طائرة الشحن لم تتعرض لأي اعتداء، وظلت على مدرج مطار نيالا لمدة تجاوزت الساعة قبل أن تغادر باتجاه الغرب.

التغيير: وكالات

هبطت طائرة شحن من طراز “يوشن” فجر السبت في مطار نيالا الدولي بولاية جنوب دارفور، الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع منذ نهاية العام الماضي.

وكانت قوات الدعم السريع سيطرت خلال العام الماضي على كامل ولاية جنوب دارفور، بما في ذلك عاصمتها نيالا، التي تُعد ثاني أكبر المدن السودانية من حيث الكثافة السكانية، بعد أن تمكنت من إبعاد الجيش والسيطرة على قاعدته الرئيسية.

وقال مصدران من مدينة نيالا بحسب (سودان تربيون): “في حوالي الساعة 3:10 فجراً، هبطت طائرة شحن من طراز يوشن على مدرج مطار نيالا، وظلت هناك لمدة ساعة و15 دقيقة” قبل أن تغادر باتجاه الغرب.

وأفاد أحد المصادر: “لم تتعرض الطائرة لاعتداء برغم ان مضادات الدعم السريع تطلقها باستمرار أثناء تحليق الطيران الحربي التابع للجيش السوداني”.

وفي ديسمبر من العام الماضي، تداول ناشطون مقطع فيديو يظهر طائرة شحن عملاقة يقال إنها هبطت في ضواحي نيالا، حاملة شحنة سلاح وإمدادات عسكرية، بما في ذلك طائرات مسيّرة لصالح قوات الدعم السريع.

وظلت المدينة تتعرض لقصف جوي متواصل من الطيران الحربي السوداني، مما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين وتدمير عدد من المنازل والمرافق الخدمية.

وتبرر القوات المسلحة قصفها لنيالا بأنها تستهدف تدمير الإمدادات العسكرية التي تقول إنها مرسلة من الإمارات العربية المتحدة إلى الدعم السريع في عاصمة جنوب دارفور، قبل نقلها إلى مسارح العمليات في الخرطوم ومناطق أخرى.

ونقل موقع (دارفور24) عن سكان محليين قولهم إن الطائرة القادمة من الاتجاه الجنوبي للمدنية هبطت حوالي الساعة الثالثة فجرًا في مدرج المطار المظلم تمامًا، حيث أصدرت صوتاً أرعب سكان الأحياء الشرقية للمدينة الذين اعتبروها طائرة عسكرية تتبع للجيش تستهدف المنطقة.

وأضافوا: “لم نسمع أصوات المضادات التي تطلقها قوات الدعم السريع عند تحليق الطائرات في سماء المدينة”

وتعتبر الطائرة هي الأولي من نوعها التي تهبط في مطار المدينة منذ اندلاع الحرب.

الوسومالإمارات الجيش الحرب الخرطوم الدعم السريع السودان جنوب دارفور نيالا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإمارات الجيش الحرب الخرطوم الدعم السريع السودان جنوب دارفور نيالا قوات الدعم السریع جنوب دارفور

إقرأ أيضاً:

رائحة الموت تنبعث من أحد أحياء الخرطوم على وقْع المعارك بين الجيش و«الدعم السريع»

الخرطوم: «الشرق الأوسط» تنبعث رائحة كريهة من حفرة للصرف الصحي في حي دمّرته الحرب في الخرطوم، بينما ينهمك عناصر «الهلال الأحمر» في انتشال جثة منتفخة من تحت الأرض. ويقول المتطوعون إن 14 جثة أخرى لا تزال تحت الأرض، وقال مدير الطب العدلي بولاية الخرطوم هشام زين العابدين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في الموقع، إن بعض الجثث «عليها آثار إطلاق نار على رؤوسها وهي مهشّمة الجماجم».

وأضاف أن الضحايا إما أُطلق عليهم الرصاص أو ضُربوا حتى الموت قبل إلقائهم في الحفرة.

وخلفه كان صندوق شاحنة يمتلئ بالجثث المُنتشَلة من حفرة الصرف الصحي في منطقة شرق النيل، إحدى المناطق الشرقية للخرطوم، والتي باتت، الآن، أنقاضاً.

وألحقت الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، أضراراً كبيرة بمساحات واسعة من الأراضي.

ومنذ اندلاع الحرب، فرَّ أكثر من 3.5 مليون شخص من سكان الخرطوم، التي كانت، ذات يوم، مدينة تنبض بالحياة، وفق الأمم المتحدة.

ويعيش ملايين آخرون ممن هم غير قادرين أو غير راغبين في المغادرة، بين مبان مهجورة وهياكل سيارات وما يطلق عليه الجيش مقابر جماعية مخفية.

مدينة مدمَّرة
تتواصل الحرب بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، منذ أبريل (نيسان) 2023.

وأسفرت المعارك عن مقتل عشرات الآلاف، وتهجير أكثر من 12 مليون شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة، يعيش كثيرون منهم في مخيمات مؤقتة، بينما فرّ أكثر من 3.5 مليون شخص عبر الحدود.

واستولت قوات «الدعم السريع»، في البداية، على الخرطوم، لكن، في الأشهر الأخيرة، استعاد الجيش السيطرة على مناطق؛ من بينها بحري، المعروفة بالخرطوم شمال، ومنطقة شرق النيل الواقعة شرقاً.

وحالياً لا تفصل وحدات الجيش في وسط الخرطوم عن القصر الرئاسي الذي سيطرت عليه قوات «الدعم السريع» في بداية الحرب، سوى أقل من كيلومتر واحد.

ورغم تلك المكاسب، لا يزال دقلو على تحديه، إذ توعَّد بألا تنسحب قواته من العاصمة. وتعهّد، في كلمة عبر تطبيق «تلغرام»، بأن قواته «لن تخرج من القصر الجمهوري». وأضاف: «نحن قادمون إلى بورتسودان» الواقعة على البحر الأحمر، وحيث تتمركز الحكومة منذ سقوط الخرطوم.

وعَبَر فريق من «وكالة الصحافة الفرنسية»، بمواكبة عسكرية، من أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم، والتي استعادها الجيش، العام الماضي، إلى بحري وضواحيها التي مزّقتها الحرب.

ومرّ الموكب في أحياء مهجورة ومُوحشة؛ بما فيها حي الحاج يوسف، حيث تمتد هياكل المتاجر المغلقة والأرصفة المتداعية على طول الشوارع.

وتنتشر الأنقاض والحطام والإطارات المتروكة في الشوارع.

وتجلس مجموعات صغيرة من الناس بين كل بضعة شوارع أمام مبانٍ ومتاجر فارغة منخورة بالرصاص.

وتوقفت المستشفيات والمدارس عن العمل. ويقول الجيش إنه عثر على عدد من المقابر الجماعية، إحداها في محكمة أم درمان.

وتبدو على المدنيين الذين ما زالوا في المدينة، صدمة الحرب.

وقالت صلحة شمس الدين، التي تسكن قرب الحفرة؛ حيث ألقت قوات «الدعم السريع» جثثاً: «سمعت أصوات الرصاص، ليلاً، عدة مرات كما شاهدتهم يُلقون جثثاً في البئر».

جوع
وبالنسبة لمن نجوا وشاهدوا استعادة الجيش للمنطقة، مطلع الشهر، لا تزال الحياة تطرح صعوبات مستمرة. فالكهرباء مقطوعة، والمياه النظيفة والطعام شحيحان.

في شارع هادئ في بحري، يجلس نحو 40 امرأة تحت خيمة مؤقتة يُحضّرن وجبات الإفطار في مطبخ مجتمعي، وهو واحد من عدد من المطابخ التي عانت في ظل سيطرة قوات «الدعم السريع».

وتقوم النسوة بتحضير العصيدة والعدس في أوان كبيرة على نار الحطب.

والغاز لم يعد متوافراً، وشاحنات المياه تأتي، الآن، من أم درمان، وهو تحسُّن ملحوظ، مقارنة بالفترة عندما كان السكان يخاطرون تحت نيران القناصة للوصول إلى نهر النيل، الذي بدوره يمثل مخاطر صحية في ظل غياب خدمات الصرف الصحي.

وأصبحت المطابخ المجتمعية خط الدفاع الأخير للمدنيين الذين يعانون الجوع، وفقاً للأمم المتحدة. لكنها عانت صعوبات طوال الحرب للصمود.

ومع قطع طرق وتدمير أسواق وسلب مقاتلي قوات «الدعم السريع» للمتطوعين تحت تهديد السلاح، أصبح إطعام المحتاجين شبه مستحيل.

وقال مؤيد الحاج، أحد المتطوعين في مطبخ مجتمعي بحي شمبات: «أيام سيطرة (الدعم السريع)، كانت لدينا مشكلة في التمويل لأنهم يصادرون الأموال التي يجري تحويلها عبر التطبيقات البنكية». وأضاف: «لكن، الآن، الوضع اختلف، شبكات الهواتف تعمل، كما أننا، كل أسبوعين، نذهب إلى أم درمان لجلب احتياجات المطبخ».

وما بدأ نزاعاً على السلطة بين البرهان ودقلو، تحوّل إلى أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.

وأدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية للسودان، وانهيار اقتصاده الضعيف أصلاً، ودفعت بالملايين إلى حافة الجوع.

وأُعلنت المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين، وفق التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة.

وفي الخرطوم وحدها، يعاني ما لا يقل عن 100 ألف شخص ظروف مجاعة، وفقاً للتصنيف المرحلي المتكامل.

   

مقالات مشابهة

  • قائد «درع السودان» يتبرأ من جرائم «الدعم السريع» ويؤكد أنه جزء من الجيش
  • رائحة الموت تنبعث من أحد أحياء الخرطوم على وقْع المعارك بين الجيش و«الدعم السريع»
  • الدعم السريع يتوغل في جنوب السودان ويسيطر على حامية عسكرية بعد مقتل قائدها 
  • بعد نيالا.. ثلاثة إنفجارات عنيفة تهز الضعين
  • الكشف عن بئر استخدمتها الدعم السريع للتخلص من جثث الضحايا
  • تجهيز مدينة سودانية لتكون عاصمة الحكومة الموازية
  • جيروزاليم بوست: تحطم طائرة مسيرة جنوب إسرائيل.. والحادث قيد التحقيق
  • الجيش يرد على إدعاء الدعم السريع امتلاك منظومة دفاع جوي حديثة في نيالا
  • هل دخل السودان عصر الميليشيات؟
  • عقار.. التفاوض مع الدعم السريع صعب لأن قيادتها ليست موحدة بجانب الأعداد الكبيرة من “المرتزقة” التي تقاتل في صفوفها