سودانايل:
2024-12-26@04:03:07 GMT

حماية واستعادة كنوزنا واثارنا الثقافية

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

بقلم: تاج السر عثمان

١
اشرنا سابقا الي أن من آثار وجرائم الحرب نهب وضياع كنوز البلاد الثقافية وآثارها، مما يتطلب عدم التفريط فيها والسعي بجد لاستعادة اثارنا المنهوبة.
فقد جاء في ( قناة الحرة) نقلا عن صحيفة" التايمز البريطانية" يوم الإثنين الي أن " قطعاً أثرية من السودان لا تقدر بثمن تعرضت للبيع على منصة “إيباي” بعد أن تم تهريبها من البلد الذي يعاني من حرب مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.


يُعتقد أن القطع، التي تتضمن تماثيل وأواني مصنوعة من الذهب والفخار، ربما تم نهبها من المتحف الوطني في الخرطوم، الذي يقع في منطقة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وفقًا للصحيفة، تم نهب الآلاف من الآثار، بما في ذلك قطع من تماثيل وصور قديمة، خلال أكثر من عام من الصراع الذي أودى بحياة ما يصل إلى 150 ألف شخص، مما جعل الآثار الثمينة عرضة للسرقة".
٢

كما اوضحنا سابقا الي أن الحرب أدت إلى جريمة تدمير شامل أو جزئي للمعالم التاريخية والأثرية والثقافية والتراثية، كما حدث على سبيل المثال لا الحصر في الآتي: القصر الرئاسي، المحاكم وما بداخلها من إرشيف مهم،
كما تأثر المتحف القومي الذي مازال عرضة للدمار الشامل والنهب لموقعه في منطقة سيطرة الدعم السريع ووسط القصف بين الجيش والدعم السريع، إضافة للدمار الشامل لمركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية وفقدان مكتبته القيمة التي تحتوي على وثائق وإرشيف نادر، وخسارة متحف السودان للتاريخ الطبيعي جراء سقوط الدانات عليه، مما أدى لموت جميع الحيوانات بالمتحف حرقا. كما تأثر مبنى البريد الاثري القديم في شارع الجامعة وسط العاصمة، وتأثر ديوان النائب العام وما بداخله من إرشيف مهم.
* كما تقع تحت خط النار معالم أثرية َمهمة مثل: متحف التراث الشعبي في الخرطوم.،وطوابي المهدية في أم درمان، وسجن أم درمان ومتحف الخليفة، وبوابة عبد القيوم في أم درمان.
* وفي الولايات تأثرت بعض المعالم التاريخية الأثرية مثل:
تدمير مبنى “جراب الفول” الأثري في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.
كما يتعرض مبنى السلطان على دينار في الفاشر لخطر التدمير جراء وقوعه تحت خط النار.
إضافة لخطر دمار آثار مروي- كبوشية بعد دخول عناصر من الدعم السريع في مواقعها، الذي وجد استنكاراً واسعاً من “اليونسكو” وكل المنظمات المهتمة بحماية الاثار.
٣
لقد شهد السودان خلال تاريخه الممتد حضارات عرفت التعدد الثقافي واللغوي والديني، ومازال هذا التنوع ماثلا في واقعنا الراهن، واثاره التي يعبر عنها المتحف القومي للآثار الذي عكس آثار حضارات : ممالك: كرمة ونبتة ومروي- كبوشية في السودان القديم (بلاد كوش) ، وممالك النوبة المسيحية (نوباطيا، المقرة، علوة) ، والممالك الإسلامية ( الفونج، الفور، تقلي، والمسبعات) في العصور الوسطى، واثار السودان الحديث كما في فترات : الحكم التركي - المصري، المهدية، والحكم الانجليزي - المصري، وحتى تاريخنا المعاصر.
بالتالي من المهم العض بالنواجز على اثارنا وكنوزنا الثقافية، وقيام اوسع حملة داخليا وخارجيا لحمايتها واستعادتها ، في وجه الحملة البربرية الجارية لمحو تاريخنا وثقافتنا وتراثنا الرطني ، وتمزيق وحدة البلاد والتفريط في السيادة الوطنية ونهب ثرواتها. ومواصلة اوسع حراك جماهيري بمختلف الأشكال لوقف الحرب واسترداد الثورة، وعودة النازحين لقراهم ومنازلهم، وإعادة تعمير ما دمرته الحرب، ومحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.

alsirbabo@yahoo.co.uk
///////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

خزان جبل أولياء.. سد بناه البريطانيون في السودان وتهدده الحرب

خزان جبل أولياء هو سد حجري يقع على نهر النيل الأبيض في السودان، ويبعد عن العاصمة الخرطوم نحو 44 كيلومترا. أنشئ عام 1933 لتعويض مصر عن انخفاض منسوب مياه النيل الأزرق بعد بناء خزان ولاية سنار، وأشرفت على بنائه شركة جيبسون وبولينغ وشركائه البريطانية، واكتمل بناؤه عام 1937.

وبعد اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023، تعرّض الجسر التابع للخزان للتدمير الكامل. وفي ديسمبر/كانون الأول 2024 اتهمت الحكومة قوات الدعم السريع بإغلاق الخزان، ما تسبب في فيضانات غير مسبوقة على ضفاف النيل الأبيض.

موقعه

يقع خزان جبل أولياء على نهر النيل الأبيض، ويبعد عن مركز العاصمة الخرطوم نحو 44 كيلومترا جنوبا، ويتبعه جسر يربط بين جنوب الخرطوم وجنوب أم درمان.

يبلغ عرض السد 6680 مترا، وهو مدعم بالردميات، ويرتفع عن سطح البحر 381.5 مترا، في حين تبلغ عدد بوابات تصريف المياه 40 بوابة، إضافة إلى 10 بوابات احتياطية.

وتقدر السعة التخزينية لخزان جبل أولياء بنحو 3.5 مليارات متر مكعب، ويسهم بنحو 10% من إنتاج الكهرباء في البلاد.

بسبب فيضان النيل الأبيض وخروجه عن مساره، المياه تحاصر منازل المواطنين وتغمرها مؤدية إلى نزوح عشرات الأسر من البيوت والمدارس التي كانت تستضيف نازحين في الجزيرة أبا. واتهمت السلطات السودانية قوات الدعم السريع بإغلاق خزان جبل أولياء الذي تسيطر عليه منذ بداية النزاع في أبريل/ نيسان… pic.twitter.com/wR56AvsyEB

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) December 24, 2024

إعلان تاريخه

في مطلع القرن العشرين، قررت بريطانيا إنشاء مشروع لزراعة القطن في ولاية الجزيرة يعتمد على الري الانسيابي من خزان يُبنى على نهر النيل الأزرق.

رفضت مصر -شريكة بريطانيا في حكم السودان آنذاك- الفكرة لأن بناء خزان سيمكن الحكومة السودانية من استخدام مياه النيل على نطاق واسع، كما أن زراعة القطن في مساحات كبيرة ستجعل السودان منافسا لها في سوق صادراته العالمية، فقرر الحاكم العام للسودان في ذلك الوقت اللورد البريطاني هربرت كيتشنر تشكيل لجنة لدراسة وبحث المخاوف المصرية بشأن المشروع.

أوصت اللجنة عام 1913 بالمضي قدما في إنشاء مشروع الجزيرة وبناء خزان في سنار، مع تعويض مصر ببناء خزان آخر في منطقة جبل أولياء على نهر النيل الأبيض، لتستفيد مصر من المياه المحجوزة في فترة انخفاض منسوب النيل الأزرق.

رفضت مصر توصيات اللجنة باعتبار أن خزان جبل أولياء سيكون خارج أراضيها، مما يعني عدم قدرتها على التحكم والإشراف عليه وحدها دون بريطانيا، فضلا عن عدم استعدادها لتحمل تكلفة البناء.

وبعد مشاورات مكثفة، وافقت مصر على بناء الخزانين، وعملت على مشروع بناء خزان جبل أولياء شركة "جيبسون وبولينغ وشركائه" البريطانية لبناء السدود عام 1933، وانتهت منه في أبريل/نيسان 1937.

أدارت الحكومة المصرية الخزان تحت اسم "الري المصري" منذ بدء عمليات الإنشاء حتى سلمت إدارته للحكومة السودانية عام 1977، بموجب اتفاقية مياه النيل عام 1959، التي نصت على تسليمه عقب بناء السد العالي في مصر.

فيضان النيل الأبيض يغمر الأحياء السكنية في الجزيرة أبا السودانية pic.twitter.com/xxjMX5Sitd

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) December 24, 2024

ما بعد حرب 2023

تأثر خزان جبل أولياء بالقتال المسلح الذي اندلع في السودان يوم 15 أبريل/نيسان 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، إذ حاول كل طرف فرض سيطرته عليه.

إعلان

وفي نوفمبر/تشرين الأول 2023، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على قاعدة جبل أولياء العسكرية وجسر الخزان ومحيطه.

وتعرّض جسر الخزان الرابط بين الخرطوم وأم درمان للتدمير، وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بالمسؤولية عن تدميره.

وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول 2024، اجتاح فيضان المناطق الواقعة على ضفاف النيل الأبيض، خاصة منطقة "الجزيرة أبا"، واتهمت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بإغلاق خزان جبل أولياء، مما أدى إلى ارتفاع مناسيب المياه وفيضانه، وتسبب في غرق المنازل وتهجير العائلات.

مقالات مشابهة

  • السودان.. حرب «منسية» و ملايين يعانون في صمت
  • الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
  • الشاهد جيل ثورة ديسمبر الذي هزم انقلاب 25 أكتوبر 2021 بلا انحناء
  • خزان جبل أولياء.. سد بناه البريطانيون في السودان وتهدده الحرب
  • الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»
  • من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة
  • النائب العام : سنصدر أحكام غيابية لمتهمين يتبعون لمليشيا الدعم السريع متواجدين في ( 6) دول
  • البرهان يطالب الأمم المتحدة بموقف حاسم حيال الدول المساندة لـ الدعم السريع
  • السودان..« قوات الدعم السريع» تسيطر على قاعدة عسكرية في دارفور
  • محكمة جنايات كرري تصدر حكما بالإعدام شنقا لمتعاونة مع الدعم السريع وإثارة الحرب ضد الدولة