منذ سنوات يحض قادة حزب الله عناصرهم على تقليل الاعتماد على الهواتف المحمولة، لأن إسرائيل قادرة على التنصت عليها للتسلل إلى شبكة اتصالات الحزب. وكان البديل، العودة إلى تكنولوجيا التسعينات من أجهز البيجر، والتوكي ووكي، باعتبارهما خيارين أكثر آماناً.

ستخدمت إسرائيل روبوتاً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي، تتحكم فيه عن بعد عبر الأقمار الاصطناعية، لاغتيال أكبر عالم نووي إيراني.

وكتب خيسوس ميسا في مجلة نيوزويك الأمريكية، أن حزب الله اعتقد أن القدرات المحدودة للبيجر، تتيح له الحصول على المعلومات دون كشف مكان المستخدم أو أي معلومات أخرى تعرضه للخطر. وأتى هذا الاعتقاد من زعيم الحزب حسن نصرالله عندما حض على التخلي عن الهواتف المحمولة، خوفاً من اختراق الإسرائيليين لها.
ثم أظهرت الاستخبارات الإسرائيلية هذا الأسبوع لحزب الله، وللعالم، أنه حتى التكنولوجيا الاستهلاكية الأكثر بدائية، لم تعد آمنة في عصر الحروب المتقدمة.

I do not know how AI can be developed ethically when used in humanity’s most unethical endeavor?
A New Era of Warfare Is Here. And It’s Terrifying.https://t.co/W1WUexVrDq

— M (@m185943) September 22, 2024

والثلاثاء، انفجرت أجهزة البيجر التي يستخدمها المئات من أعضاء الحزب، في وقت واحد تقريباً في أجزاء من لبنان وسوريا، ما أسفر عن  نحو 12 قتيلاً و2700 جريح.
وفي اليوم التالي، قُتل 20 آخرون وجُرح المئات عندما انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية في لبنان بشكل غامض. ويُعتقد أن العديد من القتلى والجرحى من أعضاء حزب الله، رغم وجود ضحايا مدنيين بينهم، وفق تقارير وسائل الإعلام اللبنانية.
وقال الخبراء لنيوزويك، إن العملية المنسقة تؤكد تحولاً عالمياً في ديناميات  المعركة، حيث تفسح التكتيكات التقليدية المجال بشكل متزايد للتقنيات المتقدمة مثل الأجهزة المتفجرة، والطائرات دون طيار الانتحارية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وغالباً ما تستفيد من الإلكترونيات الاستهلاكية المتوفرة بسهولة عبر الإنترنت.
ومع تركيز الدول الآن، على شل الأنظمة الرقمية والإلكترونية لأعدائها بدل الاعتماد فقط على التكتيكات العسكرية التقليدية، قال المحلل في شؤون الدفاع حمزة عطار، إن الحرب الحديثة تبتعد عن ساحات القتال التقليدية وتتجه نحو العمليات السيبرانية والسرية.

A New Era of Warfare Is Here. And It's Terrifying.
https://t.co/Jlyn9p3WTR

— Andy Cooper (@andycooper52) September 21, 2024

وأكد لنيوزويك أن "إسرائيل تحشر حزب الله في الزاوية، بحيث لا يستطيع حتى تأمين عملياته الخاصة. ورغم أن الحزب معروف بوعيه السيبراني، فإن هذا الوضع يرسل رسالة معاكسة إلى مؤيديه".
وأشار إلى أنه "في لبنان، حيث تعني أزمة الكهرباء الاعتماد على الأجهزة التي تعمل بالبطاريات، بات الناس الآن أكثر حذراً، من أي وقت مضى".
وأكد الضعف المتزايد في البنى التحتية المدنية أمام الهجمات الإلكترونية المتطورة. وقال إن أي هجوم إلكتروني متقدم ومنسق على السيارات، أو الطائرات، يمكن أن يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة في غضون ثوان، حيث تدمج هذه الأنظمة بشكل متزايد مع أدوات التحكم الرقمية التي يمكن اختراقها.

اختراق أجهزة طائرة

وأضاف "إذا نجح قراصنة في اختراق أجهزة طائرة، فإننا سنواجه كارثة عالمية، مع سقوط الطائرات من السماء. إنها فكرة مرعبة، لكني باعتباري باحثاً، توقعت ذلك منذ وقت بعيد.ومع انتشار الأجهزة المحمولة والرقائق في كل مكان، فإن لدينا هجمات أكثر مما لدينا دفاعات".
ومع تعرض خطوط إمداد حزب الله للخطر والشكوك في معداته الإلكترونية، فإن هجوم هذا الأسبوع سلط الضوء على نقطة ضعف رئيسية في الحرب الحديثة، هي الاعتماد على سلاسل التوريد العالمية الطويلة وغير المترابطة. ويعني هذا التعقيد المتزايد، أن المزيد من الكيانات تشارك في سلاسل التوريد عبر المزيد من المواقع، ما يجعل الرقابة والمساءلة أكثر صعوبة.
إن العملية الاستخباراتية الأخيرة التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله، أحدث مثال على إعادة تشكيل التكنولوجيا المسيرة لساحة المعركة.
وفي 2020، استخدمت إسرائيل روبوتاً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي، تتحكم فيه عن بعد عبر الأقمار الاصطناعية، لاغتيال أكبر عالم نووي إيراني. كما استخدمت إسرائيل وحلفاؤها الحرب السيبرانية لعرقلة جهود التطور النووي الإيراني.
وكان تطوير هذه القوة القاتلة واضحاً على نحوٍ خاصٍ في حرب أوكرانيا ضد روسيا، حيث وفرت ساحة اختبار حقيقية لتكنولوجيا المسيرات. وعمدت القوات الأوكرانية إلى استخدام المسيرات على نطاق واسع لتعويض التفوق الجوي الروسي، حيث استخدمت طائرات انتحارية دون طيار بحمولات من الثرمايت التي حولتها إلى قاذفات لهب. كما استخدمت روسيا أسطولها من الطائرات دون طيار على الخطوط الأمامية.
وعلى نحو مماثل، في غزة، استخدمت حماس مسيّراتها التي زودتها بها إيران لإسقاط القنابل اليدوية على الدبابات الإسرائيلية، وتدميرها من أعلى بأقل التكاليف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

بعد تحويل مالي مرتبط بأجهزة حزب الله.. بلغاريا تحقق مع إحدى شركاتها

ذكرت قناة "بي.تي.في" البلغارية، نقلا عن مصادر في وكالة الأمن الوطني، الخميس، أن 1.6 مليون يورو مرتبطة بالهجوم المميت بأجهزة الاتصال اللاسلكية (بيجر) المتفجرة في لبنان مرت عبر بلغاريا قبل تحويلها إلى المجر.

وقالت السلطات البلغارية، اليوم الخميس، إن وزارة الداخلية وأجهزة أمن الدولة فتحت تحقيقا في علاقات محتملة لإحدى الشركات بالأجهزة دون أن تذكر اسمها.

وذكرت تقارير إعلامية محلية أن شركة "نورتا غلوبال" المحدودة ومقرها صوفيا سهلت بيع أجهزة البيجر لميليشيا حزب الله اللبناني.

وقتل في هذه التفجيرات خلال اليومين الماضيين 37 شخصا و2931 جريحا، ونعى حزب الله عددا من مسلحيه في هذه الهجمات.

وأعلنت شركة غولد أبولو التايوانية، الأربعاء، أن أجهزة الاتصال التي انفجرت بشكل متزامن بأيدي عناصر من حزب الله هي من صنع شريكها المجري "باك".

إلا أن بودابست ردت بأن شركة "باك" BAC المجرية هي "وسيط تجاري بدون موقع إنتاج أو عمليات في المجر".

وأكد المتحدث باسم الحكومة زلتان كوفاكس عبر منصة إكس أن "الأجهزة المعنية لم توجد يوما على الأراضي المجرية."

مقالات مشابهة

  • الحروب السيبرانية والتقنية وأبعادها الجديدة القاتلة
  • وول ستريت جورنال: استراتيجية إسرائيل الجديدة تنذر حزب الله بعواقب وخيمة
  • هل ندخل عصرا جديدا من التخريب بعد تحويل الأجهزة العادية إلى قنابل قاتلة؟
  • من هو إبراهيم عقيل من حزب الله التي أعلنت إسرائيل استهدافه في بيروت؟
  • مادة شديدة الانفجار.. إليكم ٱخر المعلومات عن الووكي توكي التي فجرتها إسرائيل في لبنان
  • بعد تحويل مالي مرتبط بأجهزة حزب الله.. بلغاريا تحقق مع إحدى شركاتها
  • إعلامي لبناني لـ «حقائق وأسرار»: إسرائيل استخدمت متفجرات لا يمكن التعرف عليها بسهولة
  • محافظ تعز: الإحتفالات بثورة سبتمبر رفضا للإمامة الجديدة والطائفية المقيتة
  • أبرز عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل باستخدام التكنولوجيا