يوم الأربعاء الماضي، ومع دقة عقارب الساعة معلنة السابعة مساءً، انطفأت أنوار المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، لتعلن بدء عرض الفيلم الوثائقي «مدرسة أبدية» لأول مرة في مصر، للمخرجة نانسي كمال، والذي يدور حول حياة النساجين أو الفنانين في مركز المهندس الراحل رمسيس ويصا واصف بقرية الحرانية بالجيزة.

ويتناول الفيلم العلاقة الإنسانية التي جمعت بين جيلين تعاقبا على المركز، وكيف كان كل من أبنائهما سندًا ودعمًا للآخر، ليظل الحضور في حالة خاصة من التركيز والانسجام طوال 65 دقيقة هي عمر الفيلم، الذي بمجرد انتهاءه اختلطت حرارة الدموع والتصفيق من الجميع في مشهد إنساني مهيب.

بداية فكرة فيلم «مدرسة أبدية»

«زرت المركز زمان أيام الجامعة ومن وقتها كانت الفكرة في دماغي».. قالتها نانسي كمال، مخرجة فيلم «مدرسة أبدية» الوثائقي، موضحة أن اختيار اسم الفيلم جاء تعبيرًا عن استمرار نجاح فكرة المهندس رمسيس ويصا واصف رغم رحيله، ورغم تعاقب أجيال مختلفة على المركز، إلا أنه ترك فكرة راسخة تتلخص في أن كل إنسان إذا نال ما يستحقه من تقدير وحرية يمكنه التحليق في سماء الإبداع دون حدود أو قيود مهما كانت درجة بساطته.

كان المهندس رمسيس ويصا واصف قد وصل قبل نحو 75 عامًا إلى قرية الحرانية بالجيزة، ليجد أغلب أهلها كما هو معتاد في القرى، يعتمدون فقط على النشاط الزراعي للحصول على الرزق اليومي وقوت أولادهم، فقرر تنفيذ تجربة جديدة تعتمد على فكرة مفادها أن منح الحرية للشخص هي بمثابة منحه صك الإبداع، وكانت تجربته التي نوى تنفيذها هي تعليم أهالي القرية فن رسم لوحات النسيج بواسطة الخيط والنول.

تأسيس مركز رمسيس ويصا واصف

فتح رمسيس ويصا منزله الواسع أمام أطفال القرية يلهون فيه كيفما شاءوا، وبدأ يلفت نظرهم إلى الرسم بالخيوط على النول، وبعدما خاض الأطفال التجربة وجدوها ممتعة، فأخبرهم أنه بإمكانهم الاستمتاع بهذا الفن، وفي الوقت ذاته تحقيق ربح جيد، ثم راح بعدها يمنحهم مبلغ مالي مناسب لكل لوحة بسيطة ينجزوها، واضعًا قاعدة واحدة للعمل في المركز وهي «عدم وجود قاعدة»، لتتوالى السنون ويكبر هؤلاء الأطفال حتى يشيخون، ويستقبل المركز جيلًا جديدًا يتعلم على أيدي من سبقوه، وهكذا أصبح كل مَن في هذا المكان أسرة واحدة يجمعها الحب ويميزها الإبداع.

ومع هذا التميز الواضح والنجاح الشديد، أصبح المركز قِبلة كل المهتمين بالفن المقدرين للإبداع، بل ومادة خصبة للقائمين على إنتاج الأعمال الفنية المكتوبة والمصورة في مصر وخارجها، وهو ما وضع تحديات كثيرة أمام المخرجة نانسي كمال قبل خوض تجربة التصوير، وهي البحث عن زاوية جديدة وقوية تتميز بها عمن سبقوها، حتى وجدت ضالتها في تسليط الضوء على العلاقة الإنسانية التي جمعت بين جيلين تعاقبا على المركز.

استمتاع حقيقي خلال تصوير الفيلم

«كنت مستمتعة جدًا خلال تصوير الفيلم، ولمست قد أيه الناس دي فنانين وبسطاء جدًا وبيحبوا شغلهم ومتعلقين به»، وفقًا لـ«نانسي»، وأن الفيلم تضمن مشاهد وحكايات مؤثرة في حياة أبطاله من فناني المركز، كانت سببًا في أن تضج قاعة المسرح الصغير بالتصفيق الحار من جميع الحاضرين بمجرد انتهاء العرض: «الحمد لله اللي حضروا العرض كانوا مستمتعين جدًا لدرجة إنهم محبوش يمشوا بعد انتهاء الفيلم قبل ما ياخدوا صور تذكارية مع أبطال الفيلم ويسلموا عليهم»، وكل ذلك شَكّل مشهدًا ولقاءً أسريًا مميزًا.

لم يكن عرض فيلم «مدرسة أبدية» الوثائقي في دار الأوبرا هو الأول له بشكل عام، بل في مصر فقط؛ إذ سبق عرضه في النمسا قبل سنوات، وجاء عرضه بدار الأوبر ضمن النشاط الثقافي والفكري بالدار برئاسة الدكتورة لمياء زايد، حسب توضيح «نانسي» التي أوضحت أن أبطال الفيلم من الجيل الأول في المركز هم «لطفية شعبان، وعلي سليم»، ومن الجيل الثاني «رضا أحمد، بسيمة محمد، تحية إبراهيم، ثريا حسن، محروس عبده، وصباح علي».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: رمسيس ويصا واصف رمسيس ويصا قرية الحرانية فيلم مدرسة أبدية مدرسة أبدية النسيج اليدوي دار الأوبرا مدرسة أبدیة

إقرأ أيضاً:

فكرة للنظر.. متى يتعلم الغرب؟

"فإنها لا تعمى الأبصار ولكن نعمى القلوب التي في الصدور." (سورةً الحج اية 46.)

في بحث له نشر مؤخرا رأى الصديق العزيز الاستاذ المحامي صباح المختار أصيل العراق الشقيق ومن أبرز أعضاء الجالية العربية في بريطانيا الذين عرفتهم وربطت بيننا ظروف الهجرة حلوها ومرها وظروف النضال من أجل أمة عربية واحدة متقدمة ومتطورة يحكمها الدستور والقانون وتتبنى قيم الحق والخير والعدل والحرية وكرامة الإنسان.

تلك هي القيم التي جمعت بين كبار المفكرين والمثقفين من أعضاء الجالية العربية في بريطانيا.! وإن كانوا يدركون أنّ الواقع العربي الحالي مازال بعيدا عن تحقيق ذلك الحلم العربي الكبير.

قال الصديق الاستاذ صباح المختار: إن الغرب قد تعلم الدرس من انتفاضة الأقصى في اليوم السابع من اكتوبر 2023. ! كلنا نتمنى بالطبع أن يكون الغًرب قد تعلم الدرس حقا من ذلك الحدث الكبير والمتميز في تاريخ النضال الفلسطيني من أجل التحرير والعودة على مدى ثلاثة أرباع القرن من عمر الزمن.! وكنا نتمنى أن تنتفض كل الديوك العربية وتؤذن في ذلك الفجر الفلسطيني الساطع مع ديك المقاومة الفلسطينية.!!

ولكن هل تعلم الغرب الدرس حقا.!؟

لاشك أن العديد من الدول الغربية التي كانت دائما تدعم الاحتلال الصهيوني لفلسطين وتمد ما يسمى "إسرائيل" بكل ما يعينها على محاولاتها اليائسة طوال تلك السنوات لقمع الشعب الفلسطيني وتضليل العالم بأن فلسطين هي أرضّ الميعاد.لست على خلاف مع الصديق. العزيز بل إنني  أشاركه الأمل في أن يكون الغرب قد تعلم الدرس من عملية طوفان الأقصى وأن يدركوا أن ما قامت وتقوم به المقاومة الفلسطينية هو نفسه ما قام به الجنرال ديغول لمقاومة الاحتلال النازي لوطنه فرنسا.! وهو نفسه ما قام به وينستون تشيرشل لمنع النازية البغيضة من السيطرة على أوروبا.!! وهو نفسه ما قام به الجنرال أيزنهاور القائد العام لقوات الحلفاء في أوروبا لسحق العدوان النازي على اوروبا و على العالم.!!

ولكن يبدو أن الشعوب والحكومات الغربية قد نسيت التاريخ أو أنسيت ذكره.!! وصارت تصف المقاومة الفلسطينية ضد النارية الصهيونية الجديدة بأنها منظمة إرهابية.!!

لاشك أن العديد من الدول الغربية التي كانت دائما تدعم الاحتلال الصهيوني لفلسطين وتمد ما يسمى "إسرائيل" بكل ما يعينها على محاولاتها اليائسة طوال تلك السنوات لقمع الشعب الفلسطيني وتضليل العالم بأن فلسطين هي أرضّ الميعاد. وربط ذلك بعودة السيد المسيح عليه السلام إلى فلسطين قبل قيام الساعة.! كمحاولة إسرائيلية لجذب الدعم المسيحي لليهود المتهمين بصلب السيد المسيح كما يزعمون.!  " وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم  رسول الله و إن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن   وما قتلوه يقينا.." سورة النساء اية 157.

كتبت العديد من البحوث حول "أرض الميعاد" التي وردت الإشارة إليها في القرآن الكريم وفي العهد القديم "التوراة." ولم يبين لنا القرآن الكريم لا مكان ولا حدود تلك الأرض. واكتفى بوصفها بأنها الأرض المباركة، ولكن النص التوراتي الذي لا نجزم بصحته يقول إنها الأرض التي وعدها الله سبحانه وتعالى لسيدنا إبراهيم الخليل وذريته من بعده وهي كما يزعمون الأرض الممتدة من النيل إلى الفرات. ! وتشمل حسب الخريطة السياسية اليوم كلا من العراق والشام (سوريا ولبنان) وفلسطين والأردن وشمال المملكة العربية السعودية وشمال القطر المصري.!! يعني معظم ما يعرف اليوم بالشرق الأوسط.!!

لكي يتعلم الغرب الدرس لا بد للعرب أن يروا هذا الغرب عينهم الحمراء.! ولكن العيون العربية كلها مصابة بمرض التراخوما السياسية فهي لا تبصر ! ولكن العيون العربية تلبس كلها النظارات السوداء لتمنع عنها نور الشمس نور الحقيقة.!في حرب الأيام الستة في يونيو 1967 استطاعت "إسرائيل" احتلال جزء من مصر (صحراء سيناء) وجزء من الشام (هضبة الجولان) ونصف مساحة الأردن وهي الضفة الغربية من فلسطين ثم جزء من جنوب لبنان.! ولكنها لم تستطع احتلال كل الأرض الموعودة لسيدنا إبراهيم الخليل وذريته من بعده.!

ربما لأن العرب أيضا هم من ذرية ولده إسماعيل عليه السلام كما صار بنو إسرائيل هم أحفاد سيدنا يعقوب بن سيدنا اسحق بن إبراهيم عليهم السلام. ويعقوب اسمه أيضا في بعض المراجع إسرائيل.!! والله أعلم.

لكي يتعلم الغرب الدرس لا بد للعرب أن يروا هذا الغرب عينهم الحمراء.! ولكن العيون العربية كلها مصابة بمرض التراخوما السياسية فهي لا تبصر ! ولكن العيون العربية تلبس كلها النظارات السوداء لتمنع عنها نور الشمس نور الحقيقة.!

نحن نملك كل الوسائل وكل الطرق التي تدفع هذا الغرب إلى احترامنا ولكننا صرنا كالدجاجة التي تنام على البيض ولكن البيض لا يفقس .! وقد طال نوم الدجاجة العربية حتى تجاوز ثلاثة أرباع القرن من الزمن ولم يفقس البيض ولا خرجت الكتاكيت.!! حتى جاء طوفان الأقصى وأذن الديك العربي الفلسطيني في فجر السابع من أكتوبر 2023، وزلزلت إسرائيل زلزالها.! وأخرجت المقاومة الفلسطينية أثقالها، وقال الغرب: مالها.!؟

لعل الغرب يتعلم الدرس كما يتمنى الصديق العزيز الاستاذ صباح المختار، والله على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة لله تعالى وبركاته.

*كاتب ليبي

مقالات مشابهة

  • وسائل إعلام فلسطينية : ارتفاع عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي جراء قصف مدرسة تؤوي نازحين في حي الزيتون جنوب مدينة غزة إلى 22 شهيداً
  • بلاتيني يقدم فكرة صادمة: كرة القدم بـ 10 لاعبين أفضل من 11!
  • أمير رمسيس: صورت فيلم «وسط البلد» في شوارع حقيقية
  • حفل نانسي وسعد والشاب خالد.. للعوائل والبنات فقط..!
  • محافظ أسيوط يتفقد المدارس بقرية المندرة وجزيرة الحواتكة بمركز منفلوط  
  • أوبرا وينفري تشتري وثائقي Apple TV+ لإغلاقه
  • فكرة للنظر.. متى يتعلم الغرب؟
  • الأوبرا المصرية تقدم العرض الأول لفيلم "مدرسة أبدية" بنادي السينما.. رحلة فنية توثق إبداع النساجين
  • الأوبرا تقدم العرض الأول لفيلم "مدرسة أبدية" بنادي السينما