتفاق النووي الإيراني إيران امريكا الاتفاق النووي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة الاتفاق النووی فی طهران

إقرأ أيضاً:

إيران تُحذر خصومها من قصف المنشآت النووية: سيؤدي لكارثة

وجهت إيران تحذيراً شديد اللهجة لخصومها في أمريكا وإسرائيل من مغبة الهجوم على منشآتها النووية. 

اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحاتٍ نقلتها شبكة سكاي نيوز، :"لقد أوضحنا أن أي هجوم على منشآتنا النووية سيُواجه رداً فورياً وحاسماً".

وأضاف :"لكنني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، إنه أمر مجنون حقا، وسيحول المنطقة بأسرها إلى كارثة".

الجدير بالذكر بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد تراجع عن دعم الاتفاق النووي مع إيران في ولايته الأولى، والذي كان يقضي بتقييد تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران.

وتتمسك إيران بأن برنامجها النووي سلمي، إلا أن الدول الغربية ترى أن طهران قد تكون تسعى لتطوير سلاح نووي.

العلاقات الأمريكية الإيرانية تشهد تاريخًا معقدًا ومليئًا بالتوترات، تعود جذورها إلى منتصف القرن العشرين. في البداية، كانت العلاقات بين البلدين ودية نسبيًا، حيث دعمت الولايات المتحدة مشاريع التنمية في إيران. ومع ذلك، تغيرت الديناميكيات بشكل جذري بعد انقلاب 1953، الذي دعمته وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وأدى إلى الإطاحة برئيس الوزراء محمد مصدق وإعادة الشاه محمد رضا بهلوي إلى الحكم. هذا التدخل الأمريكي أثار استياء قطاعات واسعة من الشعب الإيراني، ما ساهم في تأجيج المشاعر المعادية للغرب.

في عام 1979، حدثت قطيعة كبرى في العلاقات عقب الثورة الإسلامية التي أطاحت بنظام الشاه وأقامت جمهورية إسلامية بقيادة آية الله الخميني. تصاعد التوتر بشكل حاد مع أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران، والتي استمرت 444 يومًا. هذه الحادثة تركت أثرًا دائمًا على العلاقة بين البلدين، وأدت إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران، استمرت لعقود وأثرت بشكل كبير على اقتصادها.

الخلافات بين البلدين تعمقت في العقود اللاحقة بسبب ملفات رئيسية، أبرزها البرنامج النووي الإيراني، الذي ترى الولايات المتحدة فيه تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي. بينما تؤكد إيران أن برنامجها لأغراض سلمية، تسعى واشنطن وحلفاؤها إلى تقييده عبر العقوبات والضغوط الدبلوماسية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر دعم إيران لجماعات مسلحة في الشرق الأوسط، مثل حزب الله وحماس، نقطة خلاف رئيسية، حيث تتهمها واشنطن بزعزعة استقرار المنطقة.

ورغم فترات قصيرة من الانفراج، مثل التوصل إلى الاتفاق النووي في 2015، إلا أن العلاقات عادت للتوتر بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق في 2018 وإعادة فرض العقوبات. اليوم، تستمر العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران في التذبذب بين التصعيد والجهود الدبلوماسية، مما يعكس تعقيد المصالح والصراعات الجيوسياسية بينهما.

مقالات مشابهة

  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران
  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران - عاجل
  • طهران تتهم الاتحاد الأوروبي بالفشل في الحفاظ على الاتفاق النووي
  • مصدر بالخارجية الإيرانية لـبغداد اليوم: عراقجي في الدوحة غداً لبحث الوساطة مع واشنطن
  • عراقجي: إيران مستعدة لسماع عرض ترامب بشأن "الاتفاق النووي"
  • إيران: ننتظر عرض ترامب بخصوص الملف النووي
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن!
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن! - عاجل
  • عراقجي: إيران مستعدة لسماع عرض ترامب بشأن "الاتفاق النووي"
  • إيران تُحذر خصومها من قصف المنشآت النووية: سيؤدي لكارثة