تمرد وقتل ومجاعة.. الوضع يزداد سوءا في الفاشر
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
في واحدة من "أبشع الحروب في العالم" يدخل الصراع في السودان مراحل متقدمة من المعارك الوحشية حيث يتنافس جنرالان على السيطرة على البلاد.
قصف متواصل على المدن، وغارات تفاقم من أزمة المجاعة في البلاد، والتي طالت الملايين، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
ومن أبرز تلك المدن التي تتعرض للدمار، الفاشر أكبر مدينة في دارفور، حيث فرضت قوات الدعم السريع حصارا عليها، وهي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم أنها تحاصرها منذ مايو.
واندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أبريل من العام الماضي، ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم. ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن تفاقم العنف في محيط الفاشر يهدد باشتعال مزيد من الصراعات على أسس قبلية.
ومنذ أبريل عام 2023 يشهد السودان حربا مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
هيئات صحية أممية أعلنت "المجاعة" في أحد مخيمات النازحين في ضواحي الفاشر، فيما يلجأ بعض سكان المدينة التي يبلغ عددهم نحو مليوني نسمة إلى تناول علف الحيوانات، بعد أن منعت قوات الدعم السريع والجيش تدفق المساعدات منذ أشهر.
وتفجر الصراع عندما تحولت المنافسة بين الجيش وقوات الدعم السريع، اللذين تقاسما السلطة في وقت سابق بعد قيامهما بانقلاب، إلى حرب مفتوحة.
مجاعة في أحد مخيمات النازحين في الفاشر. أرشيفيةوقال الوسطاء بقيادة الولايات المتحدة الشهر الماضي إنهم حصلوا على ضمانات من الطرفين خلال محادثات في سويسرا لتحسين وصول المساعدات الإنسانية، لكن غياب الجيش السوداني عن المناقشات أعاق التقدم.
في الفاشر، على مدار الأيام العشرة الماضية، تشن قوات الدعم السريع هجوما شاملا، مطلقة مئات القذائف المدفعية على المناطق المكتظة بالسكان، بينما يرد الجيش السوداني المتحالف مع جماعتين مسلحتين بغارات جوية تستهدف مناطق تمركز قوات الدعم السريع، إضافة لهجمات تنفذ بطائرات مسيرة، ومعارك شرسة تجري في شوارع المدينة.
والأربعاء، قالت مارثا بوبي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، أمام مجلس الأمن الدولي إن "مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن مخاطر عنف جماعي".
وأضافت أن "المعارك التي تمتد إلى سائر أنحاء المدينة تعرض للخطر هذه الفئات الهشة أصلا، بما في ذلك العديد من النازحين الذين يعيشون في مخيّمات ضخمة قرب الفاشر".
من جهتها، قالت جويس مسويا، القائمة بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة الإنساني إنه في الفاشر "تم استهداف بنى تحتية مدنية، بما في ذلك مستشفيات ومخيمات للنازحين. مئات آلاف الأشخاص يواجهون تهديدا وشيكا، بما في ذلك أكثر من 700 ألف نازح في الفاشر ومحيطها".
وأضافت أن المعارك الدائرة حصدت عددا كبيرا من النساء والأطفال.
وقالت: "قلقنا زاد بعد ورود تقارير عن قصف طال الأحياء الوسطى والغربية من المدينة ونشر قوات مسلحة إضافية".
تعطيل لوصول المساعدات للمحتاجين في السودان . أرشيفيةسقوط الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع، يرعب السكان ويقلق الخبراء وحتى الحكومات الغربية ومن بينها واشنطن، من تكرار الفظائع التي لحقت بأهالي دارفور من مقاتلي "الجنجويد" قبل عقدين من الزمان بحسب الصحيفة.
وخلال السنوات 2003 و2008 نفذ مقاتلو الجنجويد "أول إبادة جماعية في السودان" في القرن الحادي والعشرين، حيث قتل ما يقدر بـ 300 ألف شخص.
الرئيس الأميركي، جو بايدن، حذر، الثلاثاء، من أن الحرب المشتعلة في السودان منذ 17 شهرا "التاريخ يعيد نفسه فيها".
وحث بايدن الجنرالين المتحاربين إلى سحب قواتهما من الفاشر، والسماح للوكالات الإنسانية بالوصول لمنع الموت الجماعي المحتمل بسبب المجاعة ونقص الرعاية الطبية، والبدء في محادثات لإنهاء الصراع.
وقال الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الثلاثاء، إنهما منفتحان على الحلول السلمية للحرب المستمرة، إلا أنهما ينخرطان في معارك طاحنة.
ويتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن عدم إنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 12 ألف شخص منذ بدايته في أبريل 2023، واتهم كل منهما الآخر بارتكاب انتهاكات. ولم يحددا خطوات معينة للتوصل إلى حل سلمي.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، السبت، إن الأمين العام للمنظمة، أنطونيو غوتيريش، "منزعج بشدة" إزاء تقارير عن هجوم واسع النطاق لقوات الدعم السريع السودانية على مدينة الفاشر مضيفا أنه دعا قائدها إلى وقف الهجوم فورا.
وأضاف المتحدث أن غوتيريش حذر من أن استمرار التصعيد يهدد باتساع رقعة الصراع في أنحاء إقليم دارفور غرب السودان.
أزمة إنسانية في السودان وسط مخاوف من تكرار الإبادة الجماعية في دارفور. أرشيفيةوذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان "إنه يدعو الفريق أول محمد حمدان دقلو للتصرف بشكل مسؤول وإصدار الأمر بوقف هجوم قوات الدعم السريع على الفور".
وأضاف "من غير المعقول دأب الطرفين المتحاربين على تجاهل دعوات وقف الأعمال القتالية".
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، السبت، إن الصراع سيكون على جدول أعمال الرئيس جو بايدن حينما يجتمع مع الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الاثنين.
ونشب خلاف بين السودان والإمارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب توجيه الحكومة السودانية الموالية للجيش اتهامات للإمارات بتسليح قوات الدعم السريع وتقديم الدعم لها.
وقال سوليفان لصحفيين: "نحن قلقون بشأن عدد من الدول والخطوات التي تتخذها لإطالة أمد الصراع بدلا من حله".
وأضاف "هدفنا النهائي هو نقل الصراع بأكمله في السودان إلى مسار آخر بدلا من المسار المأساوي والمروع الذي يمضي فيه حاليا. وأعتقد أن ذلك يتطلب بعض المحادثات الدبلوماسية المكثفة والحساسة في الوقت نفسه مع عدد من الأطراف".
A person walks through flood water, in Port Sudanوفي قرار تم اعتماده في يونيو طالب مجلس الأمن الدولي بأن تنهي قوات الدعم السريع حصار الفاشر بالإضافة إلى وقف القتال في المنطقة فورا. ويبلغ عدد سكان الفاشر الواقعة في ولاية شمال دارفور 1.8 مليون نسمة.
ودعا القرار أيضا إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين في الفاشر، وهي آخر مدينة كبيرة في إقليم دارفور الشاسع لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وهناك قادة سودانيون مطلوبون لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، بحسب رويترز.
قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال زيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة، الأربعاء، إن إحراز تقدم في أزمة السودان مهدد بسبب هجوم جديد لقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الفاشر في جنوب غرب البلاد.
وكان خبراء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دعوا، في مطلع سبتمبر، إلى "نشر فوري" لقوة "مستقلة ومحايدة" لحماية المدنيين في السودان، في توصية رفضها قادة البلاد.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع الأمم المتحدة فی السودان فی الفاشر
إقرأ أيضاً:
إصابة 5 شُرطيين في دارفور جراء عملية انتحارية نفذها مسجون
أصيب 5 من أفراد الشرطة في دارفور السودانية بإصابات بالغة، بعدما نفذ سجين، كان محتجزا داخل مركز احتجاز شرطة أبو مطارق، التابعة لولاية شرق دارفور السودانية، عملية انتحارية، بعد أن فجر قنبلة يدوية داخل مركز الشرطة.
البرهان يدعو الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات لوقف إدخال السلاح إلى دارفور قوات الدعم السريع السوداني تسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
وأوضح مصدر أمني، أن السجين يعاني من الإصابة بجروح بالغة، وتم نقله إلى المستشفى إلى جانب العناصر الخمسة من الشرطة، وفقا لمصادر إعلامية سودانية.
وحاول أفراد الشرطة التعامل مع السجين عن طريق استدراجه خارج السجن، وأثناء محاولتهم أخذ القنبلة من يده، نزع أمان القنبلة وألقاها على أفراد الشرطة، مما أدى إلى انفجارها فورًا، متسببًا في إصابة خمسة من أفراد الشرطة بجروح بالغة.
هجوم بطائرات مسيرة للدعم السريع نُعطل الكهرباء عن مناطق عديدة في السودان
انقطعت شبكة الكهرباء عن معظم المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني، جراء هجمات بطائرات مسيرة شنتها قوات الدعم السريع على محطات لتوليد الكهرباء، حسبما نقلت وكالة "رويترز".
وقال مسؤولون وسكان، إن نطاق انقطاع الكهرباء اتسع اليوم السبت بعد هجوم بالأمس الجمعة على محطة كهرباء الشوك في شرق البلاد ليشمل ولايات القضارف وكسلا وسنار.
وتمثل الولايات المتضررة بانقطاع الكهرباء غالبية المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الذي يخوض حربا منذ ما يقرب من عامين مع قوات الدعم السريع، في المقابل تعطل توليد الكهرباء في معظم المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع بسبب القتال.
جنوب السودان يفرض حظرا للتجول بعد أعمال نهب في جوبا
قال المفتش العام للشرطة الوطنية في جنوب السودان أبراهام مانوات، اليوم الجمعة، إنه تم فرض حظر تجوال ليلي في البلاد بعد وقوع أعمال نهب للمحلات التجارية المملوكة للسودانيين في العاصمة جوبا أمس الخميس، حسبما أورد "راديو فرنسا الدولي".
وقال مكتب الرئيس سلفا كير ميارديت في بيان "أدعوكم جميعا إلى ضبط النفس والسماح لحكومتي جنوب السودان والسودان بحل هذه القضية".
وأضاف البيان "يجب ألا نسمح للغضب أن يعكر صفو حكمنا، كما أن الأفراد الفارين من العنف يستحقون الحماية".
أكد قائد قوات درع السودان، أبوعاقلة كيكل، اليوم السبت، لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان بكامل السيطرة على محلية مدينة ود مدني.
وظهر قائد قوات درع السودان أبوعاقلة كيكل، المنشق سابقًا عن قوات الدعم السريع، بعد السيطرة على حاضرة الجزيرة من أمام مقر محلية ود مدني الكبرى.
وتمكن الجيش السوداني، السبت، من تحقيق أكبر نصر له منذ انطلاق الحرب في أبريل 2023، بدخوله مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط)، ثاني أكبر مدن السودان، وعبرت قواته القادمة من عدة محاور إلى وسط المدينة، دون خوض أي معارك مع «قوات الدعم السريع» التي تسيطر على المدينة منذ ديسمبر 2023.