خبراء: زيارة رئيس الدولة للولايات المتحدة محطة تاريخية ترسخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
عبدالله أبوضيف وشعبان بلال (واشنطن)
أخبار ذات صلة سفير الإمارات يلتقي وزير خارجية تركمانستان السفارة المكسيكية بالدولة تحتفل باليوم الوطني زيارة رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة تابع التغطية كاملةتبرز العلاقات الإماراتية الأميركية نموذجاً مشرقاً للتعاون الوثيق والشراكة الاستراتيجية، في إطار سعي البلدين لمستقبل أكثر تقدماً وازدهاراً.
تحظى الزيارة المرتقبة بحالة كبيرة من الاهتمام من وسائل الإعلام الدولية والأميركية والمراقبين، حيث أكد خبراء من الولايات المتحدة لـ«الاتحاد» أن الزيارة تأتي بوقت غاية في الأهمية، ومن المتوقع أن تشهد مناقشات موسعة حول الواقع الإقليمي الحالي، لاسيما أن دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تمثل قوة داعمة للاستقرار في المنطقة.
التعاون بين البلدين
أشار المحلل الجيوسياسي الأميركي جون روسوماندو إلى أن تعزيز التجارة والتعاون بين البلدين في مجالات، أبرزها الذكاء الاصطناعي، سيكون جزءاً مهماً من المباحثات، إلى جانب المناقشات مع المسؤولين وأعضاء الكونغرس ورؤساء الشركات الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية.
وأعرب روسوماندو عن اعتقاده بأن مباحثات القمة ستتطرق إلى مناقشة سبل إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وإنهاء الأزمات دفع جهود السلام هناك، استناداً إلى جهود الإمارات ودورها القيادي في الدبلوماسية الإقليمية والدولية، والذي يهدف لتعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم.
الابتكار التكنولوجي
بدورها، شددت المحللة الأميركية إيرينا تسوكرمان على أن هذه الزيارة تمثل تطوراً مهماً في العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن العلاقات الثنائية تشهد نمواً مطرداً باستمرار، بفضل التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي.
وأضافت تسوكرمان أن قضايا الطاقة والتعاون في مجل البيئة ستكون من الأولويات، خاصة بعد استضافة الإمارات لمؤتمر «COP 28»، حيث ستكون هناك متابعة للالتزامات والمشاريع التي تم الإعلان عنها في ذلك الوقت، ومن القضايا الأخرى التي قد تطرح للنقاش، الحرب في غزة، وإعادة الإعمار والاستقرار في الشرق الأوسط، والدبلوماسية الإقليمية.
وحسب الخبيرة في الشؤون الأمنية، فإنه من المتوقع أن تركز المناقشات أيضاً على الاستثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية، إضافة إلى تعزيز التبادل التعليمي والتعاون في مختلف المجالات الاقتصادية، لاسيما أن الزيارة تأتي في لحظة محورية تعزز فيها الإمارات دورها القيادي إقليمياً ودولياً، وتسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز علاقاتها مع شركائها في المنطقة، بما يخدم استقرار المنطقة، ويدعم المصالح المشتركة.
المُساعدات الإنسانيّة
يمثل التنسيق الإماراتي الأميركي بشأنِ المُساعدات الإنسانيّة والتنمويّة وإحلال السلام والأمن في العالم، ركيزة مهمةً، فالإمارات مستمرة في نهجها بتقوية جسور الشراكة وتعزيز الحوار وبناء علاقات فاعلة ومتوازنة تقوم على الثّقة والمصداقيّة والاحترام المتبادل مع دول العالم، لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع، وبما يعزز مكانة الدولة وثقلها الاستراتيجي كلاعب فاعل ومؤثرٍ في مختلف القضايا والأزمات والملفات الإقليمية.
قضايا استراتيجية
قالت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتورة نهى بكر، إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للولايات المتحدة تعد حدثاً مهماً على المستويين السياسي والاقتصادي، متوقعة أن تتناول قضايا استراتيجية عدة، مثل التعاون في مجالات الابتكار، والاستثمار، إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الثقافة والتعليم، وأن تشمل لقاءات مع كبار المسؤولين الأميركيين، للتباحث حول التحديات الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون في مجالات مثل الأمن والطاقة.
وذكرت أنه من المرجح أن تتطرق الزيارة للظروف الراهنة، وفي مقدمتها الوضع في غزة، ونقاشات مع المسؤولين الأميركيين حول الجوانب الإنسانية، والتركيز على الوضع الإنساني الصعب في القطاع، وضرورة تيسير تقديم المساعدة الدولية العاجلة للسكان المتضررين، ووقف إطلاق النار والتباحث حول عدم توسيع الصراع في المنطقة.
وشددت أستاذ العلوم السياسية على أن هذه الزيارة تعزز العمل على استقرار منطقة الشرق الأوسط في ظل التوترات التي تشهدها، بالإضافة إلى التعاون لمواجهة التحديات الإقليمية.
الدور الإماراتي
في السياق ذاته، يرى الخبير السياسي والاستراتيجي الأردني الدكتور عامر السبايلة، أن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الولايات المتحدة ستكون لها نتائج مهمة في تعزيز استقرار منطقة الشرق الأوسط، خاصة الوضع في غزة.
الجهود الدبلوماسية
قالت الباحثة السياسية سارة عبد السلام، إن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لواشنطن تتزامن مع الجهود الدبلوماسية التي تقودها الإمارات لوقف الحرب، وإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة، متوقعة أن تأتي معالجة الأزمة الإنسانية على رأس أجندة المباحثات بين الجانبين.
وتوقعت عبدالسلام أيضاً أن تسهم تلك المحادثات في دفع جهود وقف إطلاق النار والتهدئة في غزة، لاسيما في ضوء رؤية الإمارات التي ترتكز بشكل رئيس على تعزيز السلام وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وتابعت الباحثة أن الولايات المتحدة تتعامل مع الإمارات باعتبارها شريكاً موثوقاً وفاعلاً رئيساً على المستويين الإقليمي والعالمي، وتعي الإدارة الأميركية جيداً حرص الإمارات وسعيها الجاد لتحقيق السلام والاستقرار، وهو ما يجعل الإمارات وسيطاً نزيهاً بين مختلف الأطراف، وما يجعل المباحثات الإماراتية الأميركية المرتقبة فاعلة وبناءة ومثمرة.
وشددت على أن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة لواشنطن تؤكد متانة العلاقات الجيوستراتيجية الراسخة بين الجانبين، لا سيما أن الزيارة هي الأولى من نوعها لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى واشنطن منذ تسلمه مقاليد الحكم؛ لذا من المقرر أن يشكل اللقاء المزمع مع الرئيس جو بايدن، مرحلة مهمة في العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة.
الدور الإنساني
ذكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن الدكتور نبيل ميخائيل، أن الاهتمام الكبير بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الولايات المتحدة تؤكد الدور المركزي والمحوري لدولة الإمارات، خاصة أن الزيارة تأتي على خلفية توترات كثيرة تشهدها المنطقة والعالم.
وأضاف ميخائيل أن مباحثات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، مع الرئيس بايدن، قد تتطرق بالضرورة لتطبيق وقف فوري لإطلاق النار، ومناقشة الأوضاع الراهنة، وتجنب التصعيد في المنطقة، من منطلق العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين، والدور الإنساني المهم الذي تلعبه الإمارات في غزة.
تاريخية
وصف مدرس العلوم السياسية والقانون الدولي المصري، الدكتور هيثم عمران، زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الولايات المتحدة بأنها تاريخية، كونها تأتي في ظل حالة من التصعيد غير المسبوق تشهدها المنطقة، وفي ظل مخاوف من توسع ساحات الصراع وامتدادها إلى جبهات جديدة، مثل لبنان.
وشدد على أن الإمارات لديها رؤية مشتركة لإحلال السلام في المنطقة، وتسعى لتوظيف دورها ومكانتها الإقليمية والدولية لوقف الصراع في المنطقة، خاصة في غزة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الولايات المتحدة واشنطن زيارة رسمية الاقتصاد التجارة محمد بن زايد صاحب السمو رئیس الدولة إلى الولایات المتحدة العلوم السیاسیة بین البلدین فی المنطقة أن الزیارة التعاون فی فی مجالات حفظه الله على أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبراء: اجتماعات الحكومة تعكس طموح الإمارات في الريادة واستشراف المستقبل
تُعتبر الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات محطة وطنية رئيسية لاستعراض ومناقشة أجندة التكامل الاتحادي المحلي، بهدف تحديد أهداف واضحة ومشاريع وطنية للعام 2025.
وأكد الدكتور سالم مخلوف النقبي، باحث في الدراسات الإسكانية، عبر 24، أن الاجتماعات السنوية تعكس طموح دولة الإمارات لتكون نموذجاً ريادياً في استشراف مستقبل الحكومات، وتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي، واستباق التحديات والجاهزية للتعامل مع المستجدات، من أجل تحقيق التنمية المستدامة في جميع القطاعات الحيوية والرئيسية. ولفت إلى أن هذه الجهود تهدف إلى تعزيز التنافسية الدولية وضمان توفير الحياة الكريمة للمواطنين وتحقيق الرفاهية لجميع أبنائه والمقيمين على أرضه.
وأوضح النقبي، أن الحكومة تعمل على تقديم برامج دعم شاملة للأسر في دولة الإمارات، من خلال سياسات الإسكان والدعم الاجتماعي وغيرها، وقد أطلقت سابقًا مبادرات متعددة مثل برامج الإسكان التي توفر مساكن ميسّرة للمواطنين، مما يعزز الاستقرار الأسري.
وقال: "تُعنى الحكومة بدعم برامج الرعاية الاجتماعية من خلال تقديم المساعدات المالية والدعم المستمر لذوي الدخل المحدود، بهدف تمكينهم من عيش حياة كريمة ومستقرة. كما تتبنى الحكومة سياسات تشجع التوازن بين العمل والحياة الأسرية، مما يسهم في دعم التماسك الأسري".
من جانبه، قال الدكتور عبدالحليم إبراهيم، خبير اقتصادي: "تأتي الاجتماعات السنوية في سياق سعي الدولة إلى اعتماد رؤية مشتركة وموحدة لمواجهة التحديات وتحقيق المكتسبات، ولرسم خارطة طريق شاملة وواضحة لمواصلة مسيرة العطاء والتقدم والازدهار، في إطار من الفاعلية والكفاءة لتسخير الموارد المتاحة لتحقيق التنمية المستدامة التي يلمس المواطن والمقيم نتائجها على أرض الواقع تقدماً ورخاءً".
وأشار إلى أن عقد هذه الاجتماعات في ظل التطورات الإقليمية المهمة يُكسبها أهمية خاصة، حيث تعتبر أداة لرسم رؤى وطنية مشتركة تسهم في تخفيف تداعيات الأحداث الجارية على شعوب المنطقة، انطلاقًا من حرص الدولة على تسخير الموارد لدعم وتطوير كافة دول وشعوب المنطقة، كدولة محورية تحظى باحترام وتقدير الجميع.
#محمد_بن_راشد: ترأست اليوم الاجتماعات السنوية لحكومة #الإمارات والتي انطلقت في العاصمة أبوظبي.. وبدأنا الفعاليات الحكومية لهذا التجمع الوطني عبر اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء.. الاجتماعات السنوية تجمع أهم 500 مسؤول في الإمارات تتضاعف أهميتها.. لأن العمل بروح الفريق الواحد بين… pic.twitter.com/1Bi7TqDxs5
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 4, 2024 تمكين الشبابوأشار الدكتور باسل بشير، الباحث في الاجتماع السياسي، إلى أن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، وبرنامج القيادات الحكومية الشابة 2024، الذي يستهدف الشباب دون 35 عامًا، يُسرع بفاعلية من تحقيق الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات في تمكين الشباب وتأهيلهم للقيادة الرشيدة، والتي تضع الدولة في مصاف أفضل خمس دول في العالم بحلول عام 2050. كما أنها تُترجم رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في توجيهاته للشباب: "نريد أن ننافس بكم دول العالم"، وأيضًا في قوله: "لا مكان في المستقبل لمن يفتقد إلى العلم والمعرفة".
ونوه بشير إلى أهمية هذا البرنامج الطموح وتأسيس "مجلس القيادات المؤثرة"، من خلال استضافة عدد من القادة الحكوميين ذوي الخبرة والريادة المهنية لتمكين الشباب واكتسابهم المهارات والخبرات. كما يشمل البرنامج حوارات معمقة تهدف إلى ضمان قيادة رشيدة مؤهلة تعتمد أفضل المعايير في الإدارة العلمية الحديثة في المستقبل.
وأشار أيضًا إلى أنه لأول مرة يمكّن العنصر النسوي من اجتياز الاختبارات العملية والمهنية التي أُجريت لاختيار القادة، حيث نجحت 25 قائدة شابة مقابل 20 قائدًا من الشباب، مما يبيّن الدور المهم والحيوي الذي ستضطلع به النساء وتمكينهن من المشاركة جنبًا إلى جنب مع الرجال في قيادة الحكومة الرشيدة في المستقبل.
مواطنون: اهتمام القيادة بالقطاعات الحيوية عزز رخاء الأسرة الإماراتية#الإماراتhttps://t.co/MnO5VrrJS9
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 5, 2024