عوامل اضطراب الأسواق المالية
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
د. عمر محجوب محمد الحسين
تشهد أسواق المال اضطرابا بين الفينة والأخرى بسبب عدة عوامل كمية، نوعية، سياسية، اقتصادية، ونفسية، أو إجرائية، ولهذه الأسباب ظهر على سبيل المثال تحليل الحساسية للأسهم (Sensitivity Analysis). لا شك أن اضطراب الأسواق وعدم استقرارها له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي واقتصادات الدول إذا ما تسبب الاضطراب في حدوث أزمة مالية عالمية، أو أزمة في أحد القطاعات المهمة، كما حدث في أزمة الكساد الكبير 1929م، والهبوط السريع لأسواق المال الأميركية 1962م، والاثنين الأسود 1987م، والأزمة الآسيوية 1997م، وفضيحة شركة انرون 2001م، والأزمة المالية العالمية 2008م، وأزمة بنك وادي السيلكون 2023م، والهبوط المفاجئ للعملات المشفرة.
حساسية الأسواق للصناعات القطاعية، فالأسعار حساسة للتحولات في القطاعات الصناعية بشكل عام، على سبيل المثال، فإن ظهور منافسة جديدة أمر سلبي للاعبين الحاليين في السوق لأن ذلك سوف يؤثر على هوامش الربح، ورأينا ذلك يحدث عند ظهور الشركة الهندية (Reliance Jio) في قطاع الاتصالات. أيضًا يعد انخفاض القدرة الشرائية عاملاً سلبيًا للقطاعات التي تعتمد على الطلب الاستهلاكي مثل السلع الاستهلاكية سريعة الاستهلاك والسلع الاستهلاكية المعمرة والسلع الاستهلاكية غير المعمرة والخدمات المصرفية وما إلى ذلك. كما أن التغير في الأمور التنظيمية والسياسات الحكومية تأثير أيضًا، على سبيل المثال نذكر الأزمة الآسيوية حيث حدثت نتيجة لسياسة التحرير المبكر للأسواق المالية المحلية، وعدم كفاية التنظيم الاحترازي الذي تعرض له القطاع المصرفي المعايير والتدابير التي طبقتها البنوك في المنطقة على إجراءات الإقراض.
تتأثر الأسواق نتيجة لتغير طبيعة الصناعة، يمكن أن يحدث الاضطراب في أي صناعة نتيجة لظهور منتجات جديدة والابتكار والأفكار المستقبلية وريادة الأسعار وما إلى ذلك، على سبيل المثال، كانت (Apple) و(Samsung) مسؤولتان عن تعطيل صناعة الاتصالات على مستوى العالم، في الهند كما ذكرنا كانت شركة (Jio) هي المحفز لتعطيل صناعة الاتصالات الهندية، ونذكر حاليا تفوق صناعة السيارات الكهربائية الصينية وأثرها على سبيل المثال على شركة فولكس واجن الألمانية التي منيت بخسائر كبيرة.
حساسية الأسواق لمحركات المشاعر، مثلا الخوف والجشع (Fear & Greed Index) الذي يستخدم كمؤشر لقياس مزاج السوق، فالعديد من المستثمرين عاطفيون وردود أفعالهم سريعة، ويمكن لمؤشرات مشاعر الخوف والجشع أن تنبه المستثمرين إلى مشاعرهم وتحيزاتهم التي يمكن أن تؤثر على قراراتهم. وعند دمجه مع الأساسيات والأدوات التحليلية الأخرى، يمكن أن يكون المؤشر وسيلة مفيدة لتقييم مزاج السوق. يعد مؤشر الخوف والجشع وسيلة لقياس تحركات سوق الأوراق المالية، وتستند النظرية إلى المنطق القائل بأن الخوف المفرط يؤدي إلى خفض أسعار الأسهم، وأن الجشع المفرط يميل إلى إحداث تأثير عكسي، يذكر أن مقياس الخوف والجشع طورته (CNN Business) لقياس معنويات المستثمرين وأثرها على الأسواق. حالياً يقود الخوف تحركات السوق العالمية مما يعنى المزيد من الانخفاض في أسعار الأسهم، أيضا نذكر هنا الأزمة الآسيوية التي تجاوزت التأثير المشترك لأسبابها المختلفة، ولا يمكن تفسير ذلك إلا بفقدان الثقة التي حدثت على مستوى المنطقة، الأمر الذي أدى إلى سرعة انتشار وانتقال عدوى الأزمة في بدايتها إلى الأسواق، سواء عبر المنطقة أو خارجها، وكان هذا هو العامل المشترك الذي ميز المشاكل الاقتصادية لخمس دول وحولها إلى أزمة إقليمية.
الحساسية تجاه البيانات المالية للشركة، تعد البيانات المالية ذات أهمية بالغة للمستثمرين وصناع القرار وهي من العوامل الدقيقة التي تميل أسعار الأسواق بموجبها إلى أن تكون حساسة لها، على سبيل المثال، نذكر هنا البيانات المالية المضللة لشركة انرون (Enron) الامريكية، والتي أثرت على اتجاهات المستثمرين في الاتجاه نحو شراء أسهم الشركة التي ارتفعت بدورها بصورة كبيرة ، ونذكر حاليا بيانات شركة انفيديا (NVDA ) التي أظهرت أرباح أدنى من المتوقع مما جعل المستثمرون يعزفون عن شراء أسهمها مما أدى تدهور قيمة سهمها.
هناك عوامل أخرى مهمة تؤثر على أسواق المال وعلى العملات المشفرة، مثلا اتجاهات الحملات السياسية في الولايات المتحدة على سبيل المثال تغيرت اتجاهات المستثمرين بعد تفوق كمالا هاريس على دونالد ترامب في مناظرة سبتمبر 2024م، والتقارير عن البطالة في الاقتصادات القوية، والاحداث والكوارث المفاجئة كما حدث في جائحة كرونا، ومن قبل ذلك تأثرت الأسواق بمحاولة اغتيال ترامب، وآراء المرشحين الرئاسيين حول سياسات معينة مثل تصريح دونالد ترامب حول دعمه لعملة البيتكوين (Bitcoin)، أيضا تلعب تصريحات رجال الأعمال والمال دورا في تغير الأسواق ونذكر هنا تصريح ايلون ماسك عام 2021م، حول تأثير تعدين العملات المشفرة على المناخ، وتبع ذلك تعليق شركة تسلا بيع سياراتها الكهربائية بالعملة المشفرة "بسبب القلق بشأن تغير المناخ "حسب زعم مالكها". بالإضافة إلى ذلك تتأثر أسعار النفط بالعوامل الجيوسياسية ومن ثم ينتقل الأثر إلى أسعار الذهب والأسهم.
omarmahjoub@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: على سبیل المثال أسعار الأسهم أسعار النفط إلى ذلک
إقرأ أيضاً:
وزراء الطاقة بالسعودية والعراق وليبيا يبحثون استقرار الأسواق
ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بحث مع نظيريه العراقي حيان عبد الغني والليبي خليفة عبد الصادق في الرياض أمس الاثنين الجهود الرامية لدعم استقرار أسواق الطاقة العالمية.
ومن المقرر أن يعقد تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، اجتماعاً للجنة المراقبة الوزارية المشتركة في الثالث من فبراير (شباط).
التقى #وزير_الطاقة_السعودي الأمير #عبدالعزيز_بن_سلمان في #الرياض، بعدد من نظرائه الإقليميين، حيث ناقش مع نائب رئيس الوزراء وزير النفط العراقي حيّان عبدالغني، ووزير النفط الليبي خليفة رجب عبدالصادق، ووزير البترول المصري كريم بدوي، سبل تعزيز التعاون في مجالات الطاقة، ودعم استقرار… pic.twitter.com/gftfE8Mrci
— العربية Business (@AlArabiya_Bn) January 28, 2025ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علنا السعودية وأوبك إلى خفض أسعار النفط، قائلاً إن ذلك من شأنه أن ينهي الحرب في أوكرانيا.
ولم يرد تحالف أوبك+ بعد على دعوة ترامب. ولدى المجموعة بالفعل خطة لبدء زيادة إنتاج النفط اعتباراً من أبريل (نيسان)، والتخلي عن التخفيضات السابقة تدريجياً.
"أوبك" قلقة من زيادة إنتاج أمريكا من النفط في عهد ترامب - موقع 24قال ممثلون لدول من تحالف أوبك+، إن التحالف قلق من زيادة جديدة في إنتاج الولايات المتحدة من النفط عندما يعود دونالد ترامب للبيت الأبيض، لأن تلك الزيادة ستعني أن حصة أوبك+ من السوق ستشهد تراجعاً أكبر وستقوض جهود التحالف لدعم الأسعار.وتأجلت هذه الخطة عدة مرات بسبب ضعف الطلب.
وعندما سُئل وزير الاقتصاد السعودي فيصل الإبراهيم الجمعة خلال ندوة بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس عن تصريحات ترامب، قال إن "السعودية وأوبك تسعيان إلى استقرار سوق النفط على المدى الطويل".