سودانايل:
2024-12-22@13:29:19 GMT
“سحر خليل” العرفان في مثواها شموخ “٣”
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
بكل حزن تلقيت العديد من الايميلات توضح أن الكثير من الناس قد أساؤو فهمي فيما يخص مقالات سابقة بذات العنوان . الذي أوضحت فيه أن الميكانيزم الذي يستخدمه الصوفيون كاأدوات في المسير الي المطلق هو حالة التماهي الي حد الفناء في المطلق .. الذي بدون شك لن يأتي الا بالحب الصادق الحقيقي ببعد بشري كامرحلة . لان المطلق (الله) يعرف بصفاته التي تتجلى في خلقه أما الذات فهي خارج الذمان والمكان كما أسلفت (حيث لاحيث وعند لا عند ) ومن ثم يأخذ البعد الروحي في رحلة المسير السرمدي .
لكن في تقديري أن الخطاب الصوفي ظل حبيس دوره جراء الهجمات الشرسة من قبل الذين يعتقدون أن بإمكانهم تقيد كل المعرفة بما فيها الدني في قالب اللغة البسيط المنمط !! .. وفي هذا السياق معروف للقاصي والداني أن هنالك خطابات صوفية تأثرت بكل أسف بهذه الهجمات فتراجعت فأصبحت خطابات صوفية مسلفنة إن جاز لي التعبير فتم تفريغها من محتواها و مضمونها بكل أسف .. لكن في تقديري بعد ظهور المدارس الفلسفية للتأويل حديثا أصبح فهم الخطاب الصوفي الذي أتسم تناوله للخطاب الديني في سياقه التاريخي الإجتماعي (التأويل) يمكن إستيعاب هكذا مقاربات ..
عودة للموضوع الأساس في محاولة لوضع النقاط علي الحروف .. التأويل الصوفي علي سبيل المثال لقصة مجنون ليلى كما تناولناها كانموزج في هذه المساحة ، على مر القرون، قدم المتصوفة تأويلات متعددة لقصة مجنون ليلى، تتنوع بين رؤيتها كرمز للبحث عن الله وبين اعتبار ليلى تمثيلاً للعالم المادي الذي يسعى العاشق للهروب منه للوصول إلى الحقيقة الروحية. وفي هذا السياق يقول الشيرازي احد اهم متصوفة عصره "كل حب مادي هو مجرد خطوة نحو حب الله، وكل معاناة هي تذكير بالوصول إلى الحقيقة." ..
في محاولة للقياس وليست مقاربة ووفقًا لهذه التأويلات، في تجربتي التي أعيشها الان وفي كل آن أستطيع القول أنها ليست مجرد مستوا من العاطفة ، بل هي تمثيل للصراع الروحي الذي أعيشه ويعيشه كل إنسان في سعيه للوصول إلى الحقيقة الإلهية.. زوجتي "سحر خليل " بروحها الموغلة في النقاء والطهر استطيع القول بأنها كانت حافز وباعث أتاحت لي بخلفيتي الصوفية فرصة للتأمل في طبيعة الحب والفناء ، وكيف يمكن للعاشق أن يتجاوز حدود الجسد والروح ليصل إلى الحقيقة.. الحقيقة بها وعبرها ، متماهيا تماما فيها ..
علي مدي ذمن طويل وقبل أن تشيئ المشيئة بيني وبين زوجتي سيدة نساء الأكوان "سحر خليل" كنت أعتقد أن مجنون ليلى علي الرغم من تأثيرها علي الأدب صوفي وغيره . إلا أنني كنت دائم التعريف له بأنه مستوا من الفانتازيا .. وكما أثرت قصة مجنون ليلي وتركت أثرا كبيرا علي الصوفيون الذين إستخدموها كوسيلة للتعبير عن مفاهيم العشق الإلهي والبحث الروحي..
يملئ الفم واليقين في أقصاه هاهو مجنونا آخر "مجنون سحر خليل " تاااااائه في بهاء سيدة من نور ورحيق ، أنا من بلادها وبيتها ومن دمها ولحمها .. سيدة من أصالة ووعد وإنتماء .. دائما ماأتحقق من عافية الإنسانية عبرها.. أتعلم في كل وحدة ذمن عبرها معاني الصدق، النقاء والسير علي الصراط المستقيم .. سيدة من نور وهمس وعبير وحريق ومطر و لا تملك إلا أن تصلي العشق عليها قيام "سحر خليل" سيدة نساء الأكوان ..
بكل فخر وإعزاز "مجنون سحر خليل" كل مايمكنني أن أقوله في حقها أن من الظلم بمكان أن نري "سحر خليل" من زاوية شوف بسيطة أو عادية "بشرية محضة" ، فهي لاتري إلا من خلال هذا التأمل الصوفي العظيم ، لنستطيع أن نفهم كيف يمكن لحب بشري أن يتحول إلى تجربة روحانية عميقة قادتني إلى مستويات أعمق من الفهم والوجود، وهو ما أجسده الان أنا مجنون "سحر خليل" في رحلتي السرمد نحو العشق والعرفان منها إليها ..
mohamed79salih@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إلى الحقیقة سحر خلیل
إقرأ أيضاً:
“الصهاينة”.. المستفيد الوحيد
يمانيون/ كتابات/ أحمد يحيى الديلمي