سودانايل:
2024-09-22@10:27:47 GMT

في وداع ( ساخر سبيل)

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

محمد المكي أحمد

فقد الشعب السوداني، و الصحافيون السودانيون، وأعني المنحازين، بالحرف والموقف المبدئي الواضح لحقوق الشعب السوداني في الحرية والعدالة والسلام، رمزا من رموز الكلمة الشجاعة، والموقف الجريء، الذي يستمد حيويته من مسيرة القبض على جمر المواقف الصعبة في أزمنة القسوة والقمع.

أخبارالقاهرة حملت الينا في (21 سبتمبر 2024 ) رحيل الكاتب الصحافي السوداني ذائع الصيت الفاتح جبرا ، الذي دخل قلوب وعقول الملايين من السودانيين من خلال عموده ( ساخر سبيل).



تميزت كتابات فقيد الوطن بالشجاعة والجرأة ووضوح الموقف المناهض للديكتاتورية ، والظلم.

شد الأنظار تركيزه على محاربة الفساد بأشكاله كافة ، السياسية والمالية والادارية ، وحظي بمتابعة القراء داخل السودان وخارجه.

فقيد الكلمة الحرة تميز بأنه كاتب ساخر وجاد في الوقت نفسه، وهذه من أصعب أنواع الكتابة .

كان صاحب موهبة تجلت في مهارة جمعت بين الصفتين ، فسطع نجمه في سماء الوطن، وخارجه في أوساط عدد كبير من سودانيي الشتات، فأحبوه ، ووضعوه في حدقات العيون.

أحبوه لأنه انحاز الى حقوقهم الانسانية المشروعة في العيش الكريم، وهي حقوق انتهكها وسلبها انقلابيون، طاغون، وفاسدون، دمروا الوطن ، سلبوا موارده، شوهوا سمعته في العالم، شردوا بناته وأبنائه في اصقاع الأرض، وأذلوهم .

وهاهم بنات وأبناء السودان يبحثون عن الأمن والدفء والحياة الكريمة في اي بلد ، و يفتقدون اليوم ( ساخر سبيل) نصير المشردين و المظلومين.

كلنا راحلون .. ورغم اختلاف الناس – وهذا أمر طبيعي- في الحكم على الناس والأشياء فان هناك معايير انسانية واخلاقية مهنية تسمو فوق أي انتماء سياسي أو عنصري، وتحدد هل التزم الانسان - أي انسان- وخصوصا الصحافي والكاتب بحروفه أو صوته بموقف داعم لحقوق الانسان، أم تم الوقوف في مربع التطبيل والترويج للمستبدين والظالمين، أعداء الحرية والعدالة والسلام تحت شعارات مضللة ؟

الفاتح جبرا وقف في الجانب الصحيح والمشرق من التاريخ ، معانقا شعب السودان ، متفاعلا مع همومه وتطعاته ، فترك تاريخا ودروسا جديرة بالتأمل، إذ التزم بقناعته وشعاره وبوصلته الانسانية، المهنية الحرة ،الواعية ، والحكيمة التي تقول (إذا لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل).

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، والعزاء لأسرته، وأهله ، ولأصدقائه وزملاء الحرف الأخضر وقرائه في السودان وخارجه .
( إنا لله وإنا اليه راجعون)

modalmakki@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: الإمارات تلعب لعبة مزدوجة مميتة في السودان … مصر وايران تدعمان الجيش السوداني وقطر تمده بست طائرات حربية صينية

بقية التحقيق الاستقصائى لنيويورك تايمز:

كيف يستخدم حليف للولايات المتحدة المساعدات كغطاء للحرب السودان

*نيويورك تايمز - بقلم ديكلان والش وكريستوف كويتل*
_قام ديكلان والش بإعداد تقرير من السودان وتشاد وسويسرا. وقام كريستوف كويتل بتحليل صور الأقمار الصناعية وسجلات الرحلات الجوية وغيرها من المواد_

21 سبتمبر 2024

وتحلق الطائرات بدون طيار فوق الصحاري الشاسعة على طول الحدود السودانية، حيث تقوم بتوجيه قوافل الأسلحة التي تقوم بتهريب الأسلحة غير المشروعة إلى المقاتلين المتهمين بارتكاب فظائع واسعة النطاق والتطهير العرقي.

إنهم يحومون فوق مدينة محاصرة في قلب المجاعة الرهيبة في السودان، ويدعمون قوة شبه عسكرية لا ترحم قصفت المستشفيات ونهبت شحنات الغذاء وأحرقت آلاف المنازل ، بحسب منظمات الإغاثة.

ومع ذلك، فإن الطائرات بدون طيار تنطلق من قاعدة تقول الإمارات العربية المتحدة إنها تدير فيها جهدا إنسانيا للشعب السوداني - وهو جزء مما تسميه "أولوية عاجلة" لإنقاذ أرواح الأبرياء وتجنب المجاعة في أكبر حرب في أفريقيا.

تلعب الإمارات لعبة مزدوجة مميتة في السودان، البلد الذي مزقته واحدة من أكثر الحروب الأهلية كارثية في العالم .

في محاولة لتعزيز دورها كصانعة ملوك إقليمية، تعمل دولة الخليج الغنية بالنفط على توسيع حملتها السرية لدعم الفائز في السودان، من خلال تحويل الأموال والأسلحة، والآن، طائرات بدون طيار قوية، إلى المقاتلين المنتشرين في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لمسؤولين ومذكرات دبلوماسية داخلية وصور الأقمار الصناعية التي حللتها صحيفة نيويورك تايمز.

في الوقت نفسه، تقدم الإمارات نفسها باعتبارها بطلة للسلام والدبلوماسية والمساعدات الدولية. بل إنها تستخدم أحد أشهر رموز الإغاثة في العالم ــ الهلال الأحمر، نظير الصليب الأحمر ــ كغطاء لعمليتها السرية المتمثلة في إرسال طائرات بدون طيار إلى السودان وتهريب الأسلحة إلى المقاتلين، كما تظهر صور الأقمار الصناعية ويقول مسؤولون أميركيون.

لقد تأججت الحرب في السودان، الدولة المترامية الأطراف الغنية بالذهب والتي يبلغ طول سواحلها على البحر الأحمر نحو 500 ميل، بسبب وفرة الدول الأجنبية، مثل إيران وروسيا. حيث تقوم هذه الدول بتزويد الأطراف المتحاربة بالأسلحة، على أمل ترجيح كفة الميزان لتحقيق الربح أو تحقيق مكاسب استراتيجية خاصة بها ــ في حين يقع شعب السودان في مرمى النيران.

لكن المسؤولين يقولون إن الإمارات تلعب الدور الأكبر والأهم على الإطلاق، حيث تتعهد علناً بتخفيف معاناة السودان حتى في الوقت الذي تعمل فيه سراً على تأجيج هذه المعاناة .

لا تزال المجاعة تطارد السودان. فقد أعلنت المجاعة رسميا الشهر الماضي بعد ما يقرب من 18 شهرا من القتال الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشتيت ما لا يقل عن 10 ملايين شخص في أسوأ أزمة نزوح في العالم، وفقا للأمم المتحدة. وتصف جماعات الإغاثة هذه الكارثة بأنها "كارثة ذات أبعاد تاريخية".

وتقول الإمارات إنها "أوضحت بشكل قاطع" أنها لا تسلح أو تدعم "أيًا من الأطراف المتحاربة" في السودان. وعلى العكس من ذلك، تقول إنها "منزعجة من الكارثة الإنسانية المتسارعة" وتدفع إلى "وقف فوري لإطلاق النار".

لكن منذ أكثر من عام، عملت الإمارات سراً على دعم قوات الدعم السريع، وهي المجموعة شبه العسكرية التي تقاتل الجيش السوداني من أجل السيطرة على ثالث أكبر دولة في أفريقيا.

لقد حولت الحرب الأهلية في السودان البلاد، التي تقع على البحر الأحمر من الناحية الاستراتيجية، إلى ساحة حرب عالمية مفتوحة. فقد زودت إيران الجيش السوداني بطائرات بدون طيار، والذي قاتل إلى جانب القوات الخاصة الأوكرانية في العاصمة الخرطوم. كما انحازت مصر إلى جانب الجيش السوداني.

لقد لعبت روسيا على كلا الجانبين. فقد وجد مفتشو الأمم المتحدة أن مرتزقة فاغنر زودوا قوات الدعم السريع في البداية بالصواريخ. وفي الآونة الأخيرة، يقول المسؤولون، إن الكرملين اتجه نحو الجيش، وعرض عليه الأسلحة في مقابل الوصول البحري إلى ساحل البحر الأحمر في السودان.

ويقول مسؤولون أميركيون إن الحوثيين في اليمن أرسلوا سفناً محملة بالأسلحة إلى الجيش السوداني، بناء على طلب إيران، كما أرسلت قطر الغنية بالغاز ست طائرات حربية صينية. (ونفت قطر والحوثيون إرسال مساعدات عسكرية).

وأشار المسؤولون إلى أن الإمارات أرسلت أيضًا مجموعة من الأسلحة.

وفي فبراير/شباط، كتب سفير الاتحاد الأوروبي في السودان، إيدان أوهارا، في مذكرة سرية حصلت عليها صحيفة التايمز: "إن تسليم الإمارات العربية المتحدة طائرات بدون طيار ومدافع هاوتزر وقاذفات صواريخ متعددة وأنظمة دفاع جوي محمولة لقوات الدعم السريع ساعدها في تحييد التفوق الجوي" للجيش السوداني. (نظام الدفاع الجوي المحمول هو نوع من الصواريخ المضادة للطائرات).

وتضمنت المذكرة تأكيدات مذهلة أخرى: أن المملكة العربية السعودية قدمت أموالاً للجيش السوداني، الذي استخدمها لشراء طائرات بدون طيار إيرانية؛ وأن ما يصل إلى 200 ألف مرتزق أجنبي كانوا يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع؛ وأن مرتزقة فاغنر دربوا قوات الدعم السريع على استخدام الصواريخ المضادة للطائرات التي قدمتها الإمارات.

ويبدو أن الدور الإماراتي يشكل جزءاً من حملة أوسع نطاقاً في أفريقيا. ففي العام الماضي، أعلنت الإمارات عن استثمارات بقيمة 45 مليار دولار في مختلف أنحاء القارة، وهو ما يقرب من ضعف ما أعلنته الصين. ومؤخراً، توسعت الإمارات في مجال جديد: الحرب.

لقد قلبت الصين مجرى الحرب الأهلية في إثيوبيا في عام 2021 من خلال تزويد رئيس الوزراء بطائرات بدون طيار مسلحة في نقطة حاسمة من القتال، مما ساعده في النهاية على الخروج منتصرا. والآن يبدو أنها تحاول تكرار نفس الإنجاز في السودان مع قوات الدعم السريع.

*خط أنابيب الأسلحة*

وفي العام الماضي، عندما بدأت طائرات الشحن بالهبوط في مطار أمجراس، على بعد 600 ميل شرق العاصمة التشادية نجامينا، قالت الإمارات إنها جاءت لإنشاء مستشفى ميداني للاجئين السودانيين.

لكن في غضون أشهر، اكتشف المسؤولون الأميركيون أن المستشفى الذي بلغت تكلفته 20 مليون دولار كان يعالج مقاتلي قوات الدعم السريع بهدوء، وأن طائرات الشحن كانت تحمل أيضا أسلحة تم تهريبها لاحقا إلى المقاتلين داخل السودان.

وأظهر تحليل صحيفة التايمز لصور الأقمار الصناعية وسجلات الرحلات الجوية أن الإماراتيين أنشأوا نظام الطائرات بدون طيار في نفس الوقت الذي كانوا يقومون فيه بالترويج لعمليتهم الإنسانية .

خلال مكالمة هاتفية مطولة في أوائل مايو/أيار مع نظيره الإماراتي، استشهد مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، جيك سوليفان، بمعلومات استخباراتية أمريكية تم رفع السرية عنها حتى يمكن مشاركتها مع مسؤول أجنبي. وقال مسؤولان أمريكيان مطلعان على المحادثة إن الأدلة وثقت الدعم العسكري الإماراتي لقوات الدعم السريع.

ولكن يبدو أن الصراحة الأميركية لم يكن لها تأثير يذكر. فقد ضاعفت الإمارات دعمها لقوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة، حسبما يقول مسؤولون أميركيون وشهود عيان في تشاد.

ويقول المسؤولون إن عدد رحلات الشحن الجوي التي تهبط في مطار أمجراس أصبح أقل، حيث يمكن اكتشافها بسهولة، لكن نسبة أكبر من الإمدادات تصل عن طريق الشاحنات، وغالبا عبر طرق تتجاوز المدن والبلدات الكبرى.

وتتابع صحيفة نيويورك تايمز وصول الطائرات، بما في ذلك طائرات شحن إماراتية، إلى مطار أمجراس في تشاد منذ عام.

كما تم العثور على آثار أسلحة قدمتها الإمارات العربية المتحدة في ساحة المعركة. وقد حددت هيومن رايتس ووتش مؤخرًا صواريخ صربية الصنع، أطلقت من طائرة بدون طيار مجهولة الهوية، وقالت إنها بيعت في الأصل إلى الإمارات.

وقال سوكسيس ماسرا، رئيس وزراء تشاد الأسبق، "الأمر واضح للغاية: الإمارات العربية المتحدة ترسل الأموال، الإمارات العربية المتحدة ترسل الأسلحة".
وقال إنه بعد شكاوى من مسؤولين غربيين، أبلغ رئيس بلاده محمد إدريس ديبي أن السماح للإمارات بنقل الأسلحة عبر تشاد كان "خطأ فادحا".
ولكن لم يتغير شيء. فقد وعدت الإمارات السيد ديبي بقرض قيمته 1.5 مليار دولار ، وهو ما يعادل تقريباً ميزانية تشاد الوطنية التي بلغت 1.8 مليار دولار قبل عام.

وتدعم الإمارات قوات الدعم السريع بطرق أخرى أيضًا. ففي وقت سابق من هذا العام، نقلت طائرة إماراتية خاصة قائد القوات شبه العسكرية، الجنرال حمدان، في جولة شملت ست دول أفريقية ، حيث عومل كرئيس دولة.

دبي، إحدى الإمارات السبع التي تشكل الدولة، هي مركز إمبراطورية الأعمال التابعة لقوات الدعم السريع، والتي تعتمد على تجارة الذهب. فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ما أسمته "شركة واجهة" لقوات الدعم السريع، وأدرجت مؤخرًا سبع شركات إماراتية قيد التحقيق للاشتباه في ارتباطها بالجماعة شبه العسكرية.

يعيش شقيق الجنرال حمدان، القوني حمدان، البالغ من العمر 34 عامًا، في دبي منذ عام 2014، وقد تم استهدافه بالعقوبات الأمريكية. ومع ذلك، فهو الآن محاور لجهود السلام المتعثرة. وفي حديثه في سويسرا خلال محادثات الشهر الماضي، قلل السيد حمدان من أهمية الإجراءات الأمريكية ضده.
وأضاف "إذا جلب ذلك السلام إلى السودان، فيمكنهم فرض عقوبات على أكبر عدد يريدونه من الشركات".

واعترف السيد حمدان بأن بعض قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات، لكنه أصر على أن الإمارات لم تدعم قوات الدعم السريع.

وقال "لا يوجد دليل على أي شيء، إنها مجرد دعاية كاذبة".

رمز *عزيز للمساعدة*

وأثارت العملية الإماراتية في تشاد قلقا عميقا لدى اتحاد الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إحدى أقدم حركات الإغاثة وأكثرها احتراما في العالم.
وقال توماسو ديلا لونجا المتحدث باسم الصليب الأحمر إنه علم من تقارير إخبارية فقط أن الهلال الأحمر الإماراتي أنشأ مستشفى في أمجراس. وأضاف أن الهلال الأحمر الإماراتي، الذي تموله الحكومة الإماراتية، لم يبلغ الاتحاد الدولي بالأمر كما كان ينبغي له.

ولقد روج الإماراتيون بحماس لسخائهم. فقد أظهرت الدعاية الحكومية عمالاً يفرغون حمولات البضائع ويعالجون المرضى تحت شعار الهلال الأحمر ــ وهو شعار يعود تاريخه إلى سبعينيات القرن التاسع عشر ويحظى بالحماية القانونية بموجب اتفاقيات جنيف. وإساءة استخدام هذا الرمز يشكل جريمة حرب محتملة .

وقال ديلا لونجا إن اللجنة الدولية، خوفا من تعرض سمعتها في الحياد للخطر، أرسلت بعثات لتقصي الحقائق إلى تشاد في عامي 2023 و2024، "لفهم أفضل" لما كان يفعله الإماراتيون تحت راية الهلال الأحمر في أمجراس.

لقد وجدوا القليل من الإجابات.
وقال ديلا لونجا إنه عندما وصل المسؤولون، تم إبعادهم عن المستشفى الميداني الإماراتي لأسباب "أمنية" غير محددة. وفي النهاية غادر المسؤولون تشاد دون أن تطأ أقدامهم المستشفى.

ولم يرد الهلال الأحمر الإماراتي على الأسئلة.

وقال السيد كونينديك، المسؤول في منظمة اللاجئين الدولية، إنه "من غير المسموع" أن تمنع منظمة إغاثة مسؤوليها من زيارة مستشفى من المفترض أنه يعالج اللاجئين.

"ويبدو أن الإمارات تستغل الهلال الأحمر كغطاء لشحنات الأسلحة الموثقة جيداً إلى ميليشيات ترتكب فظائع في دارفور".

وفي يونيو/حزيران، قال مسؤولون إماراتيون إنهم عالجوا نحو 30 ألف مريض ، وكانوا يتطلعون إلى توسيع المستشفى، لكن الناس في أمجراس يقولون إن المستشفى يفتح لمدة أربع ساعات فقط في اليوم.

وفي إبريل/نيسان، افتتحت الإمارات مستشفى ميدانياً ثانياً في تشاد، في مدينة أبيشي. وعندما زارت صحيفة التايمز المستشفى الذي يضم 80 سريراً في يوليو/تموز، عرض الأطباء على الفور القيام بجولة في أجنحته المجهزة تجهيزاً جيداً، والتي قال مدير المستشفى الدكتور خالد محمد إنها كانت تستقبل ما يصل إلى 250 مريضاً كل يوم.

وأضاف أن شركة إماراتية خاصة تدير المستشفى، ولا علاقة لها بالصليب الأحمر أو الهلال الأحمر، لكن المستشفى يغلق أبوابه في الرابعة عصرا كل يوم، مما يحد من الخدمات الطبية التي كان يقدمها.

ويقول الصليب الأحمر إنه لا يزال يحاول معرفة ما يخطط له الإماراتيون.

وقال السيد ديلا لونجا المتحدث باسم الصليب الأحمر عن التحقيق في مستشفى أمجاراس: "إن العملية لم تنته بعد. نريد أن نتوصل إلى حقيقة الأمر".

*موازنة إيران*

بينما يتجه السودان إلى ما وصفه العديد من الخبراء بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، يقول المسؤولون الأميركيون إنهم يركزون على الصراع بشكل أكثر حدة من أي وقت مضى.
لقد قام أنتوني جيه بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، بتنظيم محادثات السلام الشهر الماضي في سويسرا على الرغم من ضعف فرصها في وقف القتال.

وقال ثلاثة أشخاص مطلعين على هذه التفاعلات إن سوليفان، مستشار الأمن القومي، تدخل بشكل مباشر مع مسؤولين من المملكة العربية السعودية عندما بدا أنهم يعرقلون المحادثات.
لكن إدارة بايدن منقسمة بشأن سؤال أساسي: إلى أي مدى ينبغي لها أن تضغط على الإمارات؟

وعندما اقترح المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرييلو، في إحدى حلقات البودكاست في الرابع من سبتمبر/أيلول، أنه يدعم مقاطعة الإمارات من قبل مغني الراب ماكليمور، الذي ألغى مؤخرًا عرضًا في دبي بسبب دور الإمارات في السودان، أثار ذلك رد فعل غاضبًا من المسؤولين الإماراتيين، وفقًا لعدة مسؤولين.
وقال السيد بيرييلو في البودكاست: "من المؤكد أنني لم أضع ماكليمور كبطل للسودان على بطاقة البنغو الخاصة بي".
ورأى بعض كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية أن بيرييلو قد ذهب بعيداً للغاية، في حين أبدى آخرون انزعاجهم من فكرة الخضوع للإماراتيين من أجل الحفاظ على علاقات جيدة.

لقد عكس النزاع حدود تحدي الإمارات، الدولة التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في العديد من الأولويات العالمية. فالإمارات حليف قوي للولايات المتحدة ضد إيران، وموقعة على اتفاقيات إبراهيم لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ولاعب محتمل في غزة بعد الحرب، بل إنها سهلت حتى تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا.

لقد تجاهلت الدولة الخليجية الانتقادات الدولية من قبل، وخاصة فيما يتصل بدورها في اليمن ، ولكنها تبدو حساسة للانتقادات المتزايدة بشأن السودان.

وعندما نظر الدبلوماسيون الأوروبيون في فبراير/شباط الماضي فيما إذا كانت الإمارات "لديها أي تحفظات بشأن المذبحة والدمار" الناجم عن أفعالها في السودان، حسبما جاء في مذكرة الاتحاد الأوروبي السرية، خلص الدبلوماسيون إلى أن الإماراتيين "سيكونون أكثر قلقا بشأن أي ضرر يلحق بسمعتهم بدلا من أي شعور بالمسؤولية الأخلاقية".

ولكن ما إذا كان الإماراتيون على استعداد للتنازل عن السودان لواحدة من القوى المتنافسة العديدة المنخرطة في الحرب، وخاصة إيران، فهذه مسألة أخرى تماما.

ويقول مسؤولون إن احتمال حصول إيران على موطئ قدم على الشواطئ الغربية للبحر الأحمر أثار قلق الإمارات وعدة دول عربية أخرى متورطة في السودان.

إن هذا الشعور بالانزعاج هو الذي يدفع إلى حرب بالوكالة ويدفع القوى المتنافسة إلى ضخ المزيد والمزيد من الأسلحة إلى السودان، مما يدفع الدولة المترنحة نحو الانهيار التام.
ويقول الإماراتيون إن اللاجئين السودانيين ممتنون للمساعدة الإماراتية، لكن الغضب بين الآخرين يتزايد.

في الأسبوع الماضي، عندما زارت السيدة نسيبة، الوزيرة الإماراتية التي شاركت في محادثات السلام في سويسرا، أحد المستشفيات في تشاد لعرض الأعمال الطيبة التي تقوم بها بلادها، واجهها لاجئ سوداني غاضب.

"أنتى تعلمين جيداً أنكم أشعلتم هذه الحرب!"، صرخ رجل خلال اجتماع عام، في تبادل سريع انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي. "لا نريد منكم شيئاً، إلا أن توقفوها".

وقال الرجل الذي طلب أن يتم التعريف به باسم سليمان خوفا من الانتقام عبر الهاتف، إنه لم يتمكن من السيطرة على نفسه.
وقال إن وحشية قوات الدعم السريع أجبرته على الفرار من السودان قبل عام، لينضم إلى 800 ألف لاجئ الآن في تشاد. وعندما جلست الوزيرة الإماراتية أمامه، قال : "رأيت السبب وراء تدمير منزلي".
"لقد فقدت كل شيء"، كما قال. "كان علي أن أقف وأقول ما كان في قلبي".

ساهم جوليان بارنز وإيريك شميت في إعداد التقرير من واشنطن، وشوائب الموسوي من بنغالور، الهند. مقاطع الفيديو والرسومات من إعداد ألكسندر كارديا وجوش هولدر.

ديكلان والش هو كبير مراسلي صحيفة التايمز في أفريقيا ومقره نيروبي بكينيا. وقد سبق له أن عمل مراسلاً من القاهرة، حيث غطى الشرق الأوسط، وإسلام آباد، باكستان. المزيد عن ديكلان والش

كريستوف كويتل مراسل صحيفة التايمز في فريق التحقيقات البصرية  

مقالات مشابهة

  • مراجعة نقدية شاملة لخمسين دراسة حول الحزب الشيوعي السوداني
  • التجرد من مصلحة الذات لأجل مصلحة الوطن
  • وداعا… ساخر سبيل
  • نيويورك تايمز: الإمارات تلعب لعبة مزدوجة مميتة في السودان … مصر وايران تدعمان الجيش السوداني وقطر تمده بست طائرات حربية صينية
  • إعلان مشترك بين «الشيوعي السوداني» وحركة/ جيش تحرير السودان
  • أصلي مزنوق بقرشين.. ساويرس برد ساخر على تدوينة هاجمته بعد ما قاله عن حميدتي والسودان
  • ابراهيم جابر ل(المحرر): لا نخاف الضغوط الدولية ولكن نخشى الشعب السوداني
  • السُّودان بلدٌ فقدَ ظلّه
  • قلق على القلق