حكم تعدد الزوجات في الإسلام
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
اباحت الشريعة الإسلامية تعدد الزوجات، و قد كثر هذا فى مجتمعنا فى الأونة الأخيرة،و لكن لقد جعل الإسلام لذلك ضوابط، قال تعالى:(و إن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى فانحكوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت ايمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا)،يجب على الزوج أن يجعل مخافة الله أمام عينيه دائما فالعدل بينهما واجب و الفطنة و الحكمة مطلوبة من الزوج، و رأى الأحناف أن الزوج لا يعطى لأى زوجة إستثناء فلا فرق بين قديمة و جديدة و لا بكر و لا ثيب و لا فرق بين غنية و فقيرة لأن الكل زوجات.
التابعين السلف
و من شدة تحرى الصحابة و التابعين السلف للعدل أسوة برسول الله صلى الله عليه و سلم،قال مجاهد:(كانوا يستحبون أن يعدلوا بين النساء حتى فى الطيب يتطيب لهذة كما يتطيب لهذة).
و عن جابر بن زيد قال:(كانت لى امرأتان و كنت اعدل بينهما حتى فى القبل)،و أيضا فيما أقل من ذلك أو أكثر حتى النظرة يجب ان يجتهد.
و يقول محمد بن سيرين فيمن له إمرأتان:(يكره أن يتوضأ فى بيت إحداهما دون الأخرى).
و القسم لغتا،هو توزيع النصاب على عدد من الناس،و هنا معناه العدل بين الزوجات فى سائر الأمور و أوكد على سائر الأمور فلا تستصغر امرا و القول بغير ذلك يتسبب فى خلافات و احقاد فالعدل واجب و فرض و قد توعد الله من لا يعدل بين نسائه،و عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه و سلم:(من كانت له إمرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة و شقه مائل)،و قد أوجب الله العدل فى كل شئ و نهى عن الظلم فى الصغير و الكبير.
و الزوج سيواجه كثير غيرته نسائه خاصة اذا اجتمعن،فلا يجوز من الناحية الإنسانية أن يحدث جرح للمشاعر قد يكون عميق الأثر حتى لو إعتقد أنت أنه صغير فإنه يحدث إثارة للأحقاد،فوقتها يجب ان يضع نصب عينيه قوله صلى الله عليه و سلم:(رفقا بالقوارير)،فالقارورة سهلة الكسر جدا،و يكسر المرأة الكلمة الجارحة و الموقف المؤلم هنا قد يفتت الرجل انوثتها.
كيف تهديك قلبها و لا تحافظ عليه من أقل شئ يمكنه ايذائه،فالمرأة شديدة رقة المشاعر.
و الغيرة غريزة و تثار بالتصرفات،و الرجل قد يشعلها ببعض الأفعال،و بإستطاعته السيطرة على غيرتها و غضبها،فيتفادى القيام بما يغضبها،و يجب أن يحترمها و لا يوجه لها الإهانات.
يجب أن يمنحها الحنان،فهو الذى يحد من غضبها.
و لا تنسى أن جبر الخواطر شرعة إيمانية و عبادة أوصى بها النبى لعظيم آثرها على الغير و هى تدل على سمو النفس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشريعة الإسلامية الآونة الأخيرة الإسلام اليتامى الأحناف
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: المرأة أكثر حظا في الإسلام ولكن لمن يفهم الأحكام التشريعية
استقبل الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، اليوم الأربعاء، بمقر مشيخة الأزهر، الدكتور عبد الرحمن محمد علي، رئيس الهيئة العليا للإفتاء بجمهورية جيبوتي، ووفدًا رفيع المستوى من وزارة الأسرة والمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان بجيبوتي، بحضور الدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور جمال أبو السرور، مدير المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر، لبحث سبل التعاون في مجالات الدعوة والتعليم.
وأكد وكيل الأزهر أن الحريات مكفولة في الإسلام، ولكنها مقيدة بما يصلح الإنسان ذاته ولا يضر بغيره، مشددا على أن الخطاب القرآني شاملا للرجال والنساء دون تفرقة، ولكن هناك بعض التشريعات التي تميزت بها المرأة مراعاة لظروفها وأحوالها، مضيفا أن الدين الإسلامي هو دين الواقعية لذا فهو يصلح لكل زمان ومكان، واهتمامه بالمرأة كان من باب إعمار الكون فهي ركيزة أساسية في بناء الأوطان وصلاح المجتمعات، فإن هي قامت بدورها على أكمل وجه كان ذلك سببا في ترابط الأسرة وتماسك المجتمع، فصلاح المجتمع يبدأ من الاهتمام بالمرأة والعناية بها.
وشدد وكيل الأزهر على أن أي تمايز بين الرجل والمرأة في الإسلام ينبغي ألا يُفهم على أنه انتقاص من المرأة بل هو لحكمة وضعها الله سبحانه وتعالى، لأن من وضع التشريع وراعى فيه مصلحة الرجل والمرأة هو الله وحاشاه- تعالى- أن يظلم أو يميز، فالكل عند الله سواسية.
وأكد أن المرأة أكثر حظا في الإسلام ولكن لمن يفهم الأحكام التشريعية؛ لا لمن يلعب على المشاعر ويحاول أن يُظهر نفسه راعي المرأة أو المدافع عنها، فمن عظم تكريم الإسلام للمرأة خصص سورة لها وهي سورة النساء، فالإسلام انتصر على العادات والتقاليد، وأي ظلم للمرأة فإن الإسلام منه براء.
من جانبه، نقل الدكتور عبد الرحمن محمد علي، رئيس الهيئة العليا للإفتاء بجمهورية جيبوتي، تحيات بلاده لفضيلة الإمام الأكبر لجهوده الكبيرة في خدمة الإسلام والقضايا الإنسانية، مؤكدا أن الأزهر هو المرجعية الدينية الأولى لأهل السنة والجماعة في العالم، بما يحمله من منهج وسطي، مبينا أن من يقود الشؤون الدينية في بلاده من خريجي الأزهر، فهم سفراء الأزهر ينشرون ما تعلموه وما درسوه في الأزهر، ويلقون مكانة خاصة بسبب انتسابهم لهذه المؤسسة العريقة، مؤكدا أنهم غيروا الكثير من المفاهيم والعادات التي كانت تضر بالمرأة وأصبحت المرأة الآن تتمتع بكل حقوقها التي كفلها الإسلام.