قانون ضريبة الدخل الجديد.. هل سيحقق العدالة الوطنية؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
شهد يوم الخميس الماضي، حدثاً وطنياً بعنوان بارز هو "تحقيق العدالة" في فرض ضرائب الدخل بمعايير دولية، حيث تسلّم مكتب رئيس الوزراء مسودة مشروع قانون ضريبة الدخل الجديد الذي أعدته اللجنة العليا للإصلاح الضريبي والهيئة العامة للضرائب بمشورة وإشراف خبراء الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وتمثل هذه المسودة أول تغيير ستراتيجي في عالم الضرائب في العراق في أعقاب 6 عقود من قانون 1959.
رئيس اللجنة العليا للإصلاح الضريبي، الدكتور عبد الحسين العنبكي، قال إن "مسودة قانون ضريبة الدخل الجديد تمثل طفرة في مجال التشريعات الضريبية، فالعراق مازال يعتمد حتى الآن على قانون ضريبة الدخل 112 لسنة 1982 الذي يعتمد بالأساس على قانون 1959، أي منذ أكثر من ستين عاماً". وأشار، إلى أن "التشريعات الخاصة بضريبة الدخل تشريعات قديمة في ظل التطورات والتغيرات الكبيرة على مستوى ظهور مهن جديدة وأخرى اندثرت، وبالتالي كان لابد من الأخذ بنظر الاعتبار هذه التغييرات وإعداد قانون جديد لضريبة الدخل". ونوّه، بأن "هذا القانون يتصف بثلاث نقاط أساسية؛ منها بأنه ينسجم من حيث احتساب الضرائب مع المعايير الدولية المعتمدة في احتساب الضرائب وموضوع الازدواج الضريبي بين الدول، وهذا الأمر أخذ بنظر الاعتبار، والنقطة الأخرى بأن القانون يحقق العدالة الضريبية، حيث تم توسيع نطاق السماحات في رفع الحد الأدنى من الدخل المعفي من الضريبة بسبب التضخم وارتفاع الأسعار، فالسامحات السابقة لم تعد تكفي، بالتالي تم رفع سقوف السماحات بالنسبة للضرائب". وبين العنبكي، أن "العديد من الشرائح الضعيفة لن تخضع للضريبة، كما ستفرض ضرائب تصاعدية لذوي الدخل المرتفع أعلى من أصحاب الدخول المنخفضة لتحقيق العدالة الضريبية، أما النقطة الثالثة فسيكون قانون الدخل صديقاً لبيئة الأعمال، لأن هنالك شفافية وتقديراً ذاتياً للدخول خاصة لدخول الشركات والأفراد وكبار المكلفين، فسيكون صديقاً لبيئة الأعمال والاستثمار، وبالتالي سيكون جاذباً للاستثمارات ومراعاة سهولة الإجراءات والتعامل، وبالمحصلة سيكون هذا القانون نقلة كبيرة في مجال الإصلاح الضريبي". فيما أوضح مستشار رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية والمالية، الدكتور مظهر محمد صالح: أنه "حسب القواعد التشريعية الدقيقة فإن الضريبة لا تصدر ولا تلغى إلا بقانون، وأن عمل لجنة الإصلاح الضريبي هي تحقيق ما يسمى بـ(العدالة الضريبية) والتي تنصرف إلى إخضاع شرائح جديدة من المكلفين إلى الضريبة كافة لتصبح مساهماتهم الضريبية ضمن نطاق السيطرة الضريبية، وهو ما يطلق عليه بـ(شمولية الوعاء الضريبي وتوسيع نطاقه) ذلك برفع الضبابية عن الأوعية الضريبية الهاربة" . وأضاف، "يلحظ أنه بسبب الريعية العالية في الاقتصاد فإن الخاضعين للضرائب بأشكالها المباشرة وغير المباشرة لا تشكل مساهماتهم سوى أقل من 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة تمثل الأقل في سلم المعايير العالمية، في حين أن مساهماتها بالإيرادات العامة ضمن فقرات (الإيرادات غير النفطية) ينبغي أن تبلغ الأهداف المحددة في (المنهاج الحكومي) وأن لا تقل خلال الأعوام القليلة القادمة عن 20 بالمئة من إجمالي الإيرادات، أي الارتفاع بها إلى ضعف نسبتها الحالية البالغة 10 بالمئة من إجمالي الإيرادات العامة". وأوضح، أن "من مزايا أهداف لجنة الإصلاح الضريبي هي القضاء على ظاهرة ما يسمى بـ(الركوب المجاني الضريبي)، الذي يشير إلى الوضع الذي يستفيد فيه فرد أو شركة من السلع أو الخدمات العامة التي توفرها الحكومة بتمويل من الضرائب دون أن يسهم بشكل عادل في تغطية تكلفة هذه الخدمات عبر دفع الضرائب"، وأشار صالح إلى أن "ذلك يحدث عندما يتهرب شخص أو كيان من دفع الضرائب أو يستفيد من ثغرات في النظام الضريبي، مما يسمح له بالاستفادة من المنافع العامة التي تُموَّل من مساهمات الآخرين". من جانبه، أوضح مقرر اللجنة المالية البرلمانية للدورة الرابعة، الدكتور أحمد الصفار،، بأن "تعديل أو تشريع قانون ضريبة الدخل جديد خطوة مهمة، ولكنها غير كافية إذا لم يتم شمل جميع الضرائب المباشرة وغير المباشرة بالإصلاح، وتشريع قوانين جديدة تحل محل القوانين القديمة بسبب حصول تغييرات كلية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والإداري والمالي وغيرها، وبالتالي فإن القوانين القديمة لا تنسجم مع التعاملات الحالية والتطور التكنولوجي والعملي الحاصل بشكل عام". وبيّن الصفار، أنه "يمكن أن يدعم هذا القانون إيرادات الدولة غير النفطية إذا ما تم تحقيق الإصلاح الضريبي الفعلي من الجانب القانوني والإداري والمالي، لتكون مصدراً مهماً وثانياً بعد الإيرادات النفطية"، ونوّه بأن "السلطة المالية لو تمكنت من حصر دقيق للأوعية الضريبية وتحصيل كامل إيرادات الضرائب ونجحت في تقليل نسبة التهرب والفساد المالي في الدوائر الضريبية؛ ربما تساهم بالإيرادات الضريبية مع الإيرادات العامة الأخرى غير النفطية لربما تصل بنسبة أكثر من 35 بالمئة من إجمالي الإيرادات العامة وأكثر من 50 بالمئة من إجمالي الإيرادات النفطية".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار قانون ضریبة الدخل الإیرادات العامة الإصلاح الضریبی
إقرأ أيضاً:
لقجع يستعرض أهم تعديلات مشروع قانون مالية 2025 أبرزها إعفاء الدخل الذي يقل عن 6000 درهم من الضريبة
زنقة 20. الرباط
استعرض الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، أهم التدابير والتعديلات التي هم ت مشروع قانون المالية رقم 60.24 للسنة المالية 2025.
وأبرز السيد لقجع، خلال تقديمه لمشروع القانون أمام لجنة المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية، أن هذه التدابير شملت أساسا إصلاح الضريبة على الدخل والضريبة على القيمة المضافة، وعددا من التدابير الجمركية، من ضمنها تعريفة الرسوم الجمركية والضريبة الداخلية على الاستهلاك.
وفي ما يخص إصلاح الضريبة على الدخل، أوضح الوزير أن الحكومة عملت على مراجعة الجدول التصاعدي لأسعار الضريبة على الدخل، من خلال رفع الشريحة الأولى من الدخل السنوي المعفاة من الضريبة من 30 ألف إلى 40 ألف درهم، وهو ما سيمكن من إعفاء دخول الأجور التي تقل عن 6000 درهم شهريا.
وتابع أنه تمت مراجعة الشرائح الأخرى للجدول وتخفيض أسعار الضريبة المطبقة عليها، بالإضافة إلى رفع مبلغ الخصم السنوي من الضريبة على الدخل عن الأعباء العائلية من 360 إلى 500 درهم عن كل شخص يعوله الخاضع للضريبة.
وقال السيد لقجع إن التعديلات التي صادق عليها مجلس النواب، والتي همت الضريبة على الدخل، ارتكزت على رفع مبلغ السندات التي تمثل مصاريف الإطعام أو التغذية المسلمة من لدن المشغلين لمأجوريهم من 30 درهما عن كل مأجور وعن كل يوم من أيام العمل إلى 40 درهما مع إمكانية الأداء بطريقة إلكترونية.
وارتكزت التدابير، وفق الوزير، على مراجعة شروط إعفاء التعويض عن التدريب المدفوع إلى المتدرب خريج التعليم العالي أو التكوين المهني أو الحاصل على شهادة الباكلوريا المعين من لدن منشآت القطاع الخاص، موضحا أنه تم التنصيص على أنه في حالة تغيير المشغل، يمكن للمتدرب الاستمرار في الاستفادة من الإعفاء في حدود مدة 12 شهرا.
وأضاف أنه تم تحسين نظام الضريبة على الدخل برسم الدخول العقارية الخاضعة للحجز في المنبع، ومراجعة النظام الجبائي المتعلق باسترداد اشتراكات التقاعد التكميلي التي لم يتم خصمها.
وفي ما يتعلق بالضريبة على القيمة المضافة، أكد السيد لقجع أنه تم إدراج تدبير مؤقت، برسم سنة 2025، للتنصيص على إعفاء عمليات استيراد كمية محدودة من الحيوانات الحية والمنتجات الفلاحية من الضريبة على القيمة المضافة، وذلك لضمان الإمداد العادي للسوق الوطنية بأسعار مناسبة.
ومن أجل تحسين تمويل الجماعات الترابية، قال السيد لقجع إنه تم الرفع من الحد الأدنى لحصيلة الضريبة على القيمة المضافة المخصصة لميزانيات الجماعات الترابية من 30 إلى 32 في المائة، وذلك لتعزيز دينامية التنمية الترابية.
أما بشأن التدابير الجمركية، فأوضح الوزير أن التعديلات الواردة على مشروع قانون المالية لسنة 2025 نصت على استثناء الجماعات الترابية من الزيادة المطبقة عند عدم أداء مبالغ الرسوم والمكوس والغرامات، وكذا المبالغ الأخرى المستحقة بطريقة إلكترونية، على غرار الإدارات والمؤسسات العمومية.
وتابع أنه تم حذف العصبة الوطنية لمحاربة أمراض القلب والشرايين من لائحة المؤسسات التي تستفيد من رسم الاستيراد الأدنى بنسبة 2,5 في المائة.
من جهة أخرى، أشار السيد لقجع إلى أنه تم إحداث جنحة جمركية جديدة تتعلق بالحيازة غير المبررة للأختام الجمركية أو التزويد بها أو استعمالها، كما تم تخفيف العقوبات المطبقة على الجنح الجمركية، مع إضافة مقتضى جديد ينص على إرجاع الرسوم والمكوس التي تم استيفاؤها بغير حق في حالة تغيير أو إلغاء التصريح المفصل.
وفي ما يهم تعريفة الرسوم الجمركية، لفت الوزير إلى أن التعديلات همت أساسا تخفيض رسم الاستيراد المطبق على عسل المائدة المعبأ في عبوات يزيد وزن محتواها على 20 كلغ من 40 إلى 2,5 في المائة، بالإضافة إلى الرفع من رسم الاسيتراد المطبق على أسلاك الألياف الضوئية من 10 إلى 17,5 في المائة.
وبالنسبة للضريبة على الاستهلاك، أفاد السيد لقجع أن أبرز التدابير هم ت إحداث ضريبة داخلية على الاستهلاك على السجائر الإلكترونية غير القابلة للتعبئة بمقدار 50 درهما لكل وحدة، وإحداث مخالفة مختلفة متعلقة بعدم الالتزام بتطبيق إلزامية وضع العلامات الجبائية على الغازوال والوقود الممتاز خلال عرضهم للاستهلاك.
وتابع أنه تم التنصيص على وقف استيفاء، من فاتح إلى غاية 31 دجنبر 2025 رسم الاستيراد المطبق على كمية محدودة من الحيوانات الحية والمنتجات الفلاحية.
وفي سياق ذي صلة، أبرز السيد لقجع أن الحكومة تسعى من خلال التوجهات العامة لمشروع قانون المالية 2025 إلى “مواصلة تعزيز أسس الدولة الاجتماعية”، و”توطيد دينامية الاستثمار وخلق فرص الشغل”، و”مواصلة تنفيذ الإصلاحات الهيكلية”، إلى جانب “الحفاظ على استدامة المالية العمومية”.
وبخصوص الفرضيات المرتقبة، قال الوزير إن الحكومة تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي يقدر بـ 4.6 في المائة وذلك بناء على فرضيات استقرار معدل التضخم في حدود 2 في المائة، و ارتفاع الطلب الدولي الموجه للمغرب بنسبة 3.2 في المائة، ومحصول الحبوب في حدود 70 مليون قنطار، ومتوسط سعر غاز البوتان عند 500 دولار للطن.
يشار إلى أن مجلس النواب، صادق في جلسة عمومية عقدها نهاية الأسبوع الماضي، بالأغلبية، على مشروع قانون المالية رقم 60.24 للسنة المالية 2025.