تعتبر قصص الناجين من التطرف الفكري كنوزًا حقيقية تحمل في طياتها دروسًا قيّمة وعبرًا بالغة الأهمية، فهي لا تقتصر على كونها سِيَرًا ذاتية لشخصيات تحدّت الظروف، بل هي أيضًا شهادة حية على قوة الإرادة البشرية وقدرتها على التغيير والتجدد، لذا أطلقت «الوطن» 3 حملات توعوية لتعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية، تحت شعار «مجتمع صحي آمن.

. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية»، بهدف الحفاظ على تماسك المجتمع وتقوية الروابط الأسرية. 

الجماعات الإرهابية دجل وليس لها علاقة بالإسلام

ومن بين أحد الناجين والمنشقين عن الجماعات الإرهابية المسلحة التي اتخذت نهج التطرف الفكري، هو أبو سلمان التونسي الذي عبّر في تصريحات تليفزونية عن ندمه الشديد بالانضمام إلى هذه الجماعات المسلحة، وكيف كانت أفراد الجماعة تضحي بمقاتلين وعناصر لحماية الأمراء ومكاسب مادية وسلطة فقط، وأنّ ما شهده بينهم كان دجلًا وكذبًا وليس له أي علاقة بالإسلام.

أبو سلمان التونسي هو شاب يبلغ من العمر 27 عامًا، درس حتى الشهادة الإعدادية في تونس ثم ترك الدراسة، وزاول العديد من الأعمال، كالعمل في الأراضي الزراعية، وفي المطاعم وغيرها، وكان يرى أن انضمامه إلى هذه الجماعات الإرهابية المسلحة جهاد حقيقي ونشر لتعاليم الدين الإسلامي الصحيح، ولكن ما رآه بعينه من حقيقة هذا التنظيم جعله يودّ لو أنّه انسحب منذ دخوله سوريا ولم ينضم لهم من الأساس، يقول الشاب العشريني: «لم أتخيل أنني سآتي إلى هنا لأكون وقودًا لحماية أمراء، كل ما رأيته كان كذبًا ودجل، هناك أمراء لا يهمهم سوى السلطة والنفوذ على حساب دماء غيرهم، ناس تموت بلا سبب وآخرون يحصلون على مناصب ومكاسب وأموال هذا ليس الإسلام الذي نعرفه».

أما أبو المثنى القيادي السابق في إحدى الجماعات الإرهابية وهو سوري الجنسية، يقول إنّ التنظيم اغتال كثيرًا من قياداته، وقد شارك بنفسه في هذه الاغتيالات، مشيرًا إلى أنّ التنظيم الإرهابي ورّط بعض أتباعه في هذه الاغتيالات، وبلّغ أهل القتلى عمّن قتلهم، وأكد أنّ من بين أسباب انشقاقه عن التنظيم الإرهابي وهروبه إلى تركيا هو خوفه من انتقام مجموعة من داخل التنظيم منه بعد أن شارك في اغتيال قائده التونسي، يقول: «بيتم تسريب معلومات لأهل القتلة أو أصدقائهم بأنّ فلان قد قتل، حتى يخلقوا نوعًا من النزاع وعدم التكاتف بين هذه الفصائل، فتجد كل مجموعة لها عدو داخل الدولة».

وأضاف «أبو المثنى» أنّه شارك داخل التنظيم الإرهابي في عدد كبير من عمليات اغتيال قيادات التنظيم: «أحد مخاوفي لما شاركت في عملية اغتيال أحد الأمراء التونسيين، وبعدها جالي حد من أتباعه وناداني قالي أنت فلان قولت له نعم، ووقتها نظر لي نظرة غريبة، وخوفت من هذه النظرة، وحسيت إنه بيقولي أنّه جه دورك على القتل، وخلال أسبوع أخرجت زوجتي وأطفالي على تركيا، وخرجت ورائهم مباشرة».

انتهاج القتل تجاوز المعقول داخل التنظيمات الإرهابية

ويروي أبو جهاد التونسي المقاتل المنشق عن تنظيم الجماعات الإرهابية، أنّ انتهاج التنظيم للقتل تجاوز المعقول فسفك الدماء أصبح أسهل الأحكام ولمجرد الشك أو الوشاية، خاصة وأنّ أفراد التنظيم لا يعرفون تفاصيل المعارك التي يخوضونها ولا الجهات التي يقاتلونها، ويكون القتل هو مصير كل من يحاول الفرار من المعارك.

وأضاف «أبو جهاد» أنّ تنظيم الدولة لا يطبقون شريعة الله إلا في المسائل التي لا يختلف عليها المسلمون كالصلاة والحجاب، إلا أنّهم طغوا في أمور وتجاوزوا فيها حدًا لا ينسى وهي القتل وسفك الدماء وإلقاء الاتهامات بلا حجة وتكفير المجاهدين بلا دليل أو بيان، يقول: «أي شخص يهرب أو يتوقف عن القتال في معركة أو يحاول الانسحاب بدون أمر من القيادة يُرمى بالرصاص مباشرة، وأحيانًا كنت أذهب إلى معركة لا أعلم عنها شيئًا وإن فكرت بترك المعركة يكون مصيري القتل دون أي تردد».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حملة الوطن تعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية الجماعات الإرهابیة داخل التنظیم

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكرى: مخطط التهجير مصيره السقوط تحت أقدام المصريين

قال الإعلامى مصطفى بكرى إن عشرات الآلاف من المصريين يتواجدون أمام معبر رفح ليرفضون مخطط التهجير الذي مصيره السقوط تحت أقدام المصريين.

وأضاف مصطفى بكرى خلال تقديم برنامج "حقائق وأسرار" المذاع عبر قناة “صدى البلد”، المؤامرة على مصر كبيرة ويواجهها الرئيس السيسى ومؤسسات الدولة والشعب المصرى.

الأمم المتحدة: إخراج سكان قطاع غزة من أرضهم تطهير عرقيصحة غزة: بدء خروج أول فوج من المرضى والجرحى للسفر غداتسليم 10300 طن من الغذاء لقطاع غزة"الشباب المصري" يؤكد دعمه للقيادة السياسية في رفضها تهجير سكان غزةوقت الشدائد

وتابع بكرى: الشعب المصرى العظيم يثبت كالعادة أنه يقف خلف القيادة السياسية وخلف بلده، معقبا:" الشعب كله بيقول تحيا مصر تحيا مصر".

وأشار مصطفى بكرى أن الشعب المصرى وقت الشدائد التى تواجه مصر ينسى أزماته ويصطف خلف القيادة.

وكان قال أيمن عماد، مراسل القاهرة الإخبارية، من معبر رفح، إن لا يزال المواطنون الذين قطعوا مسافات بمئات الكيلو مترات يقفون في هذه النقطة يعبرون عن رفضهم الكامل لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أشارت إلى تهجير الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية والأردنية.

وأضاف، أن الجميع أمام معبر رفح يرفع شعارات معظمها تشير إلى لا للتهجير وغير ذلك من الشعارات التي يكتب  عليها لا لتصفية القضية الفلسطينية وهذه الشعارات تؤكد على وعي الشعب المصري للنوايا الأمريكية والإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين وترك أراضيهم بعدما عانوا لأكثر من 15 شهرًا من الحرب المتواصلة من الإسرائيليين الذين لم يرحموا كبيرًا ولا صغيرًا وهدموا البيوت فوق رؤوسهم

مقالات مشابهة

  • تعريف جديد للتطرف في بريطانيا
  • محررون فلسطينيون يروون شهادات مروعة عن أساليب التعذيب الوحشي في سجون الاحتلال
  • شوقي علام : الجماعات المتشددة ساهمت فى انتشار الإلحاد
  • شوقي علام: الجماعات المتشددة ساهمت فى انتشار الإلحاد
  • الشاباك هددهم بدفع الثمن إذا تحدثوا للإعلام.. أسرى محررون يروون قصصهم للجزيرة
  • مصطفى بكرى: مخطط التهجير مصيره السقوط تحت أقدام المصريين
  • منير أديب يكتب: التنظيمات الإسلاموية وأمن المنطقة العربية.. حماس نموذجًا
  • بعد تأجيل زيارة بركة لمشروع الربط المائي بالشمال... بايتاس يقول إن الزيارة ستتم حين تنتهي التجارب
  • الدفاع التركية تؤكد وقوفها مع سوريا ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها ووحدتها
  • مقاتلون أجانب تحوّلوا إلى الأعمال التجارية في سوريا