لماذا قد تكون معركة الصين مع الانكماش ذات تداعيات عالمية؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
في الوقت الذي يرحب فيه العالم بمؤشرات تباطؤ التضخم بعد مدة طويلة من الارتفاعات القياسية في الأسعار، يبدو أن الصين تخوض معركة مختلفة تمامًا، حيث تواجه احتمال دخولها في مرحلة انكماش مزمن، الأمر الذي لا يقتصر أثره على اقتصادها فقط، بل قد تكون له تداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي ككل، وفق ما قالته منصة "إنفستنغ" المتخصصة.
وتذكر المنصة أنه في أغسطس/آب الماضي، ارتفع معدل التضخم الاستهلاكي في الصين بنسبة 0.6% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وهي أعلى وتيرة له في نصف عام.
ورغم هذا الارتفاع الطفيف، فإن معظم النمو كان مدفوعًا بزيادة أسعار المواد الغذائية نتيجة للطقس السيئ في الصيف، وليس نتيجة تحسن قوي في الطلب المحلي.
أسعار المنتجين انخفضت بنسبة 1.8% على أساس سنوي مقارنة بتراجع نسبته 0.8% في الشهر السابق، مما يشير لتراجع النشاط الاقتصادي الصناعي (الفرنسية)وعندما نستبعد العناصر المتقلبة مثل الغذاء والوقود، يتضح أن التضخم الأساسي تباطأ ليبلغ 0.3% في أغسطس/آب الماضي، مقارنة بـ0.4% في يوليو/تموز السابق، وهو أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.
على الجانب الآخر، انخفضت أسعار المنتجين بنسبة 1.8% على أساس سنوي، مقارنة بتراجع نسبته 0.8% في الشهر السابق، مما يشير إلى تراجع النشاط الاقتصادي الصناعي.
انكماش متجذروتذكر المنصة أن محللي "مورغان ستانلي" يحذرون من أن استمرار الانكماش في الصين يمثل خطرًا حقيقيا على الاقتصاد، مشيرين إلى أن انخفاض الأجور قد يكون أحد أكبر التهديدات. وقد يؤدي هذا الاتجاه إلى سلسلة من التأثيرات السلبية، بدءًا من تراجع الإنفاق الاستهلاكي إلى انخفاض إيرادات الشركات، فزيادة معدلات البطالة.
لتوضيح ذلك، يمكن النظر إلى ما حدث في اليابان في التسعينيات. في تلك الفترة، واجهت اليابان فترة طويلة من الانكماش عُرفت بـ"العقود الضائعة"، مما أدى إلى ركود اقتصادي طويل الأمد بعد فترة النمو السريع في الثمانينيات.
يشار إلى أن معدل البطالة بين الشباب في الصين بلغ 18.8% في أغسطس/آب الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ بداية العام الحالي في حين تكافح البلاد لإنعاش اقتصادها المتدهور، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
محاولات بكين لمكافحة الانكماشوتحاول الحكومة الصينية جاهدة -وفق المنصة- تجنب مصير اليابان، حيث ضخت قروضا في القطاع الصناعي بهدف تحفيز الاقتصاد. ولكن هذه الإجراءات أدت إلى زيادة في إنتاج السلع دون زيادة مماثلة في الطلب، مما عزز من مشكلة الانكماش.
وأوضح محللو "مورغان ستانلي" أن هذه الجهود لم تحقق إلا زيادة محدودة في فرص العمل والدخل، وبالتالي لم تؤدِ إلى تحفيز الإنفاق المحلي بشكل كافٍ.
الصين وضعت هدفًا لتحقيق نمو بنسبة 5% في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعام 2024، لكن استمرار الضغوط الانكماشية قد يعرقل هذا الهدف (الفرنسية)في الوقت الحالي، وضعت الصين هدفًا لتحقيق نمو بنسبة 5% في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعام 2024، لكن استمرار الضغوط الانكماشية قد يعرقل هذا الهدف.
ويشير المحللون إلى أن الحكومة الصينية قد تضطر إلى التفكير في اتخاذ إجراءات مالية لدعم قطاع الإسكان وبرامج الرعاية الاجتماعية، بما قد يعزز من قطاع العقارات ويسهم في تعزيز المدخرات الوطنية.
تداعيات الانكماش على الاقتصاد العالميوتشير المنصة إلى أن تداعيات انكماش الأسعار في الصين لا تقتصر على حدودها فحسب، بل تُصدر تأثيراتها أيضًا إلى الاقتصاد العالمي.
وكشف محللو "مورغان ستانلي" أن الصين تُسهم في تخفيض التضخم الأساسي في كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو بنحو 0.1 نقطة مئوية، وهو أمر مهم خاصة في ظل اتجاه البنوك المركزية في هذه المناطق نحو خفض أسعار الفائدة.
وبالرغم من بعض العلامات المبكرة على تغيير نبرة السياسة في بكين، يحذر المحللون من أن حدوث تحول حقيقي في الاتجاه الاقتصادي والسياسي للصين قد يستغرق بعض الوقت، مما يثير المزيد من القلق بشأن التحديات الاقتصادية العالمية المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس الوزراء يطلع على معرض منتجات الألبان والعصائر من الخام المحلي
الثورة نت|
زار رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، ونائبه لشئون الدفاع والأمن اللواء الركن جلال الرويشان، اليوم، معرض منتجات الألبان من حليب الأبقار، والعصائر الطبيعية من خام المانجو المحلي من مزارع تهامة والذي أقيم على هامش فعالية تدشين قانون الاستثمار 2025م.
واطلعا ومعهما وزراء الاقتصاد والصناعة والاستثمار المهندس معين المحاقري، والزراعة والثروة السمكية والموارد المائية الدكتور رضوان الرباعي، والإعلام هاشم شرف الدين، على ما يحتويه المعرض من منتجات من الخام المحلي.
وأشاد رئيس مجلس الوزراء بالخطوات التي تنفذها وزارة الاقتصاد بالتعاون مع مصانع إنتاج الألبان المحلية في تنفيذ خطة توسيع صناعة منتجات الألبان من الحليب الطبيعي.
وأكد دعم الحكومة لهذه الخطوات وكل الصناعات المعتمدة على الخام المحلي، وكذا التزامها بحماية المنتجات المحلية وتوطين الصناعات بما يكفل تطورها وتعزيز جودتها وقدرتها على منافسة المنتجات المستوردة.
من جهته أشار الوزير المحاقري إلى أن وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار بصدد تطوير وتوسيع التجربة الناجحة لمصانع الألبان في الحديدة وتعميمها في عمران وذمار وإب وتعز.