الفنيدق..من مدينة منسية إلى محور اهتمام عالمي بسبب أزمة الهجرة
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية-عمر أياسينن
كانت مدينة الفنيدق منذ سنوات تعيش على هامش الاهتمام الوطني، حيث كان اقتصادها يعتمد بشكل كبير على الأنشطة الحدودية ومعبر سبتة المحتلة. ومع إغلاق المعبر في عام 2020، بدأت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية تضغط بشدة على المدينة، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة وتزايد الأزمات المعيشية.
على خلفية الأوضاع الصعبة، شهدت المدينة موجات متتالية من محاولات الهجرة السرية نحو سبتة المحتلة. هذه المحاولات لم تقتصر على الأفراد، بل شملت أسرًا بأكملها، مما خلق مشاهد مأساوية وصورًا مؤلمة لشباب وأطفال يلقون بأنفسهم في البحر بحثًا عن مستقبل أفضل. المشهد الذي أثار الاهتمام الإعلامي العالمي كشف عن حجم المأساة التي تعيشها الفنيدق.
بدأت كبرى القنوات والصحف الدولية تتناول الأزمة، ولفتت الأنظار إلى واقع المدينة المنسية. كانت التقارير تتحدث عن الفقر المدقع واليأس الذي دفع الآلاف من شباب المدينة للمخاطرة بحياتهم في محاولة للوصول إلى أوروبا. تناول الإعلام العالمي أيضًا ما اعتبره البعض تجاهلاً حكومياً لحل الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بشكل ملحوظ بعد إغلاق الحدود، مما جعل السكان يشعرون بأنهم محاصرون في مدينة معزولة بلا أي فرص أو مستقبل واضح.
الحراك الاجتماعي الذي شهدته الفنيدق في السنوات الأخيرة لم يكن مجرد احتجاجات عابرة، بل تعبيرًا عن غضب شعبي متزايد بسبب غياب الحلول العاجلة، في الوقت الذي يعيش فيه الآلاف على حافة الفقر. وتُعتبر الهجرة السرية الجماعية أحد أبرز تجليات هذا اليأس الذي أصاب السكان. ومع انتشار أخبار الفنيدق عالميًا، أصبحت المدينة رمزًا للأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه العديد من المدن الحدودية في المغرب.
بينما حاول البعض عزل المدينة ودفعها نحو النسيان، تحول سكان الفنيدق بأفعالهم إلى مصدر لفت الانتباه العالمي، ووضعوا مدينتهم في قلب النقاشات الدولية حول الهجرة والعدالة الاجتماعية. وبذلك، أثبتت الفنيدق أنها ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل صرخة تطالب بالحق في حياة كريمة.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
مسؤول الحدود في إدارة ترامب يتوعد بوسطن بسبب رفضها تسليم متهمين لترحيلهم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هدد توم هومان، مسؤول الحدود في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مسؤولي مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس بسبب رفضهم تسليم متهمين بجرائم إلى سلطات الهجرة لترحيلهم.
وفي الوقت الذي تستعد فيه عمدة بوسطن، ميشيل وو، للمثول أمام الكونجرس للدفاع عن سياسة مدينتها في حماية المجتمعات المهاجرة، تصاعدت المواجهة بين بوسطن وإدارة ترامب، إلى جانب ممثلي الحزب الجمهوري، حول دور الشرطة في دعم عمليات الترحيل.
وفي خطاب ألقاه أمام مؤتمر العمل السياسي المحافظ، عبّر هومان عن غضبه من موقف مفوض شرطة بوسطن، مشيرًا إلى وجود ما لا يقل عن تسعة أشخاص متهمين بـ"اغتصاب أطفال" في سجون المدينة، ترفض السلطات المحلية تسليمهم إلى قسم إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية.
وتوعد هومان بالتوجه إلى بوسطن و"فتح أبواب الجحيم"، في تصعيد لفظي يعكس التوتر المتزايد بين إدارة ترامب والمدن التي تتبنى سياسات "الملاذ الآمن" للمهاجرين.
وفي المقابل، لم يستجب قسم إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك لطلب تقديم معلومات حول هذه القضايا، كما لم يوضح هومان أي خطط فعلية لزيارة بوسطن.
ويُذكر أن سلطات إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك وجهت اتهامات متكررة للحكومات المحلية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة بعدم التعاون في تسليم الأشخاص المتهمين بجرائم عنف لترحيلهم، ما أثار جدلًا واسعًا حول سياسات الهجرة وحقوق المهاجرين.