شمسان بوست / متابعات:

أكدت منظمة حقوقية يمنية أن جماعة الحوثيين اختطفت حتى الآن أكثر من 30 مدنياً في المناطق الخاضعة لسيطرتها في اليمن، بسبب دعوتهم للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر. وقالت منظمة “مساواة للحقوق والحريات”، في بيان صحافي السبت، إنها وثقت اختطاف جماعة الحوثيين لـ33 مدنياً في المناطق خلال الأيام الماضية، على خلفية دعوتهم للاحتفال بثورة 26 سبتمبر.



وقامت ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن عام 1962 ضد المملكة المتوكلية اليمنية، حين تم إعلان قيام الجمهورية العربية اليمنية بدلاً منها، وأعقبتها حرب أهلية بين الموالين للمملكة المتوكلية المدعومين من السعودية (الملكيين) والموالين للثورة وللجمهوريّة المدعومين من مصر (الجمهوريين) واستمرت الحرب ثماني سنوات (1962 ــ 1970).

وأضاف البيان أن حملة الاختطافات التي شنتها جماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظات ذمار وإب وعمران وكافة المناطق الواقعة تحت سيطرتها، استهدفت قيادات سياسية وصحافيين وناشطين حقوقيين وكل من يدعو للاحتفال بالذكرى الـ62 لثورة 26 سبتمبر 1962. ودانت المنظمة في بيانها حملات الاختطافات الواسعة من قبل الحوثيين، والتي قالت إنها “تؤكد الطبيعة الاستبدادية لهذه الجماعة التي تسعى بكل الوسائل والممارسات القمعية لثني الشعب اليمني عن الاحتفال بثورته وقمع أي مظاهر احتفالية بها”.

وطالب البيان، جماعة الحوثيين بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع هؤلاء المختطفين، وحملها المسؤولية الكاملة عن سلامتهم. ودعت منظمة “مساواة”، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، والمفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، وكافة المنظمات والهيئات الحقوقية إلى “ممارسة ضغط حقيقي ومؤثر على جماعة الحوثيين لوقف هذه الانتهاكات الصارخة وضمان احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير في البلاد”.

وكانت جماعة الحوثيين وجهت بإلغاء الفعالية المركزية الكبرى بمناسبة ذكرى انقلابها على الدولة في 21 سبتمبر 2014 وإلغاء أي فعاليات تحت أي مسمى حتى نهاية شهر سبتمبر تخوفا من خروج مظاهرات احتفالية بذكرى ثورة 26 سبتمبر على غرار ما حدث العام الماضي.

الناشط السياسي محمد الحكيمي، قال لـ”العربي الجديد” إن “عدد المختطفين في مناطق سيطرة الحوثيين على خلفية الدعوة لإحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر في تزايد مستمر بشكل يومي، حيث أصبح مجرد كتابة تغريدة في مواقع التواصل الاجتماعي عن ثورة سبتمبر أو رفع العلم الجمهوري تهمة في نظر الحوثيين وتسبب اختطاف صاحبها، ولاحظنا في الآونة الأخيرة اختطاف العشرات من الناشطين وهناك مختطفون آخرون لا يعلم أحد عنهم شيئا”.

وكشف الحكيمي أن جماعة الحوثيين “نشرت أعضاء جهازها الأمني داخل الحارات للإبلاغ عن أي مظاهر احتفالية بذكرى ثورة سبتمبر، كما منعت الخياطين من خياطة العلم الوطني، وحذرت من إقامة أي فعاليات تحت أي مسمى حتى نهاية سبتمبر”. وأضاف الناشط السياسي أن “جماعة الحوثيين تدرك حجم الاستياء الشعبي من سياساتها في مناطق سيطرتها، وهذه الاختطافات دليل على خوف الجماعة من حدوث انتفاضة شعبية ضدها وهي تهدف من خلالها لتجنب الخروج الشعبي الذي حدث العام الماضي، وقامت الجماعة حينها باختطاف أكثر من 1500 شخصا من المشاركين في احتفالات ذكرى ثورة سبتمبر”.

وانتهج الحوثيون منذ سنوات سياسة قمع المحتفلين بذكرى ثورة 26 سبتمبر فقد شنوا في العام الماضي حملة اعتقالات مماثلة في عدد من المحافظات، أبرزها العاصمة صنعاء ومحافظة إب، حيث بلغ عدد المعتقلين حينها أكثر من 1200 معتقل. ومنذ انقلاب الحوثيين على الدولة في 21 سبتمبر 2014 تزايد حجم الاحتفالات الشعبية في ذكرى ثورة 26 سبتمبر تعبيرا عن رفض الانقلاب الحوثي، خصوصاً في مطلع كل شهر سبتمبر في المدارس، فضلاً عن تنظيم احتفالات شعبية، مع إيقاد الشُعَل ليل 26 سبتمبر على رؤوس الجبال وفوق أسطح المنازل وفوق القلاع التاريخية في المدن وفي الميادين والساحات العامة.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: بذکرى ثورة 26 سبتمبر ذکرى ثورة 26 سبتمبر جماعة الحوثیین

إقرأ أيضاً:

أحلام لإمبراطورية الفارسية .. هكذا تحرك ايران الحوثيين لاستعادة أمجادها البائدة .. مشروع التسليح والتأهيل

 

قال محللون إن إيران دعمت جماعة الحوثي، المصنفة على قوائم الإرهاب الأميركية، بالأسلحة والخبرات، وتمكنت من لعب دور رئيسي في الصراع اليمني، في محاولة لقطع الطريق على القوى الإقليمية الأخرى كالسعودية، ولجعل الحوثي وكيلا إقليميا لخدمة أجندة طهران.

وشكّل الدعم الإيراني للحوثيين عاملا حاسما في تغلبهم على القوى السياسية الأخرى، والسيطرة على مناطق شاسعة من اليمن، سيما العاصمة صنعاء.ورغم العمليات العسكرية ضد الحوثيين، فإنها لم تتمكن حتى الآن من القضاء على هذه الجماعة وإنهاء دورها في اليمن.

ووقف الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية من باريس، جان بيير ميلال، لقناة "الحرة" الأزمة في اليمن بـ "الكبيرة، لكن ليست الوحيدة في المنطقة". وكانت مراهنة إيران على جماعة الحوثي في اليمن لتكون حليفا ووكيلا لها في المنطقة، سابقة لثورة الشباب عام 2011، التي تزامنت مع ما عرف حينها بـ"الربيع العربي".

وقال ميلال إن إيران "تدخلت في عدة قضايا ساخنة، وأن (الربيع العربي) ساهم في ظهور الأزمة اليمنية"، مشيرا إلى أن طهران "حوّلت جماعة الحوثي إلى ذراع لها، واستغلت الظروف التي يمر بها اليمن لتوسيع نفوذها هناك".

وتفيد تقارير دولية بأن إيران قدمت أسلحة مختلفة وخبرات للحوثيين منذ نهاية العقد الأول من القرن الحالي، وزاد دعمها لهم بعد سيطرة الجماعة على صنعاء، عام 2014.

وينوه ميلال بأن "الاقتتال والصراع المسلح الداخلي كان بداية للأزمة اليمنية، لتتفاقم لاحقا بعد التوسع الإيراني في المنطقة، وبدعم من الصين وروسيا". ومنذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، شهد الشرق الأوسط تحولات جذرية كان معظمها ناتجا عن اعتماد الجمهورية الإسلامية الجديدة سياسة تصدير الثورة إلى دول الجوار.

وبدوره، يقول رئيس مجلس العلاقات العربية الدولية كارنتر من الرياض، طارق الشمري، لقناة "الحرة"، إن التوسع الإيراني في المنطقة بصورة عامة "ما كان ليحدث لولا تغاضي المجتمع الدولي لهذا الخطر".

ويوضح مراقبون أن طهران "اعتبرت أن الحوثيين ليسوا فقط طائفة شيعية قريبة من أيديولوجية نظام الملالي، بل هي جماعة يمكن أن تلعب دورا إقليميا ضد نفوذ القوى الأخرى المناوئة لسياسات إيران، وتمكّنها أيضا من توسيع نفوذها الإقليمي، وتنفيذ سياساتها المعادية للقوى الغربية ودول الخليج، وبينها السعودية، والسيطرة على الطرق البحرية الاستراتيجية".

وفي هذا الشأن، يعتبر الشمري أن مشروع إيران في المنطقة هو "إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية القديمة بدعم روسي وصيني"، وأن اختيار طهران جماعة الحوثي ذراعا لتنفيذ هذا المشروع "ليس بسبب مذهبهم، بل لتحقيق حلم الحوثيين في السيطرة الكاملة على البلد والقضاء على النظام الجمهوري وإعادة الدولة المتوكلية".

وبفضل الدعم الإيراني، تحوّل الحوثيون من جماعة مسلحة محلية ذات قدرات محدودة، إلى منظمة عسكرية ذات قدرات أعلى، توسّع قدراتها العملياتية إلى ما هو أبعد من الأراضي الخاضعة لسيطرتها، وفق ما جاء في تقرير لخبراء الأمم المتحدة الذين يراقبون العقوبات ضد الحوثيين، قُدم إلى مجلس الأمن الدولي في الرابع من نوفمبر الجاري.

وأضاف، رئيس مجلس العلاقات العربية الدولية كارنتر، أن الحوثيين "وجدوا في الدعم الإيراني وسيلة لتحقيق هدفهم وبسط سيطرتهم على مضيق باب المندب والملاحة البحرية".

وذكر تقرير نشرته في أغسطس من العام الجاري لجنة الخبراء المستقلة المكلفة من الأمم المتحدة، أن الحوثيين "كانوا يتلقون تدريبات تكتيكية وفنية خارج اليمن، عبر سفرهم بجوازات سفر مزيفة إلى إيران ولبنان والعراق".

ولفت التقرير إلى أن أنظمة الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون "مشابهة" لتلك التي تنتجها وتستخدمها إيران أو جماعات مسلحة في ما يسمى بـ"محور المقاومة" المدعوم من طهران. وصار الحوثيون، الذين تضعهم واشنطن على قوائهم الإرهاب، شريكا فعالا لإيران في اليمن، أو وكيلا جاهزا لتنفيذ السياسات الإيرانية في المنطقة.

وقد أكدت الهجمات التي شنها الحوثيون منذ اندلاع حرب غزة قبل أكثر من عام، واستهدفت السفن التجارية في البحر الأحمر، أن القوة العسكرية للجماعة وبفضل الدعم العسكري النوعي من إيران، صارت تشكل تهديدا فعليا لأمن السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وتفيد تقارير دولية بأن الحوثيين نفّذوا ما لا يقل عن 134 هجومًا من المناطق التي يسيطرون عليها ضد السفن التجارية والسفن الحربية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن، بين نوفمبر 2023 ويوليو الماضي.

  

مقالات مشابهة

  • الحكومة اليمنية ترحب بقرار كندا تصنيف الحوثيين منظمة "إرهابية"
  • كندا تصنف جماعة الحوثيين منظمة إرهابية.. والحكومة اليمنية ترحب
  • كندا تدرج "الحوثيين" ضمن قائمة الإرهاب
  • هل ترد “إسرائيل” على هجوم الحوثيين الأخير؟!
  • كندا تدرج الحوثيين على قائمة الكيانات الإرهابية
  • يمنيون في ذكرى ثورة ديسمبر: ستظل شعلة مستمرة ولن تنطفئ حتى تحقق أهدافها
  • منظمة حقوقية تطالب بممارسة الضغط على الحوثيين لوقف العمليات الوحشية في تعز
  • منظمة حقوقية: استهداف الحوثيين سوقا شعبيا جوار مدرسة في تعز جريمة تستدعي تحركاً جدياً من المجتمع الدولي
  • الحكومة تدين استهداف الحوثيين لسوق شعبي في تعز
  • أحلام لإمبراطورية الفارسية .. هكذا تحرك ايران الحوثيين لاستعادة أمجادها البائدة .. مشروع التسليح والتأهيل