البوابة نيوز:
2024-09-22@10:20:13 GMT

أشرف أمين.. روح وثابة وجسد استراح

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

  رحل أشرف أمين، تاركا خلفه السيرة التي لا يختلف عليها اثنان، سيرة الإبداع النقي والنضال الصادق والإنسانية في أرقى صورها، كما ترك خلفه أسرة صغيرة يؤلمها وجع الفراق وغياب الوجه المشرق الذي عاش حياته لا يعرف سوى الإخلاص والمحبة، أتقن جيدا كيفية ربط القلوب ببعضها، تماما كما أتقن فن القصة القصيرة والانتماء لجوهر اليسار الذي يؤسس للعدالة والسعادة بين البشر.

ولأن أشرف أمين هو الأجمل من بين أبناء جيلنا، جاءت كل الامتحانات التي خاضها صعبة للغاية، وبالرغم من صعوبتها إلا أنه اجتازها بنجاح وعذوبة، وكانت الروح الوثابة التي عاش بها هذا المبدع الكبير قادرة على تحطيم الصخر تحت قدميه.

لم يلعن حظه لكونه كاتبا من الأقاليم، بل يعتز بذلك ويفتخر هو الدمياطي الذي يعمل بالنجارة مثل باقي أقرانه، وهو الكاتب صاحب الجملة الرشيقة ذات العمق في إبداعه، لذلك رأينا الهيئة العامة لقصور الثقافة عندما أسست سلسلة إبداعات أدبية في تسعينيات القرن الماضي وكانت تبحث عن المواهب الحادة كي تدشن تلك السلسلة، رأيناها تختار إسم أشرف أمين ليكون من الأسماء الأوائل التي تطبع أعمالها على نفقة الدولة وهذا أمر ليس بسيطًا، صدرت مجموعته القصصية الرائعة "حبات العنب" واحتفت بها الأوساط الأدبية وتكلم عنها الكبار مثل حلمي سالم وعادل الضوي وغيرهما.

هذه المجموعة القصصية المتميزة لم تكن كافيه كي ترتوي روح أشرف من نهر الإبداع ولكنه يتلفت يمينا ويسارا كي يساهم فيما ينفع الناس من إبداع يسمو بهم ويرتقي بوجدانهم، يتقدم بشجاعة نحو الميدان الأصعب وهو ميدان الإنتاج السينمائي تتعثر خطواته وينهض، يتركنا ويتجه نحو غربة اضطرارية مدتها ثماني سنوات في الإمارات ويتعطل ذلك المبدع الكبير ولكنه غير نادم.

يعود ويختار دمياط الجديدة سكنا وحزب التجمع ميدانا للنضال وقلوب أصدقائه ملجأ للروح والبوح وصناعة الأحلام، كنت سعيد الحظ لأنني التقيته أكثر من مرة خلال الشهور الأخيرة، عندما قال الناس أن أشرف يواجه وحده السرطان، انخلعت قلوبنا وسعينا نحو إقامته لنأخذ نصيبنا معه من الألم، ولكن مبدعنا كان رحيما بنا، أهدانا ابتسامته المشرقة واستعاد معنا الذكريات، وبينما نحن على هذا الحال جاء صوت صديقنا الأعز الدكتور عبدالرحيم على من باريس، وعلى التليفون دار الكلام بينهما وبالرغم من الابتسامة التي غطت وجه أشرف إلا أنني لمحت دمعة تحاول الفرار من عينيه.

رحل أشرف أمين وجفت دمعته وتوقف الألم واستراح الجسد، ربما يأتي بعض العزاء عندما نتذكر حالة الرضا التي عاش بها أشرف أيامه الأخيرة، ليس تصالحا مع المرض ولكن فهما لقدرات الإنسان، مهما امتلك من طموح وأحلام وسعى لتحقيقها إلا أنه لا يمتلك قدرة إختيار المصير، لذلك تظهر فضيلة السعي كهدف لذاتها، وصديقنا الراحل أنجز هذه المهمة بمحبة وبثبات خطواته على الطريق الذي اختاره. 

سيظل اسم أشرف أمين محفورا في قلوبنا التي اوجعها فراقه، نتذكره كلما صادفنا كلمة السعي نحو العدالة الإجتماعية وكلما اقتربنا من مجموعة قصصية وكلما شاهدنا جلسات للأصدقاء، نتذكر المعاني الأصيلة وصناعة البهجة التي عاش لها أشرف أمين ثم رحل بعد أن اطمأنت روحه أننا على دربه سائرون.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أشرف أمين أشرف أمین

إقرأ أيضاً:

أكثر الناس حقارة!!

بقلم : تيمور الشرهاني ..

يتحدث الكثيرون عن الحقارة، لكن هناك القليل من يُدرك مفهومها الحقيقي وأثرها العميق في العلاقات الإنسانية. مع ذلك، يُمثل الشخص الحقير ذلك الذي ينحاز لنفسه ويغفل عن أولئك الذين بأمس الحاجة إليه، مما يخلق شعوراً بالخيانة والهجر في عالم تتزايد فيه الحقارة ومظاهر الخيانة وعدم الاكتراث بالغير. كذلك، عندما تبحث عن الصدق والوفاء في زمن قلما نجد فيه من يتسم بهما، لهذا نرى الكثير من يتوسم بالحقارة لكونها تمثل حالة من عدم الأخلاق التي يُظهرها البعض عند مواجهتهم لمواقف تتطلب منهم التعاطف والدعم، حيث تظهر هذه السلوكيات في العلاقات عندما يختار الفرد مصلحته الشخصية على مصلحة الآخرين. لذلك، تصبح العلاقات الإنسانية أكثر هشاشةً وتفككاً بسبب الحقارة المستشرية في العروق، فأكثرها ينعكس على الثقة ويعزز مشاعر الخيانة بين الأفراد.
في عصرنا الحالي، ومن خلال اطلاعنا، تتزايد فيه مظاهر الخيانة بشكل ملحوظ، يمكن أن تشمل عدم الوفاء بالعهود أو الطعن في الظهر عندما يكون الشخص في حاجة ماسة للدعم من المُقربين. بيد أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى عوامل تمكين للخيانة والمراوغة والكذب وعدم الوفاء بالعهد، إذ يسهل التواصل غير الصادق. لذلك، يحتاج الشخص إلى إدراك هذه المظاهر لحماية نفسه من الأذى العاطفي والنفسي عندما يبحث عن الصدق في زمن الخداع.
أدركت تماماً في هذا الزمن المليء بالتناقضات، تلاشت فيه القيم ليصبح العثور على الصدق تحدياً كبيراً. يتطلب الأمر الحذر والفطنة للتفريق بين الصدق والزيف، ولابد من أن تنبع أهمية الصدق من كونه أساس العلاقات الصحية والموثوقة، بغض النظر عن التحديات. لذا يجب على الفرد السعي جاهداً للتمسك بالصدق كونه قيمة لا يمكن التفريط فيها مهما كانت الظروف.
سيما أن الوفاء والصدق هما من أسمى القيم الإنسانية، ولكنهما يضيعان أحياناً في قلوب ضعفاء النفوس ليصبح الشخص الجبان غير قادر على مواجهة المواقف، ويتهرب ويماطل وهو في أدنى مستوياته لعامة الناس. وبدلاً من ذلك، يختار الغدر وترك الأصدقاء والمحبين في أوقات الحاجة. اليوم، الناس بحاجة إلى فهم معنى الوفاء لمعالجة العلاقات بشكل إيجابي. في هذا الشأن، سوف تساعد تلك المعرفة في بناء مجتمع متماسك يعتمد على الثقة.
ومن أهم عناصر بناء العلاقات الصادقة، أهمية الدعم والمساندة في الأوقات الصعبة.
ويصبح دعم الآخرين حاجة مُلحة اذ يوفر الدعم الشعور بالأمان ويعزز الروابط الإنسانية. عندما يُقدم الشخص المساعدة للآخرين، يتمتع بإحساس عميق بالقيمة الذاتية، لذا يتوجب علينا تعزيز ثقافة المساندة، حيث يعتبر ذلك أحد المفاتيح لتعزيز السلم الداخلي والاندماج الاجتماعي.
فضلاً عن ذلك، يُعد تمييز الأصدقاء الحقيقيين عن المزيفين مهارة مهمة. الأصدقاء الحقيقيون يظهرون دعمهم وولاءهم في الأوقات الصعبة، بينما يختفي المزيفون عند الحاجة. هنا يمكن أن تكون علامات الأصدقاء الحقيقيين هي التجاوب العاطفي والاهتمام الحقيقي، لذا من المهم توخي الحذر وتقييم العلاقات بعناية لتجنب الألم الناتج عن الخيانة والتزيف. فلابد أن نفهم أن السعي وراء القيم الحقيقية مثل الصدق والوفاء هو ما يقوي العلاقات الإنسانية، بينما يتزايد وجود أشخاص حقيرين كذابين (مُشخصين سلفاً) كلما تحاول التمسك بهم، إلا أنهم يثبتون تفاهتهم وخداعهم. إضافة إلى ذلك، يمكن لكل فرد اتخاذ القرار الصائب ليكون داعماً ومسانداً للآخرين. العلاقة الحقيقية تحتاج إلى بناء قائم على الثقة والاحترام المتبادل، وهذا ما يجعلنا بشراً أفضل في عالم مليء بالتحديات.

تيمور الشرهاني

مقالات مشابهة

  • مصدر مقرب يحسم الجدل بشأن نبأ اغتيال القيادي المؤتمري ‘‘أمين راجح’’ داخل السجن
  • طعنًا بخنجر.. أنباء عن اغتيال القيادي المؤتمري ‘‘أمين راجح’’ على يد ‘‘مجنون’’ داخل السجن بعد أيام من اختطافه
  • عبدالرحيم علي ينعى الشاعر أشرف أمين
  • النائب أشرف أمين في سؤال للحكومة: زيادة حصة المعلم 50 جنيها يعادل وجبة إفطار
  • أكثر الناس حقارة!!
  • ريم البارودي تعلن انسحابها من «جوما» لـ ميرفت أمين
  • فأر يجبر طائرة على الهبوط
  • القبض على برشلونة في موناكو
  • شاهد .. الفيديو الذي تسبب باعتقال الشيخ أمين راجح ورفاقه من منزله في صنعاء (فيديو)