سواليف:
2025-03-12@16:00:51 GMT

هل يكره الأردنيون المرايا…؟.

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

هل يكره الأردنيون المرايا…؟.
ا.د #حسين_محادين*
(1)
لعل من اصعب انواع الدراسات العلمية واوجعها تلك التي تُعنى بدراسة الشخصية الوطنية وتحديد سماتها الاميز عند شعب ما، وشعبنا الاردني الحبيب واحد منها .
صحيح اني احب فيه قيم وخصال كثيرة ومميزة له عن غيرة من شعوبنا العربية المسلمة بجذورها الدينية والاجتماعية الحاثة على فضائل العلم والصدق مع النفس واحترام التعدديات التاريخية لمكونات مجتمعنا كمواطنيين وهذه كلها عوامل قوة معرفية وسلوكية مُتمناة لوقوفه بالضد من الجهل والانتقائية بأنواعهما.


( 2)
ان المجتمع الاردني هنا اقصد به مجموع الاردنيين بالمعنى الدستوري للمواطنة والمساواة ، بشرا وتواريخ وطنية ومؤسسات دولة وانجازات اجيال معترف بها دوليا هي في المحصلة المجتمع الاردني كشخص معنوي كما يوصف قانونيا واجتماعيا، ويقابله علميا وقانونيا تعبير موازِ هو الشخص العادي اي”الافراد” وكلاهما”المعنوي والفردي” عُرضة للانفعال المشاعري او حتى الغرور المبالغ فيه غالبا دون تمحيص احيانا، وهو ما يعبر عنه “بالراي العام” المتقلب ، وهذا ما قد نُصاب به كأفراد ومجتمع معا من غضب او اندفاع آني نحو موضوع ما، او جراء اختلاف مرحلي متوقع في مسيرة تطورنا الناهضة حول قضية تعليمية او حتى رياضية او فنية كي لا اقول انتخابية سياسية تحديدا…لكن المطلوب دائما النقد الايجابي ، مع عدم ممارسة او قبول. اي منا بالمواقف الازدواجية “اللامعيارية” فكرا وسلوكيات لانها ضارة بارواحنا وانجازات دولتنا التي تلج مئويتها الثانية بثقة ووسط اقليم رجراج ما يستدعي اردنيا تعظيم قيم التشاركية لا الفرقة لاسمح الله.
(3).
أتساءل،
ماذا لو وقفت الشخصية الاردنية بمجموعنا امام #المرآة_الحقيقية لمواقفها الظاهرة والباطنة معاً…فهل ستُحب المرآة التي تبين لها حقيقتها نزقها احيانا ،او احيانا أخرى ازدواجياتنا دون تورية او فهلوه ،ام ستقاطع شخصيتنا الجمعية هذه النظر الى تلك المرآة، ام ستمتنع حتى عن الاستعانة باي مرآة ولو لغايات التصويب والتقويم الذهني والسلوكي لكل منا كما يفترض،ام ان شخصياتنا وفي الحد الادنى ستقوم بتحطمها.. وتتريح.. كي لا تكتشف حقيقتها ؟.
( 4)
مقاربات/مفارقات اردنية تطالبنا بالنظر الى المرآة :-

ننفق ملايين الدنانير سنويا اثناء سياحتنا خارج الوطن في الدول العربية والاجنبية ونشارك ابناء تلك المجتمعات التي نزورها سلوكياتهم الترفيهية المتمردة على المالوف الاجتماعي والقيمي في مجتمعنا، ونُشيد ايضا بمواطني تلك البلدان لنجاحها السياحي عبر اعلانها الدقيق لاسعار سلعها ومطاعمها امام السائح والمواطن معا، بينما في بلدنا الصابر نطالب نحن الذين سافرنا وسوحنا على سبيل المثال فقط، باغلاق الخمارات و الملاهي الليلة و محلات المساج،والمزارع، وعندما يتعلق الامر بالعديدين منا نستغل السواح القادمين الينا عربا واجانب بشكل لا يليق ، ولا نعلن بدورنا اسعارنا الموحدة امام محلاتنا ومطاعمنا لكل السلع والخدمات، ما يجعل السائح عُرضة للاستغلال، ومع هذا مستمرون في الحديث عن دور وقيم السياحة وسبل استثمارها في زيادة الدخل القومي للاردن..؟. نتحدث عن القيم وضرورة اختيار من يمثلنا بصورة فضلى في مجلس النواب مثلا ومع هذا يقوم “بعض” اصحاب الاصوات الطائرة والناشزة ببيع ضميره/ صوته لهذا او هذاك بحجة الفقر وموسمية صيد بعض المترشحين ..؟. الواسطة دمار ، وازاحة للعدالة عن مسارها القانوني وتكافؤ الفرص بين الاردنيين…الخ .. تٓرى من يمارس الواسطة منا، وكم حجمهم من مجموع الأردنيين..أوليست نخرا مستداما للفرص امام اصحاب الكفاءة والاختصاص،مثلما هي تقويض لاهم اركان المساواة الدستورية والقانونية في مجتمعنا المتعلم النازع للتطور ، ومع هذا نرى ونسمع قلة من يرفضونها فعلا والكثرة الكثيرة يمارسونها على مختلف المستويات والعناوين…. ؟
اخير….
ربما لكل ما سبق وبالتفاعل معه لا نحب النظر في المرآة…وكأننا قوم لا نريد ان نكون ما نعلم .
*استاذ علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: المرآة الحقيقية

إقرأ أيضاً:

الخلايا النائمة التي تقوم الليل إيمانا واحتسابا

اتفقت وسائل الإعلام على تسمية أعداء الحكومة المستترين، بالخلايا النائمة، وكانت نشطت في وقت السحور في الساحل السوري، وهي خلايا متربصة ومتحفزة تتقنع وتتلثم لكن لا تنام، وقد انبعثت بعد ثلاثة شهور من سقوط الأسد ونظامه البائد، ولم يبُدْ بعد فلا تزال منه بقايا فلول غير قليلة.

انبعثت الخلايا، والسوريون لم يشمّوا أقفية أيديهم بعد، كما تقول الأمثال السائرة، فخطفوا أنفارا من الأمن، وارتكبوا مجازر بحق آخرين، وحرقوا جثثهم (ليس لإخفاء الجريمة إنما تنكيلا وإرصادا)، فنفرت لهم جماهير الثورة العسكرية والمدنية، فرأينا أرتالا من المتطوعين بلغت في تقدير المقدرين نحو نصف مليون متطوع، خفافا وثقالا، رجالا وركبانا، وقد استعظم المراقبون عدد المستنفرين، وتذكروا انقلاب تركيا سنة 2016. فقد أحسّ جمهور الثورة السورية بالذعر والغضب معا؛ الذعر من سرقة ثورته ومن عودة أعتى نظام سياسي وأظلمه، والغضب من تغافل القيادة الجديدة وحلمها بالفلول ووضع الندى في موضع السيف.

ووقعت تجاوزات وحدثت انتهاكات من قتل مضاد ونهب انتقامي، ويرجح أنَّ سببه الأكبر هو تأخر قصاص القتلى، فأكثر الثورات استقرارا وأطولها عمرا، كان أكثرها دماء، الثورة في فرنسا وثورة إيران وسواهما. والسبب الثاني هو بطء التقاضي في محاكم العدالة السورية الجديدة، التي يمكن وصفها بالانتقائية، فالقيادة الجديدة تحاول جهدها تدوير المربعات والمثلثات، تعفو هنا، وتعاقب هناك، عين على الشرعية الممنوحة من الغرب -مصدر الشرعيات السياسية- وعين على الشرعية الداخلية، والشرعية الغربية الأمريكية مقدّمة على الداخلية؛ الشرعية الداخلية يمكن انتزاعها بالقوة أما الخارجية فلا تؤخذ إلا بالرضى بل بالطاعة.

يقول مكيافيللي: إنَّ الحنين في الثورات والأنظمة الساقطة إلى زمن الدكتاتور الراحل يقع غالبا بعد سنة من سقوطه، وليس الأسد بدكتاتور يُحنّ إليه إلا من أتباعه وأوليائه، فهي عِشرة، والعشرة لا تهون إلا على الرفيق البعثي، إلا إن كان حنينا مرضيا كحنين المازوشيين، وفي فيلم سوق المتعة يحنُّ السجين المحرر إلى سجنه، فيبني سجنا ويستأجر سجانه السابق ليعذبه.

حنّ الموالون إلى زمن التشبيح الجميل والقتل تحت التعذيب، حيث كانت الرموز رموزهم، والعزة عزتهم، والدولة دولتهم، والرواتب وإن كانت قليلة لكنها جارية وتسند الجرة السحرية، اشتاقوا إلى رئيسهم السابق الهارب، صاحب أجمل رقبة سورية، وسبب تأخر الحنين أنّ حرارة السقطة عطلت الإحساس بالألم إلى حين، أو أن الثائرين على القيادة الجديدة والحانين إلى دولة الغنيمة، أنفقوا جلّ مدخراتهم، أو أن أموالا وردت إليهم، وأوامر فلبوها، والفقر يذكي الحنين والانتقام أيضا.

وقد أُضيفت أسباب أخرى إلى انبعاث ثورة خلايا قيام الليل الأسدية، التي أطلقوا عليها اسم درع الساحل، منها: أنهم قتلة، لا أمل في العفو عنهم، وقد خسروا مناصبهم وعزهم ومجدهم، ورواتبهم، سوى أنهم مدعومون من قوى دولية، أولها إيران التي تصفهم بالثوار في وسائل إعلامها الكثيرة، وبالمقاومة أيضا، وتصف القيادة الجديدة بالإرهابية، تليها روسيا، المهددة بخسارة حمامها الدافئ في حميميم. وروسيا تعمل بصمت وتأنّ، وكانت آوت مئات الأسر العلوية لجأت إليها في القاعدة، ونقلت أخبار عن توكيلات مكتوبة تطلب من روسيا تدخلا دوليا. تساعد إيران وروسيا دول عربية وصيفة للدولتين المذكورتين، تخفي بغضا فوقه رضى، للثورات العربية عامة، والإسلامية خاصة.

وإن كون سوريا أهم دولة عربية، لتوسطها، وحيوية شعبها، سببٌ آخر، وهي مجاورة لتركيا الصاعدة، ويجري الحديث في وسائل التواصل عن الانبعاث الأموي ردّا على تصدير التشيع.

بل إن نازحين ومهاجرين شدّوا المئزر وهمّوا بالتشمير إلى سوريا بعد وقوع عمليات "درع الساحل"، خوفا من احتمال عودة النظام، الذي راع الشعب، ولا تكاد تجد أسرة سورية سنية (من غير اعتذار عن ذكر اللفظ) إلا وقد نُكّل بها ونكبت. تأخر القصاص، والقيادة الجديدة تحابي بعض المتهمين، وتغضي عن بعضهم الآخر، وهي تتقدم -الشعب الذي يريد الانتقام- بكثير، إما لأنها تريد الاستقرار وتتلمس طريقها الوعر، أو لأن الدولة المنكوبة تريد الاستفادة من أموالهم، فالخزنة خالية، وسوريا محاصرة، والقيادة محاصرة بين "صديق فأعيا أو عدو مداجي"؛ وهما مرضاة لمجتمع دولي معاد، وعربي علماني، يتوجس من الثورات الإسلامية، يضاف إلى ما ذكر من تردد القيادة السورية الجديدة وثقل الميراث الدموي الطويل.

أما مطالب نخبة السوريين ونشطاء الإعلام التواصلي، فعجيبة، كأن تتوجس نخبة من تجنب الرئيس الشرع ذكر الديمقراطية، وذكر بدلا منها الشورى، ويتخوف معارض له متابعون كثر من محظورات التمثيل التلفزيوني في غرفة النوم، ويستنكر آخر طول اللحى، ورابع يندد بالذكورية، فالذكورية تهمة، وخامس يندد بالجلابية التي يرتديها الرئيس في صور قديمة.. الجميع يحبون الإناث والتأنيث، والوجه الحليق، ويريدون مدينة فاضلة الآن وحالا، علمانية وديمقراطية وتحارب الإرهاب، تكثر في حكومتها الإناث السافرات الجميلات، وفي مسلسلاتها غرف نوم بمشاهد "جريئة". يقول الخائف على خسارة المشاهد الجريئة: "إن السعودية نفسها لم تعد تتقيد بهذه المحظورات".

وصفقت خلايا إعلامية ساهرة لأخبار تشي بصدور قانون قيصر جديد ضد القيادة الجديدة، بل إن معارضا سنيا معروفا قضى ردحا من الزمن في المعتقلات جاهر بحنينه إلى الأسد وفضّله على الرئيس الجديد الذي لم يحكم بعد!

يصعب تمييز غث الأخبار السائلة من سمينها، والصادق منها والكاذب، والتوثق من الصور المختلقة، وهي لمذبوحين وقتلى ما زالوا أحياء، وهنات الأمور مثل الحزن على نصب السيف الدمشقي الذي كسي بالبلاستيك في الشتاء وليس بالحرير! يقولون إنّ النصب هو لسيف دمشقي، صممه فنان مصري، والأمر يحتاج إلى شاهدين، فارسين، عدلين، ورئيس يضع السيف -وليس النصب- في مواضعه، غير خالط بين الندى والعدا.

x.com/OmarImaromar

مقالات مشابهة

  • الداخلية العراقية : ترحيل كل مقيم ينشر معلومات مسيئة لقيم مجتمعنا
  • طريقة استرداد الأموال التي تم تحويلها بالخطأ عبر إنستاباي
  • نايف حمدان يصرح عن عدد الخيول التي يمتلكها.. فيديو
  • شباب ليبيا يناقشون التحديات التي تواجه الاقتصاد
  • عودة السانات والراسطات والناس الواقفة قنا !!
  • التعليم تنشر أسماء المدارس التي تعمل في وسط قطاع غزة
  • ما المعطيات العسكرية التي أدت إلى اتفاق دمشق وقسد؟
  • الإطار التنسيقي يدين المجازر التي يتعرض لها المواطنون في سوريا
  • الخلايا النائمة التي تقوم الليل إيمانا واحتسابا
  • أمريكا تندد بالمجازر التي حدثت في الساحل السوري