أشرف أمين.. روح وثابة وجسد استراح
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رحل أشرف أمين، تاركا خلفه السيرة التي لا يختلف عليها اثنان، سيرة الإبداع النقي والنضال الصادق والإنسانية في أرقى صورها، كما ترك خلفه أسرة صغيرة يؤلمها وجع الفراق وغياب الوجه المشرق الذي عاش حياته لا يعرف سوى الإخلاص والمحبة، أتقن جيدا كيفية ربط القلوب ببعضها، تماما كما أتقن فن القصة القصيرة والانتماء لجوهر اليسار الذي يؤسس للعدالة والسعادة بين البشر.
ولأن أشرف أمين هو الأجمل من بين أبناء جيلنا، جاءت كل الامتحانات التي خاضها صعبة للغاية، وبالرغم من صعوبتها إلا أنه اجتازها بنجاح وعذوبة، وكانت الروح الوثابة التي عاش بها هذا المبدع الكبير قادرة على تحطيم الصخر تحت قدميه.
لم يلعن حظه لكونه كاتبا من الأقاليم، بل يعتز بذلك ويفتخر هو الدمياطي الذي يعمل بالنجارة مثل باقي أقرانه، وهو الكاتب صاحب الجملة الرشيقة ذات العمق في إبداعه، لذلك رأينا الهيئة العامة لقصور الثقافة عندما أسست سلسلة إبداعات أدبية في تسعينيات القرن الماضي وكانت تبحث عن المواهب الحادة كي تدشن تلك السلسلة، رأيناها تختار إسم أشرف أمين ليكون من الأسماء الأوائل التي تطبع أعمالها على نفقة الدولة وهذا أمر ليس بسيطًا، صدرت مجموعته القصصية الرائعة "حبات العنب" واحتفت بها الأوساط الأدبية وتكلم عنها الكبار مثل حلمي سالم وعادل الضوي وغيرهما.
هذه المجموعة القصصية المتميزة لم تكن كافيه كي ترتوي روح أشرف من نهر الإبداع ولكنه يتلفت يمينا ويسارا كي يساهم فيما ينفع الناس من إبداع يسمو بهم ويرتقي بوجدانهم، يتقدم بشجاعة نحو الميدان الأصعب وهو ميدان الإنتاج السينمائي تتعثر خطواته وينهض، يتركنا ويتجه نحو غربة اضطرارية مدتها ثماني سنوات في الإمارات ويتعطل ذلك المبدع الكبير ولكنه غير نادم.
يعود ويختار دمياط الجديدة سكنا وحزب التجمع ميدانا للنضال وقلوب أصدقائه ملجأ للروح والبوح وصناعة الأحلام، كنت سعيد الحظ لأنني التقيته أكثر من مرة خلال الشهور الأخيرة، عندما قال الناس أن أشرف يواجه وحده السرطان، انخلعت قلوبنا وسعينا نحو إقامته لنأخذ نصيبنا معه من الألم، ولكن مبدعنا كان رحيما بنا، أهدانا ابتسامته المشرقة واستعاد معنا الذكريات، وبينما نحن على هذا الحال جاء صوت صديقنا الأعز الدكتور عبدالرحيم على من باريس، وعلى التليفون دار الكلام بينهما وبالرغم من الابتسامة التي غطت وجه أشرف إلا أنني لمحت دمعة تحاول الفرار من عينيه.
رحل أشرف أمين وجفت دمعته وتوقف الألم واستراح الجسد، ربما يأتي بعض العزاء عندما نتذكر حالة الرضا التي عاش بها أشرف أيامه الأخيرة، ليس تصالحا مع المرض ولكن فهما لقدرات الإنسان، مهما امتلك من طموح وأحلام وسعى لتحقيقها إلا أنه لا يمتلك قدرة إختيار المصير، لذلك تظهر فضيلة السعي كهدف لذاتها، وصديقنا الراحل أنجز هذه المهمة بمحبة وبثبات خطواته على الطريق الذي اختاره.
سيظل اسم أشرف أمين محفورا في قلوبنا التي اوجعها فراقه، نتذكره كلما صادفنا كلمة السعي نحو العدالة الإجتماعية وكلما اقتربنا من مجموعة قصصية وكلما شاهدنا جلسات للأصدقاء، نتذكر المعاني الأصيلة وصناعة البهجة التي عاش لها أشرف أمين ثم رحل بعد أن اطمأنت روحه أننا على دربه سائرون.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أشرف أمين أشرف أمین
إقرأ أيضاً:
رينارد: سنقاتل من أجل التأهل.. وأثق في لاعبي الأخضر
البلاد- جدة
أكد الفرنسي “هيرفي رينارد” المدير الفني للمنتخب الوطني، أنه سيواصل العمل والطموح؛ من أجل التأهل إلى نصف نهائي كأس الخليج العربي “خليجي 26”.
وعقد “رينارد” مؤتمرًا صحفيًا اليوم الثلاثاء للحديث عن مواجهة اليمن المقررة غدًا الأربعاء، وجه خلاله رسالة إلى الجمهور السعودي أكد فيها عدم الاستسلام ومواصلة الطموح والأمل، معربًا عن تفهمه لخيبة الأمل في المباريات الماضية، لكنه أشار إلى أن الجماهير يجب أن تعرف أنه يحاول تصحيح وتخطي هذه الفترة الصعبة.
وأضاف: “سبق وذكرت في سؤال سابق، لدينا مباراتان والأمل باقٍ. في كأس الخليج 2019 خسرنا المباراة الأولى أمام الكويت ولكن تأهلنا للنهائي، هذه كرة القدم الأمور تتغير بسرعة، جميع الفرق متقاربة في البطولة من وجهة.”
وشدد رينارد على أن المنتخب السعودي ليس في وضع حرج حتى الآن، مضيفًا: “عندما تنظر إلى التصفيات الفرق بيننا والمركز الثاني نقطة، كأس الخليج الأمر بأيدينا ومتبقٍ مباراتان، استخدام كلمة «الوضع حرج» ليس الآن، أتفهم خيبة الأمل وأستطيع أن أقول إننا نعمل بأقصى ما يمكن لمعالجة الوضع”.
وعن عدم استدعاء عبدالله آل سالم بعد إصابة فراس البريكان قال رينارد: “أنا مدرب لفترة طويلة، في أي مباراة تخسرها تأتيك أسئلة حول اللاعبين غير المنضمين، علينا التركيز بالمتواجدين وأثق بهم، لدينا عبدالله رديف وسالم الدوسري والجميع يستطيع التهديف، سجلنا هدفين أمام البحرين ولكن استقبلنا ثلاثة أهداف بسبب الأخطاء الدفاعية، لذلك أركز على لاعبي فريقي.”
وتابع: ” لدينا 26 لاعبًا وهذا عدد كبير في التشكيلة، عندما قمت باستدعاء مروان الصحفي لم أعلم بإصابة صالح الشهري، لست هنا لتقديم الأعذار، لدينا الحلول وننتظر المباراتين المقبلتين ثم نناقش الأمر”.
وردًا على سؤال حول تركيز اللاعبين على الأندية أكثر من المنتخب قال رينارد: “قلت ذلك للاعبين، لأنه في المنتخب ليس لديك عدد الأجانب مثل النادي، عندما تأتي للمنتخب يجب أن تلعب لعلم بلدك وشعار بلدك، في الأشهر الماضية الأمر ليس طبيعيا، وعلينا أن نشاهد أنفسنا في المرآة ونعترف أننا لسنا جيدين، علينا أن نحسن الوضع الحالي في المرحلة المقبلة.