السودان.. معارك عنيفة وأزمة إنسانية متفاقمة
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
شمسان بوست / وكالات:
اشتدت وتيرة المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في العديد من محاور القتال بالبلاد، ودارت اشتباكات استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في ذات الوقت الذي بدأ فيها الجيش تحركاً بولاية الجزيرة وسط البلاد، كما تبادل الطرفان القصف بالعاصمة الخرطوم، ومع استمرار المعارك، تزداد أوضاع المدنيين بمناطق الصراع تعقيداً، في ظل تفشٍ للأمراض المعدية وانعدام الخدمات.
وكشفت تقارير أممية حديثة من تفاقم الوضع الإنساني في السودان، نتيجة الحرب المستمرة، حيث يواجه أكثر من 25.6 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، أزمة جوع حاد، بينهم 8.5 ملايين شخص في مستويات طوارئ من الجوع. كذلك، يعاني 755 ألف شخص من ظروف كارثية في مناطق مثل دارفور وكردفان والنيل الأزرق والخرطوم.
وطالب المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام أطراف النزاع، بحماية حقوق المدنيين في الفاشر، بما يشمل السماح للراغبين في التحرك داخل المدينة، والراغبين في الخروج منها إلى مناطق أكثر أمناً، كما حث الأطراف على تيسير المرور السريع والآمن دون عوائق للإغاثة الإنسانية الموجهة لمن يحتاجونها من المدنيين.
مع استمرار المعارك، وتمدد دائرة الحرب تتفاقم الأوضاع الإنسانية لملايين السودانيين بمناطق النزاع، أو أولئك الذين فروا جراء القتال، إذ يواجه المدنيون ظروفاً معقدة، في ظل الغلاء وندرة السلع وتفشي الأمراض المعدية، مثل الكوليرا والحميات والتهابات العيون، مع انعدام للأدوية، وشح مراكز تقديم الخدمات العلاجية، وبحسب سودانيين بمنطقة الحاج عبد الله جنوبي ولاية الجزيرة، تحدثوا لـ«البيان»، فإن المنطقة تعيش أوضاعاً مأساوية، حيث تنعدم الكثير من السلع، وحتى المتوفر منها لا يستطيعون شراءه بسبب الغلاء.
وشهدت مدينة الفاشر أمس، السبت، أعنف أيامها، في ظل تجدد المعارك الطاحنة بين الجيش السوداني والقوات المشتركة التحالفة معها من جهة، وقوات الدعم السريع من الجهة الأخرى، وسط مخاوف من سقوط المزيد من المدنيين، لا سيما أن الاشتباكات تدور داخل الأحياء الشرقية والجنوبية الشرقية للمدينة.
اشتباكات
في غضون ذلك، قتل أربعة أشخاص على الأقل، وأصيب تسعة آخرون جراء سقوط دانات وسط مساكن المدنيين بمحلية كرري غربي أمدرمان بالعاصمة الخرطوم.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، إن الاشتباكات تجددت السبت بوتيرة عنيفة، بدأت منذ الخامسة فجراً في المحور الشمالي والجنوب الشرقي للمدينة، ووفقاً لمصادر تحدثت لـ«البيان»، فإن معارك السبت كانت أشد عنفاً من سابقتها، إذ هاجمت قوات الدعم السريع المدينة من عدة محاور، في محاولة منها للسيطرة على مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة، وهي آخر معقل للجيش بإقليم دارفور.
وفي العاصمة الخرطوم، شهدت مناطق متفرقة قصفاً مدفعياً متبادلاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، صاحبه غارات جوية، نفذها سلاح الجو التابع للجيش على مواقع لقوات الدعم السريع، بكل من الخرطوم والخرطوم بحري، وأعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، مقتل أربعة وإصابة تسعة آخرين.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تقول إنها سيطرت على مخيم للنازحين في دارفور
الخرطوم - قالت قوات الدعم السريع الأحد 13 ابريل 2025، إنها سيطرت على مخيم للنازحين في إقليم دارفور في غرب السودان بعد يومين من قصف مدفعي عنيف وإطلاق نار، وفق ما أفاد مصدر داخل القوات وكالة فرانس برس.
وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس شرط عدم ذكر هويته لأسباب أمنية "قواتنا بسطت سيطرتها على قاعدة زمزم وتم تأمين المنطقة". ويعد هذا المخيم الأكبر في دارفور وهو يقع قرب الفاشر عاصمة شمال دارفور التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أيار/مايو الماضي.
وعانى مخيم زمزم الذي يؤوي أكثر من 500 ألف لاجئ بحسب الأمم المتحدة، إلى جانب مخيَمي أبو شوك والسلام القريبين، بشكل كبير خلال الحرب المستمرة منذ عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ومنذ الجمعة، شنّت قوات الدعم السريع هجمات برية وجوية على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة ومخيمَي زمزم وأبو شوك.
والأحد، قالت "تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر" في بيان إنه بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة أم كدادة "أقدمت على تصفية... 56 من سكان المدينة على أساس عرقي".
وأعلنت قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش، الخميس استعادة السيطرة على بلدة تقع على مسافة حوالى 180 كيلومترا جنوب غرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان.
وقال حاكم دارفور وزعيم حركة تحرير السودان مني أركو مناوي الذي تقاتل قواته إلى جانب الجيش، الأحد إنه منذ الجمعة "قتل 450 شخصا في الفاشر والمناطق المحيطة بها" على يد قوات الدعم السريع.
ودعا البابا فرنسيس الأحد في ختام صلاة التبشير الملائكي في روما والتي بثها الفاتيكان، إلى إحلال السلام في العالم مشيرا خصوصا إلى السودان.
وقال إن "15 نيسان/أبريل يصادف الذكرى الثانية الحزينة لاندلاع الحرب في السودان والتي خلفت آلاف القتلى وأجبرت ملايين العائلات على الفرار من ديارها".
اندلعت الحرب في السودان في 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
ونشرت تنسيقية الفاشر الأحد قائمة بأسماء القتلى بينهم مدير مستشفى البلدة.
كذلك، اتهم الناشطون قوات الأمن بارتكاب "انتهاكات واسعة النطاق" و"تهجير قسري"، مشيرين إلى فقدان 14 شخصا.
وأضافوا أن كل شبكات الاتصالات أوقفت.
- معركة الفاشر -
وأدت الحرب في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، وتسببت بأزمة إنسانية تعد من الأسوأ في التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
وصارت ثالث أكبر دولة في إفريقيا من حيث المساحة مقسّمة عمليا، إذ يسيطر الجيش على مساحات واسعة في شرق البلاد وشمالها بينما تسيطر قوات الدعم السريع على القسم الأكبر من دارفور غربا وأجزاء من جنوب السودان.
وبعد استعادة الجيش للعاصمة الخرطوم الشهر الماضي، كثفت قوات الدعم السريع من هجماتها باتجاه مدينة الفاشر التي تحاصرها منذ أيار/مايو 2024.
ولا تزال هذه المدينة التي تعد نحو مليوني نسمة تحت سيطرة الجيش.
السبت، أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها من مقتل أكثر من 100 شخص في السودان بعد هجمات شنتها الجمعة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك.
وأفادت التقارير الأولية الصادرة عن التنسيقية الجمعة بمقتل 25 شخصا في زمزم و32 في الفاشر، فيما أفاد الجيش بمقتل 74 و17 شخصا على التوالي.
وقال ناشطون الجمعة إنه من الصعب تقييم حجم الأضرار التي لحقت بزمزم بسبب صعوبات في الاتصالات والإنترنت.
وقال آدم رجال، المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور، لوكالة فرانس برس، "تعرضت مخيمات النازحين هذه (الأحد) لقصف وهجوم من قبل آليات قتالية تابعة لقوات الدعم السريع".
كذلك، أكد استئناف المعارك داخل مدينة الفاشر.
ويُتهم طرفا الحرب بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على كلا الجانبين.
وفي كانون الثاني/يناير 2025، اتهمت واشنطن رسميا حكومة السودان بـ"ارتكاب إبادة جماعية" في إقليم دارفور، المنطقة الصحراوية الواقعة عند الحدود مع تشاد والتي توازي مساحة فرنسا.