جيه دي فانس الترمبى السوداني:
“مافي فرق في الوقت الراهن بين واشنطوم والخرطوم.”
جيه دي فانس، الذي إختاره ترمب نائبا له، شاب مثقف وعصامى، نشأ في فقر في أقاليم أمريكا الأشد بؤسا في ظروف عائلية صعبة ولكنه بفضل تفاني جدته نجح في المدارس والجامعات الحكومية إلى أن إلتحق بجامعة ييل العريقة حيث درس القانون. ثم دخل بعدها إلي عالم الإستثمار في مجال لتكولجيا وحصد عشرات الملايين.

وتزوج سيدة رفيعة التعليم من أصول هندية.
وفي بداية ثلاثينياته اضاف السيد فانس إلي سجله إصدار كتاب كان محل إشادة واسعة من كبريات الصحف والمعلقين وتصدر قائمة المبيعات في صحيفة نيويورك تايمز. أتي الكتاب بعنوان “مرثية هيلبيلي: مذكرات عائلة وثقافة في أزمة” – وهيلبيلي هم أهل العوض في العامية السودانية. يدور الكتاب حول المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في مسقط رأسه بولاية أوهايو كعينة ممثلة لتفكك مجتمعات في أمريكا بسبب إنهيار القطاع الصناعي مع هروب المصانع إلي دول العمالة الأرخص. وتم إصدار فلم من سردية الكتاب.
كل هذه الإنجازات والسيد فانس في عمر الأربعين فهو من مواليد 1984 .
ورغم أن السيد فانس في عام 2016 وصف ترمب بانه أحمق، وسخ وشبهه بهتلر إلا أن ترمب أختاره لخوض المعركة الإنتخابي نائبا له. وكان إجماع المعلقين المناصرين والمعادين أن تلك كانت ضربة معلم من ترمب أضاف فيها إلي حملته حيوية الشباب والثقافة والفقر والثراء (والأقليات العرقية هوادة بالكاري).
في سياق الحملة لجذب أصوات العنصريين لدعمه في الإنتخابات، في الأسابيع السابقة قاد السيد فانس حملة شرسة ضد المهاجرين الهايتيين واتهمهم بسرقة قطط الشعب الأمريكي الطيب وسلخها واكلها.
كما تنمر السيد فانس مرارا وتكرارا علي النساء ألسناغل، متوسطات العمر وكرر وصفهن بانهن “سيدات قطط” – من فرط وحدتهن يربين القطط كتعويض عن غياب الأسرة والشريك.
تتجلي الوقاحة والعنصرية وكراهية المراة في أبشع صورها في هراء السيد فانس، لكن أود هنا أن أركز علي الغباء المطلق فيما قال الرجل.
فماذا حدث لشاب من أصول فقيرة، عصامي ناجح، ذكي، مؤلف، مستثمر شاطر، تزوج هندية ليست بيضاء وأنجز الكثير وهو ما زال في ريعان الشباب؟
يمكن تفسير تحول السيد فانس الحاد بمرض السلطة. إذ هبط عليه كل هذا الغباء الوقح فقط بعد أن إختاره ترمب كنائب للرئيس المحتمل. فقد أوضح رودولف روكر كيف أن الغباء ركن متين من أركان السلطة لانه في طبيعة حمضها النووي محاولة قولبة كل شيء فكري أو مادي في قالبها قسرا أو طوعا. إذن من طبيعة السلطة أن تجعل ممارسها غبيا كما تذهب بعقل ضحاياها المقولبين واقعا وفكرا.
لكن ما حدث لفانس حدث لكثير من السودانيين الذين يكتبون أو يظهرون علي شاشات التفلزيون. ورغم أن ما يقولون قد لا يبلغ درجة وقاحة أكل الكديس إلا إنها لا تختلف في منحي أكروبات الغباء الطوعي والتهافت الفكري والتدليس والكذب وتغليب العقل الإنتقائي.
وقد أصاب الصديق محمد جلال هاشم في إضافة مصطلح الغباء الأيديلوجى الذي أصاب سودانيين هم ليسوا أغبياء خارج لعبة السلطة القذرة فمنهم كثيرون لا يختلفون عن الشقي فانس في الذكاء والثقافة وحسن التعليم رغم جذور الفقر. هؤلاء وصفهم محمد منير “غفير وخالتو داية/ لو لبسوهو عباية/ وحطوه عا المرايا/ ها يشوف اتخن أمير/ ملعون أبو الفقير/ وتسال عن الأصول/ يقول ما شفتهاش”.
ويقال أن السلطة تجذب أسوأ البشر وتفسد أحسنهم. ويقول ثاقبون أن أعداء الشعب ليسوا أغبياء وإنما هم أذكياء فاسدون. الغباء الذي يكللهم مجرد عرض من أعراض مرض السلطة الذي أصابهم. أو قل هو غباء أيديلوجى طوعي. لذلك ينسب للمتصوفة القول بان حب السلطة هو آخر ما ينزع الرب من قلب عبد أحبه.
عودة إلي سودانيين أذكياء إختاروا الغباء الأيديولوجي الطوعي، نقول لهم “مافي فرق في الوقت الراهن بين واشنطن والخرطوم.”

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

السيد عبدالملك الحوثي: العدو الإسرائيلي لديه مخطط يطلق عليه “ممر داود” يهدف إلى التوغل داخل الأراضي السورية وصولاً إلى نهر الفرات

يمانيون../

كشف السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي عن المخطط الخطير الذي يسعى الكيان الصهيوني لتنفيذه في سوريا برعاية الاحتلال الأمريكي.

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، اليوم الخميس، حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية، أن المسار الذي يعمل عليه الإسرائيلي في سوريا هو التوغل باتجاه السويداء والسعي لربطها بمناطق البادية السورية الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي.

مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي لديه مخطط يطلق عليه “ممر داود” وهو يهدف إلى التوغل الذي يوصله إلى نهر الفرات في مناطق سيطرة الأكراد التي يحتلها الأمريكي.. مضيفاً أن العدو الإٍسرائيلي لديه حلم يسعى لتحقيقه وهو الوصول إلى نهر الفرات ويرى الفرصة متاحةً أمامه لأنه لا يواجه أي عائق في التوغل داخل الأراضي السورية.
وأوضح ان العدو الإسرائيلي يطلق على التوغل في سوريا بعملية “سهم باشان” وهذا الاسم يرمز إلى خرافة يهودية قديمة تعتبر منطقة جنوب سوريا وشمال الأردن مملكة قديمة لليهود.
واكد ان الجانب الخطير أيضا هو ان المنطقة التي يطمع العدو في السيطرة عليها زراعية خصبة وغنية بالمياه العذبة من جنوب دمشق وحتى حوض اليرموك وسهل حوران، ومن جبل الشيخ غرباً إلى جبل العرب السويداء شرقًا
لافتا إلى الطبيعة الانتهازية للعدو الإسرائيلي مؤكدا ان العدو يسعى إلى استغلال الفرص المتاحة، بل يسعى إلى صناعة الفرص واستغلالها
وحول طبيعة السيطرة على جبل الشيخ الاستراتيجي على الحدود السورية قال السيد القائد : ان العدو الإسرائيلي يعتبر سيطرته على جبل الشيخ الاستراتيجي غنيمة كبيرة جداً، لأنه يتيح له فرصة الإطلالة على كل الشام وذلك يعكس سعي العدو الإسرائيلي يواصل تدمير القدرات العسكرية لسوريا، وكان ينبغي إدراك أن كل القدرات هي للشعب السوري وهم في أمسّ الحاجة إليها تجاه العدوان الإسرائيلي
وأكد السيد القائد ان كل الأسلحة والقدرات ذات الأهمية الاستراتيجية في سوريا تُركت ولم تدخل في إطار المسؤولية من قبل السلطة الجديدة ولا في إطار أنها غنيمة كما هي عادة البعض
معبرا عن أسفه الشديد بترك القدرات العسكرية السورية للاستهداف الإسرائيلي والتدمير، وهذا زهدٌ غريب عجيب.

مقالات مشابهة

  • ما هو مكتب “لوتش” الأوكراني الذي تم تدميره بضربة روسية؟
  • “فرصة العام الأخيرة” للاستثمار في الذهب والدولار قبل 2025
  • إعلام الاحتلال: أضرار كبيرة خلفها الصاروخ اليمني الذي استهدف قلب “تل أبيب” فجرًا
  • بالفيديو.. ضابطة أمريكية سابقة تفجّر فضيحة.. “الكيان الصهيوني يحرق أطفال غزة أحياء”
  • الأمم المتحدة : غزة أخطر مكان على وجه الأرض في الوقت الراهن
  • “الدين لله والوطن للجميع”: مظاهرة مدنية تهز ساحة الأمويين في دمشق
  • السيد عبدالملك الحوثي: العدو الإسرائيلي لديه مخطط يطلق عليه “ممر داود” يهدف إلى التوغل داخل الأراضي السورية وصولاً إلى نهر الفرات
  • قائد الثورة: ما تقوم به “السلطة الفلسطينية” في جنين خطأ جسيم وخيانة عظمى
  • شاهد بالفيديو.. لحظة وصول الصاروخ اليمني إلى وسط “تل أبيب” وحجم الدمار الكبير الذي ألحقه بالمنشآت الصهيونية
  • بوتين يكشف النقاب عن علاقته بالأسد وسوريا في الوقت الراهن