سودانايل:
2025-04-30@03:43:21 GMT

عوامل اضطراب الأسواق المالية

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

د. عمر محجوب محمد الحسين

تشهد أسواق المال اضطرابا بين الفينة والأخرى بسبب عدة عوامل كمية، نوعية، سياسية، اقتصادية، ونفسية، أو إجرائية، ولهذه الأسباب ظهر على سبيل المثال تحليل الحساسية للأسهم (Sensitivity Analysis). لا شك أن اضطراب الأسواق وعدم استقرارها له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي واقتصادات الدول إذا ما تسبب الاضطراب في حدوث أزمة مالية عالمية، أو أزمة في أحد القطاعات المهمة، كما حدث في أزمة الكساد الكبير 1929م، والهبوط السريع لأسواق المال الأميركية 1962م، والاثنين الأسود 1987م، والأزمة الآسيوية 1997م، وفضيحة شركة انرون 2001م، والأزمة المالية العالمية 2008م، وأزمة بنك وادي السيلكون 2023م، والهبوط المفاجئ للعملات المشفرة.

أهم المتغيرات التي تؤثر على الأسواق المالية، عوامل الاقتصاد الكلية وهي من أهم مصادر المخاطر على الأسواق وأسعار الأسهم، ويحدث التفاعل بصورة سلبية مع أسعار الفائدة؛ وهذا ما شهدناه في الولايات المتحدة الأمريكية عندما أضطر بنك الاحتياط الفيدرالي إلى رفع سعر الفائدة عندما بلغ التضخم ذروته في منتصف عام 2022م عند 9.1 %، وهو أعلى معدل خلال أربعة عقود؛ لماذا يحدث ذلك؟ يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة المخاطر المالية بالنسبة للشركات لأنها سوف تضطرها إلى الحصول على القروض بتكلفة أعلى، وسيؤثر ذلك سلبًا على نسبة تغطية الفائدة وقدرتها على خدمة ديونها وحتى على تنفيذ خططها التوسعية. يُعتبر التضخم محفزًا لأسعار الفائدة ولهذا السبب فإن ارتفاع التضخم له أيضًا علاقة سلبية مع أسعار الأسهم، أيضًا تتأثر القيمة الحالية لاستثمار الأموال المنتظر أن تحقق عائد أكبر في المستقبل سلبًا بالتضخم. يعد نمو الناتج المحلي الإجمالي عاملاً إيجابيًا حيث يعني ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي نموًا أعلى في المبيعات والأرباح، وخاصة للقطاعات الحساسة اقتصاديًا مثل قطاع صناعة الأسمنت والصلب وما إلى ذلك، ثم هناك أسعار النفط بالغة الأهمية، في حين أن أسعار النفط الخام ترتبط أسعار النفط بشكل إيجابي بشركات النفط، فهي تميل إلى دفع التضخم إلى الارتفاع وبالتالي يتجه تأثيرها بصورة سلبية إلى الأسهم، من ناحية أخرى، يؤدي انخفاض أسعار النفط إلى انخفاض التضخم النفطي ويساعد الشركات على توسيع هوامش التشغيل الخاصة بها، هذا النوع من حساسية أسعار الأسهم شهدناه بعد عام 2014م حيث خسر النفط 6% من قيمته، نتيجة لمؤشرات تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني في ذلك الوقت.

حساسية الأسواق للصناعات القطاعية، فالأسعار حساسة للتحولات في القطاعات الصناعية بشكل عام، على سبيل المثال، فإن ظهور منافسة جديدة أمر سلبي للاعبين الحاليين في السوق لأن ذلك سوف يؤثر على هوامش الربح، ورأينا ذلك يحدث عند ظهور الشركة الهندية (Reliance Jio) في قطاع الاتصالات. أيضًا يعد انخفاض القدرة الشرائية عاملاً سلبيًا للقطاعات التي تعتمد على الطلب الاستهلاكي مثل السلع الاستهلاكية سريعة الاستهلاك والسلع الاستهلاكية المعمرة والسلع الاستهلاكية غير المعمرة والخدمات المصرفية وما إلى ذلك. كما أن التغير في الأمور التنظيمية والسياسات الحكومية تأثير أيضًا، على سبيل المثال نذكر الأزمة الآسيوية حيث حدثت نتيجة لسياسة التحرير المبكر للأسواق المالية المحلية، وعدم كفاية التنظيم الاحترازي الذي تعرض له القطاع المصرفي المعايير والتدابير التي طبقتها البنوك في المنطقة على إجراءات الإقراض.

تتأثر الأسواق نتيجة لتغير طبيعة الصناعة، يمكن أن يحدث الاضطراب في أي صناعة نتيجة لظهور منتجات جديدة والابتكار والأفكار المستقبلية وريادة الأسعار وما إلى ذلك، على سبيل المثال، كانت (Apple) و(Samsung) مسؤولتان عن تعطيل صناعة الاتصالات على مستوى العالم، في الهند كما ذكرنا كانت شركة (Jio) هي المحفز لتعطيل صناعة الاتصالات الهندية، ونذكر حاليا تفوق صناعة السيارات الكهربائية الصينية وأثرها على سبيل المثال على شركة فولكس واجن الألمانية التي منيت بخسائر كبيرة.

حساسية الأسواق لمحركات المشاعر، مثلا الخوف والجشع (Fear & Greed Index) الذي يستخدم كمؤشر لقياس مزاج السوق، فالعديد من المستثمرين عاطفيون وردود أفعالهم سريعة، ويمكن لمؤشرات مشاعر الخوف والجشع أن تنبه المستثمرين إلى مشاعرهم وتحيزاتهم التي يمكن أن تؤثر على قراراتهم. وعند دمجه مع الأساسيات والأدوات التحليلية الأخرى، يمكن أن يكون المؤشر وسيلة مفيدة لتقييم مزاج السوق. يعد مؤشر الخوف والجشع وسيلة لقياس تحركات سوق الأوراق المالية، وتستند النظرية إلى المنطق القائل بأن الخوف المفرط يؤدي إلى خفض أسعار الأسهم، وأن الجشع المفرط يميل إلى إحداث تأثير عكسي، يذكر أن مقياس الخوف والجشع طورته (CNN Business) لقياس معنويات المستثمرين وأثرها على الأسواق. حالياً يقود الخوف تحركات السوق العالمية مما يعنى المزيد من الانخفاض في أسعار الأسهم، أيضا نذكر هنا الأزمة الآسيوية التي تجاوزت التأثير المشترك لأسبابها المختلفة، ولا يمكن تفسير ذلك إلا بفقدان الثقة التي حدثت على مستوى المنطقة، الأمر الذي أدى إلى سرعة انتشار وانتقال عدوى الأزمة في بدايتها إلى الأسواق، سواء عبر المنطقة أو خارجها، وكان هذا هو العامل المشترك الذي ميز المشاكل الاقتصادية لخمس دول وحولها إلى أزمة إقليمية.
الحساسية تجاه البيانات المالية للشركة، تعد البيانات المالية ذات أهمية بالغة للمستثمرين وصناع القرار وهي من العوامل الدقيقة التي تميل أسعار الأسواق بموجبها إلى أن تكون حساسة لها، على سبيل المثال، نذكر هنا البيانات المالية المضللة لشركة انرون (Enron) الامريكية، والتي أثرت على اتجاهات المستثمرين في الاتجاه نحو شراء أسهم الشركة التي ارتفعت بدورها بصورة كبيرة ، ونذكر حاليا بيانات شركة انفيديا (NVDA ) التي أظهرت أرباح أدنى من المتوقع مما جعل المستثمرون يعزفون عن شراء أسهمها مما أدى تدهور قيمة سهمها.
هناك عوامل أخرى مهمة تؤثر على أسواق المال وعلى العملات المشفرة، مثلا اتجاهات الحملات السياسية في الولايات المتحدة على سبيل المثال تغيرت اتجاهات المستثمرين بعد تفوق كمالا هاريس على دونالد ترامب في مناظرة سبتمبر 2024م، والتقارير عن البطالة في الاقتصادات القوية، والاحداث والكوارث المفاجئة كما حدث في جائحة كرونا، ومن قبل ذلك تأثرت الأسواق بمحاولة اغتيال ترامب، وآراء المرشحين الرئاسيين حول سياسات معينة مثل تصريح دونالد ترامب حول دعمه لعملة البيتكوين (Bitcoin)، أيضا تلعب تصريحات رجال الأعمال والمال دورا في تغير الأسواق ونذكر هنا تصريح ايلون ماسك عام 2021م، حول تأثير تعدين العملات المشفرة على المناخ، وتبع ذلك تعليق شركة تسلا بيع سياراتها الكهربائية بالعملة المشفرة "بسبب القلق بشأن تغير المناخ "حسب زعم مالكها". بالإضافة إلى ذلك تتأثر أسعار النفط بالعوامل الجيوسياسية ومن ثم ينتقل الأثر إلى أسعار الذهب والأسهم.

omarmahjoub@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: على سبیل المثال أسعار الأسهم أسعار النفط إلى ذلک

إقرأ أيضاً:

تباطؤ اقتصادي حاد في روسيا مع تراجع أسعار النفط

كشفت "إيكونوميست" أن الاقتصاد الروسي يشهد تباطؤًا ملحوظًا بعد سنوات من الأداء القوي المفاجئ، حيث توضح المؤشرات أن نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي تراجع من نحو 5% إلى الصفر منذ نهاية العام الماضي، وفقًا لمؤشر أعده بنك "غولدمان ساكس".

وبحسب المجلة، سجل كل من بنك التنمية الروسي "في إي بي" (VEB) والمؤشرات -التي تصدرها "سبيربنك" أكبر البنوك الروسية- اتجاهات مماثلة تظهر انخفاض النشاط الاقتصادي.

وأقرت الحكومة الروسية ضمنيًا بوجود تراجع، حيث أشار البنك المركزي مطلع أبريل/نيسان إلى "انخفاض الإنتاج في عدد من القطاعات بسبب تراجع الطلب".

تباطؤ بعد 3 سنوات من الصمود

جاء هذا التباطؤ بعد 3 سنوات من مقاومة الاقتصاد الروسي للعقوبات الغربية والتوقعات السلبية، مدعومًا بارتفاع أسعار السلع الأساسية والإنفاق العسكري المكثف.

ففي أعقاب اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، توقّع محللون انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 15%، إلا أن الانكماش الفعلي لم يتجاوز 1.4% في ذلك العام، تلاه نمو بنسبة 4.1% عام 2023 و4.3% العام الماضي.

ومع تحسن توقعات التسوية في الحرب بفضل الموقف الأميركي الجديد، كانت بعض التقديرات تتوقع تسارع الاقتصاد الروسي هذا العام، غير أن الواقع جاء مغايرًا.

إعلان عوامل رئيسية وراء التباطؤ

وأوضحت "إيكونوميست" أن 3 عوامل رئيسية تفسر هذا التباطؤ المفاجئ:

أولًا: التحول الهيكلي للاقتصاد، إذ تحولت روسيا إلى اقتصاد حربي موجه نحو الشرق منذ عام 2022، مما تطلب استثمارات ضخمة في الصناعات العسكرية وسلاسل الإمداد مع الصين والهند. وارتفع الإنفاق الاستثماري الحقيقي بنسبة 23% منتصف 2024 مقارنة بنهاية 2021. ومع اكتمال هذا التحول، بدأ أثره على النمو بالتراجع. ثانيًا: السياسة النقدية المشددة، حيث تجاوز التضخم السنوي هدف البنك المركزي البالغ 4% ووصل إلى أكثر من 10% في فبراير/شباط ومارس/آذار 2025، مدفوعًا بإنفاق عسكري جامح ونقص اليد العاملة نتيجة التجنيد والهجرة. وردًا على ذلك، أبقى المركزي الروسي سعر الفائدة الأساسي عند مستوى 21% المرتفع جدًا منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي. ثالثًا: تدهور الظروف الخارجية، خاصة مع تصاعد الحرب التجارية التي قادها الرئيس الأميركي. فقد تراجعت توقعات النمو العالمي وانخفضت أسعار النفط، مما وجه ضربة قاسية للاقتصاد الروسي الذي يعتمد بشكل كبير على صادرات الطاقة.
وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني لعام 2025 من 4.6% إلى 4%، مما زاد من المخاوف الروسية نظرًا لاعتماد موسكو على مبيعات النفط إلى بكين. تداعيات الحرب التجارية وأسعار الطاقة تضغط على الأسواق والمالية العامة الروسية (غيتي) أثر مباشر على الإيرادات والأسواق

وذكرت "إيكونوميست" أن أسعار النفط المنخفضة أثرت سلبًا على سوق الأسهم الروسية، حيث فقد مؤشر "موكس" (MOEX) حوالي 10% من ذروته الأخيرة، في وقت تراجعت فيه عائدات الضرائب على النفط والغاز بنسبة 17% على أساس سنوي في مارس/آذار.

وبحسب وثائق رسمية أوردتها وكالة رويترز يوم 22 أبريل/نيسان، تتوقع الحكومة الروسية انخفاضًا حادًا في عائدات مبيعات النفط والغاز هذا العام.

إعلان

واختتمت المجلة البريطانية تقريرها بالإشارة إلى أن السياسات الحمائية للرئيس الأميركي، رغم وده الظاهري تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قد وجّهت ضربة مؤلمة لاقتصاد روسيا المنهك.

مقالات مشابهة

  • بعد تراجع أسعار النفط 9 % عالميا .. كم ستنخفض المحروقات في الأردن؟
  • بعد هبوطهما.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الأربعاء الأسواق
  • هتشتريها بكام بكرة؟.. أسعار الدواجن في الأسواق
  • النفط ينخفض مع تأثر توقعات الطلب بالحرب التجارية
  • انخفاض أسعار النفط
  • انخفاض أسعار خام البصرة تزامناً مع تراجع أسعار النفط العالمية
  • انخفاض أسعار خامي البصرة بالتزامن مع تراجع النفط عالمياً
  • تباطؤ اقتصادي حاد في روسيا مع تراجع أسعار النفط
  • ارتفاع طفيف في أسعار النفط
  • أسعار النفط ترتفع قليلاً وسط ضبابية التجارة العالمية وزيادة محتملة للإمدادات