ما هي وحدة الرضوان التي هجّرت المستوطنين وأرعبت الكيان؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
الثورة /وكالات
في قصفه الضاحية الجنوبية ببيروت الجمعة الماضية، استهدف طيران العدو قادة وحدة الرضوان ، أكثر الوحدات شهرة وتفوقاً داخل حزب الله ، وهي الذراع العسكري الضارب للحزب.
فما هي وحدة الرضوان التي قضّت مضاجع العدو؟
تشارك وحدة الرضوان في أكثر المهام تعقيداً، ويُنظر إليها كعنصر رئيسي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتأسست وحملت اسمها تيمنا بالقيادي الراحل عماد مغنية، الذي كان يعرف بلقب “الحاج رضوان”، والذي اغتيل في دمشق عام 2008.
ولعبت الوحدة دورا حاسما في تطوير القدرات العسكرية للحزب، وكان مغنية مسؤولاً عن العديد من العمليات النوعية، خاصة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، أما بعد اغتياله فقد أصبحت الكتيبة ذراعا للمقاومة داخل الحزب، وهي تعمل على مواصلة إرثه العسكري.
وتتميز الوحدة إضافة إلى أنها واحدة من أهم مكونات كتائب حزب الله، بتدريبها المتقدم وتجهيزها بعتاد عسكري حديث، ويخضع أفرادها لتدريبات عسكرية شاقة تشمل القتال البري وحرب العصابات والعمليات الخاصة، وتتركز على اللياقة البدنية العالية والقدرة على تنفيذ المهام في ظروف صعبة ومعقدة.
وتُشارك الوحدة في مهام خاصة تتطلب مستوى عاليا من الاحترافية، بدءاً من الهجمات المتقدمة إلى تنفيذ الكمائن واستهداف المواقع الاستراتيجية. كما تُستخدم في العمليات التي تهدف إلى استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية وتحييد خطر القوات البرية الإسرائيلية، وتشارك في تكتيكات حرب الأنفاق.
ولعبت الوحدة دوراً بارزاً في حرب يوليو 2006 ضد الاحتلال الإسرائيلي، وشاركت في العديد من العمليات الهجومية والدفاعية التي أحدثت تأثيرا كبيرا في مسار الحرب، ومن بين هذه العمليات كانت الهجمات على المواقع العسكرية للاحتلال الإسرائيلي المتقدمة، وتنفيذ الكمائن بالصواريخ المضادة للدروع.
النخبة القتالية
تمتاز وحدة الرضوان بقدرات عسكرية متقدمة تشمل الأسلحة المتطورة حيث تتسلح بمجموعة من الأسلحة المتقدمة مثل الصواريخ المضادة للدروع والمدافع الرشاشة وأجهزة الاتصال الحديثة، وتستخدم تقنيات متطورة مثل الطائرات بدون طيار وأنظمة الحرب الإلكترونية.
وتعتمد على تكتيكات معقدة تشمل حرب الأنفاق والكمائن الدقيقة، وتستخدم أيضاً تكتيكات المفاجأة والهجوم المباغت، ما يمنحها تفوقا في المواجهات غير المتكافئة، كما طورت الوحدة قدرات في مجال الحرب الإلكترونية والتجسس، مما يمكنها من استهداف خصومها بشكل أكثر دقة وفعالية.
ورغم السرية التي تحيط بتنظيم وحدة الرضوان، يُعتقد أنها تتكون من عدة وحدات صغيرة ومتخصصة وتتبع مباشرة لقيادة حزب الله المركزية، ويتم اختيار مقاتليها بناءً على معايير صارمة تشمل الخبرة القتالية واللياقة البدنية العالية والولاء الكامل للحزب.
لا عودة للشمال ما دامت الرضوان موجودة
مع بداية معركة طوفان الأقصى، قال رئيس بلدية “كريات شمونة”: ما دامت قوة الرضوان التابعة لحزب الله موجودة على الحدود، فلن نعود للمستوطنة.
فيما أعلن رئيس مجلس مستوطنة المطلة: “مستوطنو المطلة لن يعودوا إلى منازلهم إذا لم يكن حزب الله وقوة الرضوان بعيدين عن مكان وجودهم اليوم، لأن ما حدث في غلاف غزة إذا حدث في شمال فلسطين فالقتلى سيكونون أضعافاً”.
ومؤخرًا، في أغسطس الماضي، أكدت صحيفة “معاريف” العبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بتعزيز عدد من وحدات النخبة التي سيتم استخدامها كقوة تدخل في حالة تسلل عناصر من حزب الله أو حماس إلى داخل فلسطين المحتلة من الشمال.
وتمركزت قوة من وحدات النخبة في جيش الاحتلال في إحدى مستوطنات الجليل، ومن المفترض أن تصد أي تسلل إلى المستوطنات في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن “نشر القوة جاء نتيجة أحداث 7 أكتوبر، حيث يدرك جيش الاحتلال أن تقليص زمن الرد في حالة وقوع هجوم أو حتى أخذ رهائن هو أمر بالغ الأهمية”.
وفي الوقت نفسه، أقام جيش الاحتلال مواقع خرسانية ودروعا ومواقع إطلاق نار في حالة تغلب قوات حماس على أنظمة الدفاع الأمامية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الهدف من إنشاء المواقع هو منع وصول المتسللين إلى عمق الأراضي المحتلة، مع التركيز على المدن الكبرى في الشمال.
وفي وقت سابق، وقال موقع “والا” العبري، إن ضباط في القيادة الشمالية حذروا من “التهديد البري”، مؤكدين أنه لا يمكن استبعاد خطر التسلل نحو المستوطنات على الحدود الشمالية.
ووفقا للضباط، لا يزال بإمكان قوة الرضوان التابعة لحزب الله تنفيذ هجوم منظم على الحدود، بما في ذلك محاولة التسلل إلى مستوطنة أو موقع استيطاني.
وقال ضباط في جيش الاحتلال للموقع: “لماذا لم يفعل حزب الله ذلك حتى الآن؟ لأنه اختار عدم القيام بذلك. لكن من يعتقد أن حزب الله لا يتدرب على إدخال مجموعة من المقاتلين إلى شمال فلسطين المحتلة فهو مخطئ ومضلل”.
وأضافوا أنه “يجب أن يكون الافتراض العملي للجميع هو أن حزب الله قادر على التسلل، ورفع العلم في مستوطنة أو موقع لجيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود وحرق العديد من المباني، ويمكن أن تكون هذه صورة انتصار، ومثل هذا الإجراء يمكن أن يؤثر على المنطقة بأكملها، ويرهب المستوطنين”.
وبحسب الضباط أنفسهم، فقد واصل حزب الله في شهر يوليو 2024 نشر مراقبين وعناصر متقدمة من قوة رضوان في المنطقة الحدودية، من أجل الاستعداد لاستمرار القتال مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مصر في مارس.. وحدة في الصوم بين المسلمين والمسيحيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انطلق أمس شهر مارس الذي يحمل بين طياته أكثر الأيام الروحانية لدى مسلمي ومسيحيي مصر حيث سيكون المصريون بمختلف انتماءاتهم الدينية صائمين ومنغمسين في صلواتهم وطقوسهم الدينية؛ فبدأ الأقباط الأرثوذكس منذ أسبوع الصوم الخمسيني “الصوم الكبير” ليتبعهم مسلمو مصر ببدء صوم شهر رمضان الكريم يوم أمس الموافق 1 مارس ويستمر الصوم لمدة شهر ويختتم بالاحتفال بعيد "الفطر المبارك".
ووفقًا للطقس القبطي، فإن أيام الصوم الكبير هي أقدس أيام السنة، لدي الأقباط، ويمكن أن يسمى صوم سيدي، لأن المسيح قد صامه بنفسه؛ وهذا الصوم هو صوم من الدرجة الأولى حيث يمتنع خلاله الأقباط عن جميع المنتجات الحيوانية ومشتقات الألبان أو الأسماك على عكس صوم الميلاد أو أصوام الدرجة الثانية في الكنيسة، وووفق الطقس الكنسي يبدأ الصوم بعد الانتهاء من صوم يونان بأسبوعين، وتمتد فترة الصوم لـ 55 يومًا، وينتهي الصوم بليلة السبت المعروف بـ«سبت النور» أو ليلة العيد، ويتكون الصوم الكبير من ثمانية أسابيع، وسمي الصوم بالكبير، ليس فقط لأنه الأطول مدة بين الأصوام القبطية الأرثوذكسية بل لأنه يحتوي على ثلاثة أصوام هي: (أسبوع الاستعداد أو بدل السبوت، والأربعين يومًا المقدسة التي صامها السيد المسيح على الجبل، وأسبوع الآلام).
مكانة الصوم في الكنيسة
الصوم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية له مكانة خاصة وعميقة في الحياة الروحية للمؤمنين، حيث يُعتبر وسيلة للتوبة، والتقرب إلى الله، والتطهير الروحي، ووسيلة لتحسين العلاقة مع الله. الصوم ليس مجرد الامتناع عن الطعام فقط، بل هو دعوة للتوبة والصلاة والتفكر في الحياة الروحية.
والصوم يُعتبر أمرًا إلهيًا مفروضًا في الكتاب المقدس، حيث نجد في العهد القديم والعهد الجديد الكثير من الأمثلة على أهمية الصوم في حياة المؤمنين؛ المسيح نفسه صام في البرية لمدة 40 يومًا (متى 4: 1-2)، وأوصى تلاميذه بالصوم في مناسبات معينة.
يقول الأب متى المسكين متأملًا عن الصوم في الكنيسة القبطية: إن الصوم هو محاولة الحياة بدون أكل وهذا يرمز للملكوت والحياة الأبدية؛ فالصوم يعنى استعلان جزئي بحسب الفكر، أما بحسب الحياة الروحية والخبرة فهو تجلي، فيه الإنسان كمخلوق يتجلى ويستطيع أن يحيا بدون طعام، وفى الحقيقة الصوم هو تعبير إلهي، لكنه يفسر بتعبيرات مادية ميتة ضعيفة لا تساوى قيمته للأسف؛ فعندما صام السيد المسيح 40 يوما بدون أكل أو شرب، أراد أن يُرينا صورة التجلي لصورة الجسد الذى يحيا للملكوت، وبالتالي الصوم هو إعداد أو نقلة لحياة أخرى أفضل وأعلى وهى الملكوت، فمن الممكن للإنسان أن يعيش لله بدون أكل ولو فترة، خلالها يستطيع أن يستجلى كيان الإنسان من الداخل، لأننا فعلًا مخلوقون لنحيا بدون طعام، فإحدى الصور المبدعة للصوم أنه تجربة كيانية داخلية فيها نتحسس داخلنا إمكانية قضاء الساعات الطويلة بدون طعام وإشغال الجسد بالطعام، لكى نرتفع كيانيًا بالعقل.
ويتابع، أن الصوم فى الكنيسة الأرثوذكسية محور كل عبادة فردية أو جماعية، أما بالنسبة للفرد فالآباء قالوا: «إذا أردت أن تنجح فى أى فضيلة روحانية فابدأ جهادك بالصوم»؛ لأن الصوم هو أول وأقوى عمل لتحويل الطاقة الجسدية إلى طاقة روحانية، لذلك أصبح الوسيلة الفعَّالة والناجعة لتزكية كل سيرة روحانية، فبقدر ما يعتاد الإنسان الصوم، بقدر ما تستقر نفسه فى علاقتها مع الله وتنكشف أمامه أسرار الحياة.
والكنيسة الأرثوذكسية فى تحديدها لمواسم الصوم ومدَّته اعتمدت على أمرين أساسيين:
الأول: المناسبة التي أوحت إليها الصوم فى حد ذاتها.
الثاني: حاجة الكنيسة دائمًا وباستمرار إلى الصوم فى حد ذاته.
وهذان الأمران هما فى حقيقتهما دافعان عظيمان ومهمان جدًّا للصوم يحويان جوهر العبادة كله، أما المناسبة التي أوحت بالصوم للكنيسة، فهي دائمًا نابعة من سر الخلاص الذي أكمله لنا المسيح، وهي إما ميلاده أو موته أو قيامته، أو حلول الروح القدس وبدء كرازة الرسل باسمه فى العالم كله، أو تقييم الدور الذي أكملته العذراء القديسة مريم فى قبولها سر الخلاص الإلهي الذي كان مخفيًا فيها والشهادة له حتى يوم الخمسين إلى أن حلّ الروح القدس واضطلع هو بالشهادة من بعدها إلى نهاية الزمن.
والعلاقة التي تربط كل من هذه المناسبات بالصوم وتحتِّمه، هى علاقة روحية سرية غاية فى الأهمية، إذ يستحيل أن ندخل مثلًا فى سر الميلاد الذي هو استعلان الله فى الجسد الإنساني، إذا لم نسمو بأفكارنا وحواسنا الجسدية إلى مستوى إلهي. وقد قلنا سابقًا إن الصوم هو الوسيلة العُظمى لتحويل الطاقة الجسدية فكريًا وعاطفيًا إلى طاقة روحانية. إذن، فلا مناص من الصوم إن كنا نريد أن نستعلن روحيًا سر الخلاص القائم والمُعلَن فى ميلاد المسيح.
الصوم بين المسيحية والإسلام
الصوم هو ركيزة مهمة في كل من المسيحية والإسلام، ويشترك في العديد من الجوانب الروحية والعملية بين الديانتين. رغم أن الصوم في كل ديانة يختلف في تفاصيله وشروطه، إلا أن هناك جوانب عديدة مشتركة تعكس أهمية الصوم كوسيلة للتقوى والتقرب إلى الله؛ لذلك يكون شهر مارس شهر روحاني من الدرجة الأولى لدى المصريين.
يُعتبر الصوم في كل من المسيحية والإسلام وسيلة للتقوى والطهارة الروحية، ويُساعد المؤمنين في كبح الشهوات الجسدية والتركيز على الحياة الروحية، مما يعزز العلاقة مع الله، الصوم في المسيحية يكون وسيلة للتوبة والرجوع إلى الله، بينما في الإسلام يُعتبر وسيلة لتنقية النفس وزيادة التقوى والتقرب إلى الله.
وفي ذات السياق يستفيض بالحديث القس بولا فؤاد رياض كاهن كنيسة مارجرجس بالمطرية حول تلك الجوانب المشتركة في تصريحات خاصة لـ"البوابة": ما أروع وأجمل الجو الروحاني الذي تعيشه بلادنا مصر في هذه الأيام المباركة؛ فجميع الشعب المصري صائماً، ومصلياً، ومُزكياً من أمواله على المساكين والمحتاجين، لعل الله يستجيب لأصوامنا وصلواتنا.
وتابع، وكلمة صوم هى من أصل سرياني وتعني في اللغة العربية الانقطاع والإمساك عن الطعام والشراب، قَدِّسُوا صَوْمًا. نَادُوا بِاعْتِكَافٍ". (يوئيل 1: 14)، في العهد القديم صام موسى النبي أربعين نهاراً وأربعين ليلاً على جبل سيناء قبل أن يستلم لوحي الشريعة (الوصايا العشر) من الله، وأيضاً صام نبي الله إيليا أربعين نهاراً وأربعين ليلاً، وكذلك قديماً صام أهل نينوى (في العراق حالياً) وغيرهم من الأنبياء في العهد القديم.
٢- بينما في العهد الجديد صام السيد المسيح قبل بدء خدمته أربعين نهاراً وأربعين ليلاً، وصام الفريسيون يومي الأثنين والخميس كما ذكر في إنجيل لوقا (لو ١٨: ١٢) أصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ" هذا ما قاله الفريسي في مثل الفريسي والعشار. أما في إنجيل متى قال السيد المسيح "وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً". (مت 6: 16- 18)
وأكمل، أن الصوم له تأثير كبير على النفس البشرية فهو يسمو بها إلى مستويات روحية ونفسية ومعنوية عالية، لذلك من حكمة الكنيسة أعطتنا أسبوعا لكي نستعد لكي نكون مستحقين أن نصوم مع المسيح، فترة الصوم تكون انقطاع عن الأكل والشراب ثم نتناول طعام نباتي بدون أي بروتين حتى السمك (وذلك في الصوم الكبير) وفي بعض الأصوام يمكن تناوله لأن طريقة تكاثره مثل النبات لأن الأنثى تضع البيض والذكر يلقح البيض وليس الأنثى.
واختتم القس بولا فؤاد كلمته قائلاً: نتمتى لكل المصريين صوماً مقدساً مقبولاً وكل عام ومصر كلها بخير وسلام أعاد الله علينا جميع الأصوام والأعياد ونحن جميعاً بمنتهى الخير والمحبة والسلام وفي رباط إلى منتهى الأعوام.
درجات الصوم في الكنيسة
ويمتنع الأقباط خلال الصوم الكبير عن أكل اللحوم والألبان وكافة المشتقات الحيوانية ولا يسمح في هذا الصوم بأكل الأسماك كونه من أصوام الدرجة الأولى من بين أصوام الكنيسة؛ وهناك البعض يزيدون في درجة النسكية والروحانية حيث يصومون انقطاعيًا بدءًا من شروق الشمس إلى غروبها، ويزداد اتخاذ هذا الدرب بين الآباء الأساقفة والكهنة وبالأخص الرهبان المتنسكين في البراري.
ويقضي الأقباط غالبية أيامهم في صيام، حيث يتعدى عدد أيام الصوم على مدار العام أكثر من 200 يوم صوم، وتنقسم الأصوام في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من حيث درجة النسك إلى درجتين أصوام درجة الأولى وأصوام الدرجة الثانية.
الدرجة الأولى
◀ الصوم الكبير: وهو أقدس الأصوام من بين أصوام الكنيسة ومدته 55 يوما يحتوي على ثلاثة أصوام هي: (أسبوع الاستعداد، الأربعين يومًا المقدسة التي صامها المسيح صومًا انقطاعيًا، أسبوع الآلام).
◀ صوم الأربعاء والجمعة: مدته يومين أسبوعيًا على مدار العام باستثناء الخمسين المقدسة وعيدي الميلاد والغطاس.
◀ صوم نينوى: مدته ثلاثة أيام ويسبق الصوم الكبير بأسبوعين.
◀ برامون الميلاد الغطاس: مدته من يوم إلى ثلاثة أيام قبل عيد الميلاد مباشرة.
ووفقًا لطقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فإن أصوام الدرجة الأولى هي التي لا يجوز فيها أكل السمك، فالصوم الكبير مدته 55 يوما موعده متغير حسب موعد عيد القيامة.
أصوام الدرجة الثانية
◀ صوم الرسل: هو صوم مدته متغيرة من اليوم التالي لعيد العنصرة حتى 5 أبيب بالتقويم القبطي.
◀ صوم العذراء: مدته 15 يوما من 1 - 16 مسرى.
◀ صوم الميلاد: وهو صاحب تقرير اليوم.
بينما تلك الأصوام هي التي يجوز فيها أكل السمك.
أصوام الدرجة الثالثة
وهذه الدرجة خاصة بصوم السيدة العذراء مريم؛ وهو غير محدد فترة الصيام الانقطاعي فيه كل حسب مقدرته مع الاتفاق مع أب الاعتراف، يُأْكَل فيه سمك عدا الأربعاء والجمعة، مدته 15 يوم غير محدد الأيام لكنه ثابت التاريخ من أول مسرى حتى 16 مسرى وهو عيد صعود جسد السيدة العذراء، وتصومه الكنيسة استشفاعًا ببتولية وطهارة العذراء مريم.
الأب متى المسكين القس بولا فؤاد رياض