صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-22@13:53:31 GMT

مصير البنادق المتعددة بعد الحرب

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

مصير البنادق المتعددة بعد الحرب

مصير البنادق المتعددة بعد الحرب

فيصل محمد صالح

يفكر كثير من السودانيين في أوضاع الحرب الحالية، وفي كيفية تجاوزها، وتعمل مجموعات سياسية ومدنية وعسكرية مهتمة على بحث ومناقشة سبل وقف الحرب. بالمقابل، فإن من الضروري التفكير في أوضاع ما بعد الحرب، والتجهيز لمواجهة كثير من القضايا المعقدة، ومنها مصير البنادق المتعددة من حركات مسلحة وميليشيات متعددة وكتائب جهادية.

خريطة حملة البنادق في السودان معقدة ومتحركة، وتحتاج لتحديث مستمر لمعرفتها ودراسة أوضاعها وتوجهاتها، ومن ثم وضع تصورات لكيفية التعامل معها بعد نهاية الحرب.

هناك الجيش الرسمي، القوات المسلحة السودانية، وهناك اتفاق عام على أنه يجب أن يكون المؤسسة العسكرية الوحيدة في البلاد، وهو الجيش القومي الموحد. الخلاف الوحيد هنا هو أن بعض القوى المدنية تقول إن المؤسسة العسكرية تحتاج لعملية إصلاح شاملة وجذرية تعيد تأسيس عقيدتها الوطنية، وتعيد لها قوميتها وتبعد عنها العناصر الفاسدة وذات الانتماء السياسي والآيديولوجي.

ثم هناك الطرف الآخر في الحرب، «قوات الدعم السريع»، وهي ليست كتلة متماسكة كما يبدو للبعض، فمع بداية الحرب انضمت لها مجموعات قبلية مسلحة لم تكن جزءاً منها قبل الحرب، مثل مجموعة «كيكل»، ولديها أجندتها الخاصة، ولا يعلم أحد مدى التزامها بقرارات القيادة، خاصة لو تم التوصل لوقف إطلاق النار أو وقف العدائيات تمهيداً لاتفاق السلام الشامل.

في التحالف العريض مع الجيش هناك بنادق متعددة وذات أجندة مختلفة، هناك أولاً الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا، ومعظمها من دارفور. هناك «حركة تحرير السودان»/ مناوي، و«حركة العدل والمساواة»/ جبريل إبراهيم، و«حركة تحرير السودان»/ مصطفى طمبور، وانشقاقات من المجلس الانتقالي الذي يقوده دكتور الهادي إدريس، و«تجمع قوى تحرير السودان» بقيادة الطاهر حجر، وما تبقى من قوات «الحركة الشعبية» بقيادة مالك عقار.

ويضم التحالف أيضاً المجموعات التابعة للحركة الإسلامية، بمسميات متعددة، منها كتائب البراء بن مالك والزبير بن العوام وغيرها، ومجموعات الاستنفار الشعبي في الولايات التي يقودها المنتمون للحركة الإسلامية. ولهؤلاء علاقة معقدة مع قيادة الجيش، لديهم في الوقت الحالي مصلحة مشتركة في مواجهة «قوات الدعم السريع»، العدو المشترك، وإزاحة القوى المدنية من الصورة، وقفل الطريق أمام عودتها. لكن في الوقت نفسه هناك اختلاف في الأجندة وفي تصورات ما بعد الحرب. ولا يصدق أحد أن تستسلم كتائب الحركة الإسلامية بسهولة لأي اتفاق يتوصل إليه الجيش مع «الدعم السريع»، ويلقي أفرادها السلاح ويعودوا لمنازلهم دون أن يضمنوا النصيب الأكبر في السلطة.

وهناك حركات مسلحة في دارفور وجنوب كردفان لم تدخل في الحرب بوصفها طرفاً رئيسياً، لكنها تتحرك على هوامشها، مثل «حركة تحرير السودان»/ عبد الواحد، والمجلس الانتقالي، و«تجمع قوى تحرير السودان»، ثم «الحركة الشعبية شمال» بقيادة الحلو في جبال النوبة.

الوجود المسلح الأكثر تعقيداً هو ذلك الموجود في شرق السودان. هناك وجود لمجموعات تنتمي لحركات مناوي وجبريل وطمبور في معسكرات بمنطقة القضارف، ومناطق أخرى، لكن الجديد هو المجموعات المسلحة التي تتبع لمكونات اجتماعية من شرق السودان، ومعظم معسكرات هذه القوات موجود داخل الأراضي الإريترية، وتجد دعماً من الحكومة الإريترية.

أولى الجماعات «مؤتمر البجا» بقيادة موسى محمد أحمد الذي أعلن قبل أشهر تخريج ثلاثة آلاف مقاتل يعتقد أن معظمهم ينتمي لقبيلة الهدندوة التي يتزعمها الناظر محمد الأمين ترك. بعدها أعلنت «الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة» بقيادة الأمين داؤود تخريج دفعة من المقاتلين قُدرت بستة آلاف مقاتل، وينتمي داؤود ومجموعته لقبيلة البني عامر. ثم تناسلت بعد ذلك الحركات المسلحة؛ فقد أعلنت «حركة تحرير شرق السودان» بقيادة إبراهيم عبد الله دنيا تخريج دفعة من المقاتلين ينتمون أيضاً لقبيلة البني عامر، ثم جاء الدور على الهدندوة الجميلاب الذين أعلنوا ميلاد الحركة الوطنية للعدالة والتنمية بقيادة الشيخ محمد طاهر بيتاي، وهم على خلاف قديم مع الناظر ترك. وظهرت أخيراً مجموعة مقاتلة تتبع لقبيلة الرشايدة.

لم تنخرط المجموعات المسلحة في شرق السودان في الحرب الحالية، ولم تشارك فيها، لذلك هناك تخوفات من أن تكون هذه المجموعات تستعد لجولات مقبلة فيما بينها، خاصة أن هذه المنطقة شهدت توترات ونزاعات قبلية. وقد يكون مفهوماً بالطبع في ظل سيادة ثقافة الحرب والعسكرة أن تظهر حركات مسلحة في مناطق كثيرة، لكن قيام هذه الحركات على أساس إثني وبخطاب قبلي واضح يعطي مؤشرات تنذر بالخطر، وتحتاج لاتخاذ احتياطات لمواجهة هذا الخطر ومعالجة قضايا الشرق بعقلانية وواقعية شجاعة.

* نقلاً عن (الشرق الأوسط)

الوسومالاستنفار الشعبي الجيش الحركات المسلحة الحركة الإسلامية الدعم السريع السودان الشرق الأوسط الطاهر حجر الهادي إدريس جبريل إبراهيم فيصل محمد صالح مناوي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاستنفار الشعبي الجيش الحركات المسلحة الحركة الإسلامية الدعم السريع السودان الشرق الأوسط الطاهر حجر الهادي إدريس جبريل إبراهيم فيصل محمد صالح مناوي تحریر السودان الدعم السریع شرق السودان حرکة تحریر بعد الحرب

إقرأ أيضاً:

الشرع: سيتم دمج كل الفصائل العسكرية في مؤسسة واحدة تحت إدارة وزارة الدفاع ولن يكون هناك تجنيد إلزامي في الجيش

سرايا - أكد رئيس إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع (الجولاني)، أنّه سيتم دمج كل الفصائل العسكرية في مؤسسة واحدة، تحت إدارة وزارة الدفاع في الجيش السوري الجديد.


وكلّف الشرع (الجولاني)، اليوم السبت، مرهف أبو قصرة أعمال وزارة الدفاع في الحكومة السورية الموقتة، بعد أنّ تمّ تكليف أسعد حسن الشيباني وزارة الخارجية في هذه الحكومة.


وقالت مصادر إن الشيباني هو ذاته رئيس “إدارة الشؤون السياسية” في “حكومة الإنقاذ”، زيد العطار، والذي اتخذ أسماء مستعارة متعددة، منها: نسيم، أبو عائشة، أبو عمار الشامي، حسام الشافعي، وأخيراً زيد العطار.


وفي هذا السياق، أكد مراسل الميادين أنّ كل أعضاء الحكومة الانتقالية هم من “هيئة تحرير الشام” ولدى هؤلاء أسماء مستعارة.


يُذكر أنّ إدارة العمليات المشتركة في سوريا أعلنت، في الفترة الماضية، عفواً عاماً عن “جميع العسكريين المجنَّدين تحت الخدمة الإلزامية”.


وقال أحمد الشرع (الجولاني)، في الـ15 من كانون الأول/ديسمبر، إنه “لن يكون هناك تجنيد إلزامي في الجيش، باستثناء بعض الاختصاصات، التي ستكون إجبارية، لفترات قصيرة”.


وأكد الشرع (الجولاني) أنّه “سيتم حل جميع الفصائل، ولن يكون هناك سلاح إلا في يدي الدولة”.

 

إقرأ أيضاً : ترامب يختار مارك بورنيت مبعوثًا خاصًا لبريطانياإقرأ أيضاً : الجيش الأمريكي: "سقوط مقاتلة تحمل طيارين اثنين فوق البحر الأحمر"إقرأ أيضاً : العدوان على غزة يدخل يومه 443 وسط احتدام المعارك بجباليا



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ترامب#سوريا#اليوم#الحكومة#الدفاع#غزة#أحمد#العسكريين#رئيس



طباعة المشاهدات: 831  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 22-12-2024 09:41 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
دواء يتسبب بإدمان بريطاني على المراهنات .. وتعويض مالي لصالحه "ساعات العمر" .. توظيف علامات الدم للتنبؤ بالصحة وعمر الإنسان شبان يصفعون البلوجر "سوزي الأردنية" في مصر أمام والدها - (صورة) مدرسة أمريكية تطيح المعلمين لصالح الذكاء الاصطناعي بالفيديو .. أبناء الأزرق يناشدون الملك لإنصاف... "هرباها عبر دلة قهوة من سوريا إلى الأردن"... القبض على مشعوذ هتك عرض امرأة بزيت الزيتون بحجة... "نعى نفسه قبل وفاته بساعات" .. حزن في... تقارير : تجميد أموال الاسد في روسيا وأسماء تطلب الطلاق ترامب يختار مارك بورنيت مبعوثًا خاصًا لبريطانياالجيش الأمريكي: "سقوط مقاتلة تحمل طيارين اثنين...العدوان على غزة يدخل يومه 443 وسط احتدام المعارك...الجيش الأميركي: نفذنا غارات جوية دقيقة على منشأتين...وزارة الصحة بغزة: الاحتلال يطلب إخلاء مستشفى كمال...3 فصائل فلسطينية: حملة السلطة بالضفة تخدم العدو...إسرائيل تستعد لهجوم جديد في اليمن بمشاركة دول أخرى تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع السوريالشرع يناقش مع الفصائل شكل المؤسسة العسكرية الجديدة... أول تعليق من هالة صدقي بعد براءتها من "قضية... بعد 3 زيجات .. رانيا يوسف تكشف عن سبب انفصالها... بشنب وأسنان ضخمة .. ياسمين عبد العزيز تطل بشكل مفزع منهم صلاح السعدني وشيرين سيف النصر .. نجوم رحلوا... هنا الزاهد تكشف حقيقة زواجها في 2025: هل ستدخل... أتليتيكو مدريد يخطف الفوز من برشلونة وينفرد بالصدارة مؤقتاً تعادل الإمارات وقطر في كأس الخليج تعليق طريف لكيليان مبابي بعد معرفة عدد ألقاب مودريتش مع الريال 11 يوماً حاسمة .. ليفربول يجهز "مفاجأة" بشأن صلاح أستون فيلا يبقي السيتي في دوامة الهزائم من منا لا يكذب؟ علامات قد تفضحنا بثوانٍ! بالفيديو .. شاهد واحد من أكبر مصانع "الكبتاغون" المخدر في سوريا ارتفاع حصيلة قتلى عملية الدهس في ألمانيا إلى 5 و205 مصابين بينهم حالات خطرة .. (فيديو) عصابات تخطف البنات .. "كوافيرة" تفجر حالة ذعر ورعب في مصر من الشطرنج لسجون الأسد .. سر طبيبة اختفت مع 6 من أولادها "نعى نفسه قبل وفاته بساعات" .. حزن في مصر بعد وفاة إمام مسجد بالحرم المكي عودة سوبرمان مع كلبه الخارق لإنقاذ أفلام الأبطال الخارقين عائلة من "بابا عمرو" تقيم عزاءً على أكثر من 100 من أبنائها "جريمة مروعة" .. أجبر زوجته على ابتلاع خاتم الزواج ثم قتلها سقط في وادٍ بعمق 150 مترا .. وفاة مؤسس "مانغو" الملياردير إيزاك أنديك

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • الشرع: سيتم دمج كل الفصائل العسكرية في مؤسسة واحدة تحت إدارة وزارة الدفاع ولن يكون هناك تجنيد إلزامي في الجيش
  • افراد الجيش السوري السابق يسلمون اسلحتهم الى هيئة تحرير الشام
  • افراد الجيش السوري يسلمون اسلحتهم الى هيئة تحرير الشام
  • كاتب أمريكي: هناك رغبة إسرائيلية في ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية
  • كاتب بـ «نيوزويك الأمريكية»: هناك رغبة إسرائيلية في ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية
  • فُقد الاتصال بها إثر دخول الجيش الإسرائيلي إلى بلدتها.. ما مصير فيروز؟
  • تخيل! هناك من يصور انتصار المليشيا في الفاشر كأنه خلاص لباقي السودان
  • الحركة الشعبية / التيار الثوري الديمقراطي: ثورة ديسمبر عائدة ولو كره الفلول
  • بوتين: لن يكون هناك اتفاق جديد لنقل الغاز عبر أوكرانيا
  • بوتين: لن يكون هناك اتفاق لنقل الغاز عبر أوكرانيا