خالد ناجح يكتب: بداية الشوربجي والبلشي
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
تخطو «مصر - السيسى» خطوات محسوبة فى كل الملفات لتُصلح ما أفسدته حالة السيولة التى تلت ٢٠١١، بل تسابق الزمن لتصنع للإنسان حياة جديدة بمعطيات العصر وفى الدولة الجديدة بقيادة الرئيس السيسى تصون كرامة المواطن وتُعيد إليه حقوقة، بل والعمل على تنمية الإنسان، والتى كان آخرها مبادرة «بداية».
مبادرة بداية تعكس حرص القيادة السياسية على إحداث تغييرات نوعية وبناء الإنسان المصرى صحياً واجتماعياً وتعليمياً، وتوطين مفهوم العدالة الاجتماعية من خلال تبنى سياسات حماية متكاملة هادفة لرفع العبء عن كاهل المواطنين وتقديم الدعم لجميع الفئات داخل المجتمع، وتحسين جودة الحياة، والاستثمار فى رأس المال البشرى فى سبيل تحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل، إيماناً بأن التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لا يمكن الوصول إليها دون إحداث تنمية بشرية حقيقية على مختلف المحاور والاتجاهات.
بداية جديدة للمؤسسات الصحفية من خلال ضخ دماء جديدة من الشباب الذى يقوم بحمل عبء تلك المؤسسات جراء توقف التعيينات ١٢ عاماً، شباب أبطال ظلوا صامدين مؤمنين بالمؤسسات ومتمسكين بها رغم ضعف ما يتقاضونه، إلى أن فتح لهم الأمل رئيس الهيئة الوطنية للصحافة عبدالصادق الشوربجى بفتح باب التعيينات للصحفيين والإداريين والعمال بحيث يتم تعيين مجموعة منهم كل شهر وبمعايير منضبطة تقضى على تعيينات الوساطة والمحسوبية وسكرتارية بعض رؤساء المؤسسات.
الحقيقة أيضاً أن هناك جهداً كبيراً قام به خالد البلشى، نقيب الصحفيين، والذى كان ضمن برنامجه الانتخابى تعيين المؤقتين فى المؤسسات الصحفية القومية، وكان فى كل مناسبة أو اجتماع مع المسئولين يطرح فكرة فتح باب التعيينات.
التعاون بين الهيئة الوطنية للصحافة ونقابة الصحفيين لم يكن هدفه فقط مخاطبة الجهات الحكومية لتعيين المؤقتين، بل كان من أجل تطوير المهنة وتحسين أوضاع الصحفيين، والارتقاء بالمهنة ودعم مكانة الصحافة القومية.
الهيئة والنقابة وضعتا رؤية يتم تنفيذها بالتعاون بين الهيئة والنقابة يكون هدفها الارتقاء بدور الصحافة القومية، باعتبارها مصنع الخبرات التى خرج منها كل القامات الصحفية وقيادات الصحف الخاصة الحالية.
الرؤية بين الهيئة والنقابة كانت عبارة عن خطة عامة هدفها التأكيد على دور الصحافة المصرية كقوة ناعمة من خلال تطوير إمكانيات المؤسسات الصحفية والصحفيين بها وتوسيع مساحات العمل الصحفى لتعود الصحافة من جديد معبرة عن المجتمع، ودعم دورها فى التنوير والتثقيف وكشف مكامن الخطر التى تواجه الدولة، كسلطه رابعة تراقب وتحذر وتبشر بمستقبل يليق بنا جميعاً.
جاء «الشوربجى» على رأس الهيئة الوطنية للصحافة فى فترة شديدة الصعوبة والمؤسسات محملة بالديون والملفات المعقدة فاقتحمها، ويكفى أن أذكر أن كل المنتمين للمؤسسات يتذكرون عدم تمكن المؤسسات من صرف المرتبات وعدم وجود ورق وأحبار لطباعة الصحف، فضلاً عن الديون التى وصلت لحد عدم تمكن المؤسسات من ترخيص سياراتها لعدم استطاعتها سداد التأمينات.
والأهم كانت نظرة بعض المسئولين فى الدولة لدور الصحافة القومية والتى كانت أحد أسباب وقف التعيينات، والتى استطاع الشوربجى بسياساته تغييرها.بدأ الشوربجى فى حلحلة مشكلات كل مؤسسة على حدة وبدأ باستغلال الأصول لكل مؤسسة، وانتظم العمل بالمؤسسات، وبدأت عملية جدولة الديون، واستقرت المؤسسات، وبدأت عملية التطوير الشامل فى المؤسسات، واستطاعت أن تعود رقماً مهماً فى القوة الناعمة المصرية.
كل هذا أعاد الثقة فى المؤسسات القومية، والتى كان من نتائجها فتح باب التعيينات لضخ دماء جديدة فى المؤسسات القومية لتبقى وتستمر، وألف مبروك للزملاء على البداية الجديدة، وبالتوفيق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: خالد البلشى التنمية المستدامة الهيئة الوطنية للصحافة فى المؤسسات
إقرأ أيضاً:
أمريكا تتراجع مرتبتين في الحريات الصحفية منذ عودة ترامب
حذّرت منظمة "مراسلون بلا حدود"، من تدهور مقلق لحرية الصحافة في الولايات المتحدة عقب عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم.
وأشارت المنظمة في تقريرها السنوي، الصادر الجمعة، إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تحتل المرتبة 57 من أصل 180 دولة، متراجعة مرتبتين عن العام الماضي، وخلف دول مثل سيراليون.
وأوضحت المديرة التحريرية للمنظمة، آن بوكاندي، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، أن "الوضع لم يكن مشرفاً أساساً"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد تراجعت عشر مراتب خلال عام 2024، إلا أن الأمور ازدادت سوءاً منذ تنصيب ترامب، بسبب "هجماته اليومية" على وسائل الإعلام.
وأفاد التقرير بأن إدارة ترامب عمدت إلى تسييس المؤسسات، وتقليص الدعم الموجّه للإعلام المستقل، إلى جانب تهميش الصحفيين، ما أسهم في تصاعد العداء تجاههم وانهيار الثقة العامة في وسائل الإعلام.
كما أقدم ترامب على تقويض وسائل الإعلام العامة الأمريكية في الخارج، مثل "صوت أميركا"، ما حرم نحو 400 مليون شخص حول العالم من مصادر معلومات موثوقة.
وتطرّق التقرير إلى تداعيات تجميد التمويل المقدم عبر "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" (USAID)، الأمر الذي وضع مئات المؤسسات الإعلامية في أزمات مالية خانقة، وأجبر بعضها، خاصة في أوكرانيا، على الإغلاق.
وفي السياق ذاته، أكدت لجنة حماية الصحفيين، في تقرير تناول المئة يوم الأولى من الولاية الثانية لترامب، أن "حرية الصحافة لم تعد حقاً مكتسباً في الولايات المتحدة".
وعلى الصعيد الدولي، احتفظت النرويج بصدارة التصنيف للسنة التاسعة على التوالي، في حين تذيلت إريتريا القائمة، تسبقها كوريا الشمالية ثم الصين.
وسجلت غينيا التراجع الأكبر بهبوطها 25 مرتبة إلى المرتبة 103، بسبب القيود الشديدة على الإعلام، تلتها الأرجنتين التي تراجعت 21 مرتبة لتستقر في المرتبة 87.
أما في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد وصفت المنظمة الوضع هناك بـ"الكارثي"، حيث حلّت الأراضي المحتلة في المرتبة 163 بعد تراجعها ست مراتب، متهمة جيش الاحتلال الإسرائيلي بـ"قتل نحو 200 صحفي".
ويستند تصنيف "مراسلون بلا حدود"، إلى بيانات كمية ونوعية حول الانتهاكات بحق الصحفيين، بمشاركة خبراء متخصصين في المجال.
ماذا فعل منذ بداية رئاسته الجديدة؟
وفي سلسلة من الإجراءات التي قامت بها الحكومة الأمريكية، اتخذت إدارة ترامب خطوات اعتبرتها الأوساط الإعلامية "عقابية وانتقامية"، منها منع دخول صحفيي وكالة "أسوشيتد برس" إلى البيت الأبيض على خلفية رفض الوكالة اعتماد التسمية الجديدة "خليج أمريكا" بدلاً من "خليج المكسيك"، استجابة لقرار تنفيذي رئاسي.
كما رفع ترامب دعوى قضائية ضد شبكة "CBS"، متهما إياها بتعديل محتوى مقابلة مع منافسته كامالا هاريس، زاعما أن الهدف كان التأثير سلباً على حملته الانتخابية.
وفي البنتاغون، طردت وزارة الدفاع ثماني مؤسسات إعلامية من مكاتبها خلال الأسابيع الأخيرة، واستبدلتها بسبع وسائل إعلامية محسوبة على التيار المحافظ، إضافة إلى وسيلة ليبرالية واحدة هي "هاف بوست".
وفي خطوة أخرى، منع البيت الأبيض صحفيين من وكالات "رويترز" و"هاف بوست" وصحيفة "دير شبيغل" الألمانية من تغطية أول اجتماع وزاري في عهد ترامب، مما أثار استياءً واسعاً.
وردّت وكالة "أسوشيتد برس" برفع دعوى قضائية ضد ثلاثة من كبار موظفي البيت الأبيض، منددة بحرمان صحفييها من دخول المكتب البيضاوي وطائرة الرئاسة، ووصفت ذلك بأنه انتهاك للتعديل الأول من الدستور الأمريكي، الذي يضمن حرية الصحافة والتعبير.
وأكدت الوكالة في دعواها أن "للصحفيين والشعب الأمريكي الحق في استخدام لغتهم الخاصة دون الخضوع لقيود أو انتقام حكومي"، وقد شملت الدعوى كلاً من كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، ونائبها تايلور بودويتش، والمتحدثة باسم ترامب كارولاين ليفيت.
الفترة الأولى كانت البداية
خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021)، اتخذ الرئيس الأمريكي إجراءات قمعية تجاه وسائل الإعلام، إذ مُنع عدد من الصحفيين من دخول البيت الأبيض، من أبرزهم الإعلامي المعروف جيم أكوستا، الذي تمكّن لاحقاً من استعادة تصريحه الصحفي بعد معركة قانونية أمام القضاء.
وفي تقرير صدر عام 2020، أعربت "لجنة حماية الصحفيين" عن قلقها إزاء ما وصفته باستغلال إدارة ترامب للدعاوى القضائية المتعلقة بالتشهير كوسيلة لترهيب الصحفيين، إلى جانب محاولاتها تقويض مبدأ حماية المصادر الصحفية، لا سيما في أعقاب تسريبات كشفت عن معلومات حساسة من داخل البيت الأبيض.