شبكة انباء العراق:
2025-03-12@02:02:48 GMT

ازمة التخطيط و اندثار الجهد الوطني ؟؟

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

بقلم المهندس الإستشاري :- حيدر عبدالجبار البطاط ..

بعد كل ما مرّ به الوطن من فساد ودمار في مجالات التعليم و الصناعة و الزراعة والاقتصاد و الفكر والابتكار و اندثار الجهد الوطني نجد أنفسنا أمام واقع محزن .
بلدي الذي كان مهداً للحضارة والعلم أصبح اليوم يواجه تحديات جسيمة تهدد وجوده ومستقبله.

لقد طال الفساد كافة نواحي الحياة وضرب عمق المؤسسات ليقوّض أي أمل حقيقي في بناء نهضة حقيقية.

فما حدث للتعليم هو نتيجة لسنوات من الإهمال والفساد حيث فقدنا الأجيال الواعدة التي كانت قادرة على أن تكون مفتاحاً لتطوير البلاد وتحول وطني من بلد يصدر العلماء والمفكرين إلى بلد يستورد حتى أبسط الأفكار والخطط من الخارج.

الصناعة التي كانت جزءاً حيوياً من الاقتصاد تعرضت للدمار جراء سنوات من الاهمال والقرارات الاقتصادية السيئة.
و تدهورت الزراعة التي كانت تسد احتياجات البلاد مما جعلنا نعتمد بشكل متزايد على استيراد المواد الغذائية وهو وضع كارثي بالنسبة لدولة تمتلك إمكانيات زراعية هائلة.
وبالنسبة للاقتصاد فإن الفساد المتغلغل في المؤسسات أدى إلى تدمير بنيته التحتية وتعطيل أي فرصة حقيقية للتنمية.

ما نراه اليوم هو سيطرة للشركات الأجنبية التي لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة فقط.
حيث مصالح هذه الشركات تكمن في تحقيق أكبر قدر من الأرباح دون الاهتمام بما يحتاجه الشعب أو ما يفيد البلاد على المدى البعيد.
إن الاعتماد على الشركات الأجنبية لتنفيذ المشاريع يحمل خطراً كبيراً حيث تسعى تلك الشركات لتحقيق مصالحها دون النظر إلى التنمية المستدامة و البعد الوطني و تتجاهل البيئة الاجتماعية والاقتصادية و الصحية ؟؟

لا يمكن لدولة أن تعتمد على الخارج في التخطيط والتنفيذ دون أن تدفع ثمناً باهظاً.
الحل الحقيقي في استثمار العقول الوطنية ودعم الابتكار .

ان الاقتصاد الهش لا علاقة لهُ بالموارد الطبيعية و نحن مثال حي لهذه المعادلة نحن نملك ثروات طبيعية هائلة ولكن نفتقر إلى التخطيط السليم واستغلال العقول الوطنية.
حيث ان الموارد المادية لا يمكن أن تبني اقتصاداً قوياً و لن تخلق مجتمعاً متقدماً إذا ما غابت العقول القادرة على تطوير تلك الموارد بشكل مستدام.

إننا بحاجة ماسة إلى إحياء الجهد الوطني واستعادة الثقة في العقول القادرة من خلال إعادة بناء النظام التعليمي وتحفيز الشباب على الإبداع .

باختصار ان الوطن بحاجة إلى ثورة في الفكر والتخطيط بالاعتماد على أبنائه.

الوقت قد حان لتطوير رؤية وطنية حقيقية تستند إلى مصلحة الوطن و اهله بعيداً عن أي تدخل خارجي.

حيدر عبد الجبار البطاط

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الخازن للمعلمين: شّعلة تنير العقول وترسم المستقبل

كتب النائب فريد هيكل الخازن، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمعلّمين في عيدهم: "إنّهم الشّعلة التي تنير العقول وترسم المستقبل. كل عام وكلّ معلّم بخير".

مقالات مشابهة

  • “هيئة النقل”: غرامة مالية لا تقل عن 5 آلاف ريال على الشركات التي لا تلتزم بتوصيل الشحنات البريدية للمستفيدين في المواقع المتفق عليها مسبقًا
  • أبناء النوبة ينظمون لقاءً حاشداً لجمع الصف ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضد منطقة جبال النوبة
  • “هيئة النقل”: غرامة 5 آلاف ريال على الشركات التي لا تلتزم بتوصيل الشحنات البريدية للمستفيدين في المواقع المتفق عليها مسبقًا
  • الخازن للمعلمين: شّعلة تنير العقول وترسم المستقبل
  • رئيس الأرجنتين يعلن الحداد الوطني 3 أيام بعد مقتل 16 شخصا إثر فيضانات عنيفة
  • العراق.. ميدان خفي لصراع العقول ومسرح الظلال في حرب الاستخبارات الدولية
  • العراق.. ميدان خفي لصراع العقول ومسرح الظلال في حرب الاستخبارات الدولية- عاجل
  • الشعب الجمهوري: ذكرى يوم الشهيد والعاشر من رمضان تفرض علينا الاصطفاف الوطني
  • الحوار الوطني عن شهداء الوطن: سطروا بتضحياتهم أعظم معاني الإخلاص والشجاعة
  • مفتي الجمهورية: دماء الشهداء سطورٌ محفورة في تاريخ الأمة ومفاتيح عزتها التي لا تذبل