محمد المكي أحمد
فقد الشعب السوداني، و الصحافيون السودانيون، وأعني المنحازين، بالحرف والموقف المبدئي الواضح لحقوق الشعب السوداني في الحرية والعدالة والسلام، رمزا من رموز الكلمة الشجاعة، والموقف الجريء، الذي يستمد حيويته من مسيرة القبض على جمر المواقف الصعبة في أزمنة القسوة والقمع.
أخبارالقاهرة حملت الينا في (21 سبتمبر 2024 ) رحيل الكاتب الصحافي السوداني ذائع الصيت الفاتح جبرا ، الذي دخل قلوب وعقول الملايين من السودانيين من خلال عموده ( ساخر سبيل).
تميزت كتابات فقيد الوطن بالشجاعة والجرأة ووضوح الموقف المناهض للديكتاتورية ، والظلم.
شد الأنظار تركيزه على محاربة الفساد بأشكاله كافة ، السياسية والمالية والادارية ، وحظي بمتابعة القراء داخل السودان وخارجه.
فقيد الكلمة الحرة تميز بأنه كاتب ساخر وجاد في الوقت نفسه، وهذه من أصعب أنواع الكتابة .
كان صاحب موهبة تجلت في مهارة جمعت بين الصفتين ، فسطع نجمه في سماء الوطن، وخارجه في أوساط عدد كبير من سودانيي الشتات، فأحبوه ، ووضعوه في حدقات العيون.
أحبوه لأنه انحاز الى حقوقهم الانسانية المشروعة في العيش الكريم، وهي حقوق انتهكها وسلبها انقلابيون، طاغون، وفاسدون، دمروا الوطن ، سلبوا موارده، شوهوا سمعته في العالم، شردوا بناته وأبنائه في اصقاع الأرض، وأذلوهم .
وهاهم بنات وأبناء السودان يبحثون عن الأمن والدفء والحياة الكريمة في اي بلد ، و يفتقدون اليوم ( ساخر سبيل) نصير المشردين و المظلومين.
كلنا راحلون .. ورغم اختلاف الناس – وهذا أمر طبيعي- في الحكم على الناس والأشياء فان هناك معايير انسانية واخلاقية مهنية تسمو فوق أي انتماء سياسي أو عنصري، وتحدد هل التزم الانسان - أي انسان- وخصوصا الصحافي والكاتب بحروفه أو صوته بموقف داعم لحقوق الانسان، أم تم الوقوف في مربع التطبيل والترويج للمستبدين والظالمين، أعداء الحرية والعدالة والسلام تحت شعارات مضللة ؟
الفاتح جبرا وقف في الجانب الصحيح والمشرق من التاريخ ، معانقا شعب السودان ، متفاعلا مع همومه وتطعاته ، فترك تاريخا ودروسا جديرة بالتأمل، إذ التزم بقناعته وشعاره وبوصلته الانسانية، المهنية الحرة ،الواعية ، والحكيمة التي تقول (إذا لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل).
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، والعزاء لأسرته، وأهله ، ولأصدقائه وزملاء الحرف الأخضر وقرائه في السودان وخارجه .
( إنا لله وإنا اليه راجعون)
modalmakki@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
اتهام الجيش السوداني باستخدام الأسلحة الكيماوية.. ومسؤول ملف حقوق الإنسان في جنيف يرد
متابعات ــ تاق برس فند مسؤول ملف حقوق الانسان ببعثة السودان بجنيف السكرتير الأول عمر شريف أكاذيب ممثل منظمة اتحاد التنمية الإفريقية لدى مشاركته في مداولات مجلس حقوق الانسان حول البند الثالث الخاص بالحقوق الاقتصادية حيث خرج ممثل المنظمة عن الموضوع ووجه اتهامات للقوات المسلحه رغم ان البند ليس بشأن السودان ، ووصف مندوب السودان الاتهامات انها اكاذيب مفضوحة تحاول تشويه صورة القوات المسلحة السودانية وتقديم سردية خاطئة ومنحازة الأمر الذي يتناقض مع المباديء المهنية والاخلاقية للمجتمع المدني الحقوقي. وأكد ممثل البعثة أن السودان طرف أصيل وملتزم باتفاقيات حظر اسلحة الدمار الشامل بما في ذلك اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية. وقال ممثل البعثة ان اتهام القوات المسلحة السودانية باستخدام الاسلحة الكيميائية كاذب ومرفوض ،وان كافة الإفادات التي وردت في بيان المنظمة لا أساس لها من الصحة. و حول إتهام القوات المسلحة السودانية بتجنيد الأطفال، فقد اكد ممثل البعثة ان قوانين ولوائح القوات المسلحة السودانية كاي جيش مهني ومحترف لا تسمح بتجنيد الأطفال . وطلب من المنظمة المذكورة بحكم أنها مهتمة بالشأن السوداني أن تنظر في الانتهاكات الموثقة والممنهجة ضد الأطفال في السودان التي ظلت ترتكبها الدعم السريع ضد الأطفال بمافي ذلك تجنيدهم واستخدامهم في العمليات العسكرية وحراسة مراكز الاحتجاز كما ورد في آخر تقرير للمفوضية السامية لحقوق الانسان نفسها ،فقد ظلت الدعم السريع تستهدف الأطفال على أساس العرق كما جاء في التقارير التي اعدتها المفوضية السامية عن اللاجئين السودانيين في تشاد الذين هربوا من حرب المليشيا وأعمال الاستهداف الممنهج التي مارسته ضدهم في ولاية غرب دارفور. إلى جانب ممارسة الدعم السريع العنف ضد الفتيات بأساليب ممنهجة أكدتها عدد من التقارير الحقوقية ، و كما اثبتتها التحقيقات الجنائية التي قامت بها السلطات المعنية وتقارير السلطة المعنية عن مكافحة العنف ضد النساء . الأسلحة الكيماويةالجيش السودانيجنيف