الوطن:
2024-09-22@05:33:59 GMT

خالد ميري يكتب: في انتظار يناير

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

خالد ميري يكتب: في انتظار يناير

الحديث الآن خرج إلى العلانية فى أمريكا.. إسرائيل بقيادة مجرم الحرب المتطرف نتنياهو لن توقف حرب الإبادة الجماعية فى غزة قبل يناير القادم، عندما تنتهى ولاية الرئيس بايدن ويعرف العالم من سيقود أمريكا بعده.. هل ستكون نائبته هاريس أم خصمها اللدود ترامب؟!

الحرب الصهيونية المجنونة تستمر وتحصد يومياً المزيد من الضحايا الأبرياء نصفهم على الأقل من النساء والأطفال.

. بينما تصر الإدارة الأمريكية أن إسرائيل وحماس وافقتا على ٩٠٪ من شروط الهدنة وأن البقية يمكن أن تحدث الموافقة عليها فى أى وقت، لكن أمريكا تعرف جيداً أنها بدعمها السياسى والعسكرى غير المحدود لنتنياهو فهى تمنحه الضوء الأخضر ليستمر فى القتل والإبادة دون أى محاولة حقيقية جادة للضغط عليه لوقف الحرب.

نتنياهو لم يتوقف عند حرب غزة، لكنه يصر على جرِّ المنطقة بأكملها إلى الحرب، ويتحدث ببجاحة أنه فى طريقه لتغيير الشرق الأوسط.. من جديد وجَّه ضرباته الغادرة القاتلة إلى قلب لبنان فى ضربة البيجر، وبعدها ضرب بيروت للمرة الثالثة لاغتيال قيادى جديد فى حزب الله.. حديث حسن نصر الله بعدها لم يتغير، فإسرائيل تواصل ضرب واغتيال قيادات حزبه، بينما هو يتحدث عن رد لا يعدو أن يكون رداً كرتونياً بقنابل كاتيوشا تدمرها إسرائيل قبل أن تنطلق ولا تصل إلى أهدافها إلا فيما ندر.

هناك فارق كبير فى القوة بين دولة الاحتلال الغادرة التى تغتال كل الكائنات الحية فى غزة، وتضرب حزب الله فى قلبه وعمقه وبين قوة حماس وحزب الله، لكن الملاحظ أن النكبة التى بدأت مع أحداث ٧ أكتوبر ما زالت مستمرة دون أن نعرف لها نهاية، الشعب الفلسطينى من جديد أثبت بطولته وتحمَّل كل فنون القتل والتشريد فى بطولة نادرة، لكنه يرفض أن يتخلى عن أرضه وعرضه، وأن يتركها للمحتل الغاصب، والمقاومة الفلسطينية ما زالت موجودة وإن تراجعت قدراتها كثيراً، وما زالت قادرة على أن توجه ضرباتها إلى الصهاينة رغم ترسانتهم العسكرية الجبارة.

الآن بدا واضحاً لكل صاحب قلب سليم لماذا كان الموقف المصرى حاسماً منذ اللحظة الأولى برفض تهجير الفلسطينيين.. ثبت للجميع أن إسرائيل كان هدفها الحقيقى استغلال «طوفان الأقصى» لضرب وتصفية القضية الفلسطينية مرة واحدة وإلى الأبد، نتنياهو كان يخطط ويريد تهجير أهل غزة إلى سيناء وأهل الضفة إلى الأردن ليخلو له وجه الأرض المحتلة وتنتهى قضية الشعب الفلسطينى وأرضه المحتلة.

الموقف المصرى القوى والواضح والذى يصر على أنه لا وقف للحرب قبل انسحاب إسرائيل من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، وخلفه الموقف الأردنى الصلب والمواقف العربية المؤيدة للحق الفلسطينى، وما أعلنته السعودية صراحة أنه لا تطبيع مع إسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، كلها مواقف نجحت فى وقف مخطط التهجير، لكن حرب الإبادة ما زالت مستعرة ونتنياهو وفصيلته من المتطرفين لا يريدون سلاماً ويُفشلون كل محاولات الوصول لهدنة أو وقف للحرب، يضحون حتى بحياة أسراهم فى مقابل استمرار الحرب، ويدفعون ناحية توسيعها إقليمياً بأى ثمن.. هو الجنون الذى تسانده أمريكا بكل قوتها ولا أحد يتوقع هل سينتهى فعلاً فى يناير بعد نهاية الانتخابات الأمريكية أم سيستمر بعدها؟

جر الغرب روسيا إلى وحل حرب فى أوكرانيا ما زالت مستعرة لوقف النمو الروسى عسكرياً واقتصادياً، ووسط تأثيرات الحرب الروسية- الأوكرانية المدمرة اقتصادياً للعالم انطلقت حرب الإبادة الجماعية فى غزة بعد أحداث ٧ أكتوبر ونقترب الآن من مرور عام كامل عليها دون أن تلوح بوادر نهاية حقيقية لها.

على شفا الدمار يقف العالم فى انتظار عام جديد، فهل يمكن أن نلمح فيه بدايات السلام والأمل والحياة، أم تستمر آلة القتل فى اغتيال ما تبقى من حياة وإنسانية؟

 نقص الأدوية:

لدينا أزمة حقيقية فى الأدوية ونقص حقيقى فى عدد كبير منها.. نجحت الحكومة فى مواجهة أزمة انقطاع الكهرباء، ووعدتنا بالقضاء على أزمة نقص الأدوية.. المرضى يعانون وهم لا يجدون دواء يحتاجونه، وهناك سوق سوداء لتوفير الأدوية الناقصة بأسعار خيالية، الآن نقترب من نهاية الشهور الثلاثة التى وعدت الحكومة بحل الأزمة خلالها، ونحتاج تصرفاً حاسماً رادعاً يقضى على السوق السوداء ويوفر الدواء لمن يحتاجه، أثق أننا مع بداية شهر أكتوبر سنشهد انفراجة حقيقية فى هذه الأزمة التى طالت وحان وقت نهايتها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إسرائيل أمريكا نتنياهو حرب الإبادة الجماعية ما زالت

إقرأ أيضاً:

زياد ابحيص يكتب .. جبهة الإسناد وخيارات المقاومة في لبنان

#سواليف

كتب … #زياد_ابحيص

كشفت #الضربات المتتالية التي وجهها #الاحتلال ضد #المقاومة_اللبنانية عن خطة معدة مسبقاً قائمة على #اختراق عميق وبحثٍ عن عناصر المفاجأة التكتيكية أمام غياب إمكانية المفاجأة الاستراتيجية في ظل #الحرب التي فتحتها المقاومة أصلاً من #جبهة_لبنان منذ الثامن من أكتوبر 2023، وهذا يدفع بالضرورة لمحاولة فهم الهدف الصهيوني والأمريكي من هذا التصعيد، ويمكن هنا أن يقرأ هدفان أساسيان وهدف ثانوي:

الهدف الأول: وهو هدف الحد الأدنى، هو إجبار المقاومة على الخروج من الحرب وترك غزة والضفة الغربية لوحدهما في المشهد، بما يسمح بالتخلص من حالة الاستنزاف التي تشكلها والتفرغ للحسم على جبهتي الضفة الغربية وغزة، وهذا الهدف عبر عنه الصهاينة علناً بعد ضربة البيجر الأولى، ونقله الأمريكان للأطراف اللبنانية صراحة، وهو ما يرجح أنه ليس الهدف الحقيقي للتحرك العسكري الحالي، فمختلف الأطراف تدرك أن حرب المقاومة قائمة على منع الطرف الآخر من تحقيق أهدافه، وهو ما يجعل إعلان هذه الأهداف كفيلاً بإفشالها، وهو ما تم بالفعل في خطاب أمين عام حزب الله بإعلان قطعي بعد هذه الضربات بأن جبهة الإسناد اللبنانية لن تخرج من الحرب قبل الوصول لوقف العدوان على غزة.

مقالات ذات صلة ما سبب عودة عمليات القسام في رفح؟ الدويري يجيب 2024/09/21

الهدف الثاني: الذهاب نحو حرب يتحكم الاحتلال فيها بسلم التصعيد، بما يفقد المقاومة المبادرة، ويجرها إلى توسيع الحرب في ظل حالة من الضغط وفقدان المباغتة التكتيكية وفي ظل خرق الأمني لم يغلق أبوابه ولم تعالج آثاره، وبالتالي يجعل الاحتلال هو المتحكم بوقائع الحرب بشكلٍ يذهب بها إلى الحرب الشاملة السريعة، وهو ما سيضطر المقاومة اللبنانية في المحصلة للخروج من الجبهة بناء على وقائع حربها وبعيداً عن ما يحصل على جبهة قطاع غزة.

الهدف الثالث: هو تحقيق صورة النصر التي لم يتمكن الاحتلال من تحقيقها في غزة، وقد حصل عليها خمس مراتٍ حتى الآن في اغتيال الشهداء إسماعيل هنية وفؤاد شكر ثم في عملية البيجر واللاسلكي وأخيراً بعملية اغتيال قيادة فرقة الرضوان، غير أن هذا الهدف حتى يتحقق يتطلب القدرة على استدامته على جميع الجبهات باعتباره مشهد النهاية، ومع غياب هذه الإمكانية فإن هذا الهدف لا يغدو عن كونه تحقيق إنجازات معنوية مؤقتة، ويجعل الهدفين الأول والثاني هما المتعلقان بمصير الحرب.

انطلاقاً من ذلك يمكن القول بأن هدف العمليات الصهيونية المتتالية هو أن تجبر المقاومة اللبنانية على الخروج من المعركة إما بالردع أو بالحسم، وبما أنها قد يئست من إمكانية إخراجها من المعركة بالردع فقد اتخذته هدفاً تضليلياً معلناً لكنها في الغالب ذاهبة نحو محاولة إخراجه من المعركة بالحسم، أي بتصعيد كبير في الحرب يجبر جبهة لبنان على أن تنتهي بحساباتها لا بحسابات جبهة غزة.

في مقابل ذلك يواجه حزب الله ومن حوله من قوى المـ.ـقـ.ـاومة في لبنان تحدياً ثلاثياً: أولاُ في إدارة المعركة بما يحافظ على وحدة الساحات ويمنع إخراجها من المعركة إلا بوقف تام للعدوان الصهيوني على جبهة غزة باعتبارها قلب هذه الحرب، والثاني هو في التقدير الحقيقي لحجم الاختراق الأمني الصهيوني وتداعياته والعمل الحازم والمتأني على إغلاق بابه ومعالجة تداعياته لأنه مكن الصهاينة حتى الآن من اغتيال نخبة الصف الأول من القيادة وجزءاً من القيادات الصف الثالث الميدانية وصلاً إلى 400 عنصر تقريباً، علاوة عن محاولة هز الثقة وفرض انهيار إدراكي على المـ.ـقـ.ـاومة بضربات مباغتة كبيرة ومتتالية، والتحدي الثالث يكمن في توجيه ضربات تستعيد المبادرة والتوازن لكنها لا تسمح بنقل زمام المبادرة للاحتلال بما يجعله متحكماً في سلم التصعيد.

لا شك أن التحدي الثاني المتعلق بالاختراق الأمني هو التحدي المفاجئ والأكثر خطراً وإلحاحاً لمعالجته في المرحلة الحالية، لكن التحدي النهائي للحرب هو الأول: أن لا تخرج جبهات الإسناد من الحرب إلا بوقف شامل للعدوان عن غزة وعلى مبدأ وحدة الساحات، وهو المحك الفعلي لإحباط الإرادة الصهيونية والأمريكية ولتكريس معادلة استراتيجية جديدة في المنطقة. انطلاقاً من ذلك، يمكن تصور الاحتمالات التالية أمام المقاومة اللبنانية:

الاحتمال الأول: الذهاب نحو الحرب الشاملة وهو خيار إن وقع الآن فإنه يأتي في أسوأ الظروف منذ بداية الحرب، إذ أنه يأتي بعد تفرغ الاحتلال النسبي من جبهة غزة، وبعد ضربات كبيرة متتالية من الاحتلال وفي ظل اختراق أمني لم يجري تقدير حجمه ومعالجته بما يسمح عملياً بالاستفادة القصوى من تبعاته، ورغم أن هذا الخيار ربما يكون الأجدى في ظروفٍ أخرى، فإن منطق الحرب يفرض استبعاده في هذه المرحلة مهما كان حجم الضغوط الصهيونية والأمريكية للذهاب إليه.

الاحتمال الثاني: المحافظة على الوتيرة السابقة لجبهة الإسناد: أي بعمق متوسطه 15 كم يتجاوز إلى 20 كم أحياناً مع التركيز على المواقع العسكرية والتجهيزات التجسسية لتحقيق عمىً نسبي لدى الجيش الصهيوني مع الحفاظ على حجم التهجير الحالي الذي يعترف الاحتلال أنه في حدود 60 ألف مستوطن مهجر مع أن التقديرات الصحفية أن عدد المستوطنين المهجرين يصل إلى 100 ألفاً، وهذا الخيار قد يكون أسلم أمنياً لكنه سيعبر عن ضعف ويغري الاحتلال بالتصعيد كما أنه سيزيد من إحباط حاضنة المـ.ـقـ.ـاومة ومن التشكيك في جدوى جبهة الإسناد اللبنانية وهو تشكيك قائم أصلاً، بعضه ينطلق من نقاشٍ موضوعي ومعظمه يندفع من ثأر داخلي أو من أجندة دول التطبيع العربي.

الاحتمال الثالث: التصعيد النسبي بتوسيع نطاق النار والتهجير لكن بما يحافظ على طبيعة جبهة الإسناد ويمنع الانجرار للحرب الشاملة قبل إغلاق مصادر الاختراق ومعالجة آثار الاختراق على كل المستويات، وهو الخيار الأكثر ملاءمة مع طبيعة التحديات المركبة التي تواجهها المقاومة اللبنانية.

الاحتمال الرابع: البحث عن أبواب ردود نوعية مؤلمة، وهنا أمام المقاومة احتمالات متعددة لتحقيق فكرة الضربات النوعية، بدءاً من ضرب الأهداف العسكرية العاملة بما يخرجها من الخدمة ويضعف قدرة الصهاينة على توظيفها في العدوان الشامل على لبنان، والذي يبدو أن قرار الاحتلال به قد اتخذ لكن ظروف الجبهة تؤجله حتى الآن، وبالذات بالمس بالقواعد الجوية وإمكانات الأسطول البحري الصهيوني، أو بضربات أمنية ضد شخصيات كبرى وهي عمليات تحقق أهدافاً نفسية لكن إمكانيتها قد تكون متعذرة، أو بالذهاب لضرب الأهداف شبه العسكرية مثل منشآت التصنيع العسكري الصهيونية.

في الخلاصة، أمام هذه القراءة فإن الخيار الأجدى للمقاومة في لبنان ربما يكون مزيجاً بين الاحتمالين الثالث والرابع: بتوسيع جبهة الإسناد بما يزيد دائرة التأثير والتهجير ويتجنب الانجرار للحرب الشاملة في الظرف الحالي، مع عمل دؤوبٍ ومتأنٍّ على إغلاق الخرق الأمني ومعالجة آثاره على كل المستويات، والمبادرة إلى ردودٍ نوعية تحقق التكافؤ وتستعيد المبادرة وتمس على المدى البعيد بقدرة الجيش الصهيوني على شن عدوان شامل على لبنان باتت سحبه تتراكم.

مقالات مشابهة

  • أشرف غريب يكتب: امرأة من مصر
  • خالد ناجح يكتب: بداية الشوربجي والبلشي
  • علي الفاتح يكتب: ما بعد عدوان الغرب الصهيوني!
  • زياد ابحيص يكتب .. جبهة الإسناد وخيارات المقاومة في لبنان
  • د. سليم عبدالرحمن يكتب: بداية جديدة لبناء الإنسان
  • تامر شوقي يكتب: حلول ناجزة لمشكلات مزمنة
  • فى الذكرى الـ 23.. د. عمرو عبد المنعم يكتب: لأول مرة قصة حياة  «العقل الإلكتروني» لهجمات 11 سبتمبر
  • وزير الصحة اللبناني: الحرب لا زالت دائرة والاحتلال لديه نوايا تصعيدية
  • «الموساد» يدير حرب لبنان