تناول الشيخ أحمد ترك، الداعية الإسلامي المعروف، فتوى أثارت الجدل بشأن حكم سرقة الكهرباء. 

هذه الفتوى، التي أحلت سرقة الكهرباء، دفعت الشيخ أحمد ترك للتعليق بشكل مباشر خلال مقابلة على قناة «صدى البلد»، حيث أكد أن هذه الفتوى لا تتماشى مع القواعد الشرعية المستقرة في الإسلام. 

وفي هذا السياق، شدد على أن سرقة المال العام، بما في ذلك الكهرباء، تشكل جريمة كبرى في الدين الإسلامي، وأن عقوبتها في الآخرة ستكون أشد من عقوبة سرقة الأموال الشخصية.

سرقة المال العام: جريمة في حق المجتمع

من أهم النقاط التي ركز عليها الشيخ أحمد ترك هي أن المال العام ملك لجميع أفراد المجتمع. 

في مصر، يبلغ عدد السكان نحو 105 ملايين نسمة، وبالتالي، فإن الشخص الذي يسرق الكهرباء لا يعتدي فقط على حق الدولة، بل يسرق أيضًا حقوق هؤلاء الملايين. وبالتالي، أوضح الشيخ ترك أن هذا الفعل يجعله معرضًا لأن يكون له 105 ملايين خصيم يوم القيامة.

يقول الشيخ أحمد ترك: "سرقة المال العام، ومنها الكهرباء، ليست فقط خيانة للأمانة، بل هي جريمة تستحق عقوبة أكبر من سرقة الأموال الخاصة، الشخص الذي يسرق فردًا يظلمه، ولكن من يسرق الأمة بأكملها يظلم الملايين".

نص القرآن الكريم وحرمة السرقة

لتأكيد خطورة هذه الجريمة في الإسلام، استشهد الشيخ أحمد ترك بالآية القرآنية التي تقول: "ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة"، والتي تعني أن من يسرق أو يخون الأمانة سيأتي يوم القيامة حاملًا ما سرقه كعبء عليه.

وفي حالة سرقة الكهرباء، يصبح العبء أكبر لأنه اعتدى على حقوق الملايين.

كما أوضح الشيخ أن حرمة المال العام في الإسلام هي مسألة ثابتة، حيث يتمتع المال العام بحماية خاصة لأن أي اعتداء عليه يمس حقوق المجتمع بأكمله وليس فردًا واحدًا فقط. 

وبالتالي، فإن العقوبة على من يسرق المال العام تكون أشد وأكبر من العقوبة التي قد تُفرض على سرقة الأموال الشخصية.

توجهات الفتاوى الخاصة: هل تتماشى مع الشريعة؟

وأشار الشيخ أحمد ترك إلى أن الفتوى التي تبيح سرقة الكهرباء هي فتوى غير صحيحة شرعًا، موضحًا أن صاحب هذه الفتوى قد يكون له "توجه معين"، لكنها ليست مستندة إلى الأسس الصحيحة في الفقه الإسلامي. 

كما أضاف أن الإسلام يشدد على أن المال العام يجب أن يُحافظ عليه كأمانة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال انتهاكه أو سرقته تحت أي ذريعة.

وفي حديثه، نبه الشيخ إلى أن مثل هذه الفتاوى قد تؤدي إلى تشويه فهم الناس للدين وتشجيع البعض على ارتكاب الجرائم. فالسرقة، سواء كانت للأموال الخاصة أو العامة، هي في النهاية جريمة يعاقب عليها الإسلام بشكل واضح وصريح.

دور الحكومة والمجتمع في محاربة سرقة الكهرباء

في إطار الحديث عن سرقة الكهرباء، لا بد من الإشارة إلى دور الحكومة والمجتمع في محاربة هذا النوع من الجرائم. 

وفقًا للجهات المسؤولة في الدولة، تعمل السلطات الأمنية على ضبط حالات سرقة الكهرباء واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين.

على سبيل المثال، كشفت التقارير الأخيرة عن ضبط أكثر من 12 ألف قضية سرقة للكهرباء خلال 24 ساعة فقط.

ويُظهر هذا الرقم الكبير مدى انتشار هذه المشكلة في المجتمع، مما يفرض ضرورة مضاعفة الجهود الحكومية والاجتماعية للتوعية بمخاطر هذه الجريمة وعقوباتها القانونية والدينية.

من جانب آخر، تناولت بعض التقارير أيضًا أسباب الحذف من بطاقة التموين ومصير المستبعدين بسبب سرقة الكهرباء، مما يبين أن هناك عقوبات مادية ومالية تفرضها الحكومة على من يرتكب هذه الجريمة، بجانب العقوبات الدينية التي أشار إليها الشيخ أحمد ترك.

خطورة الجريمة على مستوى الآخرة

في ختام حديثه، أكد الشيخ أحمد ترك أن سرقة المال العام ليست فقط جريمة دنيوية تُعاقب عليها السلطات، بل هي أيضًا جريمة لها عقوبة في الآخرة.

فمن يسرق أموال المجتمع كمن يسرق مستقبل الأجيال ويعتدي على حقوق الأمة. وهذه جريمة عظيمة تتطلب من المجتمع الإسلامي بأكمله التعاون للحد منها.

وأضاف الشيخ أن العقوبة في الآخرة ستكون كبيرة، حيث سيواجه السارق حسابًا عسيرًا أمام الله عز وجل، لأنه لم يظلم شخصًا واحدًا، بل ظلم أمة بأكملها. 

ولهذا، حذر الشيخ من الوقوع في مثل هذه الجرائم، ودعا إلى ضرورة الالتزام بالقواعد الشرعية في التعامل مع المال العام، والحفاظ عليه كأمانة في أعناق الجميع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سرقة الكهرباء فتوى سرقة الكهرباء الشيخ أحمد ترك عقوبة سرقة الكهرباء العقوبات الشرعية سرقة المال العام الشیخ أحمد ترک سرقة الکهرباء فی الإسلام من یسرق

إقرأ أيضاً:

تراجع صادرات العراق النفطية إلى أمريكا: أبعاد اقتصادية وسياسية مثيرة للجدل

سبتمبر 22, 2024آخر تحديث: سبتمبر 22, 2024

المستقلة/- أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن صادرات العراق النفطية إلى الولايات المتحدة شهدت انخفاضًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، حيث تراجعت إلى 155 ألف برميل يوميًا، بانخفاض قدره 67 ألف برميل مقارنة بالأسبوع الذي سبقه. هذا التراجع يطرح العديد من التساؤلات حول الأبعاد الاقتصادية والسياسية لهذا التطور.

تظهر البيانات أن العراق، الذي كان يعد من المصادر الأساسية للنفط بالنسبة لأمريكا، يواجه تحديات جديدة في ظل تزايد الاعتماد الأمريكي على دول أخرى، مثل كندا التي تصدرت قائمة الموردين بمعدل 4.155 مليون برميل يوميًا. هذا الانخفاض في صادرات العراق ليس مجرد رقم في جدول، بل يعكس تحولًا في خريطة الطاقة العالمية، ويثير تساؤلات حول مستقبل الاقتصاد العراقي الذي يعتمد بشكل كبير على الإيرادات النفطية.

الأسئلة المطروحة هنا هي: ما هي الأسباب وراء هذا التراجع؟ هل يعود ذلك إلى مشاكل داخلية في العراق، مثل الفساد الإداري والافتقار إلى البنية التحتية؟ أم أن هناك عوامل خارجية، كزيادة الإنتاج من دول أخرى أو تغيرات في الطلب الأمريكي على النفط؟

التقارير تشير أيضًا إلى أن الولايات المتحدة تستورد النفط من دول أخرى بشكل متزايد، مثل المكسيك والبرازيل ونيجيريا، مما قد يشير إلى تحول استراتيجي في سياسة الطاقة الأمريكية. فهل يعني ذلك أن العراق قد يفقد مكانته كمصدر رئيسي للنفط؟ وإذا كان الأمر كذلك، ما هي العواقب المحتملة لذلك على الاقتصاد العراقي الذي يعاني أصلاً من أزمات متعددة؟

من جهة أخرى، قد يؤثر هذا التراجع على العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، حيث يعتمد العراق بشكل كبير على الشراكة الاقتصادية مع واشنطن. هل ستؤدي هذه التطورات إلى إعادة تقييم تلك العلاقات، خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية المتغيرة في المنطقة؟

ختامًا، إن تراجع صادرات العراق النفطية إلى أمريكا يمثل أكثر من مجرد رقم في بيانات الطاقة؛ إنه يعكس تحديات اقتصادية وسياسية معقدة قد تحدد مستقبل العراق في الأسواق العالمية. ومع استمرار هذه التوجهات، يبقى الأمل معقودًا على أن يتمكن العراق من تعزيز قدراته الإنتاجية وتحسين بيئة الأعمال لجذب الاستثمارات اللازمة لضمان استدامة اقتصاده في ظل الظروف المتغيرة.

مقالات مشابهة

  • تراجع صادرات العراق النفطية إلى أمريكا: أبعاد اقتصادية وسياسية مثيرة للجدل
  • تجميد عضوية مستشار في "البيجيدي" بعد تصويته على صفقة مثيرة للجدل
  • ‎بنود مثيرة للجدل في عقد زواج إندريك من عارضة الأزياء غابرييلي ميراندا
  • محرض على الفساد.. مصطفى بكري يهاجم صاحب فتوى سرقة الكهرباء (فيديو)
  • اقرأ بالوفد غدا.. مدبولي: لا قطع لـ الكهرباء ونواجه تحديات في الطاقة
  • أمين الفتوى: سرقة التيار الكهربائي أمر محرم شرعا.. ولا توبة للسارق إلا برد الأموال
  • الإفتاء: لا توبة لسارق الكهرباء إلا برد الأموال حتى لو متوفى
  • أمين الفتوى: سرقة الكهرباء مخالفة لأمر طاعة ولي الأمر.. والتوبة تتحقق برد الأموال
  • أمين الفتوى: لا توبة لسارق الكهرباء إلا برد الأموال حتى لو متوفى